|
في ذكرى مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
في هذا اليوم تمر علينا ذكرى حبيبة إلى قلوبنا،إنها ذكرى مولد سيد الخلق وأشرف المرسلين رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، هذه الذكرى التي لا نريد الوقوف على تاريخها وإن كان تاريخها مهما ممتعا للقارئ تجعله يعيش لحظات جميلة وهو يرى كيف نشأ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكننا نقف على ما يلي:
• الرسول الكريم كان يلقب بالصادق الأمين في مكة قبل البعثة وكان محبوبا ومع ذلك لم تعاده قريش والسبب أنه لم يكن يعمل لتغيير المجتمع الجاهلي، لأنه لا يملك فكرا للتغير بسبب عدم نزول الوحي عليه، وهذا يعني أن الدول والأنظمة الظالمة لا تعادي أصحاب الأخلاق الكريمة إن لم يتعرضوا للأنظمة الفاسدة، أما من يحملون مشروع التغيير، تعاديهم الأنظمة الظالمة وهذا ما حصل مع رسولنا الكريم بعد نزول الوحي عليه، حيث بدأ تعبه صلى الله عليه وسلم: ((لا راحة بعد اليوم يا خديجة))
• حبّ الله والرسول يعني الإتباع، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، والإتباع يجب أن يكون في كل أمر دون تخير بالطاعة، فلا يكون حب الرسول الحقيقي كما نشاهد هذه الأيام بالاحتفالات بذكرى مولده، ولا يكون باتخاذ ذكرى مولده عيدا وعطلة لنا، ولا يكون بعرض فلم الرسالة وبعض الأفلام التاريخية، ولا يكون بالأناشيد والمدائح النبوية تحت رعاية وزارة الأوقاف، فهذه ليست هي الحب الحقيقي للرسول صلى الله عليه وسلم... ومن صور الحب الحقيقي لرسول الله والتي يغفلها أو يشوهها الإعلام:
1- أن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة الذي جاء بدين الإسلام لنشره وتطبيقه على البشرية جمعاء لإخراجهم من ظلمات العبودية للمخلوقات إلى نور العبودية لله جل وعلا، وهذا يقتضي الدعوة والجهاد والذي لا يمكن أن يتم إلا بوجود دولة الخلافة، قال عليه الصلاة والسلام: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله))، فهل من لم يعمل للخلافة يحب الرسول الكريم حقا؟؟؟ هل من ينكر الجهاد لنشر الإسلام في بلاد الكفر يحب لرسول حقا؟؟؟؟
2- نتذكر في هذا اليوم الرجل الذي قال الحق ولم يخش إلا الله، لم يداهن ولم ينافق أو يمالئ أحدًا من المجرمين والكافرين والمنافقين، بينما يجبن الكثيرون هذه الأيام ممن يدعون حب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يجبنون عن قول كلمة الحق للظالمين.
3- نتذكر الرجل الذي تحمل المشقة والعذاب في سبيل إقامة حكم الله في الأرض، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُخَافُ أَحَدٌ وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلَاثُونَ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَمَا لِي وَلِبِلَالٍ طَعَامٌ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَيْءٌ يُوَارِيهِ إِبْطُ بِلَالٍ)) فهل من آثر السلامة والراحة في الدنيا ولم يعمل لإقامة حكم الله في الأرض يحب الرسول حقا؟؟؟.
4- نتذكر الرجل الذي رفض أن يعطي الكفار موقفا واحدا يطلبونه من أجل إرضائهم أو التنازل عن الشيء اليسير من أجل الكفار، قال عليه الصلاة والسلام: ((والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن اترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه))، أما اليوم فتنازل من يسمون أنفسهم الإسلاميين المعتدلين عن الكثير من أجل أن يرضوا الكفر وما رضي الكفر عنهم ولن يرضوا عنهم وهم يدعون حبه صلى الله عليه وسلم.
5- نتذكر رفضه صلى الله عليه وسلم لأي تشريع من تشريعات الكفر عندما رأى في يد عمر بن الخطاب قطعة من التوراة يريد عرضها عليه، رفض حتى الاطلاع عليها واحمر وجهه غضبا لله، ويأتي اليوم أناس يطرحون ديمقراطية ومدنية ليس فقط ليطلعوا عليه بل ليزيحوا الإسلام جانبا ويطبقونها وهم يدعون حبه صلى الله عليه وسلم.
6- نتذكر الرجل الذي حرك جيشا لاستغاثة امرأة كشف يهود عورتها، ونتذكر الرجل الذي أرسل 3000 آلاف مقاتل مقابل 200000 ألف مقاتل من الكفار، ولم يحسب للكفر حسابا، وترى اليوم الكثير من علماء السوء يبررون للحكام خيانتهم تخاذلهم بحجة أن الوضع لا يتحمل خوض حرب، فهل فعلا يحبه هؤلاء العلماء أم يحبون دولارات الحكم؟؟؟؟؟
7- نتذكر حديثه صلى الله عليه وسلم: (( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما)) فهل من لم يعمل للخلافة يحبه؟؟؟ هل من يرفع الرايات الوطنية رايات التقسيم يحبه؟؟؟ هل من يقول عن حكام اليوم ولاة أمر يحبه؟؟؟.
8- نتذكر الرجل الذي قال: ((المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله)) ونحن نرى إخواننا المسلمين يقتلون في سوريا وفلسطين ومصر وغيرها من البلاد وحكامنا يذهبون يبتغون العزة من الكفار من مجلس الأمن والأمم المتحدة ودول الكفر أمريكا وأوروبا وروسيا، وكثير من المسلمين بهمومهم الخاصة مشغولين لا يهتمون لأمر المسلمين وهم يدعون حبه صلى الله عليه وسلم.
• هل نحبه نحن أكثر أم أصحابه أكثر؟؟؟
أكيد أن أصحابه يحبونه أكثر منا!!!!
ومع ذلك أجلوا دفنه صلى الله عليه وسلم مدة يومين لأجل أمر عظيم وهو بيعة خليفة المسلمين، لأنهم يدكون أهمية الخلافة، فهل أدركنا أهمية الخلافة مثلما أدركها صحابته صلى الله عليه وسلم والذين كانوا أشد حبا له منا!!!
• نتذكر هذا الرجل العظيم القدوة الذي بعثه الله رحمة للعالمين، رحمة بالالتزام بما جاء به والابتعاد عما نهى عنه، نعم الرحمة في التزام الإسلام والابتعاد عما نهى الله تعالى عنه، قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ} فحبه صلى الله عليه وسلم يقتدي الالتزام بشرعه كاملا، وإلا لن يشرب عاصي الرسول صلى الله عليه وسلم من حوضه يوم القيامة، قال عليه الصلاة والسلام: ((إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، فَأَقُولُ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ))
• حب الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا يكمل حتى نقوم بكل ما أمرنا به، حتى لو كان في الأمر تقديم النفس والمال والولد قربانا لله، فعندها فقط يكمل حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
• وأخيرا فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((البخيل من ذكرت عنده ولم يصلِّ عليَّ)) فصلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.
|
حب الرسول الكريم (محمد صلى الله عليه وسلم) الحقيقي
Dec 23 2015, 02:00 PM
