نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ أخبار بصياغة من وجهة نظر إسلامية _ الحكومة تتسبب في إغلاق المحال التجارية بمدينة القضارف بزيادتها على الضرائب المحرمة

كاتب الموضوع: أم المعتصم Sep 8 2018, 08:30 PM

بيان صحفي

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/sudan/54790.html



نفذ تجار السوق بمدينة القضارف اليوم الخميس 2018/09/06م، إضراباً عن العمل، وأغلقوا محالهم التجارية، احتجاجاً على زيادات ضريبية، قالوا إنها وصلت إلى ثلاثة أضعاف ما كان يؤخذ منهم في السابق. والسؤال هو هل يجوز شرعاً أخذ ضرائب من التجار عن تجارتهم ناهيك عن زيادتها؟!

والجواب عن هذا السؤال يوضحه ما فعله النبي e، وما قاله، فمن المعلوم من الدين بالضرورة، أن رسول اللهe لم يفرض على المسلمين؛ سواء أكانوا تجاراً أم غيرهم ضريبة، أو جباية، من غير ما قرره الشرع، رغم حاجة الدولة في أول أمرها إلى المال، وإنما كان يحث المسلمين القادرين على الصدقة، بل إنه e أمر أن لا يؤخذ من مال المسلم شيء بغير وجه شرعي، وشدد على ذلك فقال: «لا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ إِلا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ» ولقوله e: «كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ».

إن فرض الضرائب على التجار وعلى السلع والخدمات وغيرها، هو تقليد للغرب الكافر، وهو أخذٌ بالتشريعات الوضعية الرأسمالية الجشعة، ومخالفة لأمر الله سبحانه الذي أمرنا أن نأخذ تشريعاتنا من كتابه الكريم، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، يقول المولى سبحانه: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾، ويقول سبحانه: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِينًا﴾.

وفوق حرمة الضرائب، فإنها تؤدي إلى منكر آخر، حيث إن أخذ الضرائب من التجار يزيد من أثمان السلع، ويغليها على الناس، والنبي عليه الصلاة والسلام، حرّم أن يتدخل كائن من كان في أسعار المسلمين ليغليها عليهم، وتوعّده بجهنم (والعياذ بالله)، روى الإمام أحمد في مسنده أن رسول الله e قال: «مَنْ دَخَلَ فِي شَيْءٍ مِنْ أَسْعَارِ الْمُسْلِمِينَ لِيُغْلِيَهُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْ يُقْعِدَهُ بِعُظْمٍ مِنْ النَّارِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

إن الذي يجعل الأنظمة في بلاد المسلمين، ومنها السودان تلجأ إلى الضرائب المحرمة، رغم غنى البلاد بثرواتها الظاهرة والباطنة، هو تركهم لنظام الإسلام، وسيرهم في ركاب الغرب الكافر المستعمر، يأخذون منه أنظمتهم وقوانينهم، طوعاً وكرهاً، ويحاربون أحكام الإسلام والعاملين لإعادة الحكم بما أنزل الله، فكان واجباً على الأمة أن تعمل مع العاملين من أجل إعادة الحكم بالإسلام، ليعيش الناس في ظل عدله ورحمته، في رحاب دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ففيها مرضاة الله رب العالمين، وفيها خلاصهم من الظلم والظالمين.


إبراهيم عثمان (أبو خليل)

الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية السودان




Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services