منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> أول سياسي في الإسلام
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 8 2017, 11:06 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



أول سياسي في الإسلام


النبي صلى الله عليه وسلم أو حاكم للمسلمين وهذا يعني أنه أول سياسي.

فالذي يقول لا سياسة في الدين، وأن السياسة قذارة ينبغي عدم إدخال الدين فيها هو إنسان جاهل أو متآمر:

• فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وكل الخلفاء وكل حاشيتهم من أهل الخير سياسيين، ولذلك عبارة لا دخل للدين بالسياسية أو يجب إبعاد الدين عن السياسة هي مصطلحات ليست من الإسلام في شيء.
• السياسة في الإسلام تعني رعاية الشؤون وفق أحكام الإسلام، فمن يرعى شؤون المسلمين حسب أحكام الإسلام فهو سياسي مرضي عنه من الله تعالى، والسياسي قد يكون في الحكم عندما يحكم بالإسلام، وقد يكون في حزب إسلامي يحاسب الحكام إن خرجوا عن أحكام الإسلام أو قصروا في رعاية شؤون المسلمين حسب الإسلام، وقد يكون فردا.
• أي شخص مسلم أو غير مسلم شيخ أو علماني، يرعى شؤون الناس حسب أحكام طاغوتية (أي أحكام غير الإسلام) فهو إنسان مجرم يجب على المسلمين التخلص منه، ولا يجب إعطاؤه أي فرصة، فمثلا مرسي سابقا وأردوغان حاليا وحكومة حماس وكل الحكومات الحالية التي شارك فيها الإسلاميون وكل الحكومات الجديدة والقديمة التي ظاهرها إسلامي والتي هي علمانية شديدة الوضوح والتي تحكم الناس بغير أحكام الإسلام هي حكومات سياسية يجب التخلص منها، وأصحابها فاسدين مجرمين لا يجب إعطاؤهم أي فرصة لأنهم يحكمون بغير شرع الله، وهم سياسيون فاسدون لا يمثلون الإسلام لا من قريب ولا من بعيد ولو صلوا وصاموا وحفظوا القرآن، ولو سهروا الليالي وهم يعالجون مشاكل المسلمين، ولو ضحوا بأنفسهم من أجل شعوبهم، فما داموا لا يحكمون بالإسلام فهم سياسيون فاسدون، وفسادهم سببه عدم لحكم بالإسلام.
• أن يرى المسلم فساد السياسية الحالية أو أغلب السياسيين بسبب عدم حكمهم بالإسلام أو عدم محاسبتهم على أساس الإسلام، فينطلق بقاعدة "لا سياسة في الدين" هو قول يلفه جهل أو تآمر أحيانا، وذلك:

1) لا سياسة في الدين تعني أن يترك أهل الخير في الإسلام الكفار والمجرمين والعلمانيين والمنافقين يحكمون المسلمين وهو ينزوي في زاوية ينظر إليهم وهم يدمرون البلاد.
2) لا سياسة في الدين تعني أن الإسلام لا يوجد فيه نظام حكم ولا يصلح لحكم البشرية، وهذا يعني أن الإسلام دين كهنوتي مثل بقية الأديان لا يصلح لرعاية شؤون الناس الحياتية.
3) لا سياسة في الدين تعني أن كثير من الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الحكم لا فائدة منها، وهذا يعني تعطيل جانب مهم في الإسلام.
4) لا سياسة في الدين تعني تعطيل إقامة النظام السياسي الذي يحكم المسلمين وهو نظام الخلافة وتعني تعطيل الجهاد الفاعل وتعني تعطيل الحدود وكل الأحكام التي تقوم بها دولة الخلافة لرعاية شؤون المسلمين، ونسبة الأحكام المعطلة لعدم وجود الخلافة تفوق الـ 86% من الأحكام الشرعية.
5) لا سياسة في الدين هي أمنية كل الكفار، أن يبقى المسلمون المخلصون بعيدين عن المطالبة بعودة الخلافة وترك الساحة في الحكم للعملاء والمجرمين.

