منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> هل تتجه تركيا نحو مزيد من عدم الاستقرار؟
أم المعتصم
المشاركة Nov 14 2015, 11:52 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238






الخبر:


بعد فوز أردوغان في الانتخابات العامة في وقت سابق من هذا الأسبوع، قال "إن الإرادة الوطنية تجلت في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2015 لصالح الاستقرار". بالإضافة إلى ذلك، انتقد رئيس تركيا دور وسائل الإعلام، وطالب بأنه يجب على العالم أن يحترم الغالبية التي اختارها الشعب لصالح حزب العدالة والتنمية، وقال: "الآن وبنحو 50٪ من الأصوات في تركيا قد حققنا السلطة... يجب أن يحترم هذا من قبل العالم كله، ولكني لم أر مثل هذا النضج".


التعليق:


من غير المرجح أن يقود أردوغان وحزبه تركيا إلى عهد جديد من الاستقرار، بل على العكس من ذلك، فإن مزيدا من الشكوك تنتظر الشعب التركي، وهذا يرجع إلى عدد لا يحصى من العوامل الداخلية والإقليمية تواجه "الغالبية" التي حظي بها حديثا حزب العدالة والتنمية.


فعلى الجبهة الداخلية، فقد تولد لأردوغان مناخ من الخوف للقضاء على المعارضة، حيث أُعلنت الحرب على المسلحين الأكراد، والتفجيرات المختلفة، وخاصة انفجار قنبلة في أنقرة والذي خلف أكثر من مائة قتيل أضاف جواً من القمع، واتهم البعض الحكومة بتدبير التفجير، مما أثّر على تقسيم أصوات الأكراد، وتمكن حزب العدالة والتنمية من تعزيز الأغلبية الواهنة في الانتخابات المبكرة، ومع ذلك، فإن المشكلة الحقيقية هي في إيجاد بلد مقسم يعاني من السياسات الخرقاء التي يتبناها حزب العدالة والتنمية ضد شعبه ولا سيما الأكراد، فيوم أمس، أنهى المسلحون في حزب العمال الكردستاني فترة وقف إطلاق النار من جانب واحد.


ومما لا يثير الدهشة، الانتقاد الواسع لنتائج الانتخابات من قبل الأتراك والأجانب على حد سواء، فقد قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE) في بيان لها أن الانتخابات التركية شابتها عمليات قمع وسائل الإعلام وعنف ومخاوف أمنية أخرى، وقال أندرياس غروس، رئيس الجمعية الوطنية السويسرية لمجلس أوروبا البرلمانية (PACE، "لسوء الحظ، فقد تميزت الحملة الانتخابية بالظلم والخوف لدرجة خطيرة."


وعلى الصعيد الإقليمي، يبدو أن الوضع هو بالقدر نفسه من السوء لحزب العدالة والتنمية، هذا إن لم يكن أسوأ، فالأزمة السورية وضعت المنطقة في كارثة كبرى تهدد المنطقة بأسرها. وبدلا من اتخاذ خطوات دائمة للحد من نزوح الناس من سوريا والقيام بالرحلات المحفوفة بالمخاطر إلى أوروبا، استغل أردوغان هجرة أهل سوريا للضغط على أوروبا لتقديم تنازلات، فميركل مثلا ملزمة حسب الأصول على تقديم المساعدات وتسريع محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، كما أن تلاعب أردوغان بالقضية السورية في التدخل عسكريا في سوريا، ليس هو كما يتوقع بعض أهل سوريا من أجل حمايتهم من البراميل المتفجرة ووحشية الأسد أو ممارسات تنظيم الدولة التي لا ترحم، ولكن لمنع إقامة دولة كردية مستقلة في المنطقة، وهذه السياسات قصيرة النظر لأردوغان دفعت روسيا للتدخل عسكريا في سوريا وبالتالي زيادة احتمال زعزعة استقرار تركيا.


وبالتالي، فإن حصول حزب العدالة والتنمية على أغلبية الأصوات لا يساعد تركيا في التغلب على هذه العقبات؛ وذلك لأن نموذج الدولة القومية التركية هو نموذج فاشل، وقد حان له التفكك، فلم تعد الدولة القومية قادرة على التعامل مع تعقيدات المنطقة. والمطلوب هو عودة الشعب التركي إلى النموذج الذي جربه وهو نموذج دولة الخلافة. فعلى عكس الدولة القومية التي تفصل الأخ عن أخيه من خلال الحدود المصطنعة، فإن الخلافة لا تعترف بالحدود بين الإخوة، وتلتزم بنصرة المسلمين من الطغاة، فلو كان في تركيا خلافة لما خاف الأكراد وأهل العراق وأهل سوريا وغيرهم منها بل لتوحّدت تلك البلدان معها بكل اندفاع، مصداقا لقوله تعالى ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا...﴾


ولكن يجب على أهل تركيا أولا العمل على إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، حتى تصبح تركيا مرة أخرى منارة للبشرية جمعاء ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد المجيد بهاتي

28 من محرم 1437
الموافق 2015/11/10م
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th April 2024 - 12:53 PM