البشر الدواجن
يحكى أن حاكما ظالما أراد أن يعلم شعبه كيف يجب عليهم معاملة الشعب، فأمر بإحضار دجاجة وتجويعها وبدأ ينتف ريشها ريشة ريشة وهي تصرخ، حتى لم يبق عليها ريشة، ثم ألقاها أمام الجميع ثم قام بوضع بضع حبات شعير بين قدميه فجاءت الدجاجة لتأكل الشعير ونسيت كل الألم الذي سببها لها، فقال لهم الحاكم:.........................
للأسف هذا حال بعض البشر، المهم والأهم عنده أن يعيش، حاله سيء ومعاشه لا يكفيه والفقر يلاحقه، وإذا مرض هو أو أهله لم يجد علاجا لهم، وإذا كبر أولاده لم يستطع تعليمهم، وبيته بالإيجار هذا إن وجد بيتا، والذل يلاحقه كل يوم، وان بدأت تناقشه بالحال السيئ وتذكر أمامه الحكومة فر من أمامك مذعورا، "يا أخي اتركنا من السياسة، خلينا عايشين..."
يسمي هذا الحال الذي يشبه حال الدجاجة بالحياة الكريمة، ويخشى أن يفقدها، يظن انه إن سكت عن الحكام الظلمة فسيعيش أكثر وسيستطيع تحسين وضعه، مع أن وضعه كل يوم يزداد سوءا.
هذه النوعية من الناس لا تثور ولا تنتفض ولا تتحرك ما دامت تستطيع أن تلقم نفسها وأهلها لقمة يستطيعون من خلاها العيش والتنفس، وإن حاولت أن تناقشهم فروا من أمامك لأنهم يظنون أنهم إن تكلموا عن الحكام سيفقدون هذه الأنفاس المملوءة بالذل.
ألا فليعلم هؤلاء وغيرهم أن الظالم إن سُكت عنه ازداد ظلما، وأن ظلمه سيطال الجميع، وفوق كل هذا فان الله يغضب على من لا يحاسب الظالمين، ولا يقبل منهم أي أعذار إلا إن وضع السيف على الرقبة فعندها عندهم رخصة بالسكوت، أما اليوم فبمجرد أن تتكلم يبدأ الجبن يسيطر عليهم ويظنون أن الحائط يسمعهم والأرض تسمعهم والسقف يسمعهم وينقل أخبارهم ويظنون أن كل من حولهم مخابرات ويظنون أن أجهزة تنصت مزروعة في كل ناحية، ويجعلهم الجبن يتخيلون أشياء لا وجود لها، لأنهم ببساطة يريدون الاستمرار في الحياة أية حياة، المهم أن يتنفسوا كتلك الدجاجة بلا ريش يكسوها.
#الحقيقة
https://www.facebook.com/225500671139291/ph...e=3&theater