خبران من سوريا الشام حماها الله
.
نظام الأسد يجرد جنوده من القذائف الصاروخية خشية تمردهم
منشقون: الجيش يعتمد على القصف من خارج المدن
http://www.aawsat.com/details.asp?section=...p;issueno=12139القاهرة: هيثم التابعي
قالت مصادر في مدينة حمص السورية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن نظام الرئيس بشار الأسد أصبح يجرد جنوده من القذائف الصاروخية عند تقدمهم من المناطق المأهولة بالمدينة، خشية انشقاقهم، وإنه بات يعتمد على قصف عشوائي من خارج المدينة، وأفاد جنود منشقون حديثا من الجيش السوري النظامي التابع للأسد بأن السلطات قررت خفض تسليح جنودها في خطوط المواجهات مع الجيش السوري الحر قرب المدن الرئيسية ومنها حمص.
وأوضح الجنود أن الأسلحة الصاروخية الصغيرة وقذائف الـ«آر بي جي» (المضادة للدروع) تم سحبها من الجنود بشكل تام في المناطق التي تشهد مواجهات قرب المناطق المأهولة بالسكان، خاصة في حمص، خشية انشقاق الجنود أو وقوع الأسلحة بأيدي الجيش الحر. وقبل أربعة أيام انشق نحو 2500 جندي سوري في منطقة سراقب بمحافظة إدلب الحدودية في شمال سوريا، وأظهرت مقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» الجنود وهم يمسكون بأسلحتهم، ويرددون قسما خاصا بالولاء للثورة السورية في أحد أحياء إدلب وسط تشجيع المواطنين. وأوضح الجنود الذين انشقوا حديثا، وتحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من مناطق متاخمة لمدينة حمص أمس، أن الأسلحة الخفيفة، ومنها القذائف الصاروخية، تم مصادرتها منهم فور الاقتراب من مدينة حمص قبل نحو 3 أسابيع، وأنهم تمركزوا على وحدات المدافع المرابطة خارج حمص بعد أن انضمت لهم راجمات الصواريخ وأسلحة ثقيلة أخرى مما استخدمت مؤخرا في حمص في محاولة لقمع الثورة التي تدخل شهرها الحادي عشر.
وقال الجنود، الذين انشقوا من منطقة القصير قرب مدينة حمص أثناء تبديل وحدات الجيش لمقاتليها ليلا، إن الجيش السوري أصبح أكثر اعتمادا على تكتيك مهاجمة المدن من الخارج، اعتمادا على الأسلحة الثقيلة بالمدافع وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات من على بعد يصل إلى 30 كلم، حتى يتجنب أي مواجهات مع الجيش السوري الحر، وبالتالي السماح للجنود النظاميين بالانشقاق. ولفت الجنود، الذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم خشية تعرف السلطات على أسرهم والتنكيل بها، إلى أن الجيش السوري النظامي لا يقابل بترحاب في أي مكان؛ عكس ما كان يحدث في بداية الثورة حين كان الأهالي يمدونهم بالطعام والشراب، وهو ما قالوا إنه لم يعد يحدث على الإطلاق. ويعتمد الجيش السوري الحر في قتاله مع الجيش النظامي على أسلوب الكر والفر، وهو ما يتضمن سرعة الحركة والانقضاض الخاطف على وحدات الجيش السوري النظامي باستخدام أسلحة صاروخية خفيفة، وقذائف الـ«آر بي جي» التي تستخدم لإعطاب الآليات العسكرية خاصة الدبابات. ويقول مراقبون إن نظام الأسد يخشى من انشقاق الجنود بأسلحتهم الخفيفة حتى لا تذهب للجيش الحر. وقال مصدر سوري مطلع في القاهرة، إن وجود عناصر الأمن والاستخبارات السورية وسط الجنود السوريين تزايد في الفترة الأخيرة، وإن عناصر الأمن، التي تدين بالولاء المطلق لنظام الأسد، أصبحت نسبتها عنصرا أمنيا لكل 12 جنديا، خاصة على راجمات الصواريخ ومواقع المدفعية. وأوضح المصدر، الذي دخل حمص أكثر من مرة في الأيام الأخيرة، أن عناصر الأمن تلك لديها أوامر بقتل من يتردد في إطلاق الصواريخ أو المدافع، وهو ما شدد على أنه تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة وفقا لشهادات جنود منشقين.
__________________________________________________ __________________________________________________ ________
أكبر المنشقين عن الجيش السوري رتبة:
الأسد يريد تدمير حمص لإعلانها عاصمة لدولته الطائفية
العميد فايز عمرو قال لـ "الشرق الأوسط" : إن النظام استخدم كل الوحدات العسكرية..
والجيش منهك ويعاني نقصا في الذخائر
http://www.aawsat.com/details.asp?section=...p;issueno=12139أنطاكيا (جنوب تركيا): «الشرق الأوسط»
أكد العميد الركن فايز عمرو، أكبر المنشقين رتبة عن الجيش السوري، أن النظام يعيش «مرحلته قبل الأخيرة»، وأن هدفه الأساسي الآن هو إحراق حمص من أجل إعلانها عاصمة لدولة طائفية رفض أن يسميها، في إشارة إلى الطائفة العلوية التي تنتشر على الساحل السوري وفي قرى حمص.. وقدم العميد عمرو الذي كان يرأس المدرسة الفنية الجوية في حلب قبل انشقاقه ولجوئه مع أفراد عائلته إلى تركيا لـ«الشرق الأوسط» مشاهدات مثيرة عن الوضع داخل النظام السوري مفادها أن أعضاء في مجلس الشعب هم قيد الإقامة الجبرية، وأن جميع المسؤولين ممنوعون من دخول السفارات، وأن الجيش يعاني من الإرهاق ونقص الذخائر، كاشفا عن أن ذخائر ناقلات الجند قد نفدت فتوقفت عن القتال نحو أسبوعين قبل وصول شحنة ذخائر روسية. وأعلن عمرو أن الكثير من الضباط يرغبون بالانشقاق، لكن الأمن الذي ترك الشوارع والتحق بالوحدات العسكرية يحصي على الضباط أنفاسهم. وفي ما يأتي نص الحوار:
* متى اتخذت قرار الانشقاق عن النظام؟
- منذ لحظة استخدام الدبابات لأول مرة ضد المدنيين في درعا وحمص، اتخذت قراري، لكن كان بإمكاني أن أفيد الثورة من خلال موقعي. ولما وصلت الأمور إلى حد الاضطرار إلى إعطاء الأوامر بإطلاق النار على أبناء شعبي نفذت قراري، وهناك الكثير من الضباط الذين لديهم الموقف نفسه.
* كيف هو وضع الجيش حاليا؟
- الجيش في حال يرثى لها. كل قائد كتيبة دبابات، يوجد إلى جانبه الآن وفي مقر قيادته 3 أو 4 من أفراد الأمن الموثوقين من قبل النظام. هناك بعض الضباط من الطائفة العلوية كانوا على وشك الانشقاق لكن هذه المخاوف منعتهم. الأمن أصبح موزعا على كل تشكيلات الجيش إلى حد أنه لم يعد هناك من عناصر كافية لقمع المتظاهرين، فحتى كل مفرزة فيها عناصر من الأمن، وكل منطقة يقود العمليات فيها ضابط أمن عسكري أو ضابط أمن جوي.
* الجيش السوري يقول إنه يواجه عصابات مسلحة لا مدنيين! - أنا أتحدى أكبر استخبارات العالم أن تثبت أن هناك عصابات مسلحة. لم يصل إلى داخل سوريا أي قطعة سلاح غير الكلاشنيكوف التي حصلنا عليها من المنشقين عن النظام، أو التي اشتريناها من جنوده. هناك أسلحة سربت عن طريق حزب الله إلى المعارضين تتضمن خلطات فاسدة، كقذائف الـ«آر بي جي» التي لا تنطلق، والذخائر المحشوة بمادة الـ«تي آند تي» المتفجرة التي تنفجر بمطلق النار عند استعمالها.
حتى الشهر الخامس من الانتفاضة لم يكن ثمة سلاح في أيدي المدنيين، لكن النظام أجبرهم على ذلك. إنه يجهز لإنشاء إمبراطورية في الساحل، وهو يحرق حمص ليعلنها عاصمة لدولته هذه. حمص تواجه خطر إبادة حقيقيا.
* أنت كنت في حلب، فلماذا برأيك لم تشملها الانتفاضة حتى الآن؟
- لسببين، المجتمع الحلبي جاهل ومسحوق ثقافيا ودماغه مغسول. 90 في المائة من مجتمع حلب لا يمتلك الكفاءة. كل شيء مهيأ لهم، مجتمع بعيد كليا عن السياسة إلا النخبة التي لا يعول عليها. والسبب الثاني هو الفعاليات الاقتصادية، فالنظام سمح في حلب بالممنوع، لكن الناس بدأت تحس الآن باقتراب الضربة الأمنية منهم، وأتوقع أن تتغير الأمور في حلب جذريا في الأيام والأسابيع المقبلة. لكن علينا أن ننتبه أن ريف حلب مشتعل منذ اللحظة الأولى، لكن الإعلام لا يعطيه حقه.
* ما هي مشاهداتك من الداخل للوضع الأمني ووضع النظام؟
- هناك مجازر لا يعلم بها الناس في الخارج حتى الآن. في حمص أنا أجزم بأنه سقط خلال الانتفاضة الأولى للمدينة نحو 2000 شهيد. سيارات القمامة عملت خلال أربعة أيام على نقل الجثث، وإطفائيات حمص نظفت الشوارع، ثم تمت تصفية كل من ساهم بهذه العملية. أما مجزرة تل النصر، فقد سقط فيها نحو 190 شهيدا خلال تشييع 20 شهيدا.
* ماذا عن الوضع داخل النظام؟
- من خلال اجتماعاتي الشهرية مع كبار الضباط، لاحظت أن التفكير الأمني طاغ لدى هذا النظام. تفكيره أمني لدرجة أنه لم يعترف حتى الساعة بوجود حراك شعبي. وهذا النظام يهدد كل من معه، بأن المطلوب ليس فقط رأس بشار الأسد، بل النظام بأكمله.
* ما تأثيرات التطورات الدولية الأخيرة على موقف النظام؟
- إن كل موقف دولي يهز أركان النظام. فعندما تطلب الولايات المتحدة تنحي الأسد يهتز، لكن عندما تقول إنها ليست في وارد التدخل عسكريا يقوى. تصريح واحد منهم يقصر عمر نظامه أشهرا. النظام مهتز ولن يتمكن من الاستمرار طويلا، وأنا أدركت ذلك من خلال التعاميم التي يرسلها، ووضع الجيش مهزوز فحتى الطعام ينقصه أحيانا، والجنود باتوا يقبضون على المدنيين ويضعونهم معهم في الحواجز ليناموا معهم ليحتموا بهم من الضربات.
* ماذا قصدت بالتعاميم؟
- أنا أعرف أشخاصا من مجلس الشعب هم تحت الإقامة الجبرية الآن، ممنوع عليهم أن يغادروا من مكان إلى آخر إلا بتصريح من الأمن. السفر إلى الخارج قطعا ممنوع. منذ شهر ونصف الشهر صدر تعميم بـ70 مادة تمنع القيام بأي شيء تقريبا إلا بموافقة أمنية. الدخول إلى السفارات أصبح ممنوعا على أي كان.
* ماذا عن الوضع الميداني للجيش؟
- النظام يعيش المرحلة قبل الأخيرة، وهو مستعد لقتل 20 مليون سوري على أمل الاستمرار. قوته العسكرية منتشرة في كل أنحاء سوريا، لم تتبق وحدة عسكرية لم تتحرك، بما فيها وحدات التدريب الجامعي، وفي معسكر الضمير الجامعي تمت تصفية ضباط وجنود رفضوا المشاركة في قمع المظاهرات. الدفاع المدني استخدم، وكذلك الجيش الشعبي. والنظام يسحب قوات كبيرة نحو الساحل وفي رأسه شيء ما، ومعلوماتي شبه المؤكدة أنه يتجه لإعلان قيام دولة طائفية لا أريد أن أسميها.
* حكي هذا الكلام بشكل مباشر خلال الاجتماعات؟
- تلميحا، لكن أنا كقائد عسكري أفهم.
* هل هناك سلفيون يقاتلون إلى جانب الجيش الحر؟
- كل من يقول بوجود سلفيين في سوريا مخطئ..الجيش الحري قاتل ومعه بعض المدنيين المنضمين إليه.
* ومن «القاعدة»؟
- أعوذ بالله. ملف «القاعدة» المسؤول عنه في سوريا اللواء أديب نمر سلامة من أيام الغزو الأميركي للعراق، هو يؤمن سفرهم إلى هناك وعودتهم إلى سوريا.
* هل صحيح ما يقال عن نقص في الذخائر؟
- لو لم تأت الباخرة الروسية المحملة بالذخائر لكان النظام في أزمة. الآليات التي تحمل الرشاشات الثقيلة فقدت ذخيرتها من مخازن الجيش، ولم يستخدمها لنحو أسبوعين إلى أن وصلت الشحنة الروسية.
* هل صحيح ما يقال عن وجود مستشارين روس وإيرانيين في سوريا؟
- الروس موجودون، ولديهم عقود بمئات ملايين الدولارات لتطوير أنظمة في الجيش، والخبراء الإيرانيون موجودون. في محطة جندر (الكهربائية) وحدها يوجد 50 خبيرا وهي كلها لا تحتاج إلى خبير واحد. في حلب يوجد إيرانيون وفي بعض القرى الشيعية شمال حلب. حتى أنهم صاروا يحلقون لحاهم للتمويه، والرحلات القادمة إلى سوريا بمعظمها تحوي إيرانيين، وهناك قسم دخل عن طريق لبنان.
* هل من دور مباشر لهم؟
- قطعا، خصوصا في التعذيب. لقد استوردنا 3 أنواع من التعذيب منهم ككسر الرقاب والحرق والمساكب.
* كيف غادرت سوريا؟
- غادرتها برحلة استمرت 3 أيام كانت محفوفة بالمخاطر. كنت أود الذهاب عبر لبنان، لكن لبنان محكوم من حزب الله وعلمت بأنه جرى تسليم الكثير من الجنود المنشقين إلى النظام.
* وعائلتك؟
- استطعت تأمين إيصالهم إلى مكان آمن خارج سوريا قبل رحيلي.
* ما هي مخططاتك الآن.. هل ستكون رئيسا للهيئة الاستشارية للجيش الحر كما يقال؟
- لا أطماع لي، نحن نحاول رص الصفوف وتوحيد العمل. لست آتيا لأي منصب ولا لشيء.. نحن نحاول وقف المجازر اليومية المرتكبة بحق شعبنا.. هناك من يحاول إيجاد شرخ طائفي، كما حصل عند اغتيال الكاهن المسيحي في حماه، وأنا أجزم بأن النظام هو من اغتاله بعد مراقبة دقيقة.
* ما الدافع؟
- لقد كان يحاول تجنيد أبناء البلدة مع الشبيحة لقمع الانتفاضة.. لكن أحدا لم يقبل منهم.