السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
الحلقة الحادية عشر عنوان حلقة اليوم من برنامج ثم تكون خلافة
منهج حزب التحرير في التغييرحزب التحرير كان استجابة لقول الله سبحانه وتعالى { وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)}
هذه الاية خاطب الله سبحانه الأمة الاسلامية ان توجد جماعة تدعو الى الاسلام وتامر بالمعروف وتنهى عن المنكر .
حزب التحرير نظر في واقع الأمة ووجد أن الأمة الاسلاميةبدون الدولة الاسلاميةتطبق الاسلام بعد غياب الخلافة التي تم اسقاطها وهدمها على يد اتاتورك . ورأى أنه لا يمكن أن تعاد العزة والكرامة إلا بإعادة الخلافة مرة ثانية ، ناهيك على أنها فرض من الله سبحانه . فنظر الحزب في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ليستنبط الطريقة الشرعية من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم التي تقام بها الدولة مرة ثانية إن شاء الله .
النبي صلى الله عليه وسلم مكثفي مكة ثلاثة عشر عاما قام في هذه الفترة بأعمال معينة من شأنها ان تقاك بها الدولة الاسلامية في المدينة المنورة التي هاجر اليها وأقام الدولة وتصرف بتصرفات الحاكم وأسس المسجد وآخى بين المهاجرين والأنصار .
فما الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم طوال هذه الفترة في مكة ، ولماذا مكة بالتحديد ؟
إن الواقع الذي تعيشه الأمةاليوم مشابه الى حد كبير الواقع الذي كان يعيشه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة .
وذلك أن مكة كانت في فترة بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لا توجد فيهادولة تطبق الاسلام .
فرأى النبي أن يجعل من مكة هي مركزها .
التشابه مع واقعنا اليوم في عدم وجود دولة تطبق الاسلامكما أنزله الله سبحانه على النبي صلى الله عليه وسلم .
والأمة اليوم مجزأة الى أكثر من 50 دولة، بينما لا يجوز للمسلمين إلا أن يكونوا في دولة واحدةيحكمها حاكم واحد هو خليفة المسلمين . فالنبي يدعو يدعو الكفر للدخول في الاسلام . الواقع اليوم الناس والحمد لله مسلمين عقيدتهم الاسلام يحبون الاسلام، لكنهم لم يتخذوا منقضية عودة الحكم بما أنزل الله قضية مصيرية .
كما أن قد تأثرت عقولهم وثقافتهم بأفكار ومفاهيم مناقضة لعقيدةالاسلام كالليبرالية والعلمانية والوطنية وغيرها.
النبي صلى الله عليه وسلم بدأ بالدعوة سراً 3 سنوات ، كان يدعومن يلمس فيه قبول للاسلام .فمن كان يؤمن بالنبي ورسالته كان يعلمه في دا الارقم ويثقفه ويبني عقيدته بناءاص صحيحاً سليما .
هذه المرحلة يمكننا ان نسميهامرحلة التثقيف . في هذه المرحلةأهتم النبي ببناء شخصيات مسلمة هم الصحابة رضوان الله عليهم. وهم شخصيات فذة لم يمر على الأمة الاسلاميةشخصيات إسلامية مثلها .
والواجب على أي حزب أو اي تكتل يعمل للحياة الاسلاميةأن يقوم بهذه المرحلة مرحلة التثقيف ، بأن يُعد شبابنا ويحعل منهم شخصيات إسلامية وعقلياتهم اسلامية وميولهم ومشاعرهم ونفسياتهم منبثقةعن الاسلام.
فّإذا أوجدوا اشخصيات الاسلامية المثقفة الثقافة الاسلامية والتي تحب ما يحب الله سبحانه ، وتسخط ما يسخطه الله سبحانه انتقلنا الى المرحلة الثانية وهي مرحلة التفاعل بما يحملونه من أفكار صحيحة وعقيدة سليمة للمجتمع . خرج النبي بكتلته التي بناها الى مجتمع مكة فخرج في صفين الأول صف حمزة بن عبد المطلي والثاني صف عمربن الخطاب .