وفي الخلاصة فالإسلام دين ومنه الدولة، وكل مسلم يجب أن يكون سياسيا، أي كل مسلم عليه أن يحاسب الحكام الحاليين لعدم حكمهم بالإسلام، ويجب على المسلمين إيجاد الأحزاب السياسية الإسلامية التي تنطلق فقط من باب الدعوة للإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وإيجاد النظام السياسي الإسلامي وهو نظام الخلافة يحكم المسلمين والعالم، وإيجاد كم هائل من السياسيين الأقوياء في الحكم وفي الوسط السياسي كي تكون دولة الخلافة أقوى دولة في العالم.

https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jul 15 2017, 07:54 AM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



الوسط السياسي


الوسط السياسي هو وسط الرجال الذين يتتبعون الأخبار السياسية والأعمال السياسية والأحداث السياسة ليعطوا رأيهم فيها ويرعون شؤون الناس حسب هذه الآراء، أي وسط السياسيين سواء أكانوا حكاماً أو كانوا غير حكام. فهذا الوسط الذي يعيشون فيه ويباشرون حياتهم فيه هو الذي يطلق عليه الوسط السياسي.

والوسط السياسي يختلف باختلاف الأفكار التي يُحكم بها الناس وتُرعى شؤونهم بحسبها، ويختلف كذلك باختلاف درجة البلدان التي تُحكم بالأفكار الرأسمالية يكون الوسط السياسي على وجه غير الوجه الذي يكون عليه في البلدان التي تُحكم بالأفكار الاشتراكية سابقاً، وغير الوجه الذي يكون عليه في البلدان التي تُحكم بالأفكار الإسلامية. والبلدان التي تكون الحضارة فيها مزدهرة يكون الوسط السياسي غير البلدان التي تكون فيها الحضارة ذاوية أو متأخرة. فالوسط السياسي في بلد كفرنسا غير الوسط السياسي في بلد كروسيا أيام الاشتراكية، والوسط السياسي في بلد كالحبشة غير الوسط السياسي في بلد ككندا. ولكن الوسط السياسي في بلد كالولايات المتحدة، هو مثل الوسط السياسي في بلد كلبنان، وإن اختلفت هذه البلدان بدرجة التحرر والاستقلال. ذلك أن الوسط السياسي هو عبارة عن وسط الرجال الذين يتتبعون الأخبار، وينظرون إليها بحسب ما لديهم من آراء وأفكار عن شؤون الناس، ومن كيفية رعايتهم لها. فالسياسيون في بلد كالولايات المتحدة لديهم أفكار الحرية، وأفكار الرأسمالية، وهمهم هو التقدم الفردي في الحياة، ولذلك فإنهم يَتّسمون بالانطلاق التام، ويعتبرون معارضة الحكام جزءاً لا يتجزأ من حياتهم السياسية، وسياسة النقد الهجومي لحكامهم ولغير حكامهم حقاً من حقوقهم، وهذا بخلاف السياسيين في بلد كروسيا في الفترة الاشتراكية، فإن لديهم أفكار التقدم الجماعي لا الفردي، وأفكار الاشتراكية، وهمهم هو الحفاظ على جماعتهم، ونظرتهم لغيرهم نظرة العدو والخصم الذي يتربص بهم الدوائر، ولذلك تجد الوسط السياسي في أمريكا موجودة فيه المعارضة، وموجودة فيه الكيد للحكام في بلدهم، وللدول الأخرى حتى لو كانت بلاداً رأسمالية مثلهم.

بخلاف الوسط السياسي في روسيا في عصر الاشتراكية، فإن المعارضة مفقودة فيه، ولا يُسمح فيه بالنقد السياسي لا لحكامهم ولا لغيرهم من الدول والحكام، ولذلك فإن الوسط السياسي في الولايات المتحدة لا يقتصر على الحكام ومن يرعون شؤون الناس فعلاً، بل يشمل الحكام وغيرهم، ويعم من يرعون شؤون الناس فعلاً أو يرعون شؤون الناس بالقول والفكر.

