قصة وعبرة (الدرويش والسلطان محمد الفاتح)
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
القصة:*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*الدرويش والسلطان محمد الفاتح.
تم تحقيق حلم المسلمين، وهُزم البيزنطيون وفتحت مدينة “القسطنطينية” أي مدينة “اسطنبول” أو “اسلامبول” واستقبل الأهالي موكب السلطان “محمد الفاتح”، وهو يدخل المدينة من جهة “طوب كابية ” ممتطياً جواده الأبيض، يحف به الوزراء والعلماء والقواد والفرسان.
كان الآلاف من أهالي المدينة قد التجؤوا الى كنيسة “ايا صوفيا” ينتظرون الفرصة الأخيرة للخلاص، فقد أوهمهم بعض رجال الدين بأن ملاكاً سينزل من السماء ويحرق المسلمين، وأن المسلمين لن يستطيعو الوصول الى كنيسة “آيا صوفيا”، لأن الملاك لن يسمح لهم بتجاوز المنطقة التي تسمى الآن: “جامبرلي طاش”، وهي لا تبعد إلا مسافة 300 متر تقريباً عن الكنيسة. أما باقي الأهالي، فقد دفعهم الفضول لرؤية هذا الفاتح الجديد. فتجمعوا على الطريق الواصل بين “طوب قابي” وكنيسة “آيا صوفيا”.
وفجأة اندفع من بين هذه الجماهير، درويش من دراويش الجيش العثماني، وتقدم الى الأمام وأمسك بعرف جواد السلطان مستوقفاً السلطان، والموكب كله، ومخاطباً السلطان:
- لاتنسى أيها السلطان… لاتنسى أنه بفضل دعائنا نحن الدراويش فتحت هذه المدينة.
ابتسم السلطان “محمد الفاتح” ابتسامة خفيفة، ثم مد يده على سيفه وسله من غمده حتى نصفه قائلاً:
- صدقت يا درويش ! … ولكن لا تنسى حق هذا السيف ايضاً.
المصدر: روائع من التاريخ العثماني – أورخان محمد علي
العبرة
*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*نعم بالقوة فقط يردع الأعداء، بالقوة العسكرية وتحرك الجيوش وإعداد أفضل الخطط العسكرية يهزم الأعداء، وطبعا هذا لا ينافي الإعداد الإيماني بحسن تطبيق الإسلام وحسن التوكل على الله والدعاء، أما أن يكتفى بالدعاء كطريقة لردع الأعداء فهذا والله جهل ما بعده جهل بدين الله تعالى.
كل من يدعو الناس إلى الاكتفاء بالدعاء على الأعداء وعلى الظالمين لتغيير هذا الواقع هو إما جاهل لا يفقه دين الله تعالى، أو منافق منتفع يريد إبقاء الناس تحت هيمنة الكفار مباشرة أو بطريقة غير مباشرة عن طريق سكوتهم عن الحكام الحاليين.
الكفار وأذنابهم يريدون المسلمين دراويش لا يفقهون من دينهم إلا العبادات الفردية والاكتفاء بالدعاء على الأعداء كطريقة للتغيير وهذا تضليل ما بعده تضليل.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater