منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

> سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030"
أم سلمة
المشاركة Oct 8 2016, 01:16 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030" (1)



بسم الله الرحمن الرحيم




سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030"



(1)



"رؤية السعودية 2030" في ميزان الإسلام





منذ أن أعلن محمد بن سلمان عن رؤية 2030 لبلاد الحرمين فقد أصبحت هي المرجعية لكافة السياسات والقرارات التي تنفذها الأجهزة الحكومية وبتأييد ضخم في المؤسسات الخاصة، والانطباع العام الموجود أن الهدف من الرؤية هو تحسين الوضع الاقتصادي ولكن الحقيقة هي أكبر من ذلك، فهي رؤية متكاملة لمستقبل بلاد الحرمين بحلول عام 2030، فمثلا:



- جاء فيها عن الاقتصاد: "نريد أن نحول أرامكو من شركة لإنتاج النفط إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، ونحوّل صندوق الاستثمارات العامة إلى أكبر صندوق سيادي في العالم...".



- وعن التسليح: "... نريد أن نصنّع نصف احتياجاته العسكرية على الأقل محلياً، لنستثمر ثروتنا في الداخل، وذلك من أجل إيجاد المزيد من الفرص الوظيفية والاقتصاديّة...".



- وعن الترفيه: "... تُعدّ الثقافة والترفيه من مقومات جودة الحياة... لذلك سندعم جهود المناطق والمحافظات والقطاعين غير الربحي والخاص في إقامة المهرجانات والفعاليات، ونفعّل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية".



- وجاء فيها عن الصحة: "... سنقيم المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص، وسيكون بمقدور الجميع ممارسة رياضاتهم المفضلة في بيئة مثالية".



كما وُضعت أهداف للرؤية نذكر منها:


ارتفاع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9 إلى ٦٪.
ارتفاع نسبة ممارسي الرياضة مرة على الأقل أسبوعياً من ١٣٪ إلى ٤٠٪.
زيادة متوسط العمر المتوقع من ٧٤ إلى ٨٠ عاما.


إن النظرة الكلية للرؤية تبين أن مرجعيتها هي الرأسمالية الغربية التي تجعل هدف الإنسان في الحياة الناحية المادية ومنها الاقتصادية ويسعى فيها الإنسان ليحصل على أكبر قسط من المتع الجسدية، ومقياس نجاح المجتمعات عندهم بمدى الحصول على هذه المتع الجسدية حتى لو كانت هذه الأشياء تؤدي لهلاك المجتمع كالخمرة والإباحية الجنسية، ولذلك تقاس مجتمعاتهم بالترفيه وزيادة متوسط العمر. وأما النظرة الإسلامية فهي لا تقيس المجتمعات بالمتع الجسدية ولكن بمدى تطبيق نظام الإسلام لإرضاء الله عز وجل، وهذا هو النظام الوحيد الذي يستطيع رعاية المسلمين وغير المسلمين فلذلك يجب نشره في جميع أرجاء العالم. وتطبيق الإسلام يجب أن يتم في السياسة والاقتصاد والاجتماع وكل أنظمة الحياة غير مجتزأة، وتطبيق الإسلام يتطلب توحيد بلاد المسلمين في ظل لواء خليفة واحد وتحرير البلاد المغتصبة كفلسطين وأفغانستان، وإغاثتهم في بلدان أخرى كسوريا وبورما وكشمير...



وبالنظر إلى الرؤية من هذه الزاوية؛ زاوية مقياس الإسلام؛ نرى بوضوح بطلان رؤية آل سعود الرأسمالية وفسادها:



- أما بالنسبة لتطبيق الإسلام فإن نظام آل سعود لا يطبق الإسلام وإنما يطبق الرأسمالية، والرؤية كذلك أتت بمقترحات تخالف الإسلام وتكرس هذه الرأسمالية، تماما مثل الصناديق السيادية الربوية التي توعدها الله بحرب من الله ورسوله.



- وأما بالنسبة لتوحيد بلاد المسلمين المقسمة لأكثر من خمسين دولة، فلم تذكر الرؤية شيئا عنها رغم أن الرسول صلى الله عليه وسلم اعتبرها قضية حياة أو موت، حيث أمر بقتل من يعمل على تفريق جماعة المسلمين رغم عظم حرمة القتل مما يدل على أن تفريق جماعة المسلمين أعظم حرمة من القتل، فما بالكم بمن يكرس الفرقة بين المسلمين في كافة قوانينه.



- وأما بالنسبة لتحرير بلاد المسلمين وإغاثتهم، فالرؤية صامتة صمت القبور وهذا متوقع، فالنظام السعودي مشهور بولائه لأمريكا سفاحة العراق وأفغانستان، وها هو محمد بن سلمان في حج مستمر إلى البيت الأبيض يؤدي فيه فروض الطاعة لأوباما ووزرائه والمخابرات المركزية رغم أن موالاة الكفار تخالف مفهوم الولاء والبراء يقول الله عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أولِيَاءَ بَعْضُهُمْ أولِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأنهُ مِنْهُمْ﴾. وبالنسبة لإغاثة سوريا ففي 22 آب/أغسطس وبينما الطائرات الروسية تدك حلب بكل أنواع الأسلحة، يلتقي محمد بن سلمان ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ليناقش آفاق التعاون الثنائي بدلا من إغلاق السفارة الروسية وقطع كل العلاقات معها وإرسال الجيوش لمساندة المسلمين في سوريا!



- وأما بالنسبة لنشر الإسلام وهيمنته على العالم، فالله عز وجل يقول: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾، وقد أقام الرسول صلى الله عليه وسلم الدولة الإسلامية في المدينة وبعد فتح مكة أرسل جيوشه لغزو الفرس والروم ونشر الإسلام، ومن بعده اتبعه الخلفاء الراشدون فوصل الإسلام لكل أرجاء العالم، فما هي رؤية آل سعود لنشر الإسلام؟ إن عراب الرؤية محمد بن سلمان زار أمريكا مرات عديدة ولكنه لم يزرها لينصح أوباما باعتناق الإسلام لأن الإسلام دين الحق وهو الدين الوحيد الذي يلغي العنصرية ضد السود المنتشرة في أمريكا، ولم يزرها ليقول له إن نظام الإسلام يوفر الملبس والمأكل والمسكن والصحة والتعليم للرعية، حقوق أساسية لا يوفرها النظام الرأسمالي للملايين في أمريكا، أو ليناقش مسألة مئات الآلاف الذين يموتون يوميا بسبب الجريمة أو الإباحية أو أو أو... لم يذهب بن سلمان ليحمل الدعوة للإسلام كما أمره الله عز وجل ولكنه ذهب ليقول لأمريكا إن الرأسمالية هي ربنا الأعلى ونريد من شركاتكم الرأسمالية كمايكروسوفت وجوجل أن تأتيا إلى بلادنا لترشدنا سبيل الرأسمالية، سبيل ماكنري وكل من آمن بالرأسمالية!



- وحتى عندما ذكرت الرؤية التصنيع المحلي للسلاح كانت النظرة رأسمالية بحتة، فجاء فيها: "... أن الأثر الإيجابي لتوطين الصناعات العسكرية لا يقتصر على توفير جزء من الإنفاق العسكري فحسب، بل يتعدّاه إلى إيجاد أنشطة صناعية... مما يسهم في خلق فرص عمل نوعية في الاقتصاد الوطني" فحتى التصنيع المحلي جعلت الرؤية الهدف منه توفير النفقات وتوفير الوظائف، بينما طالب الله عز وجل المسلمين بالتسليح لإرهاب العدو: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، فتصنيع السلاح ليس لخلق الوظائف بل لتحرير بلاد المسلمين ونشر الإسلام ونصرة المستضعفين، ولكنه للأسف الشديد في عهد آل سعود أصبح يستعمل لقتل المسلمين في سوريا واليمن...



إن الرؤية عندما تضع أهدافا كرفع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه أو رفع نسبة ممارسي الرياضة أو متوسط العمر، فهذه الأهداف عدا عن كونها مأخوذة من الرأسمالية بشكل حرفي، بل أخطر من ذلك، أن هذه الأهداف هي استخفاف وتسفيه بالأمة، فما بال رؤية تهتم بزيادة الترفيه والرياضة والمسلمون يُقتلون في كل أنحاء الأرض وليس لهم وزن ولا قيمة في العالم حيث جعلنا حكامنا مجرد قصعة تتكالب عليها الأمم؟! وما سوريا إلا مثال أليم على ذلك؛ فها هي أمريكا تضرب الشام بمساندة روسيا وفرنسا وبريطانيا وأستراليا وكندا، وبدعم عملائهم من بني جلدتنا في إيران وحزبها اللبناني والسعودية والإمارات والأردن وتركيا...