وعلى ذلك فإن الوسط السياسي الذي نعنيه هو الوسط السياسي الذي يمكن العيش فيه، والوجود بين رجاله، وليس الوسط السياسي الذي يقتصر على الحكام وحدهم. أي الوسط السياسي المفتوح الذي يمكن أن يدخله كل شخص، وليس الوسط السياسي المغلق الذي يُحظر دخوله على الناس.

وإنه وإن كان لا يوجد وسط سياسي إسلامي لعدم وجود بلدان تحكم بالأفكار الإسلامية، ولكن نظرة خاطفة إلى التاريخ الإسلامي، لا سيما تاريخ الإسلام أو تاريخ المسلمين في العصر الأول، نجد أنه يوجد وسط سياسي إسلامي حين كان المسلمون يحكمون بأفكار الإسلام، لا سيما حين كان نظام الحكم الإسلامي يطبق كما فهمه خلفاء الرسول عليه السلام في عصرهم الأول حين خَلفوا الرسول خلافة فعلية، وكانوا خلفاء له لا مجرد حكام.

وبما أن الدولة الإسلامية قائمة يقيناً، ومسألتها هي مسألة وقت ليس غير، فإن الواجب على من يعملون لإقامة الحكم بالإسلام أن يتصوروا أولاً الوسط السياسي الإسلامي مجرد تصور، وأن يعملوا على إيجاد هذا الوسط، حتى لا يُضللوا عن الوسط السياسي الإسلامي، كما ضُللوا عن نظام الحكم في الإسلام.

إن نظرة واحدة لأفكار الإسلام، ومنها الأفكار المتعلقة بنظام الحكم تُري أنها أفكار سياسية، لا سيما وأنها وُجدت فعلاً في الحياة أفكاراً سياسية، وهي، حتى الأفكار المتعلقة بالعقيدة، ليست إلاّ أفكاراً سياسية. لذلك فإن الوسط الإسلامي كله يكاد يكون وسطاً سياسياً، وإنه فوق ذلك يوجد في البلد الذي يحكم بالإسلام وسط سياسي إسلامي وجوداً حتمياً وطبيعياً، سواء أكان ذلك في التاريخ، أو الواقع الذي يجب أن يعيشه المسلمون. ومن هنا نجد أن تصور الوسط السياسي الإسلامي هو في متناول اليد، ماضياً بدراسة وقائع الأوساط السياسية، وحاضراً بدراسة الأفكار الإسلامية. أمّا العمل لإيجاد هذا الوسط، لا سيما عند قيام الدولة الإسلامية، فإنه يحتاج إلى شيء من العناية، ويستلزم التلبس بالوعي السياسي وممارسته في الحياة.

إن الخطوة الأولى في العمل لإيجاد الوسط السياسي الإسلامي هو وجود رجال يتتبعون الأخبار السياسية والأعمال السياسية والأحداث السياسية في العالم، تتبع معرفة وتتبع إدراك، ثم محاولة رعاية شؤون الناس بحسبها، مع التقيد بما تعنيه هذه الرعاية في نظر الإسلام. فمتى وُجد هؤلاء الرجال على هذا الوجه أو بهذا الوصف فقد بدأت الخطوة الأولى في إيجاد هذا الوسط، بل يتعلق بالوسط السياسي، وإن كان وجوده يساعد على إيجاد الدولة، وكان وجود الدولة يقتضي وجوده أو إيجاده، فالموضوع الأولي، أو الأساسي، هو أن يوجَد التتبع للأخبار السياسية، وأن يثمر هذا التتبع رعاية شؤون الناس بما جرى تتبعه من أخبار حسب أفكار الإسلام.

إنه من نافلة القول أن يقال إن الغاية من تتبع الأخبار وتحليلها هو أن يعطى الرأي فيها للناس، وذلك أن من لا يتتبع الأخبار لا يمكن أن يكون سياسياً، وبالتالي لا يمكن أن يعمل لإيجاد الوسط السياسي، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

من يتتبع الأخبار ولا يحللها هو كمن لا يتتبعها مطلقاً من حيث المعرفة، وكمن يسيء إلى نفسه وأمته من حيث الضرر، لأنه حينئذ يعطي الآراء بحسب ظواهر الأخبار، فيَضل ويُضلل. ولذلك كان تحليل الأخبار أمراً ضرورياً في تتبعها، فالتحليل أمر لازم للتتبع. إلاّ أن هذا التتبع والتحليل إذا جرى الوقوف عند حده، والاقتصار عليه، ثم نقله للناس لا يجعل المرء رجلاً سياسياً، وبالتالي لا يمكنه من العمل لإيجاد الوسط السياسي، ولا العمل في الوسط السياسي، وإنما يجعله صحفياً ينقل الأخبار، وينقل تحليلها، أي يجعله مصدراً للأخبار، ومصدراً لحسن فهمهما، ولا يجعله سياسياً، ولا يمكنه أن يعمل لإيجاد الوسط السياسي، ولا في الوسط السياسي، ولذلك لا بد أن يقرن التتبع والتحليل بإعطاء الرأي في الوسط السياسي، ولذلك كان من نافلة القول أن يقال إن الغاية من التتبع والتحليل هي أن يعطى الرأي فيها للناس، فإن هذا بديهي، أو يجب أن يكون من البديهيات.

وإعطاء هذا الرأي لا يصح أن يكون إعطاءً حيادياً، ومجرد بيان للفهم، بل يجب أن يكون هذا الرأي صادراً من زاوية نظرة معينة للحياة، أو مرتكزاً إلى زاوية النظرة المعينة للحياة، أي يجب أن يكون صادراً عن وعي سياسي، أو مرتكزاً إلى وعي سياسي، فإنه حينئذ يكون رأياً سياسياً له وزنه وله قيمته، وإعطاء هذا الرأي على هذا الوجه هو الذي يجعله رعاية لشؤون الناس.

لذلك كان على كل شخص حتى يكون سياسياً، وحتى يتمكن من العمل لإيجاد الوسط السياسي، أو العمل فيه، أن يستكمل أربعة أمور: أحدها أن يتتبع الأخبار السياسية، والثاني أن يحلل هذه الأخبار، والثالث أن يعطي رأيه فيها للناس، والرابع أن يكون هذا الرأي صادراً عن زاوية خاصة تتعلق بوجهة النظر في الحياة، أو مرتكزاً إلى هذه الزاوية. وما لم توجد هذه الأمور الأربعة مجتمعة فإنه لا يوجد الوسط السياسي الإسلامي، ولا يُتمكن من العمل في الوسط السياسي من حيث هو. وإنه وإن كان التتبع هو أول البدء فإن الوعي السياسي، أو إعطاء الرأي من زاوية خاصة تتعلق بوجهة النظر في الحياة، هو الذي يجعل الخطوة الأولى في البدء مستكملة الوجود.

ولسنا في حاجة لأن نقول إن الدول الكافرة، قد قضت على الوسط السياسي الإسلامي قضاء تاماً، ولم تقتصر على ذلك، بل نفّرت المسلمين من السياسة من حيث هي، وأبعدتهم حتى عن تتبع الأخبار، لسنا في حاجة لأن نقول ذلك، لأنه أصبح على ظاهر الكف يراه كل إنسان. ولسنا في حاجة لأن نقول إن الأوساط السياسية تُقفل في وجه كل من يعطي الرأي السياسي من زاوية نظرة الإسلام للحياة، ولا تُفتح له بالرضا والاختيار، ذلك أنه وإن لم يشاهده الناس بشكل محسوس، فإن الذين يحاولون تتبع الأخبار وإعطاء الرأي فيها يلمسون ويشاهدون كيف تُقفل أبواب الأوساط السياسية في وجوههم، حتى في البلدان التي تدّعي الحريات. لذلك فإن المسألة لم تعد مسألة تتبع الأخبار وتحليلها، حتى ولا إعطاء الرأي فيها ومن زاوية خاصة، بل المسألة هي وجوب ولوج الأوساط السياسية في البلاد الإسلامية، ولو بغير الرضا والاختيار، ولو كلف ذلك ثمناً غالياً في سبيل الدخول.
إن المسألة التي يجب أن تكون موضع بحث وموضع عناية، هي مسألة إيجاد الوسط السياسي الإسلامي في البلاد الإسلامية، وهذه إذا كان قيام الدولة الإسلامية يحتمها، فإن ولوج الأوساط السياسية قبل قيام الدولة الإسلامية، أو قبل انضمام البلد الإسلامي إليها، أمر يوجبه العمل لإيجاد الإسلام في الحياة، وفي الأوساط السياسية بالذات، لذلك كان العمل لدخول الوسط السياسي في أي بلد إسلامي أمراً لازماً لكل من يعمل سياسياً للإسلام.

إن الذين يعملون لإيجاد الحكم بما أنزل الله قد نجحوا نجاحاً منقطع النظير في تتبع الأخبار بل جعلها خبزهم اليومي، ونجحوا في تحليل الأخبار تحليلاً صحيحاً، حتى لدى الكثيرين منهم من الأمور الميسورة، والتي لا يجد فيها أية كلفة وأي تكلف. ونجحوا كذلك إلى حد بعيد في إعطاء الرأي، وإن كان هذا النجاح لا يزال يشوبه التعثر، ويكتنفه التكلف أو الإحجام. ولكنهم حتى الآن يتعثرون في إعطاء الرأي من زاوية خاصة، ولا يزالون غير قادرين على دخول الأوساط السياسية. فعليهم أن يدركوا ما نجحوا فيه، وأن يدركوا ما لا يزالون يتعثرون فيه، وما لا يستطيعونه حتى الآن، وذلك لإزالة التعثر، ولاستكمال القدرة والاستطاعة.

إن الأوساط السياسية في البلاد غير الإسلامية هي أوساط فاسدة، فأقل ما فيها أن شعارها ودثارها هو أن الغاية تبرر الوسيلة، وأنها ميكيافيلية الطابع والمنهج، وفوق ذلك فإن الأنانية والمصالح الشخصية تتجلى في رجالها، ولذلك لأن نرى فيها ما يغري بتقليدها، فوق أننا نحمل الرسالة لإنقاذ بلادها وأهلها. أمّا الأوساط السياسية في البلاد الإسلامية، فإن فوق كونها تحوي ما تحويه من الأوساط السياسية الغربية من فساد، فإنها تحوي عملاء ومقلدين، مفتونين بأنظمة الكفر وسياسة الكفر، كارهين الإسلام وحاقدين عليه ومحتقرين له. ولذلك لا يصح أن نقتصر على محاولة دخولها، بل يجب أن نعمل لهدمها، وتحويلها إلى أوساط إسلامية، وهذا وإن كان ممكناً العمل له من خارجها، ولكن العمل له من داخلها أسهل، وأقرب إلى الإنتاج. إلاّ أن رجال الأوساط السياسية في البلاد الاسلامية، وإن كانوا صغاراً بالنسبة لرجال الغرب والأوساط السياسية الغربية، ولكنهم في البلاد الإسلامية كبار بل عمالقة بالنسبة لأهل البلاد، لأنهم هم الحكام، أو القادة، أو من لهم الثقل والوزن في حياة الناس وعيشهم. وفوق ذلك فإن لديهم من الذكاء والمعرفة والخبرة ما يجعلهم في مقدمة الناس، ولهم من الحيلة وحسن التأتي ما يمكنهم من أن يلبسوا لكل حالة لبوسها، وأن يصلّوا في الصف الأول الصلوات الخمس في المسجد إذا كان الإسلام هو الذي يطغى في المجتمع. فلا يبعد أن يكونوا في الدولة الإسلامية، ومن أوائل العاملين لها، والقادة لتيار الإسلام. وهؤلاء يتجلى فيهم عدم الإخلاص ويحذقون إخفاء النفاق، وهم فوق ذلك أقدر الناس على الهدم، وأكثر الناس خبرة في تقويض الدول، وهدم السياسيين المخلصين. فإذا قامت الدولة الإسلامية، وكان في هؤلاء السياسيين رمق، فإنهم قد يُبدون للأمة من الإخلاص والفهم ما يجعلهم سادة وقادة الأوساط السياسية، ورجالها الأبرار الأفذاذ، لذلك كان لا بد من اتقاء خطرهم، والقضاء على تأثيرهم.

إن ما شاهدناه في الحاضر أن أمريكا حين حاولت طرد الانجليز من بعض بلاد الإسلام، بادرت بالقيام بالمحاولات للقضاء على الوسط السياسي القديم، فحاولت في مصر ضرب الوسط السياسي القديم بالسجن والحرمان وقطع الأرزاق. وحاولت في العراق ذلك أيضاً بالقتل والسجن والحرمان وقطع الأرزاق. واستطاعت إلى حد معين تخفيف خطرهم والحد من أذاهم، ولكنها لم تستطع القضاء عليهم، وظل الوسط السياسي القديم موجوداً في كل من مصر والعراق، وإن كان ناراً تحت الرماد. وذلك لأن أمريكا وعملاءها لم يوجِدوا وسطاً سياسياً يحل محل الوسط السياسي القديم، والحكم من حيث هو، مهما حاول أن يمحو الوسط السياسي، وأن لا يمكّنه من الظهور، فإنه لا يستطيع ذلك، لأن وجود وسط سياسي في كل حكم أمر لازم له لزوم الظل للإنسان. لذلك فإنه أينما يوجد حكم يوجد وسط سياسي.

والرسول صلى الله عليه وسلم حين وُجد في المدينة وُجد الوسط السياسي باعتناق الإسلام والاستعداد لنصرته، وانمحى الوسط السياسي القديم وسط عبدالله بن أبي وأضرابه، وحين فتح مكة قضى على الوسط السياسي بالقتال في الحرب، وبإزالة النفوذ كلياً ممن لم تقطع عنقه، وحل محلهم المسلمون وصاروا قادة وزعماء، فوُجد الوسط السياسي الجديد وأزيل الوسط السياسي القديم.

والدولة الإسلامية لا بد أن تزيل الأوساط السياسية كلها، بأية وسيلة من وسائل الإزالة سواء بقطع الأعناق، أو بقطع الأرزاق، أو بإزالة كيانها السياسي والمعنوي، أو غير ذلك. وهذا أمر تحتمه سنن الوجود، ويقتضيه إقامة دار الإسلام، والقضاء على دار الكفر. ولكن لا يكفي ما لم توجد أوساط سياسية إسلامية من المخلصين الواعين وليس من المسلمين المنافقين. والمخلصون الواعون، إذا ظلوا عند حد تتبع الأخبار وتحليلها فإنهم لا يستطيعون أن يكونوا وسطاً سياسياً لمجرد تتبع الأخبار وتحليلها، وسوف يكون الناجون من الأوساط التي كانت في دار الكفر أقدر منهم على قيادة الأوساط السياسية فضلاً عن إيجادها والدخول فيها، وبذلك توجَد بذرة هلاك الدولة بمجرد وجودها. ولا يقتصر الأمر على الحيلولة دون دخول المخلصين الواعين للأوساط السياسية حتى في الدولة الإسلامية بل يتعداه إلى تمكين المنافقين من إيجاد الأوساط السياسية، ومن تزعمها وقيادتها. ولذلك فإنه ما لم يتجاوز المخلصون الواعون دور تتبع الأخبار وتحليلها، إلى دور إعطاء الرأي من زاوية خاصة، ثم محاولة دخول الأوساط السياسية فإنه يخشى عليهم أن يظلوا واقفين عند باب الدار، مع أنها دارهم ومنزلهم هم الذين أوجدوه والذي هو لهم وخاص بهم.

إن المسألة اليوم، بالنسبة للمخلصين الواعين، لم تعد مسألة أن يكونوا سياسيين، بل المسألة هي أن يحاولوا إيجاد الوسط السياسي الإسلامي، فإنه مهما طال الزمن أو قصر، فإن الدولة الإسلامية قائمة بكل يقين، فيُخشى إذا قامت أن يسبقهم رجال الأوساط السياسية وغير المخلصين على إيجاد الوسط السياسي الإسلامي، مع أنه يجب أن يوجد منهم وحدهم، ويجب أن يقوموا هم بإيجاده، وفوق ذلك فإنهم قبل قيام الدولة الإسلامية يعيشون تحت خط الصفر بالنسبة للمجتمع، ويعيشون على هامش الحياة وعلى هامش الناس، وما لم يتمكنوا من إيجاد أوساط سياسية إسلامية، أو الدخول للأوساط السياسية لمحاولة تحويلها، فإنهم سيظلون تحت الصفر، ولن يكون لهم أي وجود، لا مؤثر ولا غير مؤثر، لذلك فإن الحاضر بكل ما يعنيه من ألم وحرمان. والمستقبل بكل ما يحمله من أمل وعزّ، يوجِب على المخلصين الواعين أن يدركوا مدى أهمية أن يكونوا سياسيين، لا سيما بعد أن فرض حزبهم نفسه على الناس بأنه حزب سياسي، وليس مجرد حركة واعية. صحيح أن الرسول عليه السلام لم يوجِد الوسط السياسي إلاّ في المدينة بعد قيام الدولة، وصحيح أن الاضطهاد الوحشي الذي يمارسه الحكام في كل بلد إسلامي ضد شباب الحزب لا يمكّن المخلصين الواعين من التحرك السياسي. وصحيح أيضاً أن جمهرة المخلصين الواعين ليسوا من علية القوم، ولا من المثقفين، ولا من أصحاب السن والتجربة، ولكن الصحابة في مكة كانوا يحاولون دخول الوسط السياسي، وليس نقاش أبي بكر مع زعماء قريش في أمر الفرس والروم إلاّ محاولة لدخول الوسط السياسي، وليس قول عمر لأهل مكة: إذا صرنا ثلاثمائة فإما أن نخرجكم منها أو تخرجونا منها، إلاّ مثال على الصراع على أخذ رعاية شؤون الناس. وأمّا الاضطهاد الوحشي، فإن أخبار أذى قريش للمسلمين أشهر من أن يشار إليها. وأمّا عِلية القوم، فإن أبا بكر كان يبيع الثياب القديمة على كتفه ويدور في الأسواق، ولم يكن من المسلمين من أهل قوة سوى حمزة وعمر، ومع ذلك فانهما بعد أن أسلما لم تبق لهما تلك الهيمنة. وأمّا كون المخلصين أحداث السن، فإن الشعر قال حكمة صحيحة:

ليس الحداثة من حلم بمانعة قد يوجد الحلم في الشبان والشيب

لذلك فإنه لا عذر بعد اليوم للمخلصين الواعين عن أن يعملوا لأن يكونوا سياسيين، وأن يحاولوا دخول الوسط السياسي، لأن الزمن يطوي أيامه بسرعة فائقة، والزمن ما لم تقطعه قطعك، وأعداء الإسلام وخصومه هم في الدرجة الأولى أعداء وخصوم للمخلصين الواعين، فما لم يكن هؤلاء المخلصون الواعون أقوياء في أفكارهم كما هم في عقائدهم، وفي جرأتهم كما هم في فهمهم وإدراكهم، فإنه يُخشى عليهم أن يكون النصر لغيرهم ولو كانوا هم الذين صنعوه، وأن يظلوا بعيدين عن معترك الحياة الصحيح.

لذلك فإن تتبع الأخبار وتحليلها وإعطاء الرأي فيها، والحرص على أن لا يصدر هذا الرأي إلاّ من زاوية خاصة، هو المادة التي تجعل من هؤلاء المخلصين الواعين رجال الحاضر والمستقبل، والأمل المرجى للناس.

------------------------------


منقول

وعذرا للكاتب لأني لم أعرفه فأضع اسمه

Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th April 2024 - 08:06 AM