حماس وقتلة أطفال الثورة السورية وتجار المخدرات معا في أجندة عمل واحدة!الخبر:
نصر الله وهنية يبحثان تطورات المنطقة وضباط (إسرائيليون) يلتقون نظراء أمريكيين. (الجزيرة نت)
التعليق:
لا شك أن السياسة الميكافيلية هي التي تحكم العالم. سياسة المصالح بغض النظر عن الشرف والأخلاق والقيم والمبادئ، فقط المصالح وحدها هي التي تحكم العالم كله ومنه بلادنا الإسلامية.
فبعد غياب الخلافة العثمانية عام ١٩٢٤م انتهى وجود الدين الإسلامي في الحياة الدولية تماما وفي السياسة الخارجية وحتى الداخلية للبلاد الإسلامية، كل ما هو موجود هو مصالح، وهذه المصالح يقدرها الحكام والأنظمة التي أوجدت بعد هدم الخلافة العثمانية.
معنى ذلك أن هذه المصالح لها طابع وطني بحت، وبما أن هذه الأوطان قد أنشأها الاستعمار بعد هدم دولة الاسلام فمعنى ذلك أنها تصب في حساب الدولة الاستعمارية.
ومن الطبيعي جدا أن تختلف مصالح هذه الدول الوطنية وفقا لأهواء ومصالح الدولة المتبوعة. فمثلا تختلف مصالح المغرب عن مصالح السعودية؛ لأن حكام السعودية اليوم عملاء لأمريكا بينما حكام المغرب هم عملاء لبريطانيا، وهكذا فالأمثلة كثيرة، بل إن كل حكام المسلمين عملاء إما لأمريكا أو لأوروبا.
المشكلة تكمن فيمن يرفع لواء الإسلام في شعاراته ولكنه يدير السياسة الميكافيلية نفسها كحماس ونظام أردوغان. فلا يعني حماس قتل حزب إيران لأهلنا في سوريا وإعانة نظام الطاغية بشار الأسد، لا تعني حماس هذه الحقائق وتستمر في علاقاتها مع إيران وحزبها اللبناني ونظام بشار الفاجر وحتى روسيا! بل وتعاملهم على أنهم محور ممانعة ومقاومة رغم كل الجرائم التي قاموا ويقومون بها في الشام!
والحجة جاهزة: المصلحة! مصلحة من؟ الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية! وهل مصلحة الشعب الفلسطيني تكون على حساب الأهل في سوريا؟ وهل مصلحة الشعب الفلسطيني بالتعاون مع تجار المخدرات؟ وهل مصلحة الشعب الفلسطيني بوقوف حماس مع محور تديره أمريكا حركة وإيقافا كما تشاء؟! أي فهم سقيم هذا وأي سفاهة في التعاطي مع القضايا السياسية المهمة في المنطقة؟! هل نظام بشار ونظام السيسي يشكلان خطرا على كيان يهود؟ وهل قامت إيران بأي عمل حقيقي لتحرير فلسطين؟! إطلاقا، وهذا باعتراف كيان يهود نفسه، فكلا النظامين المصري والسوري هما أكثر صهيونية من كيان يهود نفسه بل هما إحدى دعاماته. وبالنسبة لإيران فجعجعة إعلامية مع علاقات اقتصادية من تحت الطاولة.
على الإخوة في حماس إعادة حساباتهم والتوبة والرجوع عن مصافحة وموالاة من ولغت أيديهم في دماء المسلمين. وإلا فالنتائج كارثية بلا شك على أهل فلسطين وعلى المنطقة جميعها. على حماس أن تعيد أوراقها وتنضم إلى العمل لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير. وغير ذلك فستبقى حماس لعبة في يد محور أمريكا المدعو بمحور الممانعة، ﴿إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. فرج ممدوح