وبدأ في الصراع الفكريمع الأفكار المتناقضة للاسلام كفكرة الاشراك بالله سبحانه وتعالى ن وكفكرة التطفيف في المكيال ،وكفكرة وأد البنات ...
وغيرها من الأفكار المتناقضة للإسلام . كان النبي يضع الخط المستقيم امام الخط الأعوج .
كذلك الكتلة او الحزب الذي يعمل لاستئناف الحياة الاسلامية ، تتعرض للأفكار الموجودة في المجتمع والتي هي أفكار مخالفةومناقضة لأفكار الاسلام . الأفكار الموجودة الان في المجتمع هي الأفكار القومية والتي هي التعصب لجنس معين نهى عنها الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : دعوها غنها منتنة " . وكذلك أفكار فصل الدين عن الحياة ، فإن الاسلام لا يفصلالدين عن الحياة لأن الدين جاء ليسوس هذه الحياة بأحكام الله سبحانه وتعالى .
فالقضية الاساسية في مسالة التفاعل والتي يقوم بها الحزب هي محاربة كل فكر دخيل على الاسلام وتبيان الفكر الصحيح المنبثق عن عقيدة هذه الامة .
كذلك خاض النبي صلى الله عليه ولم كفاح سياسي مع صناديد الكفر في مكة الذين كانوا حجر عثرة في وجه تطبيق وإثامة دولة الخلافة مثل ابو جهل وابو لهب وغيرهم منصناديد الكفر في مكة .
الان الدول المستعمرة والتي تحارب المسلمين وتحاول منهم من استعادة عزهم ومجدهم ، فواجب على كل حزب ان أن يعمل من اجل استئناف هذه الحياة مرة اخرى ن وان تتعرض لكل كم نيحارب هذه الأمة سواء من الغرب المستعمر في بلادنا أو من حكام عينوهم ليكونوا أداة طيعة في يده .
إذا القضية الاساسيةالان هي قضيةإيجاد رأي عام على فكرة تطبيق الاسلام والحكم بالاسلام وإثامة دولة الخلافة واستئناف الحياة الاسلامية . حتى يكون هذا الرأي العام المحرك للأمة تتخذ منه قضية مصيرية قضية حياة او موت .
إن النبي كان يدعو الناس وكان يوجد رأي عام على لفكرة الاسلام ووجد هذا الراي العام في المدينة ، ذلك بعد ان تحجرت مكة فآمن من آمن وظل على كفره من ظل على كفره .
فبدأ النبي يتقصد القبائل القوية القادرة على حمايةهذه الدعوة ، وكانوا أكثر من 13 قبيلة حتى أراد الله إعزاز دينه ونصرة نبيه ، فبايعه الأنصار بيعة العقبة الاولى والثانية ، وبعد ذلك هاجر اليهم النبي صلى الله عليه وسلم وأقام الدولة الاسلامية .
لكن الان القوة والمنعة والنصرة ليست في قبيلة، إنما هي في الجيوش ، لأن أهل القوة والمنعة والنصرة هم الضباط والقادة
التي يجب أن تنحاز الى ما تريده الأمة لأنهم جزء من الامة تتأثر بماتتأثر به الأمة ، وتحركهم المشاعر التي تحرك الأمة
فالحزب يتقصد هؤلاء ويطلب النصرة منهم لتطبيق شرع الله وإقامة الدولة الاسلامية ، وتوحيد المسلمين في دولة واحدة .
ولكن الحزب يقتفي أثر النبي صلى الله عليه وسلم في انه لا يقوم بأي عمل مادي ، وقال للأنصار في بيعة العقبة الثانية ( لم نؤمر بعد) .فالحزب يسير في هذه الطريقة متبنياً طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مستعملا العمل الفكري في الأمة لإيجاد رأي عام المنبثق عن وعي عام ، ولكنه لا يستعمل اي وسائل ماديةفيها عنف لأنه هذا مخالف لطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
بهذه الطريقة ندعوكم للعمل مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الاسلامية ،وإقامة الخلافة الاسلامية مرة ثانية .
واخيرا اتوجه بالشكر لحسن استماعكم ..... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته