منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> مرافعة لتجريم الشيخة حسينة واجد في قضية اعتقال عضوتين في حزب التحرير.. عود على بدء
أم المعتصم
المشاركة Sep 16 2015, 11:26 AM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238







الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا ‏محمد قائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:


أيها الأكارم


بداية أودّ أن أشير أنّ مرافعتي هذه مواصلة لما سبق من مرافعات قام بها حملة الدعوة الأبرار، العاملين لاستئناف الحياة ‏الإسلامية وتطبيق شرع الله، ولا غنى عما ورد في تلكم المرافعات القيمة من توضيح وبيان وتبيان، ذلك أنّ حالة هاتين الأختين ‏المعتقلتين في بنجلاديش ليست بمعزل عما يتعرّض له حملة الدعوة في أصقاع الأرض. لم تبدأ هذه القضية باعتقال أختين ولن ‏تنتهي بإطلاق سراحهما. لن نختزل القضية إذاً في شخص الأختين فالقضية صراع وجود يحتاج لتفصيل وتأصيل، وألتمس ‏منكم هنا المتابعة وسأسعى للإضافة دون إفاضة وباسترسال دون تكرار.‏


لقد اعتقلت الشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنجلاديش في يوم 2015/08/30 شابتين من عضوات حزب التحرير ‏‏(إحداهما صيدلية والثانية مهندسة) خلال توزيعهما دعوة لمؤتمر يعقد على الإنترنت عن التغييرات الجذرية التي ستقوم بها دولة ‏الخلافة على منهاج النبوة في النظامين السياسي والاقتصادي للبلاد، ثم قام شبيحة النظام بضرب الأختين ضربا مبرحا وأدخلتا ‏على أثره للمستشفى.‏


ولست هنا لأبرّئ هاتين الأختين من التلبس بعمل عظيم، فهذا أمر غني عن البيان، والحق أحق أن يتبع، ولا لأثبت أنّ ‏طاعة الله تتمّ بغير ما أنزل الله. ولست هنا لأقيس المستقيم بالأعوج وأبرّر لمن يلوي عنق النّصوص ويتاجر بذهب المعز وسيفه ‏ليحتكم لغير ما أنزل الله فيبيع آخرته بدنيا فانية.‏


أيها السادة:‏


بالأمس القريب ذرفنا الدمع على الجثث والأشلاء والأحلام المحطمة عند انهيار مبنى رنا بلازا في 2013/4/24م. وبرغم ‏العديد من الإنذارات من رداءة أوضاعه وبأنّه غير آمن على حياة العمال انهار مشغل المنسوجات المكتظ بالعمال على رؤوس ‏الناس. كانت التشققات ظاهرة على الجدران ولكن مُنح التصريح لصاحب العقار وهو عضو بارز في هيئة الحزب الحاكم رابطة ‏عوامي.‏


لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، فالعمال مطالبون بالعمل في مبانٍ آيلة للسقوط وظروف ‏مأساوية أقرب ما تكون لظروف عمال إنجلترا في القرن التاسع عشر. يعمل العمال في قطاع النسيج بمهارة وينتجون بضاعة من ‏الطراز الأول لتوضع عليها الماركات العالمية ويجني الغرب من وراء كدهم فتنتج المشاغل الأزياء الفخمة الراقية ذات تكلفة زهيدة ‏لتسد فراغا في السوق الغربية.‏


يعمل العامل البنغالي في مصنع النسيج لأكثر من 12 ساعة يومياً ولا يتعدى أجره 30 يورو شهرياً! يعمل دون تقييم ‏لجهد عمله أو حفظ لحقوقه، وتحدد أجرته على أساس أدنى مستوى يعيش عليه المرء. وبالرغم من الفقر المدقع وسوء الأحوال ‏تحتل بنجلاديش المرتبة الثانية بعد الصين في سوق تصنيع الملابس الجاهزة وأصبحت أكبر مستورد في العالم لقماش الدنيم الذي ‏يصنع منه الجينز.‏


لقد سلب هذا النظام الإنسانَ قيمته وأهدر كرامته وأصبحت بنجلاديش سوقا للعمالة الرخيصة. إنه استرقاق بحلّة ‏جديدة وتكريس جديد للتبعية، فكأنما الجهد يبدل في بنجلاديش لتُجنى الثمار في بلاد أخرى. حسينة تكبل الشعب بقيود ‏الرق ثم تتباهى بإنجازات والدها كرائد لاستقلال بنجلاديش، تحتفل بالانفصال عن باكستان المسلمة وبذكرى سفك دماء ‏المسلمين في سبيل تحقيق الاستقلال المزعوم ثم ترهن شعبها. تلك هي سياسة الشيخة حسينة واجد سيدة بنجلاديش الجديدة ‏التي تحكم بالحديد والنار.‏


لقد حوّلت حسينة الاقتصاد إلى اقتصاد تابع مسخر للغير، تُستغلّ البلاد ومواردها البشريّة كعمالة رخيصة للشركات ‏العابرة للقارات لتجني المليارات وتترك العمالة البنغالية تقتات على فتات موائدها.‏


كما أن النظام يدفع بأهل البلاد للهجرة والعمل كعمالة رخيصة رجالا ونساء ولا تجد الحكومة حرجا في أن تصدّر بناتها ‏كخادمات للخارج وتعرضهن لمخاطر لتجني حفنة من الدولارات تضيفها لخزينة الدولة المثقلة بالديون. وفي إطار ذلك صرّحت ‏القنصلية السعودية في بنجلاديش أنه تم إصدار 47 ألف تأشيرة عمالة منزلية في مستهل شهر أيلول/سبتمبر 2015. هذا من ‏جهة ومن جهة أخرى وصفت الشيخة حسينة المهاجرين بأنهم "مرضى عقليون" لأنهم يفرّون بحثا عن العمل وتهكمت على ‏أوضاع البنغال الباحثين عن حياة أفضل خلال أزمة المهاجرين في خليج البنغال فذكرت أنه "يوجد عمل كاف لهم، ولكنهم مع ‏ذلك يغادرون البلاد بطرق كارثيّة ويشوّهون صورة بنجلاديش على السّاحة الدّولية".‏


لعلّي أطلت في مدخل هذه المرافعة ولكنّه شرح لا بدّ منه ولا يمكن تناول قضيّة اعتقال الأختين دون التطرّق للدوافع ‏والظّروف السّياسيّة، لنقدم دفعا يقرع سمع المحكمة وأسباباً واضحة جلية تنم عن تحصيل فهم مستنير للوقائع، وتؤدي لإصدار ‏حكم لا يصدر عن الهوى بل يستند لأسس وثوابت.‏


إننا نهيب بحسن إنصاتكم وسعيكم لمعرفة حقائق الأمور وإنّنا وإن كنّا لسنا من أهل البلاد وربّما تنكر علينا المدّعى عليها ‏ذلك إلّا أنّنا نردّ عليها بقول رسول الله ‏ﷺ‏: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ ‏اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ ‏الْقِيَامَةِ».‏


وكيف نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى الحرائر في أقبية السجون بينما المفسدون طلقاء فرحين؟! كيف لا نغضب لحال ‏أهلنا وقد نشرت حسينة الفساد في البلاد، وزادت من ضعف نظام قضائي وضعي فملأته بالعيوب فتعيّن القضاة وتختارهم من ‏بين أعضاء حزبها العلمانيّ المتطرف! ذكر تقرير الشفافية العالمي في 2010 أنّ 88% من البنغاليين قالوا أنّهم تعرّضوا لحالات ‏فساد أثناء تعاملهم مع القضاء.‏


لقد اعتادت السّيدتان المهيمنتان على الحكم في بنجلاديش على تراشق تهم الفساد، فما أن تهدأ أخبار حسينة واجد ‏الحاكمة الحالية حتى تظهر تسريبات لقضايا فساد لخالدة ضياء رئيسة المعارضة. تنشران الفساد وتدّعيان في الآن نفسه إطلاق ‏حملات انتخابية تسعى إلى إخلاء البلاد من المفسدين والقضاء عليهم، والحال أنهما وجهان لنفس العملة العلمانية الصدئة حتّى ‏صار الفساد ينخر في البلاد نخر السّوس... ذكر تقرير الشفافية الدولية لعام 2014 أنّ بنجلاديش تحتلّ المركز 145 من ‏أصل 147. «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».‏


صوّر هذا الفساد المستشري لحسينة وأعوانها أنّ أهل بنجلاديش غافلون عن الحقيقة فاحتفلوا بتجاوز بنجلاديش لحدّ ‏‏61% من نسبة الأميّة في البلاد، وكأنّ هذا - وفي القرن الواحد والعشرين - يُعَدُّ انتصارا!! لا يستغرب على من تعتقل وتُهين ‏الطبيبات والمهندسات أن تحتفل بترسّخ الأميّة في بلادها وترسخ دولة الجباية التي تعادي التعليم عبر فرض ضريبة القيمة المضافة ‏على المؤسسات والمدارس والمعاهد التعليمية، وها هي المظاهرات الطلابية تعم أرجاء البلاد ويقودها طلبة يرفضون ظلم النظام.‏


وفي إطار المنظومة الرأسمالية المهيمنة تدعي حسينة تنمية الناتج المحلي وتتغافل عن سد الاحتياجات الأساسية للفرد، ‏تنصاع لإملاءات المنظومة الاقتصادية الدولية وأجهزتها الأخطبوطية وتعينهم على تدمير الاقتصاد والتدخل في شؤون البلاد. ‏أيعقل أن لا يحقق أهل هذه الأراض الخصبة الاكتفاء الذاتي الغذائي وما يكفيهم شر العوز وسوء التغذية والأمراض؟ يتدخل ‏البنك الدولي بهيكلة الاقتصاد ليمنع البلاد من الإنتاج الحقيقي ويجعلها ترزح تحت نير الديون والربا المركب. وبعد كل هذا ‏يتباهى النظام بالأطروحات الاقتصادية الرنانة والميزانيات المتتابعة بينما ينهش الجوع في العباد.‏
لماذا نخوض في هذه التفاصيل؟