سنستعرض في مقالات قادمة بإذن الله المحاور المختلفة للرؤية وسنبين كيف أنها لن تحقق شيئا في هذه الدنيا كما أنها لن ترضي رب العالمين، ولكننا بداية أردنا أن نبين أن مرجعية هذه الرؤية هي الرأسمالية الفاسدة فهي لا تمت للإسلام بتاتا، وهذا ليس بغريب؛ فآل سعود ليسوا من هذه الأمة ومقياسهم في هذه الحياة ليس الحلال والحرام ولا نوال رضوان الله بل هو النفعية الرأسمالية، فمنفعتهم حسب ظنهم ببقائهم على كراسيهم مهما كلف ذلك من تآمر وتنازل وذل وخذلان، وعليه فكل ما يأتون به سيكون باطلا مثلهم...



كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

محمد طارق محمد – بلاد الحرمين الشريفين


http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.ph...ural/39207.html
Go to the top of the page
 
+Quote Post
 
Start new topic
الردود
أم سلمة
المشاركة Oct 8 2016, 01:18 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892










بسم الله الرحمن الرحيم




سلسلة مقالات من بلاد الحرمين الشريفين حول "رؤية السعودية 2030"


(2)


ضرائب آل سعود على الحج والعمرة ما سبقهم بها أحدٌ من العالمين




في ظل ما يعصف في بلاد الحرمين من أزمة اقتصادية وتماشيا مع رؤية 2030 التي نصت على وجوب وجود مصادر دخل بديلة للنفط، قامت حكومة آل سعود باستصدار قوانين جديدة تتعلق بزيارة المسلمين للمشاعر المقدسة بغرض الحج أو العمرة، وجاءت تلك القرارات على شكل زيادات لأسعار تأشيرات الزيارة والحج والعمرة، وقد تضاعفت تلك الرسوم من مبلغ يقارب 200 ريال سعودي (53 دولاراً أمريكياً) إلى 2000 ريال سعودي (533 دولاراً أمريكياً)؛ أي الرسوم السابقة مضروبة بعشرة، ولتزيين الأمر في عيون الناس فقد جاء في بيان القرار أن الحكومة سوف تتحمل هذه الرسوم لمن يحج أو يعتمر للمرة الأولى فقط كما أن تطبيق القرار سوف يبدأ من الأول من محرم 1438هـ، ولكن ذلك التزيين والإخفاء لن يقلل من فداحة الجرم، فحتى من ظن بالحسنى أن خططهم لتعويض العجز سوف تكون من خلال موارد بديلة كالصناعة أو الزراعة والمشاريع العملاقة أو بتحرير التبعية من الدولار مثلا، لم يخطر ببالهم أبدا أن الهدف الحقيقي، هو السطو على جيوب المسلمين والتجارة في مقدساتهم وشعائرهم، ولسان حال تلك القرارات يقول أن ليس للمسلم أن يحج أو يعتمر إلا مرة واحدة ومن أراد الزيادة فعليه عقوبة دفع الغرامة.


لقد كانت سياسة آل سعود المبنية على توصيات ربيبتها أمريكا فيما يخص تعويض العجز في الميزانية، كانت هذه السياسات الجديدة كلها مبنية على زيادة الرسوم واستحداث الضرائب ورفع الدعم الحكومي وزيادة الاستثمار في الصناديق الربوية، فتوجهات الحكومة في مجال خصخصة الأملاك العامة للأمة والاستثمار في صناديق الربا في دول الغرب والتخفيف من النفقات إلى أدنى المستويات، كل هذه التوجهات وما يشابهها مبنية على مبدأ المنفعة المادية البحتة، فما يعود بالمردود المادي الوفير تنفق عليه الدولة، وما لا يجلب ذلك المردود تمتنع عن أدائه حتى لو كان من الواجبات المفروضة على الدولة في الإسلام.


في قرارات رسوم الحج هذه، يظهر لنا مدى قبح النظرة المادية الرأسمالية في "رؤية السعودية 2030"، ويظهر لنا أيضا وبشكل جلي مدى مخالفة هذه القوانين لأحكام الإسلام المتعلقة في شؤون الحج والعمرة، فمصلحة تنفيذهم لأوامر سيدتهم أمريكا، ومصلحة بقائهم على عروشهم الخاوية، ومصلحة تعويض النقص الحاصل في ميزانيتهم بأي شكل، كل هذه مصالح مقدَّمة بالنسبة لهم على أحكام الإسلام، حيث إن أحكام الإسلام في شؤون الحج والعمرة لم يُنظر لها من قِبَلِهم بشكل مبدئي منبثق عن العقيدة لنوال رضوان الله، وإنما عطلت هذه الناحية بشكل كامل واتُّخذت بدلاً عنها الناحية المادية والاقتصادية للحصول على منافع دنيوية فقط.


لقد مرت على المسلمين العديد من الأحداث التاريخية التي منعت المسلمين من الوصول إلى المسجد الحرام، فمنها ما كانت في ظل عدم سيطرة المسلمين على المسجد الحرام كحادثة صلح الحديبية بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش، ومنها ما كان بسبب فئة باغية على الدين بالقوة والقتل كحادثة القرامطة، ومنها ما كانت بسبب خلاف سياسي كالذي حدث بين عبد العزيز آل سعود وحسين بن علي والذي منع حجاج نجد من الوصول إلى الحجاز، وهي الحادثة التي مثلت القشة التي ألَّبت المسلمين على حكمه فعجلت بسقوطه وتمكين آل سعود في بلاد الحجاز، ولكن وفي كل أحداث التاريخ - بحسب ما وصلنا - لم نسمع عن قوم أو فئة أو دولة قامت باستغلال بلاد الحرمين بشكل مادي لتفرض على الناس أتاوات وضرائب مقابل دخولهم البيت الحرام، فهم في ذلك يتصرفون كمن امتلك الأرض والعباد، يمنون على المسلمين أنهم يستقبلونهم في بيت الله الحرام، ويسمون أنفسهم بعد ذلك كله خدام بيت الله الحرام، فهلا أعادوا قراءة التاريخ ليعرفوا سيرة خدام بيت الله الحرام بحق؟!


إن من الأمثلة التي يذكرها لنا تاريخ الخلفاء المسلمين في شؤون الحج ما جاء عن عمر بن عبد العزيز - خامس الخلفاء الراشدين - أنه كتب إلى عماله يقول (انظر من أراد من الذريَة أن يحج فاجعل له مائة ليحج بها) وأيضا كتب إلى ولاته (من أراد الحج فعجلوا عليه عطاءه حتى يتجهز به) وأرسل إلى عامله على اليمن يوصيه (أن أَقْعِدْ على طريق الحاج قوما ترضاهم وترضى دينهم وأمانتهم لكي يُقوّوا الضعيف ويغيثوا الفقير)، فأين آل سعود من سيرة خليفة عادل يأمر ولاته في تعجيل عطاء من أراد الحج وبين من تسلط على رقاب الناس وأخذ منهم ضريبة على حجهم وعمرتهم؟! وإننا لنعلم أن آل سعود ليسوا أهلا لأية مقارنة مع خلفاء المسلمين العظام...


لقد كان مشركو قريش على كفرهم يقومون بشؤون السقاية والرفادة لحجاج بيت الله الحرام على أكمل وجه، وذلك اتقاء مذمة العرب لهم في حال تقصيرهم فيما أوكل إليهم من شأن هذه البلاد المباركة، ولقد كانت قريش تتفاخر في ذلك وهي على كفرها أيما تفاخر، فقد كانت تجمع لذلك المال من جميع سادات قريش ويقسمون المهام فيما بينهم بل ويتنافسون عليه فيطعمون ويسقون، فأين آل سعود في تعقيداتهم وتصعيباتهم وضرائبهم وتعسيراتهم من كفار قريش؟!!


لقد وصل المسلمون في زمان آل سعود إلى مرحلة صرنا نسمع فيها بعجائب الحج في القرن الواحد والعشرين، فتارة نسمع عن حجاج باعوا بيوتهم ليتمكنوا من الحج، وتارة نسمع عن آخرين يدفعون كامل ما جنوه في حياتهم مقابل دفع تكاليف الحج، وقصص أخرى عن حجاج تتجاوز حدوداً كثيرة وعقبات وصعاباً تستمر لأشهر حتى يتمكنوا من الوصول إلى بيت الله الحرام، وقصص وقصص، كلها مآسٍ نسمع عنها ونشاهد أصحابها على شاشات التلفزيون، تجعل من أداء فريضة الحج حلما صعب المنال!!


لقد استغل حكام آل سعود مشاعر المسلمين التي تهوي إلى البيت الحرام، وقد قاموا بقياس الأمر بمقياس تجاري منفعي بحت، ونظروا للمسألة وكأنها عروض تجارة تحدَّد فيها الأسعار بمقياس العرض والطلب، وقد علموا أن الطلب على الحج والعمرة في تزايد مستمر، وذلك في ظل إخفاقاتهم المستمرة عبر عقود في رعاية شؤون الحرمين الشريفين، وعجزهم عن تلبية حاجات المسلمين في الحج والعمرة ومجاراة الأعداد المتراكمة من الحجاج والمعتمرين، ولذلك فإنهم يفرضون تلك الضرائب وهم واثقون بأن الطلب سوف يبقى مرتفعا، وأن التجارة بالنسبة لأمة المليارين مع الله غالية، وعليه فإن الصفقة بالنسبة لآل سعود مربحة جداً ويمكن من خلالها جني الكثير من الأموال في الدنيا وتغافلوا عن الآخرة.


إن حدود سايكس وبيكو كانت وما زالت أول عقدة أمام المسملين في رحلة الحج، ثم جاء آل سعود ليضيفوا لتلك العقدة الكثير من العقد والعقبات والصعوبات، فمن بدعة التصاريح التي "لا يكون الحج صحيحا دونها"، إلى البيروقراطية العفنة في المعاملات والإجراءات، إلى المعاناة في التنقلات وسوء الخدمات، إلى خنق مكة بالفنادق والأبراج، كل تلك العقبات وغيرها الكثير من العقبات التي أضيف إليها ضريبة جديدة، تلك الضريبة التي تعادل تقريباً ثلاثة ونصف مداخيل شهرية للموظف الأردني وذلك بناءً على متوسط الرواتب في الأردن، وكذلك راتبين ونصف للموظف السوري قبل الثورة، وفي مصر ما يعادل أربعة رواتب شهرية، وقس على ذلك مختلف بلدان العالم الإسلامي، وهذا بالنسبة للموظفين الذين يتقاضون راتبا شهريا، ناهيك عمن لا يملكون دخلا ثابتا أو ممن لا يملكون ما يعيلهم، فمن أين لأمثال هؤلاء أن يحجوا أو يعتمروا بعد هذه الضريبة الجديدة التي يضاف إليها مصاريف الحج الأخرى كالنقل والسكن والمعيشة والتي إذا ما قمنا بحساب متوسطاتها فإننا سوف نحتاج للحساب على أساس مضاعفات الدخل السنوي للفرد، بل يمكن أن نصل إلى أساس متوسط الدخل كله خلال متوسط عمر الإنسان!!


لقد عملت حكومة آل سعود في رؤيتها على تعويض العجز في ميزانية الدولة من جيوب سكان بلاد الحرمين في البداية، وها هم الآن يصلون إلى جيوب المسلمين في شتى بقاع الأرض، وما ذلك إلا لتنفيذ مخططات أمريكا وتوصياتها، وإن العائد للدولة من خلال هذه الضريبة فقط وبحسب رؤية 2030 والتي تسعى إلى بلوغ 30 مليون معتمر في السنة يعادل 60 مليار ريال سعودي (16 مليار دولار أمريكي) ومن الحج يمكن أن يصل العائد إلى 1.6 مليار دولار وذلك إذا ما اعتبرنا متوسط عدد الحجاج 3 مليون حاج سنويا - رغم أنه يقل سنويا بسبب تعقيداتهم، أي ما يمثل 17.6 مليار دولار كدخل سنوي على خزينة الدولة وذلك نتيجة قانون ضريبي واحد، فهل هذه الضرائب حقاً تأتي لسد العجز فقط أم هي للصد عن سبيل الله والمسجد الحرام والمتاجرة في المقدسات؟!!... فأين علماء بلاد الحرمين من كل هذا؟!!


لقد حاول الكثيرون عبر التاريخ الصد عن سبيل الله والمسجد الحرام؛ من أبرهة الحبشي وصولا إلى حسين بن علي، ولقد انتهى بهم الأمر جميعاً بالخروج مدحورين من المسجد الحرام، وإن ما يفعله حكام آل سعود لهو بشارة بقرب زوال حكمهم وانتقالهم إلى مخلّفات التاريخ، وإننا نسأل الله، ونشحذ همم المخلصين في بلاد الحرمين، أن لا يرضوا على أنقاضهم بديلا عن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة...




كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.ph...ical/39405.html


Go to the top of the page
 
+Quote Post



Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 29th April 2024 - 07:07 AM