بســم الله الـرحمــن الرحيــم
بيان صحفي
مَن غير الخلافة، سيعوض أطفال سوريا وينهي معاناة نسائها؟! ما زالت رحى الحرب الصليبية تدور في سوريا حاصدة أرواحاً بريئة، مستخدمةً في ذلك آلة قاتلة تكاد تضاهي البراميل المتفجرة والقصف العشوائي وحشية ألا وهي آلة الجوع، فبحسب المجلس النرويجي للاجئين ووكالات إغاثة دولية فقد ارتفعت مستويات الجوع داخل سوريا بنسبة بلغت 42% منذ العام الماضي.
لقد انعكست هذه الحرب في سوريا فقراً وجوعاً على أطفالها ونسائها لتتحول إلى حرب البطون الخاوية، إذ حذرت منظمة إغاثة دولية، من أن 700 ألف طفل إضافي في سوريا يواجهون الجوع، وهذه الأرقام الجديدة تعني أنه في الأشهر الستة الماضية، ارتفع العدد الإجمالي للأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي في جميع أنحاء البلاد إلى أكثر من 4.6 مليون طفل.
ونتيجة لتردي الوضع الاقتصادي المأساوي مع الانهيار الحاد لليرة السورية التي تراجعت وباتت لا قيمة لها أمام الدولار، ليصبح تسعة من كل عشرة يعيشون على دولارين في اليوم. قالت سونيا خوش، مديرة استجابة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا: "يواجه جيل كامل من الأطفال خطر الإصابة بسوء التغذية لأن عائلاتهم لم تعد قادرة على تحمل تكلفة وضع وجبة على المائدة". كما تشير الأرقام العالمية إلى تفاقم أعداد الأسر في سوريا التي باتت غير قادرة على تأمين قوتها اليومي، فبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة فإن أكثر من 9.3 مليون شخص يعانون الجوع ويفتقرون إلى الغذاء الكافي بزيادة 1.4 مليون في الأشهر الستة الماضية وحدها، يضاف إليهم حوالي مليونين آخرين معرضين لمصير مماثل بفعل القيود التي فرضت عليهم في ظل تفشي فيروس كورونا وبفعل نزوح الملايين داخل سوريا - إذ يُقدَّرون وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة بنحو 6.7 مليون نازح - وافتقارهم أيضاً إلى المأوى المناسب، فالكثيرون منهم ليس لديهم البطانيات الكافية ووقود التدفئة لتجاوز الأشهر الباردة والممطرة.
وعلى الرغم من الآثار السلبية التي لحقت بكل أفراد المجتمع ودفعت البلاد إلى حافة الهاوية، فإن الطفل يبقى هو الضحية الأكثر تأثرا، إذ يواجه جيل من الأطفال في سوريا، لم يعرف سوى المصاعب والدمار والحرمان، أزمة جوع لم يسبق لها مثيل حتى في ذروة هذه الحرب الصليبية على أهل الشام المستمرة منذ تسع سنوات، كما أجبرت هذه الحرب النساء على العيش في دوامة من اليأس والبؤس التي تزداد سوءا عاماً بعد عام مع تزايد الاحتياجات الأساسية وفقدان المعيل لها ولأطفالها ليصل حال إحدى الأمهات للادخار لمدة ثلاثة أسابيع لشراء تفاحة واحدة!! أو التي ستلجأ كما كل عام إلى حرق أي شيء يمكنها العثور عليه في محاولة لإبقاء أطفالها دافئين مع تزايد برودة الطقس خلال الأسابيع المقبلة، وخاصة مع استمرار نقص الوقود وارتفاع سعره بنسبة 21% عن السنوات الفائتة.
ومع دخول الحرب الهمجية على أهل الشام لإجهاض ثورتهم عامها العاشر، يدخل ملايين الأطفال العقد الثاني من حياتهم محاطين بالعنف والموت والنزوح والجوع وما زالوا يواجهون العواقب المدمرة لوحشية هذه الحرب، هذا حال أطفال سوريا وقد أُخمد وميض براءتهم وسُرقت طفولتهم ليواجهوا خطر الضياع وهم يسيرون سنواتهم الأولى في طريق يقودهم إلى الألم والجهل والعزلة. كما تتعرض النساء في سوريا للكثير من المخاطر، وجعلهن يرزحن تحت نير الفقر والعوز والحاجة وفقدان المعيل بالإضافة إلى استغلالهن في جميع الظروف. وطوال هذه السنوات كانت المنظمات الدولية ولا زالت تصدر سنويا تقارير عن التأثير المدمر لاستمرار جرائم النظام على أضعف أفراد المجتمع، وهم الأطفال والنساء بعد أن تخلى عنهم حكام المسلمين، الذين انتزعت منهم مشاعرهم الإنسانية، بل والمجتمع الدولي بأسره ليعيشوا حياتهم في هذه الظروف البائسة.
فمن سيعوض أطفال سوريا وينهي معاناة نسائها؟
إن الاستقرار والأمن اللذين يحلم بهما الملايين من الأطفال والنساء في سوريا وفي غيرها من بلاد المسلمين حيث القهر والظلم، لا يمكن تحقيقهما إلا في ظل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة باعتبارها الدرع الواقي للأمة جمعاء، والتي ستُنهي المعاناة وستوحد البلاد والجيوش، وتعطي الأمل لأطفال ونساء الأمة وتؤسس لهم حياة كريمة وآمنة ومزدهرة، والتي لا يمكن بلوغها إلا بتطبيق أحكام الله سبحانه وتعالى.
وفي الختام نصدقكم القول كدأبنا معكم دائما؛ إن النساء والأطفال في سوريا والبلاد الإسلامية جمعاء في أمسّ الحاجة لنظام سياسي يدير شؤونهم، حاكم راعٍ وحامٍ وخادم لأمته، فاللهم إنا نسألك حاكماً مسلماً يخاف الله فينا كعمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ خاف أن يُسأل عن دابة تعثرت في طريق وعر، وحاكم كعمر بن عبد العزيز الذي كان ينثر للطير الحبوب حتى لا تجوع، لتعود العزة إلى أمة الإسلام من جديد، وما ذلك على الله بعزيز.
﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾
القسم النسائي
في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير