منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Closed TopicStart new topic
> العدد الرابع - الخبر والإعلام الموجه, سياسية - مفاهيم سياسية
مجلة منهاج النبو...
المشاركة Mar 21 2013, 05:05 AM
مشاركة #1


مدير المجلة
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 50
التسجيل: 15-January 13
رقم العضوية: 2,050



مفاهيم سياسية

الخبر والإعلام الموجه

أبو عَــنــان - الـنـاقــد الإعـــلامـــي


الخبر هو ما يُنقَلُ ويُحدَّثُ به كتابةً، وهو وجهٌ من وجوهِ النشاطِ الإنساني، لكنني أحب أن أضع للخبرِ تعريفاً مغايراً من الممكن أن لا يتفق مع بعض التعريفات الدَّارجة، لكنه حتماً وصفٌ للخبرِ الذي أودُّ أن أتعرَّضَ له في موضوعي هذا، لذا سأعرّف الخبر على أنه: وصفٌ لواقعِ حَدَثٍ ما وصفاً جامِعاً مُفهِماً دقيقاً أو هو نَقْلُ صورةٍ مطابقةٍ لِمَا يُرادُ نَقْلُ وصفِه. فالخبرُ معلومة, والمعلومةُ لا بدَّ أنَّها وصفٌ لحدثٍ بِغَضِّ النَّظَرِ عَن هذا الحَدَثِ, ونَقْلُ المَعلومَةِ لا بد أن يكون نقلاً مجرداً من أي رأي شخصي، فالخبرُ يبقى خَبَراً بِغَضِّ النظر عن الفِكرِ الذي يحمله الناقل أو الواصف ما لم يُضِفْ عليه, فالناقل هنا يُعتبَرُ وسيلةَ نَقلٍ لا غير, كأنْ نقول: زار عباس أوباما أو دهسَت سيارةٌ زرقاء طفلاً، ونقل الأخبار بهذا الشكل المجرد, دون إبداء رأي غيرُ متوفر في القنوات الإعلامية جمعاء. فكلُّها تنقل الأخبارَ بالطريقةِ التي تريد, وحسب الأجندة التي تَتَبنَّى وتُوجِّه للمتلقي آراء وأفكاراً تمررها بطرق مُلتوية، هذا يوصلنا لمفهوم "الإعلام الموجه".

في البداية لا بد لنا مِن معرفةِ ما هو الإعلام حتى نصل إلى الإعلام الموجه, فـ "الإعلام": الإخبار، أعلَمَ لغةً أخبرَ, ويُعلِم: يُخبِر. ولكنَّ الإخبارَ هنا عن الحدث يكون في وقتٍ مقصودٍ وأسلوبٍ مُعيَّنٍ وهَدَفٍ خفيٍّ, لا مُجرَّدَ نَقْلٍ لخبر مجرد كما حدث، لذا نقول "وسائل الإعلام" لا "وسائل الأخبار".

إنَّ ما سُمِّيَ بالحملة على "الإرهاب" كان الإعلام موجَّهاً لخدمة هدف دول الغرب, ووسائلُ الإعلام عمِلَت بكل قوتِها لإظهارِ "عدل" هذه الحملة وضرورتِها ومدى الخَطَرِ المُحدِقِ إن لم يساعِدِ الأفرادُ والمؤسَّساتُ في هذه الحرب المعلَنة، وأنَّ كل من لا يساعدُ فهو شريكٌ للإرهابيين!! وقد بذلَتْ دولُ الغربِ مليارات الدولارات لتحقيق هذا الهدف وكان تَحُرُّكُ الجنديِّ الإعلامي في هذه الحرب قبل تحرك الجندي حامل البندقية، لكنَّ الغرب ورغم تسخير كلِّ قدراتِ الإعلام في بلادِنا لخدمةِ حربِه, إلا أنَّ الأول لم يكتفي بهذا، وكانَ الرأيُ أن تُنشِئَ هذه الدُّولُ وسائلَ إعلام موجَّهة نحو العرب والمسلمين لتمريرِ الأفكارِ وتخريبِ العقولِ وتحقيق الهدف المنشود, فقد تمَّ إنشاءُ فضائيةٍ لهيئة الإذاعة البريطانية ناطقة بالعربية، وقد بدأت حملة الغرب في الإعلام الموجه منذ الأربعينات وذلك بالترويج لإذاعات الإنجليز آنذاك, إلى قناة الحرة الأمريكية بُعَيْدَ احتلال العراق, مروراً بإذاعات موجهة مثل الـ B.B.C، ومونت كارلو، والفضائية "الصهيونية" الموجهة للمشاهد العربي. ولقد تزايدت هجمات الإعلام الموجَّه عَقِبَ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أنَّ بداياتِه كانت مع ظهور الإذاعة والتليفزيون، ووصولِهما للعالم العربي لخدمةِ أهداف الاستعمار، الأمرُ الذي يفسر أنَّ "هوجةَ" الإعلامِ الموجَّهِ حالياً تُعتَبَرُ امتدادًا لفترةٍ استعماريةٍ جديدةٍ للعالم العربي.

فالولايات المتحدة قطعَت شوطًا كبيرًا في مجال الإعلام الموجه، ولها تجاربُ عديدة في هذا الميدان، سواءً ضدَّ الدول ككل، أو ضد الأنظمة؛ حيث كانت الولايات المتحدة تبث إذاعاتٍ موجَّهةٍ لشعوبِ الاتحادِ السوفييتي السابق، وشرق أوروبا، وكانت إذاعة صوت أمريكا - التي تحولت حالياً إلى "إذاعة سوا" تذيع قرابة 776 ساعة أسبوعياً إلى مختلف دول العالم، عن طريق 118 محطة إرسال، من بينها 460 ساعة لدول أوروبا الشرقية، وتقدم برامجها بنحو 35 لغة، منها 17 لغة مستخدمة في الاتحاد السوفييتي السابق! والآن تحولت كلياً ليكون بثها موجه للعرب. ثم تَوسَّعَ هذا الإعلامُ لِيَشمُلَ الدول العربية، عندما توجهت إذاعة "صوت أمريكا"- قديماً- إلى العرب، إلى أن تبعها التطور الجديد ببث قناة "الحرة" الفضائية.

ومن هنا، فإن الأنماط السائدة اليوم في العالم العربي بتقديم وتصدير أسلوب الحياة الأمريكية إلى العرب، جاءت ثمرةً لأحداث 11 سبتمبر، ومن طبيعة الإعلام الموجه أن يظهر بكثافة في أوقات الحروبِ، مما يُدلِّل على أن الولايات المتحدة، عقب وقوع هذه الأحداث، كانَت تَعُدُّ نفسَها في حالة حرب، فَوَجَّهَتْ الآلةَ الإعلامية في جنبات الأرض تنتصر للسياسة الأمريكية، وتهيئ العقول للغزو الأمريكي القادم، حتى تورطت الولايات المتحدة في الحرب بشكل حقيقي في أفغانستان والعراق، وإن كانت الولايات المتحدة نفسها قد استخدمت أيضا هذه الحرب الإعلامية الموجهة في وقت السلم أثناء الحرب الباردة، حتى كان لها ما أرادت، وهو انهيار الكتلة الشرقية بأكملها.

وفي هذا السياق، نصل إلى نتيجةٍ مفادها: أن الإدارة الأمريكية من أكثر الدول استخداماً لبث الإذاعات المناهضة التي تخدم مصالحها، وهذه الإذاعات تكاد تمر على جميع دول العالم، خاصةً في فترات الحروب، بل إنها كانت سباقة في اتخاذ خطواتٍ أكثر تطوراً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية (وبالتحديد أثناء الحرب الباردة في نهاية الخمسينات)، ولذلك كان لهذه الإذاعات أعظم الأثر في انهيار الاتحاد السوفيتي ودول أوروبا الشرقية, وغالِباً ما يَستخدِمُ هذا الإعلام الموجه أخباراً تُثيرُ البلبلة، مثل تداولِ أخبار الفساد الداخلي، واضطهاد الحكام لشعوبهم، والهزيمة في الحروب، وهو ما يؤدي إلى انشقاق داخلي، وانهيار لنفسية المواطنين، والسخط على حكامهم، وبالتالي تحقق القوة العظمى في العالم أهدافها.

