الإخوان المسلمين بين تقديس الشرع وتقديس البشر
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
المعاناة التي يعانيها الإخوان المسلمون في مصر شديدة السوء، ومع ذلك تراهم يطالبون بعودة الشرعية أي عودة الحكم لمرسي وجماعته الذين تم انتخابهم، أما موضوع الأحكام الشرعية فلم يهتموا سابقا بموضوع تطبيق الشرع واليوم لا هم لهم إلا عودة الشرعية لا عودة الشريعة.
في فلسطين النزاع بين حماس وفتح على مصالح ومن سيكون ممثلا لأهل فلسطين، أما موضوع المخالفات الشرعية فآخر ما يبحثون عنه.
في تونس وصلوا الحكم واهتموا بالمقاعد والتمثيل بالبرلمان والمكاسب، وكذلك في الأردن واليمن والعراق وسوريا وفي كل مكان، ترى صراعهم صراع أشخاص وكيف يحافظون على مكتسباتهم الديمقراطية وتمثيلهم في نظام الحكم.
ومع ذلك ترى الحكام دائما يبطشون بهم فلا قيمة لهم أبدا عند الحكام إلا بمقدار تحقيق المصالح للحكام، وعكس ذلك يتم البطش بهم.
قد يقول قائل أنت تتجنى على الإخوان المسلمين، وتتهم حركة إسلامية عريقة بعدم الاهتمام بالشريعة الإسلامية؟
في الحقيقة اعرف أن كلامي لن يعجب الكثيرين، ولكن فلننظر في هذه الأمور، ولننظر بعدها هل فعلا الإخوان المسلمين يهتمون بالشريعة وهل حملاتهم هي للشريعة أم لأشخاص يقودونهم؟
• الإخوان المسلمين في كل العالم الإسلامي لا يخوضون صراعا فكريا مع أي نظام حاكم في أن الدستور الذي يطبق دستور غير شرعي، بل تراهم يسيرون حسب ذلك الدستور ويدعون مجرد ادعاء أنهم إن وصلوا الحكم سيغيرون الدستور، وقد وصلوا مراتب كثيرة في بعض الدول ولم يغيروا الدستور كما حصل من حركة حماس وحركة النهضة التونسية ومن معبودهم أردوغان الذي ينتمي لنفس المدرسة الإخوانية في التفكير.
• لم أر أي حملة من الإخوان المسلمين ضد المخالفات الشرعية الكثيرة، فلم ترى منهم حملات ضد البنوك أو ضد تغيير المناهج أو ضد هتك الأعراض أو ضد الخمور وغيره.
• لم نر منهم حملات ضد حدود سايكس بيكو والقواعد الأمريكية في قطر وتركيا وغيرا من البلدان ولم نر حملات ضد ظلم الحكام ومخالفتهم لشرع الله، بل حملات فقط لظلمهم هم.
• لم نر منهم حملات لبيان عداء الغرب للمسلمين، بل نرى لهم صداقات مع الكفار والمجرمين في العالم الإسلامي بشكل واضح جلي.
أما الحملات التي يقومون بها فكلها للمحافظة على وجودهم السياسي في الأنظمة الحالية ليس إلا، ففي مصر مهتمون بعودة الشرعية أي عودة الإخوان للحكم وغير مهتمين بتطبيق الشريعة، وفي غزة صراع بينهم بين حركة فتح على من يمثل أهل فلسطين، وفي اليمن يقفون مع الحكومة المجرمة ضد الحوثيين المجرمين، وفي العراق كانوا حزبا رسميا في ظل حكومة الاحتلال الأمريكي، وفي الكنسيت (البرلمان) اليهودي كانوا جزءا من البرلمان اليهودي باسم الحركة الإسلامية في الداخل المحتل وهم سكان المناطق المحتلة عام 48، وفي الأردن كانوا جزءا من النظام الملكي الأردني، وفي سوريا يدعون لإقامة دولة ديمقراطية علمانية بدل نظام الأسد ويسيرون في خطط إحباط الثورة السورية، وغيرها من الأمثلة التي تبين أن جل أعمال الإخوان المسلمين تنصب على المراكز والمناصب ولا تهتم بتطبيق الشريعة الإسلامية.
قد يقول قائل أنهم عندما يتحكمون بالدولة يطبقون الشريعة؟!!
وهذه أثبتت كذبها وزيفها، ففي تركيا تمكن أردوغان وما زال عميلا مخلصا لأمريكا ويحارب الإسلام وأهله رغم أنه ليس من الإخوان المسلمين تنظيميا ولكنه منهم فكريا، وفي غزة حكموا القطاع وما زالوا يسيرون على الدستور العلماني، وفي تونس وقفوا مع الحكومة في سن قوانين تعادي الإسلام أكثر من العلمانيين، وفي الأردن وقفوا حصنا منيعا من أن يتم التعدي على الملك ونظام حكمه، وهذا يدل على أنهم بعد التمكين لم يغيروا بل ساروا على نفس النهج العلماني.
القادة لا خطاب لي لهم كثيرا، إلا أنهم في كثير من الأحيان يقفون في صفوف المجرمين، فليتقوا الله ولينفضوا عن المجرمين،وليعلموا أن المجرمين إن زالوا فسيزولون معهم.
أما الأفراد فليستعملوا عقولهم قليلا في التفكير في ما آلت إليه حركات الإخوان المسلمين في العالم من سير على النهج العلماني وأنهم لا يختلفون عن الحركات العلمانية إلا بالاسم، وليعلموا أنهم إن دافعوا عن النهج العلماني للإخوان اليوم فإن ذلك سيكون وبالا عليهم يوم القيامة، فليتقوا الله وليحاسبوا قيادتهم بشدة على نهجهم العلماني وعلى نهجهم في الوصول للمراكز في الدول الحالية دون أي تفكير بالإسلام ولا بتطبيقه.
وليعلموا أيضا أن الله لن ينصر من لم يدافع عن شرعه أبدا، وستبقى الأزمات تعصف بهم الأزمة تلو الأخرى، وليتوقفوا في مصر عن المناداة بعودة الشرعية أي عودة مرسي بدون إعادة الحكم الإسلامي، وكذلك في غزة وصراعهم على الكرسي، وكذلك في اليمن وتونس وسوريا ووقوفهم إلى جانب المجرمين، وغيرها من البلاد، فان المصائب ستستمر بالنزول عليهم، ولن يجنوا في النهاية إلا الذل في الدنيا وغضب الله في الآخرة إن لم يكن هدفهم إرضاء الله تعالى.
https://www.facebook.com/permalink.php?stor...&__tn__=K-R