السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله على عودة منتدى الناقد الاعلامي
سائلا الله ان يجعله منبرا للصدع بكلمة الحق المبين
ومنارة لانارة عقول المسلمين
وضوءا ساطعا يكشف زيف الباطل والمبطلين
وحجة دامغة تنسف ضلالات المضلين
وسيفا مصلتا على رقاب العملاء التابعين
واسمحوا لي اخوتي المشرفين ان اضع هذا الموضوع كاول موضوع بعد عودة المنتدى للعمل
مواقف «حزب التحرير» أثارت المخاوف عند المسلمين والمسيحيّين... أين هم المعتدلون السنّة؟
هل هناك من اغتصب السلطة الإسلامية ليُطالب بـ«استرداد السلطان الإسلامي» ؟
نشوء أنظمة إسلامية ستُعيد الى أذهان المسيحيّين عهود «الذمّـة»
قيام دولة إسلامية يعني إعلان حرب طائفيّة في المنطقة تبدأ ولا أحد يعرف متى تنتهي
Tuesday, September 20, 2011 - 12:20 AM
دموع الاسمر
اثارت مواقف حزب التحرير الاخيرة عاصفة من ردود الفعل التي رأت في ما أدلى به رئيس المكتب الاعلامي للحزب احمد القصص، اشارة خطيرة الى ما ستؤول اليه الاحداث الجارية في كثير من الدول العربية من تونس الى مصر وليبيا واليمن وبشكل خاص في سوريا التي ركز القصص على مجريات الاحداث فيها وشن هجوما طاول القيادة السورية والبطريرك الراعي على حد سواء على خلفية موقف الاخير من احداث سوريا وخشيته من حرب أهلية يذهب ضحيتها الوجود المسيحي في سوريا والمشرق العربي كله ومن احتمالات تفتيت المنطقة الى دويلات طائفية تكون مبررا للكيان الصهيوني المزروع في فلسطين.
يبدو من مضمون محاضرة القصص للردّ على البطريرك الراعي ان قضية الخلافة الاسلامية هي القضية الجوهرية التي لا يتاونى الحزب عن خوض النضال السياسي والعقائدي من اجل تحقيقها واخراجها الى حيز الوجود، لا بل يمكن استقراء هذا الموقف من خلال نظرة الحزب الى احداث سوريا التي يرى فيها فرصة ذهبية لتحقيق هذا الهدف الذي يتوافق عليه ويلتقي حوله معظم التيارات الاسلامية الاصولية المتشددة وهو الحلم الذي يسعون لاحيائه، وقد رأوا ان هذا الحلم بات قاب قوسين او ادنى عبر الانتصار لما يسمونه «الثورة السورية»، وكان الحزب اول من اخذ موقفا مؤيدا لهذه الثورة واول من دعا الى تظاهرات مؤيدة وداعمة لها ومنددة بـ «النظام السوري».. ولم يعد خافيا على أحد ان الموقف من النظام مبني على خلفية مذهبية وعلى أن غالبية الشعب السوري هم من الطائفة السنية وانه قد آن الاوان لتكون هذه الطائفة هي السلطة، ليس في سوريا وحسب وانما في البلاد العربية كافة، لكن عبر اداة منظمة هي حزب التحرير الساعي الى استلام زمام السلطة في اية دولة من دول «بلاد الشام» حسب اعتقاد الحزب وانه ما ان يستلم مقاليد الحكم في دولة من دول الشام حتى تكون البلاد قد خطت الخطوة الاولى نحو قيام الخلافة الاسلامية والتي يرونها ضرورية ان تكون دمشق هي قاعدة هذه الخلافة، وهنا يلتقي حزب التحرير مع الاحلام العثمانية في اعادة هذه الامبراطورية الى مجدها والى سابق عهدها.
في هذا الاطار يحتفل حزب التحرير في كل عام بذكرى انهيار الخلافة العثمانية ويعتبرها بمثابة النكبة فيبقى مصرا على احياء هذه الذكرى كي لا تندثر وكي تبقى حيّة في ذاكرة المسلمين، لاجل ذلك ليس غريبا ما طرحه القصص في مؤتمره الصحفي معتبرا ان موقف الراعي هو قرار بالانضمام الى تحالف الاقليات وتوجيه فاتيكاني ناتج خوف من استرداد «الأمة الاسلامية.. سلطانها المغصوب» ما يعني انها ستحيي حياتها الاسلامية وتعيد تطبيق نظام الاسلامي عن طريق اقامة الدولة الاسلامية ومن ثم لتحمل الاسلام من جديد رسالة الى العالم، وهذا ما يرى فيه الفاتيكان بالطبع خطرا داهما لطالما واجهه خلال القرون الماضية.
في هذا الكلام وحسب مصادر سياسية مؤشرات خطيرة تدل على سعي لانشاء دولة اسلامية وعلى «استرداد السلطان الاسلامي المغصوب» وان هناك من اغتصب السلطة الاسلامية ويخشى عودة الدولة الاسلامية، وبذلك فان نشوء دول اسلامية تقودها حركات وتيارات اسلامية في المشرق العربي هو ما تخشاه الطوائف الاخرى وفي احداث العراق ومصر ما يؤكد ان مؤامرة مرسومة لدولنا في المشرق والعالم العربي نحو تفتيت المنطقة التي اشار اليها البطريرك الراعي مؤخرا.
كلام القصص اثار مخاوف الجميع وحتى مخاوف المسلمين المعتدلين الوسطيين الذين رأوا في هذا الكلام ما هو مثير للفتنة الطائفية والمذهبية، معتبرين ان المشرق العربي هو منطقة مميزة بتنوع الطوائف والمذاهب وتعددها وانها منطقة ذات نسيج متشابك من هذه الطوائف ولا تستطيع طائفة ان تظغى على اخرى وان قيام دولة اسلامية سيكون اعلان حرب طائفية في المنطقة تبدأ ولا يعرف احد متى تنتهي.
فالقيادي في جبهة العمل الاسلامي في لبنان الشيخ جميل رعد يرى ان حزب التحرير يعمل خارج السياق السياسي المتعارف عليه على الساحة اللبنانية فلا غرابة ما يطرحه هذا الحزب من مواقف ومن آراء وقد ورط البلاد بمواقف منذ بدء الازمة في سوريا لا داعي لها، غير ان مواقف الحزب تأتي في اطار صفقة تستهدف سوريا باعتبارها قلعة الممانعة وقد رأى الحزب في موقف البطريرك اليوم ما لا يتلاءم مع المشاريع التي تستهدف سوريا وفي موقف الراعي دلالة على وعي ما يخطط له وهو يريد تجنيب لبنان انعكاسات الازمة السورية وكي يحافظ على اللحمة الوطنية وكي لا يجر الاقليات في لبنان الى معركة على غرار ما حصل في العراق من تهجير وتشريد للمسيحيين.
ويعتبر انه يجب ان لا تتغير بوصلة الصراع في المنطقة حيث يجب ان تبقى موجهة نحو العدو الصهيوني وليس افتعال الاقتتال الداخلي والحروب المذهبية التي يريدها هذا العدو والبعض من الداخل يقدم هدية ثمينة للعدو في إشعال الفتن المذهبية والطائفية.
اما رئيس المكتب الاعلامي للحزب احمد القصص فقد شكلت مواقفه «نقزة» عند المسيحيين الذين رأوا فيها مخاطر تنبىء أن مخاوف البطريرك كانت في محلها وأن نشوء انظمة اسلامية متشددة ستعيد الى اذهان المسيحيين عهود»الذمة»وانهم سيكونوا عندئذ مواطنون من الدرجة الثانية رغم أن حزب التحرير يؤكد أن المسيحيين لن يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية بل سيكون لهم الحقوق والواجبات نفسها الا انهم لن يصلوا الى ادارة الدولة وقيادتها او مناصب الادارة والقضاء..
ويعتبر القصص أن «موقف المسيحيين المنقسمين على انفسهم كانت أشد على البطريرك من موقف المسلمين ومن موقف حزب التحرير» ويشير الى أن الموقف الذي ادلى به مؤخرا هو موقف سياسي وليس ديني،وان الفاتيكان يقف خلف موقف الراعي وقد بنى الحزب ذلك على ما صدر في بعض الصحف من اشارات الى ان الفاتيكان هي التي أملت على الراعي مواقفه الاخيرة.
وتساءل القصص: «لماذا ممنوع علينا الرد على البطريرك حين يتكلم في السياسة ونرد عليه في السياسة»؟ وقال: «أن بابا روما السابق هو الذي بادر الى شن هجوم عنيف ضد الاسلام والمسلمين في قوله ان الاسلام بني على الدم فهل يحق لهم التكلم بكل شيء وممنوع علينا ان نرد؟».
واضاف: «افكارنا ليست ضد المسيحيين ومشروعنا ليس تهميش المسيحيين بل هو ضمانه لهم».
وسأل: «من قال انه ممنوع الرد على البطريرك وهو الذي اعطى موقفا سياسيا وكان ردنا بالمثل أم انه ممنوع علينا الكلام ؟ونحن لم نشتم ولم نهن احدا ولا نتعاطى في الشؤون الكنسية بل كان ردنا سياسيا بامتياز».
ولفت القصص الى أن الراعي كان من اوائل المهللين للخروج السوري من لبنان واعتبروا أن عام 2005 كان عام الاستقلال الثاني واقاموا الاحتفالات بذلك علما ان حزب التحرير لم يكن ضد الوجود السوري العسكري في لبنان بل ضد النظام السوري لأننا نعتبر ان بلاد الشام هي بلاد واحدة والجيش السوري جزء من جيوش بلاد الشام وجزء من شعوب المنطقة».
الى ذلك فان حزب التحرير في رده على الراعي قد فتح من جديد سجالا حول اهداف الحركات الاسلامية المتشددة وما تصبو اليه سواء في سوريا او في المنطقة كلها وان مجريات الاحداث في النتيجة قد تؤدي حسب مخاوف الراعي الى قيام انظمة دينية تكون المقدمة لقيام الخلافة الاسلامية وهنا يشير احد المراقبين الى ان ما قاله رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مؤخرا من أن محمد الفاتح قد أنهى «حضارة سوداء» في القسطنطينية فيه الكثير من المؤشرات الخطيرة والتي تختزل الكثير من مغذى الاحداث الجارية في العالم العربي...
http://www.aldiyaronline.com/index.php/ald...article/16/9848 كلام قصص ومنازلة 14 آذار !!
أين مسيحيّو 14 آذار؟
هل عثر أحدكــم على أحـــدهم؟ ترى هل فتـحوا المـذياع بين الامــس والــيوم او اي محطة تلفزيونية ارضــية كانـــت ام فضائية، وسمـعوا منـها كلام القصـص؟
لم نسمع منهم ولا عنهم لا في السـرّ ولا في العلن «فرخ» تعليق على الكلام الخـطير الذي صدر عن الناطق الرسمي لـ«حزب التحرير»، ام ان كلام القصص قاطع كالسيف، حاد كحدّة غزوة الاشرفية في 5 شباط، «يجب التعامل معه كحليف في 14 آذار» (ما زال اللبنانيون يذكرون جيداً تعليق الدكتور جعجع وتوجيهاته في ذاك اليوم الدانماركي العابق بالدخان والنار).
المسيحيون يسألون «ثوّار 14 آذار» ما بالهم منكفئين عن مواجهة التحريض الطائفي والمذهبي الذي تقدّم واجهة اخبار يوم امس؟
اين هم حمــلة راية «لبنان اولا»، ومـا هو موقفهم من الكلام المشحون قنابل موقوتة جاهزة للاطاحة «بالعيش المشترك» و«الصيغة الفريدة» في اي لحظة؟
أيها «الثوار»، تتبارزون يومياً في الحديث عن الوجود المسيحي وأنكـــم حامو الرعايا، وتتجاهلون عن قصــد أو غير قصد هذا التطرّف الاسلامي الذي بدأ يتغلغل في البلدان الـعربية، وبدأت ملامحه تتجذر وتتنامى في بعض المنــاطق اللبنانية، واللافت، أنـكم توزعون الأدوار في ما بينكم، وتصرّون على نفي كل كلام من هذا النوع وتقلّلون من مخاوفه، على ماذا تستندون؟ وهل «تنامون على طبّة»؟
ايها «الثوار»، المسيحيّون خصوصاً واللبنانيّون عموماً يتوجهون إليكم بالسؤال: ألم يستفزكم الـــكلام الخارج عن الثوابت والمسلّمات؟ ام ان قدراتكم الاعلامية بهتت الى درجة لم تـعد فيه قادرة على رد الصاع صاعين؟ ام ان السـيف الذي كنتم تضربون به كان سيفاً من كرتون وكنتم امامه الصغار المتوهمين؟ ام انكم احفاد جحا الذي لا يقوى إلا على خالته كما دلّت حملاتكم الاخيرة على البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي؟
لكن لبعض «الثوار» خصائص وامتيازات ولهؤلاء نتوجه:
أين هو الملهم «بالقداسة» ورافع راية «المجتمع المسيحي» وشـعار «من كــفرشيما للمدفون»، والحافظ عن ظهر قلب «مبادئ الكنيسة والفاتيكان ومسيرة المسيحيين عبر القرون»، كما افصح حين عبرت عنده غيمة الصيف التي حجبت الرؤية ما بين بكركي ومعراب الاسبوع الماضي.
اين هو الدكتور سمير جعجع؟ سؤال يطرح نفسه بإلحاح.
أين هم آل الجميل الذين من عندهم انطلقت شرارة، عفوا «شعلة» حماية الوجود المسيحي في لبنان والشرق حتى «لو استعنّا بالشيطان» على ما كان يكرّر يوميا على مسامعنا الشيخ المؤسس؟
أين هم آل الجميل من التعرض للرموز المسيحية؟ أم تراهم منشغلين اليوم بنشر أعمدة الكهرباء ليطفئوا النور عن صليب فاريا؟ ربما!
ويبقى السؤال، أين هم مسيحيو 14 آذار جميعهم؟ واليوم يومهم للمنازلة ويوم الامتحان يُكرم المرء او يُهان. ترى ماذا تتوقعون منهم، فجورا كما العادة أم صمتاً مطبقاً بدأ ويستمر الى اليوم معطوفاً على هروب من المواجهة، وللهروب عادة أسباب تتعدد او تتنوع بين الخوف والجهل.
فإذا كان السبب عائداً للحالة الاولى فتلك مصيبة، وان ارتبط بالثانية فالمصيبة اعظم... وتسألون بعد لماذا المسيحيّون مهددون في وجودهم؟ وتسألون بعد كيف يسمح السيّد قصص وأمثاله لأنفسهم ان يتمادوا في ما تمادوا به.
ولأن للخوف والجهل حدوداً، لا يحق «للثوار» المسيحيين في 14 اذار إلا ان يصغوا للسيد قصص لأن في جانب من كلامه كل الحق عندما يقول: «مواقف البطريرك في فرنسا هي قرار واضح بالانضمام الى تحالف الاقليات وان هــذه المواقف تعبّر عن توجـه فاتيكاني»، علّ «الثوار» يعون لمرة اخـيرة مصالح المسيحيين الحقيقية ويكفوا عن التهجم على بطريرك الموارنة في انطاكيا وسائر المشرق لأن الفاتيكان قلق على مسيحيي الشرق ويحرص على وجودهم اكثر ممّن يدّعي ذلك، فتجربة المسيحيين مع ديموقراطية «العم سام» وملحقاته التدميرية ماثلة للعيان وفي الاذهان عن صورة العراق ومصر وفلسطين.
ومن له أذنان سامعتان فليسمع قبل فوات الأوان.
نجوى مارون
http://www.aldiyaronline.com/index.php/ald...article/16/98520 شوال 1432 18-09-2011 رقم الإصدار: ح.ت.ل 46|32
محاضرة القصص:
مواقف البطريرك الراعي، تحالف الأقليات وأوهام الخطر الإسلامي القادم
ألقى رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية لبنان أحمد القصص محاضرة في مركز الحزب في طرابلس تحت عنوان " مواقف البطريرك الراعي، حلف الأقليات وأوهام الخطر الإسلامي القادم".
فرأى أن مواقف البطريرك الجديدة التي ظهرت بشكل واضح في زيارته لفرنسا، إنما هي قرار واضح بالانضمام إلى تحالف الأقليات، وأن هذه المواقف تعبر عن توجه فاتيكاني تجاه الثورات التي انطلقت في المنطقة العربية من العالم الإسلامي، إذ يبدو أن الفاتيكان يخشى أن يؤدي استرداد الأمة الإسلامية سلطانها المغصوب إلى أن تقرر مصيرها بنفسها، ما يعني أنها ستحيي حياتها الإسلامية وتعيد تطبيق نظامها الإسلامي من طريق إقامة الدولة الإسلامية ومن ثم لتحمل الإسلام من جديد رسالة إلى العالم، وهذا ما يرى فيه الفاتيكان بالطبع خطرًا داهمًا لطالما واجهه خلال القرون الماضية. وانتقد بشدة لجوء الراعي إلى الغرب ليحرضه على انتفاضات المنطقة العربية طالبا منه خنقها والتصدي لها، وفي هذا ما فيه من استعداء للسواد الأعظم من المسلمين في المنطقة. وتساءل: هل يرى البطريرك وسائر أركان تحالف الأقليات أن بقاء السواد الأعظم من المسلمين تحت نير أنظمة الاستعباد والإذلال هو الطريقة الفضلى لاطمئنان نصارى المنطقة على أنفسهم وحقوقهم؟! وهل نال هؤلاء حقوقهم تحت وطأة هذه الأنظمة الدنيئة الفاسدة؟!
كما انتقد أولئك الذين هللوا لمواقف الراعي بدافع من التجاذب والاصطفافات المحلية الظرفية متناسين الدوافع والخلفيات التاريخية والطائفية والإستراتيجية الفاتيكانية لهذه المواقف.
ورأى القصص أن تفضيل الأنظمة القمعية العلمانية المدعومة من دول الغرب الاستعمارية على نظام إسلامي مرتقب هو خطيئة تاريخية وقع فيها كل أطراف تحالف الأقليات. ذلك أن التاريخ أثبت أن الذي حفظ أهل الملل كافة في العالم الإسلامي إنما هو الإسلام لا الأنظمة العلمانية ولا التدخل الغربي. فقد صرح مؤتمر السينودس من أجل المسيحيين في الشرق الأوسط الذي عقده الفاتيكان السنة الماضية أن نسبة النصارى تدنت في القرن الأخير (قرن الأنظمة العلمانية القمعية) من عشرين بالمائة إلى خمسة بالمائة، ما يعني أن الإسلام السياسي الذي كان يحكم المنطقة في القرون الماضية هو الذي حافظ على وجود النصارى، وأن الأنظمة العلمانية هي التي قلصت نسبتهم إلى ما وصلت إليه. وما جرى على نصارى لبنان من قبل النظام السوري وعلى أقباط مصر في عهد المخلوع مبارك هو خير دليل على إساءة تلك الأنظمة لمن يسميهم البطريرك بالأقليات. وقد أثبت التاريخ أن تدخل الغرب في الدولة العثمانية ولا سيما في جبل لبنان وسائر بلاد الشام هو الذي افتتح عصر الفتن الطائفية في المنطقة، وأن ما جرى على نصارى العراق من قتل وتشريد في السنوات الأخيرة إنما جرى تحت حراب الاحتلال الغربي لهذا البلد وأن الأميركي وعملاءه هم من رعوا هذه الأعمال العدوانية.
وقد دعا القصص المروجين لحلف الأقليات إلى إعادة النظر في طبيعة النظام الإسلامي الذي لا يعرف مصطلح الأقليات ولا مواطني الدرجة الثانية، وإنما يؤسس لدولة ترعى شؤون الناس الذين يحملون تابعية الدولة الإسلامية جميعاً دون تمييز بين مسلم وغير مسلم، ويحرم على المسلمين إكراه الناس على اعتناق الإسلام والاعتداء على معابدهم وخمرهم وخنـزيرهم، ويترك لهم تنظيم أحوالهم الشخصية من زواج وطلاق وإرث عبر محاكم خاصة بهم وقضاة يختارونهم بأنفسهم. ودعاهم إلى المقارنة بين نمط العيش الإسلامي الذي يوفر الأجواء الروحية والخلقية والإنسانية النقية ويعرف للعائلة قيمتها وقداستها وبين الحياة الغربية التي دمرت كل القيم الروحية والخلقية والإنسانية وجعلت الحياة العائلية ظاهرة نادرة الوجود بما قامت عليه من فصل الدين عن الحياة وتغليب النـزعة الفردية والنظرة النفعية المادية إلى الحياة، وسأل: أيهما أوفق للقيم التي تنادي بها الكنيسة، هذه الحياة أم تلك؟!
http://www.tahrir.info/index.php?option=co...:-&Itemid=6http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=63915http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=63931