من أهم أساليبِ التوجيهِ الإعلاميِّ التعتيمُ والتَّلاعبُ بالمصطلحات أيضاً أسلوب خبيث، الاقتضاب، لفت الانتباه، والتشويه، والبتر، والدَّسُّ، والتَّضخيمُ للأحداثِ غيرِ المُهمة أي تهميش المُهِمِّ منها وأخيراً أسلوب التَّحضيرِ المُسبَقِ أي صُنعُ الحَدثِ الإعلامي للخروج بخبرٍ وهو مِن أخبثِ الأساليب الإعلامية في توجيه أفكارٍ معينة للمُتلقي لأنَّ فيهِ يتمُّ التَّمهيدُ لتمرير سياسات معينة إضافة إلى أنَّ التوقيت يلعبُ دوراً كبيراً جداً في التأثير على الرأي العام.

وفي الثَّورة المباركة في سوريا عَمَدَتْ وسائلُ الإعلام- وخصوصاً قنوات ما يسمى "الإعلام الحر" كالجزيرة والعربية وفرانس24- لِأَنْ تظهرَ أنَّ الثورةَ عَلْمانِيَّةٌ، حيث سلَّطَتِ كلَّ الضوءِ على الشعاراتِ الدَّاعيةِ للحُرِّيَّةِ وطَمَسَتْ كُلَّ شعارٍ أو رَايةٍ لها مدلولٌ إسلامي, وهذا التَصرُّفُ في وسائلِ الإعلام هو ما نتحدث عنه بأنه "إعلامٌ موجَّه" له هدفٌ ويخدِمُ أجندةً لَيسَت فقط بعيدةً عَن خِدمةِ أُمة الإسلام، بل هي "هذه الأجندة" موجَّهةٌ لِضَرْبِ فِكرةِ الإسلام السياسي وأنَّه "لا قدرة في الإسلام على الحكم ولا صلاحية في أحكامه". فمثلاً: في مظاهرات الجمعة السابقة "أمة واحدة راية واحدة حرب واحدة" قامت قنوات "الإعلام الحر" بالتعتيم على عنوان الجمعة، إذ ذكرته على عجالة في نشرة الصباح حيث الناس نائمون، ولم تقم بتغطية الجمعة على أساس هذا الشعار بل قامت بعرض المظاهرات التي ترفع "علم الاستقلال"، وتجاهلت وبكل وقاحة المظاهرات التي ترفع راية الإسلام، وإذا عرضَتْ شيئاً من هذه المظاهرات فإنها تعرضُها، صورة من دون صوت، لكي لا يستمع المشاهد للحناجر الهدارة التي تصدح بقول: "الأمة تريد خلافة من جديد"، وفوق هذا وذاك، لم تقم أي من قنوات "الرأي والرأي الواحد ضد الإسلام" بعرض المظاهرات العالمية التي خرجت بها جموع الأمة نصرة لأهل الشام، وتعبيراً عن تضامنها مع ثورة أهل الشام، حيث خرجت جموع المتظاهرين في داغستان وبلاد القِرم وإندونيسيا والأردن ولبنان وفلسطين و.. تضامناً مع الشام، فأين قنوات "الإعلام الحر" من هذا؟ أعميت أبصارهم أم هم في سكرتهم يعمهون؟؟!!


لكل ما سبق نَجد أنه واجبٌ علينا توعيةُ أبناءِ الأُمَّةِ لِمَا يُحاك لهم في سراديبِ الإعلامِ حتى لا ينجحَ الإعلامُ في توجيهِ ما يُريدُ لِعقُولهم.
===========================
من مجلة "منهاج النبوة" العدد الرابع
===========================
رابط المقال على الـ Facebook:
http://www.facebook.com/photo.php?fbid=345...e=1&theater
===========================
www.facebook.com/mnhajalnbooa
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Closed TopicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 27th April 2024 - 04:38 PM