تحت هذا العنوان أوردت صحيفة أخبار اليوم الصادرة في الخرطوم صباح اليوم 10 مارس 2015م الخبر اعلاه في صفحتها الأولي باللون الأحمر وجاء في متن الخبر مايلي :
القضية : المدعي العام ضد عمر البشير .
اليوم بتاريخ 9 مارس 2015م اصدرت الدائرة التمهيدية الثانية في المحكمة الجنائية الدولية قرارا اعتبرت فيه أن السودان فشل في التعاون مع المحكمة خلال الأعوام الماضية في مسألة القبض على عمر البشير وتسليمه إليها . وقررت الدائرة ابلاغ مجلس الامن التابع للأمم المتحدة بعدم تعاون السودان من أجل أن يتخذ التدابير التي يراها مناسبة .
http://www.alnilin.com/12654308.htmالنقد الإعلامي :
تعتبر صحيفة أخبار اليوم منبراً رسمياً للدولة ، وفي ظل ما تشهده البلاد من حملات انتخابية لخوض الانتخابات القادمة حرصت الصحيفة على المساهمة في الحملة الإنتخابية من خلال اظهار الرئيس عمر البشير باعتباره بطلاً من أبطال التاريخ ..فصياغة الخبر بهذه الكيفية وايراده في الصفحة الأولي وبالون الأحمر مع ايراد كل العناوين الرئيسية في الصفحة الأولي من نفس مادة الخبر ، كل هذا يجعلنا نقول بما لا يدع مجالاً للشك أن الصحيفة تساهم مع الرجل في حملته الانتخابية .
التعليق السياسي :
هذ الخبر بهكذا صياغة فيه شىء من التضليل والتهويل فهو ليس بتطور خطير فقد نجح الأوربيون في 14/ 7/ 2008م باصدرار قرار بملاحقة البشير ، وبالتالي توجيه ضربة إلى نفوذ أمريكا في االسودان بإضعاف عميلها البشير الذي أصبح متهماً بجرائم حرب وملاحقاً من المحكمة الدولية ، ويأتي هذا التصعيد من قبل أوروبا في الوقت الذي دفعت فيه الولايات المتحدة الأمريكية حكومة السودان في اتجاه اجراء انتخابات في البلاد حتى يعطى البشير شرعية قانونية تمكنه من تمزيق ما تبقى من البلاد وتنفيذ المخطط الأمريكي في نسخته الثانية . ولما كانت أوروبا : فرنسا وبريطانيا تعلم ذلك فهي تعمل على الضغط على الرجل واثارة المشكلة وتسخين الموقف في آن واحد لايجاد المتاعب لحكومة البشير الموالية لأمريكا لإسقاطها أو اختراقها من خلال لعبة الانتخابات القادمة .
ولذلك فهو صراع الدول الكبرى حول مستعمراتهم وكيفية تقاسم المصالح بينهم ..فهل يرعوي الحكام في السودان فيختاروا ما يرضى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فتقام دولة الخلافة التي تقضي على النفوذ الغربي ، أم أنهم لن يستيقظوا إلا والأمة قد حاصرتهم بالمخلصين والموحدين من أبنائها في القوات المسلحة الذين سيعيدون سلطان الأمة المغتصب لأهله !!