لأنّها متّصلة ومرتبطة بالقضيّة الأصليّة ولأن القضية سياسية بالدرجة الأولى وتتعلق بمصير بنجلاديش خاصة وبلاد ‏المسلمين عامة. ذلك أن وعي الأختين المعتقلتين على واقع العباد والبلاد وإصرارهن على كلمة الحق هو ما أغضب حسينة ‏وزبانيتها ولا بد أن نبين هنا أن محاربة الحكام في بلادنا للإسلام تتخذ أساليب مختلفة قد تخفى على الكثيرين ولكن حسينة ‏واجد تحارب الإسلام جهاراً نهاراً وتتمادى في إظهار رفضها للشريعة، ويتجلى هذا في حقدها على المسلمات الملتزمات. ولم يعد ‏هناك شك في أن نظام حسينة - الذي يدّعي مناصرة قضايا المرأة والطفل والتنمية - يعادي المرأة عموماً والملتزمة بالإسلام ‏خصوصا، وقد تعرضت الناشطات من مختلف الأطياف للسحل والضرب وخلع خُمُرهنّ على الملأ.‏


ناصبت حسينة واجد العداء للإسلام وكل ما يمثّل الشريعة وأوعزت لقضاتها بإصدار أحكام مشدّدة على قادة الجماعات ‏الإسلامية. حسينة لا تخفي أنّها تصارع من أجل الحفاظ على الهويّة العلمانية للنظام الحاكم وقد اتّخذت سلسلة من الإجراءات ‏لتحقيق هذا الهدف، كحظر الأحزاب الدينية والتضييق عليها ومحاربة العلماء ونصب المشانق لهم. ثم تمادت حسينة في غيّها ‏وكبّلت الحرائر بالقيود.‏


وفي هذا السياق لم تأت التصريحات التي أدلى بها المدعو عبد اللطيف صديقي حول الحج والنبي ‏ﷺ‏ من فراغ بل أتت في ‏خضم جو سياسي لنظام علماني معادٍ للإسلام. وهذه التصريحات للوزير السابق في حزب رابطة عوامي قوبلت ببرود أغاظ كل ‏مسلم غيور على دينه. ثم تبع ذلك بأشهر قليلة تصريحات لوزير الرعاية والشؤون الاجتماعية، محسن علي أثناء حفل افتتاح ‏سكن الطالبات في مولوفيبازار، سيلهيت، في 29 كانون الثاني/يناير 2015 "لا يمكن لإحداكن أن تكون طالبة جامعية مع ‏ارتدائها البرقع (النقاب)... اليوم، تنظر أوروبا إلى اللواتي يرتدين البرقع باشمئزاز وتعتقد أنهن إسلاميات إرهابيات... وغدا ‏سوف يجعلوننا نذوق ما أوصلنا إليه الإسلام في مجتمع اليوم".‏


إننا نعيش لحظات مفاصلة فيصدع فيها حملة الدعوة رجالا ونساء بالحق في وجه الطغاة ويصرون على مبدأ الحاكمية لله ‏ويتلون قول الحق ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾. ويُسمعون حسينة واجد ما تكره بذكر ‏قول الحبيب المصطفى «لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة» ويواجهونها بعمالتها وخيانتها لله ولرسوله ولأمة الإسلام ﴿لَّا تَجِدُ ‏قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾.‏


أتدرون من هم حلفاء حسينة في المنطقة: رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الهندوسي المتطرف المعادي للإسلام وأهله، زعيم ‏النظام المحتلّ لكشمير والذي يصرّ على الإضرار بمصالح المسلمين في الهند وفي بنجلاديش والنيل منهم. وبالرغم من مغالاة الهند ‏في معاداة الإسلام وأهله فحسينة تظهر لهم الودّ تارة عبر دعوتها قوات أمن الحدود الهندية إلى تدريب حرس حدود بنجلادش، ‏وتارة عبر زيارة رئيس الوزراء الهندي مودي إلى بنجلادش السادس من حزيران/يونيو 2015م، وتوقيع 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم ‏حول قضايا متعددة والقيام بمشاريع تتعلق بالبنية التحتية والصحة والتعليم.‏


هذا الود ظاهر أيضاً في عمل حسينة واجد مع حكومة ميانمار المجرمة التي تحمي الرهبان البوذيين المتطرفين. وحين جرفت ‏السيول قرى بنجلاديش سارعت حسينة بإرسال المعونات والأدوية والغذاء بطائرات خاصة لدويلة ميانمار العدوة بينما حرمت ‏أهل بنجلاديش الذين يذوقون الأَمَرين.‏


إن المدعى عليها تسير حثيثا تجاه الهند ويتدافع قادة الجيش بإمرتها لتسخير البلاد لخدمة أمريكا. لقد أضعفت حسينة ‏الجيش وجعلت ولاءه لشخصها عبر تصفية الضباط (كما فعلت حسينة في مجزرة حرس الحدود). أبعدت المخلصين عن الجيش ‏عبر عمليات الاختطاف المنتشرة والتي ذكرتها المنظمات الحقوقية وعبر الاعتقال والفصل من الخدمة كي لا يجرؤ الضابط ‏المخلصون على الوقوف مع الإسلام.‏


وبينما تحارب الإسلام وحملة الدعوة تركت حسينة العنان للفاسدين والمفسدين ولعل أبرز مثال على ذلك هو ما تناولته ‏الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2015 من إطلاق منظمة حقوقية تدعم الشواذ لأول شخصية ‏كرتونية مثلية في بنجلاديش وحسب قولهم الهدف هو التوعية بحقوق الشواذ في البلاد وتصحيح نظرة المجتمع لهم! وقالت ‏المنظمة المسماة بـ "أولاد بنجلاديش" "إنها تأمل أن تساعد المبادرة في توعية الناس". أتى هذا الإصدار القذر بعد نشر أول ‏مجلة لدعم الشواذ في العام الماضي. وحتى كتابة هذه المرافعة لم يصل إلى مسامعنا أي خبر حول اعتقال أو حتى شجب لمن ‏يروجون لفاحشة يهتز لها عرش الرحمن.‏


لعل هذا القدر يكفي لبيان معاداة حسينة للإسلام وأهله، فهل ظل برهان على خطورة نظامها الحاكم وعبثه بالبلاد ‏والعباد؟ وهل بقي شك في سبب اعتقال وتعذيب الأختين العفيفتين الطاهرتين؟



لهذا وبناء على ما تقدّم، فإنّنا لا نطالب فقط بإطلاق سراح الحرائر العفيفات بل نطالب بتحرير أهل بنجلاديش، ونهيب ‏بالمخلصين من علماء وقضاة وسياسيين وأهل سلطة ومنعة أن ينفضوا عنهم غبار الذّلّ والعار ويسقطوا هذا النّظام الذي حوّل ‏أهل البلاد بحرائرها وسادتها إلى عمالة رخيصة.‏


إنّ القضية أيّها الكرام ليست قضيّة أختين بل قضية عقيدة ودين وحماية للإسلام من درن العلمانية. ولسنا هنا في موقف ‏الدفاع بل في موقف الهجوم والذّود عن حرمات الله ﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾. القضيّة هنا هي ‏تخليص المخلصين من سياسة سيف المعز وذهبه التي كبّلت البلاد وضيقت الحياة على 160 مليون شخص وأفسدت الضمائر ‏وضيّعت على الناس آخرتهم.‏


إنّ القضية ليست قضيّة شابّتين معتقلتين، بل هي رفض قاطع لضربة آثمة لثورة أمّة، ضربة غدر إجهاضيّة رجعية تسعى ‏لغرس الوهن وتحويل الخوف من مظهر طبيعي لغريزة حبّ البقاء إلى هاجس يكبّل النّاس ويضعف الهمم الساعية نحو اتباع ‏طريقة الإسلام في الحياة وتطبيق شرع الله كاملا.‏


وإن كانت حسينة تظنّ أنّ المرأة المسلمة لقمة سائغة وأنّ حرائر هذه الأمّة طوع بنانها وسيقعدهنّ الخوف، فلتنظر في ‏سيرة أم عمارة وخولة والخنساء، ولتعلم أنّ هذه المرأة الملتزمة المثقّفة ستقتلع العلمانيّة من جذورها وتعيد لأرض الإسلام نقاءها ‏وطهرها وما ذلك على الله بعزيز.‏


وختاما نقول: إن قضيتنا هي قضية الإسلام في إقامة دولته وتطبيق أحكامه وحمل دعوته، قضيتنا هي في تطبيق الشريعة ‏الغراء التي تداوي جراحنا وتكفينا عبث الأحكام الوضعية وشر المفسدين القائمين عليها.‏


وعسى أن تجد مرافعتنا هذه الآذان الصاغية والأفواه الصادعة بتجريم أفعال هذه الحاكمة والعمل مع العاملين لتغيير هذا ‏النظام الآثم الفاشل.‏
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.‏


‏﴿وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتُ وَٱلْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَـٰهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ‏ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ﴾‏





كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)‏



01 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/15م
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Sep 22 2015, 07:09 AM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238





الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا ‏محمد قائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:


أيها الأكارم


بداية أودّ أن أشير أنّ مرافعتي هذه مواصلة لما سبق من مرافعات قام بها حملة الدعوة الأبرار، العاملين لاستئناف الحياة ‏الإسلامية وتطبيق شرع الله، ولا غنى عما ورد في تلكم المرافعات القيمة من توضيح وبيان وتبيان، ذلك أنّ حالة هاتين الأختين ‏المعتقلتين في بنجلاديش ليست بمعزل عما يتعرّض له حملة الدعوة في أصقاع الأرض. لم تبدأ هذه القضية باعتقال أختين ولن ‏تنتهي بإطلاق سراحهما. لن نختزل القضية إذاً في شخص الأختين فالقضية صراع وجود يحتاج لتفصيل وتأصيل، وألتمس ‏منكم هنا المتابعة وسأسعى للإضافة دون إفاضة وباسترسال دون تكرار.‏


لقد اعتقلت الشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنجلاديش في يوم 2015/08/30 شابتين من عضوات حزب التحرير ‏‏(إحداهما صيدلية والثانية مهندسة) خلال توزيعهما دعوة لمؤتمر يعقد على الإنترنت عن التغييرات الجذرية التي ستقوم بها دولة ‏الخلافة على منهاج النبوة في النظامين السياسي والاقتصادي للبلاد، ثم قام شبيحة النظام بضرب الأختين ضربا مبرحا وأدخلتا ‏على أثره للمستشفى.‏


ولست هنا لأبرّئ هاتين الأختين من التلبس بعمل عظيم، فهذا أمر غني عن البيان، والحق أحق أن يتبع، ولا لأثبت أنّ ‏طاعة الله تتمّ بغير ما أنزل الله. ولست هنا لأقيس المستقيم بالأعوج وأبرّر لمن يلوي عنق النّصوص ويتاجر بذهب المعز وسيفه ‏ليحتكم لغير ما أنزل الله فيبيع آخرته بدنيا فانية.‏


أيها السادة:‏


بالأمس القريب ذرفنا الدمع على الجثث والأشلاء والأحلام المحطمة عند انهيار مبنى رنا بلازا في 2013/4/24م. وبرغم ‏العديد من الإنذارات من رداءة أوضاعه وبأنّه غير آمن على حياة العمال انهار مشغل المنسوجات المكتظ بالعمال على رؤوس ‏الناس. كانت التشققات ظاهرة على الجدران ولكن مُنح التصريح لصاحب العقار وهو عضو بارز في هيئة الحزب الحاكم رابطة ‏عوامي.‏


لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، فالعمال مطالبون بالعمل في مبانٍ آيلة للسقوط وظروف ‏مأساوية أقرب ما تكون لظروف عمال إنجلترا في القرن التاسع عشر. يعمل العمال في قطاع النسيج بمهارة وينتجون بضاعة من ‏الطراز الأول لتوضع عليها الماركات العالمية ويجني الغرب من وراء كدهم فتنتج المشاغل الأزياء الفخمة الراقية ذات تكلفة زهيدة ‏لتسد فراغا في السوق الغربية.‏


يعمل العامل البنغالي في مصنع النسيج لأكثر من 12 ساعة يومياً ولا يتعدى أجره 30 يورو شهرياً! يعمل دون تقييم ‏لجهد عمله أو حفظ لحقوقه، وتحدد أجرته على أساس أدنى مستوى يعيش عليه المرء. وبالرغم من الفقر المدقع وسوء الأحوال ‏تحتل بنجلاديش المرتبة الثانية بعد الصين في سوق تصنيع الملابس الجاهزة وأصبحت أكبر مستورد في العالم لقماش الدنيم الذي ‏يصنع منه الجينز.‏


لقد سلب هذا النظام الإنسانَ قيمته وأهدر كرامته وأصبحت بنجلاديش سوقا للعمالة الرخيصة. إنه استرقاق بحلّة ‏جديدة وتكريس جديد للتبعية، فكأنما الجهد يبدل في بنجلاديش لتُجنى الثمار في بلاد أخرى. حسينة تكبل الشعب بقيود ‏الرق ثم تتباهى بإنجازات والدها كرائد لاستقلال بنجلاديش، تحتفل بالانفصال عن باكستان المسلمة وبذكرى سفك دماء ‏المسلمين في سبيل تحقيق الاستقلال المزعوم ثم ترهن شعبها. تلك هي سياسة الشيخة حسينة واجد سيدة بنجلاديش الجديدة ‏التي تحكم بالحديد والنار.‏


لقد حوّلت حسينة الاقتصاد إلى اقتصاد تابع مسخر للغير، تُستغلّ البلاد ومواردها البشريّة كعمالة رخيصة للشركات ‏العابرة للقارات لتجني المليارات وتترك العمالة البنغالية تقتات على فتات موائدها.‏


كما أن النظام يدفع بأهل البلاد للهجرة والعمل كعمالة رخيصة رجالا ونساء ولا تجد الحكومة حرجا في أن تصدّر بناتها ‏كخادمات للخارج وتعرضهن لمخاطر لتجني حفنة من الدولارات تضيفها لخزينة الدولة المثقلة بالديون. وفي إطار ذلك صرّحت ‏القنصلية السعودية في بنجلاديش أنه تم إصدار 47 ألف تأشيرة عمالة منزلية في مستهل شهر أيلول/سبتمبر 2015. هذا من ‏جهة ومن جهة أخرى وصفت الشيخة حسينة المهاجرين بأنهم "مرضى عقليون" لأنهم يفرّون بحثا عن العمل وتهكمت على ‏أوضاع البنغال الباحثين عن حياة أفضل خلال أزمة المهاجرين في خليج البنغال فذكرت أنه "يوجد عمل كاف لهم، ولكنهم مع ‏ذلك يغادرون البلاد بطرق كارثيّة ويشوّهون صورة بنجلاديش على السّاحة الدّولية".‏


لعلّي أطلت في مدخل هذه المرافعة ولكنّه شرح لا بدّ منه ولا يمكن تناول قضيّة اعتقال الأختين دون التطرّق للدوافع ‏والظّروف السّياسيّة، لنقدم دفعا يقرع سمع المحكمة وأسباباً واضحة جلية تنم عن تحصيل فهم مستنير للوقائع، وتؤدي لإصدار ‏حكم لا يصدر عن الهوى بل يستند لأسس وثوابت.‏


إننا نهيب بحسن إنصاتكم وسعيكم لمعرفة حقائق الأمور وإنّنا وإن كنّا لسنا من أهل البلاد وربّما تنكر علينا المدّعى عليها ‏ذلك إلّا أنّنا نردّ عليها بقول رسول الله ‏ﷺ‏: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ، وَلَا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ، كَانَ ‏اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ ‏الْقِيَامَةِ».‏


وكيف نقف مكتوفي الأيدي ونحن نرى الحرائر في أقبية السجون بينما المفسدون طلقاء فرحين؟! كيف لا نغضب لحال ‏أهلنا وقد نشرت حسينة الفساد في البلاد، وزادت من ضعف نظام قضائي وضعي فملأته بالعيوب فتعيّن القضاة وتختارهم من ‏بين أعضاء حزبها العلمانيّ المتطرف! ذكر تقرير الشفافية العالمي في 2010 أنّ 88% من البنغاليين قالوا أنّهم تعرّضوا لحالات ‏فساد أثناء تعاملهم مع القضاء.‏


لقد اعتادت السّيدتان المهيمنتان على الحكم في بنجلاديش على تراشق تهم الفساد، فما أن تهدأ أخبار حسينة واجد ‏الحاكمة الحالية حتى تظهر تسريبات لقضايا فساد لخالدة ضياء رئيسة المعارضة. تنشران الفساد وتدّعيان في الآن نفسه إطلاق ‏حملات انتخابية تسعى إلى إخلاء البلاد من المفسدين والقضاء عليهم، والحال أنهما وجهان لنفس العملة العلمانية الصدئة حتّى ‏صار الفساد ينخر في البلاد نخر السّوس... ذكر تقرير الشفافية الدولية لعام 2014 أنّ بنجلاديش تحتلّ المركز 145 من ‏أصل 147. «مَا مِنْ وَالٍ يَلِي رَعِيَّةً مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لَهُمْ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».‏


صوّر Z\hwالفساد المستشري لحسينة وأعوانها أنّ أهل بنجلاديش غافلون عن الحقيقة فاحتفلوا بتجاوز بنجلاديش لحدّ ‏‏61% من نسبة الأميّة في البلاد، وكأنّ هذا - وفي القرن الواحد والعشرين - يُعَدُّ انتصارا!! لا يستغرب على من تعتقل وتُهين ‏الطبيبات والمهندسات أن تحتفل بترسّخ الأميّة في بلادها وترسخ دولة الجباية التي تعادي التعليم عبر فرض ضريبة القيمة المضافة ‏على المؤسسات والمدارس والمعاهد التعليمية، وها هي المظاهرات الطلابية تعم أرجاء البلاد ويقودها طلبة يرفضون ظلم النظام.‏


وفي إطار المنظومة الرأسمالية المهيمنة تدعي حسينة تنمية الناتج المحلي وتتغافل عن سد الاحتياجات الأساسية للفرد، ‏تنصاع لإملاءات المنظومة الاقتصادية الدولية وأجهزتها الأخطبوطية وتعينهم على تدمير الاقتصاد والتدخل في شؤون البلاد. ‏أيعقل أن لا يحقق أهل هذه الأراض الخصبة الاكتفاء الذاتي الغذائي وما يكفيهم شر العوز وسوء التغذية والأمراض؟ يتدخل ‏البنك الدولي بهيكلة الاقتصاد ليمنع البلاد من الإنتاج الحقيقي ويجعلها ترزح تحت نير الديون والربا المركب. وبعد كل هذا ‏يتباهى النظام بالأطروحات الاقتصادية الرنانة والميزانيات المتتابعة بينما ينهش الجوع في العباد.‏
لماذا نخوض في هذه التفاصيل؟


لأنّها متّصلة ومرتبطة بالقضيّة الأصليّة ولأن القضية سياسية بالدرجة الأولى وتتعلق بمصير بنجلاديش خاصة وبلاد ‏المسلمين عامة. ذلك أن وعي الأختين المعتقلتين على واقع العباد والبلاد وإصرارهن على كلمة الحق هو ما أغضب حسينة ‏وزبانيتها ولا بد أن نبين هنا أن محاربة الحكام في بلادنا للإسلام تتخذ أساليب مختلفة قد تخفى على الكثيرين ولكن حسينة ‏واجد تحارب الإسلام جهاراً نهاراً وتتمادى في إظهار رفضها للشريعة، ويتجلى هذا في حقدها على المسلمات الملتزمات. ولم يعد ‏هناك شك في أن نظام حسينة - الذي يدّعي مناصرة قضايا المرأة والطفل والتنمية - يعادي المرأة عموماً والملتزمة بالإسلام ‏خصوصا، وقد تعرضت الناشطات من مختلف الأطياف للسحل والضرب وخلع خُمُرهنّ على الملأ.‏


ناصبت حسينة واجد العداء للإسلام وكل ما يمثّل الشريعة وأوعزت لقضاتها بإصدار أحكام مشدّدة على قادة الجماعات ‏الإسلامية. حسينة لا تخفي أنّها تصارع من أجل الحفاظ على الهويّة العلمانية للنظام الحاكم وقد اتّخذت سلسلة من الإجراءات ‏لتحقيق هذا الهدف، كحظر الأحزاب الدينية والتضييق عليها ومحاربة العلماء ونصب المشانق لهم. ثم تمادت حسينة في غيّها ‏وكبّلت الحرائر بالقيود.‏


وفي هذا السياق لم تأت التصريحات التي أدلى بها المدعو عبد اللطيف صديقي حول الحج والنبي ‏ﷺ‏ من فراغ بل أتت في ‏خضم جو سياسي لنظام علماني معادٍ للإسلام. وهذه التصريحات للوزير السابق في حزب رابطة عوامي قوبلت ببرود أغاظ كل ‏مسلم غيور على دينه. ثم تبع ذلك بأشهر قليلة تصريحات لوزير الرعاية والشؤون الاجتماعية، محسن علي أثناء حفل افتتاح ‏سكن الطالبات في مولوفيبازار، سيلهيت، في 29 كانون الثاني/يناير 2015 "لا يمكن لإحداكن أن تكون طالبة جامعية مع ‏ارتدائها البرقع (النقاب)... اليوم، تنظر أوروبا إلى اللواتي يرتدين البرقع باشمئزاز وتعتقد أنهن إسلاميات إرهابيات... وغدا ‏سوف يجعلوننا نذوق ما أوصلنا إليه الإسلام في مجتمع اليوم".‏


إننا نعيش لحظات مفاصلة فيصدع فيها حملة الدعوة رجالا ونساء بالحق في وجه الطغاة ويصرون على مبدأ الحاكمية لله ‏ويتلون قول الحق ﴿أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون﴾. ويُسمعون حسينة واجد ما تكره بذكر ‏قول الحبيب المصطفى «لن يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة» ويواجهونها بعمالتها وخيانتها لله ولرسوله ولأمة الإسلام ﴿لَّا تَجِدُ ‏قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ﴾.‏


أتدرون من هم حلفاء حسينة في المنطقة: رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي الهندوسي المتطرف المعادي للإسلام وأهله، زعيم ‏النظام المحتلّ لكشمير والذي يصرّ على الإضرار بمصالح المسلمين في الهند وفي بنجلاديش والنيل منهم. وبالرغم من مغالاة الهند ‏في معاداة الإسلام وأهله فحسينة تظهر لهم الودّ تارة عبر دعوتها قوات أمن الحدود الهندية إلى تدريب حرس حدود بنجلادش، ‏وتارة عبر زيارة رئيس الوزراء الهندي مودي إلى بنجلادش السادس من حزيران/يونيو 2015م، وتوقيع 22 اتفاقية ومذكرة تفاهم ‏حول قضايا متعددة والقيام بمشاريع تتعلق بالبنية التحتية والصحة والتعليم.‏


هذا الود ظاهر أيضاً في عمل حسينة واجد مع حكومة ميانمار المجرمة التي تحمي الرهبان البوذيين المتطرفين. وحين جرفت ‏السيول قرى بنجلاديش سارعت حسينة بإرسال المعونات والأدوية والغذاء بطائرات خاصة لدويلة ميانمار العدوة بينما حرمت ‏أهل بنجلاديش الذين يذوقون الأَمَرين.‏


إن المدعى عليها تسير حثيثا تجاه الهند ويتدافع قادة الجيش بإمرتها لتسخير البلاد لخدمة أمريكا. لقد أضعفت حسينة ‏الجيش وجعلت ولاءه لشخصها عبر تصفية الضباط (كما فعلت حسينة في مجزرة حرس الحدود). أبعدت المخلصين عن الجيش ‏عبر عمليات الاختطاف المنتشرة والتي ذكرتها المنظمات الحقوقية وعبر الاعتقال والفصل من الخدمة كي لا يجرؤ الضابط ‏المخلصون على الوقوف مع الإسلام.‏


وبينما تحارب الإسلام وحملة الدعوة تركت حسينة العنان للفاسدين والمفسدين ولعل أبرز مثال على ذلك هو ما تناولته ‏الجزيرة وغيرها من وسائل الإعلام بتاريخ 8 أيلول/سبتمبر 2015 من إطلاق منظمة حقوقية تدعم الشواذ لأول شخصية ‏كرتونية مثلية في بنجلاديش وحسب قولهم الهدف هو التوعية بحقوق الشواذ في البلاد وتصحيح نظرة المجتمع لهم! وقالت ‏المنظمة المسماة بـ "أولاد بنجلاديش" "إنها تأمل أن تساعد المبادرة في توعية الناس". أتى هذا الإصدار القذر بعد نشر أول ‏مجلة لدعم الشواذ في العام الماضي. وحتى كتابة هذه المرافعة لم يصل إلى مسامعنا أي خبر حول اعتقال أو حتى شجب لمن ‏يروجون لفاحشة يهتز لها عرش الرحمن.‏


لعل هذا القدر يكفي لبيان معاداة حسينة للإسلام وأهله، فهل ظل برهان على خطورة نظامها الحاكم وعبثه بالبلاد ‏والعباد؟ وهل بقي شك في سبب اعتقال وتعذيب الأختين العفيفتين الطاهرتين؟



لهذا وبناء على ما تقدّم، فإنّنا لا نطالب فقط بإطلاق سراح الحرائر العفيفات بل نطالب بتحرير أهل بنجلاديش، ونهيب ‏بالمخلصين من علماء وقضاة وسياسيين وأهل سلطة ومنعة أن ينفضوا عنهم غبار الذّلّ والعار ويسقطوا هذا النّظام الذي حوّل ‏أهل البلاد بحرائرها وسادتها إلى عمالة رخيصة.‏


إنّ القضية أيّها الكرام ليست قضيّة أختين بل قضية عقيدة ودين وحماية للإسلام من درن العلمانية. ولسنا هنا في موقف ‏الدفاع بل في موقف الهجوم والذّود عن حرمات الله ﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾. القضيّة هنا هي ‏تخليص المخلصين من سياسة سيف المعز وذهبه التي كبّلت البلاد وضيقت الحياة على 160 مليون شخص وأفسدت الضمائر ‏وضيّعت على الناس آخرتهم.‏


إنّ القضية ليست قضيّة شابّتين معتقلتين، بل هي رفض قاطع لضربة آثمة لثورة أمّة، ضربة غدر إجهاضيّة رجعية تسعى ‏لغرس الوهن وتحويل الخوف من مظهر طبيعي لغريزة حبّ البقاء إلى هاجس يكبّل النّاس ويضعف الهمم الساعية نحو اتباع ‏طريقة الإسلام في الحياة وتطبيق شرع الله كاملا.‏


وإن كانت حسينة تظنّ أنّ المرأة المسلمة لقمة سائغة وأنّ حرائر هذه الأمّة طوع بنانها وسيقعدهنّ الخوف، فلتنظر في ‏سيرة أم عمارة وخولة والخنساء، ولتعلم أنّ هذه المرأة الملتزمة المثقّفة ستقتلع العلمانيّة من جذورها وتعيد لأرض الإسلام نقاءها ‏وطهرها وما ذلك على الله بعزيز.‏


وختاما نقول: إن قضيتنا هي قضية الإسلام في إقامة دولته وتطبيق أحكامه وحمل دعوته، قضيتنا هي في تطبيق الشريعة ‏الغراء التي تداوي جراحنا وتكفينا عبث الأحكام الوضعية وشر المفسدين القائمين عليها.‏


وعسى أن تجد مرافعتنا هذه الآذان الصاغية والأفواه الصادعة بتجريم أفعال هذه الحاكمة والعمل مع العاملين لتغيير هذا ‏النظام الآثم الفاشل.‏
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.‏


‏﴿وَلَوِ ٱتَّبَعَ ٱلْحَقُّ أَهْوَآءَهُمْ لَفَسَدَتِ ٱلسَّمَـٰوَ‌ ٰتُ وَٱلْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ بَلْ أَتَيْنَـٰهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ‏ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ﴾‏


كتبته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
هدى محمد (أم يحيى)‏



08 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/22م
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 29th April 2024 - 04:31 AM