لو أن مثل هذه المظاهرات تعرض على شاشات التلفاز العالمية وتذكر في الصحف ووسائل إعلام أخرى لكان لها تأثير واسع على زيادة وعي الأمة وتوجيه مشاعرها نحو الحل الصحيح، لذا يغض الإعلام الطرف عنها ولا يأتي على سيرتها، ورغم هذا فالأمة الإسلامية ولله الحمد وبتوفيقه تعالى تسير بخطى جيدة نحو غايتها المنشودة، خلافة راشدة على منهاج النبوة.
في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر 2015م، نظّم حزب التحرير / ولاية باكستان مظاهرات في مختلف أنحاء باكستان لتسليط الضوء على الفظائع التي يرتكبها النظام تحت ذريعة "خطة العمل الوطنية" لمكافحة دعاة الإسلام والخلافة على منهاج النبوة. وقد حمل المتظاهرون لافتات كُتب عليها: "خطة العمل الوطنية هي خطة الولايات المتحدة لسحق صوت الإسلام"، و"الديمقراطية هي الوصية على هيمنة أمريكا، والخلافة على منهاج النبوة هي درع المسلمين".
لقد نُظمت هذه المظاهرات من أجل تسليط الضوء على اعتقال المخلصين من الأمة من السياسيين وعامة الناس، الذين يطالبون بتطبيق الإسلام وإقامة الخلافة على منهاج النبوة، وذلك تحت شعار "خطة العمل الوطنية" للقضاء على ما يُسمّى "الإرهاب" و"التطرف". فكيف تكون الدعوة إلى الإسلام جريمة في باكستان وهي البلد الذي تم إنشاؤه باسم الإسلام؟! إن الحكام يعرفون جيدًا أنهم لا يستطيعون القيام بذلك علنًا، لذلك يقومون بوصف العاملين المخلصين للإسلام بأنهم "متطرفون"، ويصفون خطاب الذين يحاسبونهم على عدم تطبيق الإسلام بأنه "خطاب الكراهية"، وهكذا يزج الحكام بالمسلمين المخلصين خلف القضبان، تحت ذريعة حماية قانون باكستان. وقد تمادى هذا القانون في ظلمه حيث أغلق باب حصول "المتهمين" على كفالة، حتى بعد عام من الاعتقال، وحتى بعد أن تم إنشاء محاكم خاصة لمحاكمة هؤلاء المخلصين، فالنظام لم يعين قضاة فيها، ما يبقي المخلصين خلف القضبان دون محاكمة. لذلك طالب المتظاهرون بوضع حدٍّ لهذا الظلم، والإفراج عن ذويهم.
حزب التحرير في ولاية باكستان يشدّ على أيدي القابعين خلف القضبان، ممن يطالبون بتحكيم شرع الله في أرضه سبحانه وتعالى. وحزب التحرير يحذّر الحكام من أن طاعتهم العمياء لأمريكا ستجعلهم يواجهون غضب الأمة، حيث ستجبرهم على المثول أمام محاكم الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريبًا بإذن الله، وفي الآخرة عذاب أليم من الله سبحانه وتعالى، لذلك يجب على هؤلاء الحكام أن يتوقفوا عن هذا الظلم ويتوبوا، ويتنحوا جانبًا لعودة الخلافة على منهاج النبوة.
﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان
22 من محرم 1437
الموافق: 2015/11/04م