منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> رمضان بين العادة والعبادة
الخلافة خلاصنا
المشاركة Jun 10 2016, 11:49 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



رمضان بين العادة والعبادة


الحمد لله الذي فرض على عباده صيام شهر رمضان وأنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، أما بعد:

إن الصيام هو الركن الرابع من أركان الإسلام فرضه الله على عباده تزكيةً لنفوسهم وصحة لأبدانهم، وغذاءً لقلوبهم، قال سبحانه وتعالى: {يَا أَيُهّا الذين آمنُوا كُتِبَ عَليكُمُ الصّيامُ كَمَا كُتِبَ عَلى الّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلكُم تَتقُونَ} لا كما يزعمه أهل الضلال والانحلال من أن الله فرضه ليشق على عباده ويكلفهم مالا يطيقون، وإنما السر: {لِيَعلم اللّهُ من يَخَافُهُ بِالغَيبِ} وإلا لو قال العبد: إني صائم وانزوى في مكان عن أعين الناس يأكل ويشرب ويستمتع ما شعر به أحد، لكنه لا يغيب عمن لا تخفى عليه خافية، فهذه الخشية بالغيب هي سر التكليف: {لَعَلكُم تَتَقُونَ}

وهو واجب على المسلم العاقل البالغ القادر المقيم وحقيقته الإمساك عن الطعام والشراب والجماع بنية التعبد لله من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهو من أجلّ العبادات وأفضلها، قال سبحانه: {شَهّرُ رَمَضّانَ الّذي أُنزِلَ فيهِ الّقُرآنُ} فإنزال القرآن فيه علامة على فضله.

وقال سبحانه في الحديث القدسي: ((كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به)) متفق عليه من حديث أبي هرّيرة رضي الله عنه.

قال ابن رجب في لطائف العارف: ( فاستثناء الصيام لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد، بل يضاعفه الله عز وجل أضعافاً كثيرة بغير حصر ولا عدد، فإن الصيام من الصبر والله قد قال في الصبر: {إنّمَا يُوَفّى الصابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ} ولهذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر)) رواه أبو داود، وفي حديث آخر قال: ((الصوم نصف الصبر)) رواه الترمذي.

والصبر ثلاثة أنواع، صبر على طاعة الله، وصبر عن محارم الله، وصبر على قضاء الله وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم، فإن فيه صبراً على ما يحصل للصائم فيه من الجوع والعطش، وضعف النفس والبدن وبعد عن المحرمات.

وان من خير رمضان مضاعفة الأجور على الأعمال.. جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) أو قال: ((حجة معي)) وذكر أبو بكر بن أبي مريم عن أشياخه أنهم كانوا يقولون: ( إذا حضر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة في غيره) قلت: والمقصود بالانبساط في النفقة أي على الفقراء والمحتاجين وتفطير الصائمين ونحو ذلك لا ما يفعله كثير من الناس اليوم من الإسراف بالمآكل والمشارب. وقال النخعي.. صوم يوم في رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة.

أخي الصائم بعد هذا الترغيب وما علمت من فضائل الصيام، دعني يا رعاك الله أنتقل بك إلى أحوال الناس في الصيام بين العادة والعبادة فلعلك تكون ذاك المتعبد لا المتعود.

صيام العارفين

فالعارف بالله المحقق للعبادة هو الذي عرف أن الصيام سرًّ بين العبد وربه لا يطلع عليه غيره، لأنه مركب من نية لا يطلع عليها إلا الله وترك لتناول الشهوات التي يستخفي بتناولها في العادة ولذلك قيل: لا تكتبه الحفظة، وقيل: إنه ليس فيه رياء، كذا قاله الإمام أحمد، حتى كان بعض الصالحين يود لو تمكن من عبادة لا تشعر بها الملائكة الحفظة.

وبعض المؤمنين لو ضرب على أن يفطر في شهر رمضان لغير عذر لم يفعل لعلمه بكراهة الله لفطره في هذا الشهر، وذلك من علامات الإيمان أن يكره المؤمن ما يلائمه من شهواته إذا علم أن الله يكرهه فتصبر لأنه فيما يرضي مولاه وإن كان مخالفاً لهواه، ويكون ألمه فيما يكرهه مولاه وإن كان موافقاً لشهواته، فينبغي للمسلم أن يبتعد عما حرّم الله على الإطلاق كالزنا وشرب الخمر وأخذ الأموال والإعراض عن الحق وسفك الدماء المحرمة، فإن هذا يسخط الله على كل حال، وفي كل زمان ومكان، فإذا كمل إيمان المؤمن كره ذلك كله أعظم من كراهته للقتل والضرب، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم من علامات وجود حلاوة إيمان: ( أن يكره أن يعود الى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )، وقال يوسف عليه السلام: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} وسئل ذو النون المصري، متى أحب ربي؟ قال: إذا كان ما يكرهه أمرّ عندك من الصبر... قال الشاعر:

عذابي فيك عذب *** وبعدي فيك قرب
وأنت عندي كروحي *** بل أنت منها أحب
حسبي من الحب أني *** لما تحب أحب

وهذا المحب العارف لربه علم أن الصيام كسر للنفس فإن الشبع والري ومباشرة النساء تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة، فإذا انكسرت النفس تخلى القلب للفكر والذكر، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان وتنكسر سورة الشهوة والغضب، ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم الصوم وجاء لقطعه شهوة النكاح.

وخصلة أخرى من خصال هذا المحب المحقق لعبادة ربه في الصيام علمه بأنه لا يتم التقرب إلى الله تعالى بترك هذه الشهوات المباحة في غير حالة الصيام إلا بعد التقرب إليه بترك ما حرمه الله في كل حال، من الكذب والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم عملاً بقوله صلى الله عليه وسلم: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) أخرجه البخاري.

وهذا المحب أيضاً هو الذي استبشر بدخول الشهر لعلمه بما يجده من اللذة بصيامه ومن أنس في قيامه، فنهاره تسبيح وتهليل وتحميد وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وصدقة وبر وإغاثة وإحسان، وليله لا يتهجع فيه إلا القليل تحسباً للهجوع الطويل: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} سرى المحب في مناجاة حبيبه ونجوم الليل تضيء مواطن سجوده، تدبر واعتبار واستغفار بالأسحار فهو على هذا الحال طوال أيام شهره ولياليه، بل إذا أدركته العشر الأواخر جدّ كما كان يجدّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله مستشعراً قوله صلى اللّه عليه وسلم: (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) مستحضراً قوله صلى الله عليه وسلم ((التمسوها في العشر الأواخر من رمضان)) فإذا كانت صبيحة العيد تحققت له أولى الفرحتين ممزوجة بالحزن على فراق الحبيب الذي قضى في كنفه طوال أيام الشهر، فإذا دموعه تنهمر حين يصبح مفطراً حامداً الله على تمامه الصيام حزيناً على فراق رمضان.

وان العارفين حقيقة رمضان وحقيقية الصيام لا يركضون ليلا بعد دعاء ما قبل الافطار الذي لا ترد اجابته عند الله العفو الغفور لا ينطلقون يملؤون بطونهم بأصناف وأصناف وشراب وشراب حتى يرتمي الانسان لا يستطيع حراكا، وكأنه ينتقم من صيام هذا اليوم، فهذا الإسراف وكثرة الإنفاق والاستهلاك المنتشر بيننا ليسا من مقاصد الصيام، بل على العكس من ذلك فرمضان شهر الرخاء والاقتصاد والتقلل والزهد والتقشف وترشيد النفقات والاكتفاء بالضروريات دون الكماليات، وشهر لحلول البركات من الأرض والسماوات، شهر غذاء الأرواح والقلوب لا الأبدان والأجساد، والتقلل سنة نبوية عاش عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ومات عليها، قال عليه الصلاة والسلام: ((اللهم اجعل رزق آل محمد قوتًا)) رواه الشيخان عن أبي هريرة. والقوت: ما يكفي دون زيادة، والتقلل: إمساك على زمام النفس لكيلا تجتلبها المغريات، وكان رسول الله سيد هذه المنزلة أوصى بالتقلل حتى يكتفي المؤمن في خاصة نفسه بمثل زاد الراكب، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه: ((يا أبا هريرة، كن ورعًا تكن أعبد الناس، وكن قَنِعًا تكن أشكر الناس)) رواه ابن ماجه عن أبي هريرة بإسناد حسن، وقال الرسول عليه الصلاة والسلام: ((ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطن، بحسْب ابن آدم أكلات يقمن صُلْبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفَسه)) رواه الترمذي في كتاب الزهد.

ولا يخفى وبالذات على حملة الدعوة الواعين ان شهر رمضان شهر الاعمال العظيمة من جهاد وحمل دعوة، وأنه شهر ليس مقتصرا على التراويح وقراءة القران وصلة الارحام، فان الاعمال الصالحة يضاعف اجرها كثيرا كثيرا، فمال بالنا اذا كان هذا الامر هو العمل بتاج الفروض وهو العمل للخلافة، وما بالنا اذا كانت هداية شخص واحد خير من حمر النعم، فما اجرها في رمضان، وما بالنا اذا كان هذا العمل سيرفع الذل والهوان ويعيد شريعة الرحمن مطبقة في دولة الخلافة. فاذا كان العمل لها قبل رمضان لا يمكن قياس اجره عند الله، فهل يمكننا تخيل اجرها في رمضان.

نعم الزيارة للناس لتبيان الحق لهم والواجب عليهم اجره عظيم عند الله، واذا كنا نحن حملة الدعوة من نعمل على تغيير العادات السيئة في رمضان، فهل نكون كالناس ام يجب ان نعمل على جعل الناس مثلنا؟.

فمن كانت هذه حاله فهنيئاً له وليبشر فإن هذا من علامة قبول العامل وعمله، والله رؤوف رحيم لا يظلم مثقال ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجراً عظيماً.

صيام المتعودين

وأما الآخر ذلك الصائم بالعادة لا بالعبادة فحدث عن حاله ولا حرج، وهم في هذا الزمان كثير إلا من رحم الله، جعلني الله وإياكم ممن رحم، قال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} فمن هؤلاء من إذا صام عن شهواته المحرمة التي اعتاد فعلها في غير رمضان كان صيامه عنها وقتياً فتراه يتحين غروب الشمس متى تغيب ليهرع إلى ما استمرأ عليه من شهواته المحرمة، وكأن نهار رمضان عبادة وليله معصية، وما درى ان شهر رمضان ليله ونهاره عبادة وتقرب.

وهناك من صام عما أباحه الله من الأكل والشرب والجماع، لكنه في الحقيقة لم يصم عن بقية المحظورات كاللغو والسباب والغيبة والنميمة والغشّ في التعامل والربا والزور والبهتان وسائر العصيان مما حرمه الله على الإطلاق فكيف بحرمته على الصائم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر)) فالصيام قربة ولكن هذا التقرب إلى الله بالصيام لا يكمل الا بالابتعاد عما حرم الله.

ومن هؤلاء أصحاب الصوم بالعادة من تراه يتكلف السؤال عن أمور سكت عنها الشارع رحمة بالأمة او ليست ذات بال او لا تفيد في معرفة الاحكام الشرعية وفي جعبته من الكبائر ما يحتاج إلى إصلاحها والتوبة منها، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما نهيتكم عنه فاجتنبوه وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم)) رواه البخاري ومسلم

وهناك من يمضون وقتهم ليلهم ونهارهم يخططون ما يأكلون وما يشربون، فرمضان عندهم شهر للأكل والشرب والتمتع، فتراهم يستعدُّون له قبل حلوله ودخوله، وذلك بإعداد أنواع الحلويات والمأكولات وادِّخار بعض الأطعمة التي قد تنفَدُ في رمضان، وكأنه قد حل موسم جوع وقَحْط، ويزعم البعض أن الصيام يقطع عنهم أكلهم وشهواتهم في النهار، فتراهم إذا جاء الليل ملؤوا الموائد بأنواع المأكولات وألذ المشروبات، فيجعلون ليالي الصيام للمزيد من الاستهلاك والإسراف والتبذير والنَّهَم والشَّرَه، فترى الناس في الأسواق والمتاجر يزدحمون ويتسابقون على السلع والمشتريات، ويتزايدون في أثمانها، فترتفع أسعارها، وتحدث الفوضى والشِّجار والتدافع حولها، فتنفد السلع لكثرة الطلب عليها، مما يسبب لكثير من الفقراء الحرمان منها وهم في أشد الحاجة إليها، ويدفع بعض التجار الفجار لاحتكارها ليبيعوها بأثمان باهظة. وأغلب الناس تُضاعف ميزانية إنفاقهم في هذا الشهر، ولا يكفيهم مرتَّبهم الشهري فيه، وأكثر الموظفين يشتكون مما يحدثه لهم هذا الشهر حسب زعمهم من نفاد في أموالهم، وما يترك خلفه من ديون ثقيلة عليهم.

وهناك اناس اشتهروا في رمضان بالسمر والسهر إلى ساعات متأخرة من الليل، فكثير من الناس يحيون ليالي رمضان في الملاهي والمقاهي وفي الشوارع والأرصفة، وفي الغفلة والقيل والقال والغيبة والنميمة والخوض في الباطل، وأمام شاشات التلفاز لمشاهدة القنوات الفضائية والانتقال من واحدة إلى أخرى بحثًا عن أغنية أو منظر أجمل أو متعة أكمل أو مسلسل أو فلم أفضل، أو بحثًا في شبكة الإنترنت عن المواقع الإباحية ومواقع الرذيلة، وآخرون يلجؤون إلى لعب الورق وربما القمار المحرم، الشيء الذي يجعلهم يعوِّضون سهرهم بالليل بنوم النهار، مما يُضِر بأعمالهم، خاصة الموظفين منهم، فتراهم في مكاتبهم متكاسلين، تظهر عليهم علامات الخمول والإرهاق والإعياء، مما يقلل من عطائهم في العمل وإخلاصهم فيه، الشيء الذي يجعلهم يُخِلُّون بوظائفهم ولا يؤدونها على الوجه الأكمل، ويعطلون مصالح الناس، ويغلقون أبواب المكاتب في وجوههم، ويردونهم يومًا بعد يوم بدعوى تعب الصوم.

ومن أهل الصيام بالعادة من لم يستشعر لذة الصيام وحلاوة القيام، فإذا أفطر من يومه كأنه انحط عنه ثقل عظيم، فإذا حل الفجر لصيام اليوم التالي عاد إليه ذلك الثقل وزاد عليه الهمّ يحسب لأيام الشهر متى يفرح بآخر أيام الشهر وكأن شهره دهر، وهو كذلك مع القيام في لياليه يحفظ عبارة ( ما هي إلا سنة يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها ) وفي المحرمات لم يحفظ ( يعاقب فاعلها ويثاب تاركها ) والصيام عند هؤلاء أيضاً يقطع عنهم لذة التمتع في نهارهم بأكل الحرام وشرب الحرام وارتكاب الحرام مع أنهم في لياليهم لا يتورعون عن ذلك كله، فليلهم يهدم نهارهم، وسيئاتهم تذهب حسناتهم، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ((فلا مَرّ بالمنافقين شهر شر لهم منه)) رواه ابن خزيمة.

فإذا انقضى انتابته سعادة جوفاء باهتة بانقضاء الشهر لا بالفرح بالصيام والقيام، وذلك لأنه لم يصم على سبيل التعبد ولكن على سبيل التعود، فلم يحدث الصيام عنده توبة أو إنابة ولا مزيد طاعة أو عبادة وإنما لسان حاله يقول:

رمضان ولّى هاتها يا ساقي *** مشتاقة تسعى إلى مشتاق

فما أن ينقضي الشهر إلا ويعود على ما كان عليه من الغفلة والإعراض، وهكذا دواليك زماناً بعد زمان حتى يبادره هادم اللذات كأن لم يثبت فيها إلا ساعة من نهار، ولو فحصت القوم لوجدت أهل العادة أكثر وأهل العبادة قليل، وصدق الله إذ يقول: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ}

فهل لك أخي - يا من ترجو رحمة الله - أن تسعى لتكون من القليل، جعلني الله وإياكم منهم ووالدينا وإخواننا المسلمين

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

منقول

Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 22nd June 2024 - 09:54 PM