قامت كثير من الجماعات والاحزاب بالدعوة لإعادة الاإسلام إبّان هدم الخلافة ثم قامت دولٌ إسلامية (كما يسميها أصحابها) في الأفغان والسودان والصومال ومالي وآخرها في العراق.
والملاحظ في هذه التجارب أنها لم تراعي طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة ، ولم تكن تعطي لمصطلح الدولة على الأرض إلا اسمه علاوة على ذلك لم تدرس واقع الأمة دراسةً مستنيرة ولم تعرف مقومات الدولة.
ومايزيد الأسى والحزن ليس التجربة القديمة بل الأخيرة التي كان يجدر بها أن لاتفع بأخطاء سابقتها.
فجاءت تريد إقامة دولة الإسلام مع إختلاف الواقع.
إنّ الارس لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم يدرك تماماً طريقته في إقامة الدولة كما يدرك طريقته في إقامة الصلاة وأداء الحج وجمع الزكاة وخرص الثمار ومن هنا قيل( الإسلام فكرة وطريقة) فكان أن بدأ رسول الله بتكتيل الصحابة وتثقيفهم بالثقافة الاسلامية وطرح الافكار السائدة في المجتمع ونقضها وكشف ضلالاتهم ثم خلىّ بين الكتلة والأمةللتفاعل فلمّ أحسّ أنّ الأي العام بدأ يؤمن بالإسلام منهج حياة متكامل وبدأ يطلبه وعَلِم أنّ هذا الرأي العام ينبع عن وعي عام وليس ردة فعل او ترجّل .
قصد عندها القوة الفاعلة على الارضطالباً منهم ان يؤمنوا بفكرته وينصروه ليطبق هذه الفكرة عن طريق الدولة فكان له ما اراد واعلان قيام الدولة الاسلامية في المدينة.
أيها المجاهدون على أرض الشام المباركة:
إنّ المدينة المنورة هي بمثابة دولة في وقتنا المعاصر فلها سيادتها ولها حدودها ولها جيشها ولها رئيسها ولها سيادتها مثلها مثل الشام ومصر والحبشة واليمن .
فهي ليست محافظة! او حي! او شارع! اوقرية بمساحة 10 كيلو متر مربع!