التناول الإعلامي الخبيث لأحداث ثورة الشام المباركة على قناة الجزيرة (ج1)
خمس سنوات مضت وثورة سوريا - التي حيرت أمريكا وحلفاءها
وعملاءها في المنطقة - لم تتوقف أو تفتر، رغم تكالب دول الكفر أعداء الإسلام عليها وعلى أهلها، أعداء شرسون لا يعرفون الرحمة يقتلون أطفال الشام دون أن يرف لهم جفن، في المدارس والبيوت والأسواق والساحات، مجرمون يستخدمون الأسلحة الكيماوية والحصار والتجويع والطرد والتشريد والاعتقال والتعذيب، نظام بشار المجرم وإيران
وحزبها في لبنان والروس وأمريكا وعملاؤها. ولا يخفى على المتلقي
المتبصر خبث التناول الإعلامي العالمي والمحلي، الغربي والعربي لأحداث الثورة، حيث يستمر الإعلام بتوجيه المسار في الاتجاه الذي يريده الغرب الكافر ولا يهتم لما يريده المسلمون في الشام وحول العالم.
فالتناول الإعلامي للقضية انصبّ في ناحيتين أساسيتين:
أولاهما: الترويج وبقوة للحل السياسي الذي تطرحه أمريكا
وأتباعها ممن باعوا ثورة الشام متمثلاً في إبراز الحكومة البديلة في شكل "الائتلاف الوطني السوري المعارض"، وإبراز المؤتمرات التي عقدت لمناقشة هذا "الحل"، وآخرها مؤتمر الرياض الذي أسس للمفاوضات والهدن مع النظام المجرم، هذا الحل الذي يعمل على تثبيت نظام بشار وليس إسقاطه، وتبديل عميل بعميل، رفضه الثوار الأحرار الأطهار على الأرض ورفضوا مخرجات جنيف 1 و2 و3 حيث أثبت الائتلاف فشله.
كما تجاهل الإعلام بكل أشكاله الحل لقضية اللاجئين من أهل سوريا التي تناولها في إطار الحدود السايكسبيكوية فقط لا غير! وبرر لتركيا بناء جدار عازل على الحدود مع سوريا، كما لم يناقش الإعلام قضية تنصير هؤلاء اللاجئين الذين نزحوا إلى أوروبا وقضى الآلاف منهم غرقاً، ومن وصل منهم لاقى أكثر المعاملات ذلا ممن يدعي الحضارة ويرفع شعار حقوق الإنسان، ولفت الإعلام النظر بعيداً عن أسباب مشكلة اللجوء السياسي وكأنه تحصيل حاصل للثورة، واستغل الصور التي تحوي مشاهد الجثث جراء القصف أو التعذيب في المعتقلات وصور الدماء والأشلاء والهياكل العظمية نتيجة الحصار والتجويع، ونشرها بكثافة، لتكون كورقة ضغط على الرأي العام لمطالبة الفصائل المقاتلة ضد النظام بقبول شروط الأعداء وهذا ما حدث حتى اللحظة!
ثانيهما: تهميش الحل الصحيح والذي يطالب به جل أهلنا في سوريا وفصائلها المقاتلة على الأرض، وهو إسقاط النظام وتغييره تغييراً جذرياً، بإقامة نظام الحكم في الإسلام، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، والتي كانت دمشق عاصمتها من قبل، فالإعلام يحاول بخبث إيصال مفهوم أن تطبيق الإسلام في سوريا يكون بحكم بديل للأسد، بل ذهب إلى أكثر من ذلك حيث أظهر أن "الإسلاميين" متخلفون وإرهابيون، كل ذلك ليضرب المفهوم الشرعي الصحيح للخلافة الراشدة الشرعية.
ومن أبرز القنوات العربية التي تصدرت التناول الإعلامي لثورة الشام المباركة هي قناة الجزيرة القطرية، فهل أنصفت الجزيرة الثورة أم أعانت الطاغية بشار وحلفاءه على إبادة الأبرياء؟ للإجابة على هذا السؤال علينا أن نبحث في عدة نقاط وأن نعرض التناول الإعلامي للقناة على قاعدة العقيدة الإسلامية وما يجب أن يكون عليه الإعلام في الإسلام:
1-سياسة القناة الإعلامية وتوجهاتها ومصدر التمويل والقائمين عليها.
حازت قناة الجزيرة على ثقة المتلقي المسلم كونها قناة "جريئة" ومثيرة للجدل تكشف ما يدور على أرض الواقع، إلا أن المتابع يجب أن لا يتناسى أو يتجاهل حقيقة ارتباط هذه القناة بقناة الـــ (bbc) البريطانية والتي تبث مشروعها السياسي حول العالم من خلال سبعين لغة، نشأت كإذاعة، ضمن المخطط الاستعماري لنشر أفكار الباطل والغزو الثقافي
والفكري للمسلمين في عقر دارهم، فبريطانيا الدولة العجوز الحاقدة على الإسلام والمسلمين ما كانت يوما لتسمح بعودة نظام الحكم في الإسلام، "نظام الخلافة الراشدة" بعد أن هدمته سنة 1924 في تركيا.
"الجزيرة تعمل بكل قوتها على إنقاذ نفوذ الغرب في بلاد الإسلام" :
حملة إظهار حقيقة الجزيرة خبث الجزيرة يطيل حصار بشارتقرير قناة الجزيرة عن حصار الزبداني و مضايا
كل التقارير تنشرها قناة الجزيرة من أجل إخضاع أهلنا في الشام وتركيعهم واستسلامهم, فهي في تناولها الإعلامي تحبط المعنويات وتساوي بين حصارين مختلفين من حيث المحاصِر والمحاصَر وشدة الحصار وآثاره، فتساوي بين مضايا التي يحاصرها النظام وحزب إيران الإجراميين والتي أحكم عليها الإغلاق بشكل كامل، مع كفريا والفوعة المواليتين للنظام والتي يحاصرها الثوار لكن تدخل إليها المساعدات ولو من الجو.
ورسالة أخرى تريد قناة الجزيرة إيصالها من خلال التركيز على الجوع وعلى حصيلة المجازر الدموية وهي قبول المتلقي بالوضع كما هو إلى ما لا نهاية! إن توثيق الصور المؤلمة دليل على تابعية القناة لبريطانيا ما دام لم تُستنهَض همم الجيوش الإسلامية لنصرة سوريا ولم يُحاسَب حكام وعلماء المسلمين على سكوتهم على ما يحدث.
مضايا وتعز.. هل بات التجويع سلاحا لإخضاع المعارضين؟تقرير الجزيرة عن معاناة مضايا:
مضايا.. قصة موت معلناستخدمت الجزيرة في هذا التقرير أسلوب إخفاء انحيازها للمنظمة الأداة لأمريكا المتآمرة مع نظام المجرم حين وجهت الجزيرة في مقدمة التقرير اتهاما للأمم المتحدة بالتواطؤ مع النظام حيث ذكرت:
"وكشفت المعلومات في وقت لاحق عن تواطؤ بعض الهيئات التابعة للأمم المتحدة ضمنا مع النظام، عبر التهوين من الأزمة الإنسانية في مضايا مما حرمها من الاهتمام العالمي وأجله إلى حين خروج صور الأطفال والشيوخ وهم يتضوّرون جوعاً، غير أن الجزيرة باسم الحيادية دافعت بمكر عن موقف تلك المنظمة الإجرامية من خلال سرد ردود وتصريحات مسؤولي الأمم المتحدة في هذا الشأن وختمت بها التقرير دون مناقشتها.
الإعلام العربي بخاصة يركز على توجيه المتلقي المسلم على أن الحلول لتغيير أوضاعهم السياسية والاقتصادية وغيرها بيد مجلس الأمن، حتى يبعده عن التفكير الصحيح والسليم في حل مشاكله وقضاياه المختلفة.
وفي ثورة سوريا يركزون على ذلك، كهذا الخبر:
مجلس الأمن يبحث أوضاع المدن السورية المحاصرةحُصرت الفواجع في قضية الحصار واللجوء ولم يلتفت الإعلام إلى أن الكارثة في إبقاء نظام بشار وإطالة عمره بالسكوت عليه ودعمه بالتناول الإعلامي المبتور!
تناول إعلامي لا يرتقي لحجم الحدث مما يقوض مهنية القناة، ففشل النظام العالمي في معالجة القتل المستعر، متمثلاً في فشل المؤتمرات الخائنة والمنظمات الإنسانية، هو فشل أمريكا ومبدئها الرأسمالي في قيادة العالم وإطالة عمر النظام العالمي بالترويج الإعلامي يعني إطالة عمر الظلم والإرهاب ونهب ثروات بلاد المسلمين وإبادتهم! ولا تذكُر قناة الجزيرة القصف الروسي للشام إلا في إطار نقل المشاهد الدموية وأعداد الشهداء ولا تحث الجيوش في بلاد الطوق على الجهاد ودحر الكفار وإسقاط النظام!
2-ينصب عمل أبرز
إعلاميي قناة الجزيرة، د. فيصل القاسم، على تشويه مفهوم الخلافة الراشدة الصحيح والشرعي بأن يلصق به مفهوم تنظيم الدولة
وأعماله العنيفة والهمجية،
وخلافتهم التي يدعون والمخالفة للشرع. ويدعي د. القاسم
الدرزي، أن العاملين للخلافة الراشدة الحقيقية مجرد "حالمين"، وقام بذلك في التوقيت الذي قويت
فيه الدعوة لإقامة الخلافة الراشدة
على منهاج النبوة بين الثوار، وعندما كثف حزب التحرير مسيراته الحاشدة وصعد من حملاته ودعواته للفصائل المقاتلة بالاعتصام بحبل الله ونبذ النفوذ الغربي والتصدي لمؤامرته المتمثلة في مؤتمرات جنيف والرياض و"الائتلاف المعارض"، ورفض المفاوضات مع النظام المجرم ورفض المال السياسي القذر والتركيز على إسقاط النظام السوري ونصرة أهل القوة والمنعة لإقامة الخلافة الراشدة ورفع راية رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليست السابقة الأولى ولن تكون الأخيرة لمحاولات قناة الجزيرة والقائمين عليها في تشويه نظام الحكم في الإسلام، خدمة لمصالح بريطانيا العجوز الحاقدة على الإسلام والمسلمين.
جواب بسيط إلى د. #فيصل_القاسم (المستقبل لدين الإسلام شاء من شاء وأبى من أبى)
فهل يجرؤ د. فيصل على استضافة شباب حزب التحرير لنقاش قضية الخلافة الراشدة وليتناول ثورة الشام المباركة من الزاوية الصحيحة؟!