تحديد النسل والمشكلة الاقتصادية خيارات

[الخلافة خلاصنا]

تحديد النسل والمشكلة الاقتصادية

يلاحظ أن الدعوات في العالم الإسلامي من قبل الحكام وجمعيات المرأة والمنظمات والمؤسسات الدولية كلها تدعو لتحديد النسل بحجة تحسين المستوى الاقتصادي والقضاء على الفقر وتحسين الصحة وغيرها، أما في الدول الغربية فهناك دعوات قوية للمرأة للإنجاب وهناك محفزات اقتصادية كثيرة للإنجاب، ومع ذلك تعاني بلادهم من الشيخوخة وعدم الاستجابة لهذه الدعوات.

الحقيقة أن الفقر وقوة الاقتصاد لا علاقة لها بكثرة الإنجاب، بل لها علاقة بالنظام الاقتصادي المطبق، فنظام مثل النظام الرأسمالي يهتم بكثرة الإنتاج ولا يهتم بتوزيع الإنتاج سيوجد مشكلة اقتصادية، أما نظام مثل النظام الاقتصادي الإسلامي يهتم بالتوزيع على الرعية ويوجب للفقراء ومن لا يستطيعون إعالة أنفسهم وأهليهم حقا في مال الأغنياء وحقا على الدولة فإنه لن توجد عنده مشكلة اقتصادية.

الله جل وعلا أخبرنا كمسلمين أن الأرض قد قدر فيها أقواتها إلى يوم الدين ﴿وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ﴾، والإسلام علمنا أن المشكلة الاقتصادية لا تبحث كمشكلة اقتصادية وقضية ربح وخسارة بل تبحث كمشكلة إنسانية تحتاج حكما شرعيا، أي كمشكلة تحتاج حكما شرعية، والإسلام اعتبر أن المشكلة الاقتصادية هي مشكلة توزيع الثروة حسب الأحكام الشرعية، فمهما كان الإنتاج قليلا وأحسن توزيعه حسب شرع الله فلن توجد مشكلة اقتصادية، وعلى العكس مها بلغ الإنتاج أرقاما كبيرة وأسيء توزيعه فستكون هناك مشكلة اقتصادية.

هذا من باب؛ ومن باب آخر فان النظرة إلى المرأة وأنها موضع جمال ومتع جسدية جعل نساء الغرب يعزفن عن الإنجاب وتصاب مجتمعاتهم بالشيخوخة وجعل نسب الشباب تقل في بلادهم، بينما المجتمعات في العالم الإسلامي التي يشجع الإسلام الناس فيها على الإنجاب فان كثرة الشباب فيها كبيرة جدا، وهذا سيجعل مع الزمن نسبة المسلمين تعلوا على نسبة النصارى في العالم بشكل عام، وسيجعل في بلاد المسلمين قوة بشرية شبابية هائلة، ولذلك يجهد الغرب وعملاؤه قي تقليل الإنجاب قدر الإمكان في العالم الإسلامي ويربطون كثرة الإنجاب بالفقر وغيره، مع أن الفقر والضنك الذي نحياه سببه عدم تطبيق الإسلام وسببه تطبيق النظام الاقتصادي الرأسمالي في بلادنا.

وهناك مثال يفند مزاعمهم وهو أن هناك دول قوية اقتصاديا مثل الصين مع أن عدد سكانها ضخم جدا، وهذا يعني أن قوة الاقتصاد لا علاقة لها بكثرة السكان، وهناك دول إفريقية تعاني الفقر مع أن عدد سكانها قليل، وهذا يدل أن عدد السكان ليس له علاقة بقوة الاقتصاد أو بالفقر بل له علاقة بالنظام المطبق في بلادنا.

ولن يخرج المسلمون من حالة الضنك التي يحيونها إلا عندما يقيموا الخلافة ويطبقوا نظام الإسلام ومنه النظام الاقتصادي الإسلامي، عندها سيزول الفقر وسيصلون لحالة ينثرون فيه القمح على رؤوس الجبال حتى لو كان عدد السكان كبير جدا، فالله تكفل بأرزاق العباد وما علينا إلا بالأخذ بالأسباب وتطوير الاقتصاد حسب سنن الكون والله سيجعلنا أغنى شعوب الأرض إن أحسنا فهم الإسلام وتطبيقه.


https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater