بيان صحفي
التطبيع مع الأسد خيانة واضحة عند الله ورسوله وفي نظر الأمة(مترجم)
قال الرئيس أردوغان إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع بوتين أمس وتحدثا عن القضية السورية. كما أشار أردوغان إلى أن وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا بدأوا عملية جديدة بالاجتماع الذي عقدوه في موسكو الأسبوع الماضي، حيث قال "سنجمع وزراء خارجيتنا معاً كثلاثة، وبعد ذلك سنجتمع معاً كقادة". وبما أن أردوغان يعلم أن اللقاء مع الأسد هو خيانة واضحة عند الله ورسوله وفي نظر الأمة، فقد سعى إلى تخفيف ضغط المسلمين من خلال إطالة وقت هذه العملية، حيث إنه صرح في سوتشي في شهر آب/أغسطس أن بوتين يريد أن يجعله يجتمع مع الأسد، ثم أعلن وزير الخارجية جاويش أوغلو أن هناك محادثات بين تركيا وسوريا على مستوى الاستخبارات وأن القادة يمكن أن يجتمعوا خلال العملية.
خطوة التطبيع التركية مع نظام الأسد هي استمرار للخطوات السابقة المتخذة في سوريا وجزء من الحل السياسي الذي تحدده أمريكا. لأنه منذ اللحظة التي رأت فيها أمريكا أن الأحداث في سوريا خارجة عن سيطرة السفاح الأسد، سعت لبقائه من خلال إعطاء دور خاص لإيران وتركيا، من بين دول المنطقة. على الرغم من أن تركيا قدمت المساعدات الإنسانية اللازمة للاجئين السوريين، إلا أنها حاولت حماية نظام السفاح منذ البداية كما يقتضي الدور الذي قدمته لها أمريكا. كذلك فقد كان الجانب الذي تواليه تركيا واضحا منذ بداية الثورة، عندما أرسلت وزير الخارجية آنذاك أحمد داود أوغلو إلى دمشق، وعندما نظمت مؤتمرات في إسطنبول وأنقرة وأنطاليا وعندما عملت على تنظيم المعارضة السورية. ألم تكن حكومة أردوغان هي التي عملت على الإطاحة بقادة الجماعات في سوريا في إطار آلية التعاون العملياتي، وقوضت الثورة بضمان مشاركة هؤلاء الأشخاص في اجتماعات جنيف، ومع عملية درع الفرات ضمنت سقوط حلب التي كانت في موقف حرج؟ ألم تكن حكومة أردوغان هي التي خدعت الثوار قصيري النظر بتطويق إدلب بأبراج المراقبة بالقول: "سنحميكم من حزب الاتحاد الديمقراطي/ وحدات حماية الشعب"؟ ألم يكن أردوغان هو الذي جلس أولا في أستانة ثم في محادثات سوتشي على الطاولة نفسها وتعاون مع إيران وروسيا، الذين سفكوا دماء المسلمين؟
لذلك، لا نستغرب أن هذين البلدين، اللذين يتعاونان بطريقة سرية وقذرة منذ بداية الثورة، قد بدءا محادثات علنية. ولسنا مندهشين من أن الأراضي التي تم تحريرها ستعود بالكامل تحت سيطرة النظام، وسيتم القضاء على مجموعات المعارضة، وحتى المصالحة ستتم مع حزب الاتحاد الديمقراطي، المتعاون مع النظام. كما أنه ليس من المستغرب ألا تتردد تركيا في دفع اللاجئين مرة أخرى إلى أحضان الأسد لأسباب انتخابية. ما يثير الدهشة حقا بل والمحزن هو عدم القدرة على إدراك كل هذه المكائد والمؤامرات، وعدم القدرة على رؤية الشباك التي نسجتها الأنظمة الموالية للغرب فوق رؤوس المسلمين، وأنه على الرغم من كل ما حدث، ما زالوا يتوقعون النوايا الحسنة منهم!
ما يجب على تركيا فعله لتجنب كل هذه الأخطاء هو وضع حد للسياسات الخاطئة التي تنتهجها منذ سنوات تماشياً مع خطط أمريكا. إن التطبيع مع نظام الأسد، الذي قتل مليون مسلم، وبسط سيطرته في جميع أنحاء البلاد بذريعة وحدة الأراضي، وترك أكثر من مليوني شخص يعيشون حياة الأسْر في إدلب تحت رحمة النظام، وإجبار اللاجئين في تركيا على العودة إلى سوريا، لن يجلب سوى الوقوع في غضب الله تعالى. هذه الخطوات التي يقال إنها لمصلحة الشعب السوري لن تكون لها مكاسب حقيقية من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، وسيكشف الزمن ذلك بكل وضوح. ينبغي على المسلمين في تركيا، الذين دعموا الثورة السورية حتى الآن واحتضنوا اللاجئين، أن يعارضوا هذه الخيانة بكل قوتهم، ويجب ألا يوافقوا على التحاور مع الأسد تحت أي ظرف وشرط، وينبغي عليهم تذكير الحكام بتحذير ربنا بقوله تعالى: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تركيا