منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

8 الصفحات V  « < 5 6 7 8 >  
Reply to this topicStart new topic
> المختار من رسائل المجموعات البريدية التي أنصفت قضايا الأمة
طالب عوض الله
المشاركة Mar 5 2012, 03:17 PM
مشاركة #121


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



إشكاليات الحكومات الملتحية
حــســن الــحــسـن
hasan.alhasan@gmail.com
في ظل اكتساح بعض الحركات الإسلامية للانتخابات الجارية في عدد من الأقطار العربية، ينتقل المشروع الإسلامي الذي تتبناه هذه الحركات إلى مرحلة الاحتكاك الجدي بالسلطة من موقع مباشرة الحكم ولو شكلياً، ما يضع المشروع الذي يرفع شعار «الإسلام هو الحل» على المحك أمام الجماهير التي تتطلع بشغف إلى نظام قائم على العدل والحق المستمد من أحكام الشرع الحنيف.
إلا أن أكبر تحدٍ يواجه هذه الحركات يكمن في خوضها هذه التجربة في إطار المشروع الديمقراطي المدني الوطني التعددي بغطاء دولي، بدل مشروع الخلافة ووحدة الأمة وحاكمية الشريعة والمفاصلة مع النفوذ الاستعماري الثقافي والسياسي والاقتصادي. مما يعني أن نجاح التجربة أو فشلها سيؤدي بالنتيجة إلى تكريس نظام رفضوه وحاربوه واعتبروه نقيضاً للمشروع الإسلامي الأصيل.
فقد ارتضت هذه الحركات الانخراط الفاعل في الواقع القائم على علاته، والذي تتحكم فيه قوى محلية ودولية مناوئة للإسلام كنظام بديل للنظام الرأسمالي. وأشاعت بين الجماهير استناد مشروعهم إلى رؤية تعتمد الإصلاح الجزئي على طريق الإصلاح الكلي في منهج لين متدرج، يتجنب الصدام مع المجتمع أو القوى المؤثرة فيه، ويتخفف من أحمال النصوص الشرعية بتأويلها عند الحاجة من خلال التقريب بين الواقع والنصوص مسايرة للظروف فيما عرف بفقه الواقع.
وتبنى هذا التيار، الملقب بــ «الوسطي والإصلاحي والواقعي والمرحلي والمتدرج والمعتدل» عملياً فلسفة «الحكومة الملتحية»، تلك التي أسس لها وزير الأوقاف المغربي الأسبق الدكتور عبد الكريم المدغري، الذي يعتبر إيجاد الحكومة الإسلامية الشكلية ضرورة مرحلية للوصول إلى الحل الإٍسلامي الشامل، مقراً بأن الحكومة الملتحية «لن تتعدى تدبير المال والاقتصاد في بنيته وشروطه الحالية، وتوجيهاته الرأسمالية الليبرالية، وتعليمات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وتركيبة الاقتصاد الربوي... وأنها لن يكون لها من الإسلام إلا اللحية بحكم الضرورة وما تفرضه الأوضاع الداخلية والخارجية.»
فغاية الحكومة الملتحية تقديم مشروعها من خلال شعارات إسلامية، ومن خلال التزام أصحابها بالهدي الظاهر كإطلاق اللحى للتدليل على عمق التوجه نحو الالتزام بأحكام الشريعة، مقتصرين عند الشكل في مرحلة انتقالية تهيئ المجتمع للوصول إلى مجتمع إسلامي شامل. ولذا لا داعي إلى “التشدد” في تطبيق الحدود أو حظر الربا أو منع السواح من ممارسة أنشطتهم المعتادة في الملاهي والشواطئ والمقاهي، ناهيك عما يقتضيه الإسلام من أحكام ومواقف تجاه تحرير فلسطين وأهلها وتجاه إلغاء الاتفاقيات الباطلة المعقودة مع الكيان الغاصب لها أو طرد النفوذ الغربي من بلاد المسلمين. فالقيام ببعض ذلك فضلاً عنه كله سيستجلب تحرك القوى المناوئة للحل الإسلامي الشامل داخلياً وخارجياً، وهو ما لا يمكن تحمل عواقبه بحسب تقديرهم.
يبدو مشروع “الحكومة الملتحية” مغرياً لأول وهلة، سيما مع تعسر جهود أصحاب مشروع التغيير الجذري الشامل في تحقيقه. إلا أن ثمة عوائق جوهرية تعترض السير فيه فضلاً عن تسويقه يمكن تلخيصها بما يلي:
أ - يتناقض هذا المشروع من حيث المبدأ مع ما استقر من مسلمات في عقول وقلوب أبناء الأمة من منهج الرسول صلى الله عليه وسلم الرافض كل عروض المساومة على الدين، كله أو جزء منه لقاء السلطة والجاه والثروة، حتى في أشد أوقات المحنة والاستضعاف للفئة المؤمنة. فقبول المساومة في القضايا المصيرية، كإلغاء تحكيم الشريعة، والقبول باتفاقية كامب ديفيد، والتعاطي بالربا، والسماح بالسياحة الفاضحة، يؤدي إلى تشتت الناس وتساؤلهم عن أسباب لوم الأنظمة السابقة إذن، كما يجعل الإسلام الذي كانوا يدعون إليه الناس قبل وصولهم للسلطة غيره الآن، مما يوقع هؤلاء بتناقضات تطعن بمصداقيتهم.
ب - إن تسليم أصحاب فكرة الحكومة الملتحية بمعطيات الواقع كأساس للبناء عليه يوصد أبواب العلاج الصحيح للمشكلات التي تعاني منها مجتمعاتنا وبلادنا، إذ إنها مترابطة بشكل عضوي، اقتصادياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً. وهكذا فإن التعاطي مع المشاكل التي تجابهها ليبيا أو تونس أو اليمن مثلاً، من خلال منظور وطني ضيق يؤدي بطبيعة الحال إلى قصور في إيجاد العلاج لكثير من المشاكل، ويؤدي بالتالي إلى الاعتماد على المعونات والخبرات الأجنبية التي ترعاها القوى الاستعمارية الطامعة، تلك المعونات التي ترهن البلاد والعباد لصالح مانحيها.
ج - لقد ثبت فشل نموذج الحكومة الملتحية فعلاً عند تطبيقه سواء في إيران أو السودان. فتحولت الأولى إلى دولة قومية طائفية تعج بالمشاكل، وتمثل نموذجاً منفراً، يسير بشكل مضطرد نحو انفجار داخلي يكاد يغير معادلة الملالي القائمة برمتها. وأما السودان فقد انشطر قسمين، وزادت معاناته وكثرت ويلاته، وبات في مهب الريح، وتم تحميل كافة تلك المآسي للمشروع الإسلامي السوداني، الذي باتت تدور حوله العديد من علامات الاستفهام.
د - يؤدي نموذج “الحكومة الملتحية” إلى تضييع الإسلام كنظام حكم، وإلى ضرب مصداقيته وهز الثقة فيه، حيث يصبح مجرد وجود حاكم ملتح أو متدين أو مرتبط بتنظيم إسلامي، يقتضي لدى الرأي العام لزوماً اعتبار تلك الحكومة إسلامية. وبالتالي يتم تحميل المشروع الإسلامي وزر أخطاء الأشخاص وقصور النظم الوضعية المطبقة رغم عدم علاقتها بالإسلام أصلاً.
هـ - إن اعتبار الحكومة الملتحية مقدمة مرحلية لتطبيق الإسلام لاحقاً بشكل كامل هو مجرد وهم يعيه كل من له أدنى إلمام بماهية المجتمعات وكيفية تغييرها وإحداث نهضة فيها. وبالتالي فإن فشل هذه الحكومات سيمنح الذريعة لكل مغرض وطاعن بالإسلام اعتبار أن “الإسلام هو الحل” مجرد شعار لا حاجة للذهاب به بعيداً بحجة أنه قد تم تجريبه فعلاً وثبت فشله، وبأنه أعجز من أن يعالج المشكلات القائمة في عالم مترابط ومعقد.
وـ إن منطق إلغاء التحاكم للشريعة بذريعة الوصول للحكم بها لاحقاً يتعارض بشكل واضح مع الشريعة ذاتها التي حذرت من الانحراف البسيط فما بالك بإلغاء التحاكم إليها أصلاً، وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ]كقوله تعالى أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ . ولقد أوجب[بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ الإسلام على الأمة الخروج على الحاكم الذي ينحرف عن الإسلام في جزء منه ناهيك عن إقصائه كله.
زـ إن اعتماد الحكومة الملتحية كنموذج يفضي عملياً إلى صرف الأمة بعيداً عن المثال المطلوب، فإحلال إسلام شكلي يهدئ من غليان الأمة وينفس رغباتها ويفقدها حماستها، ويوهمها بأن هذا هو جل ما يمكن أن يقدمه الإسلام، ما يعني التحايل على مشاعر الناس مع استمرار النظم الوضعية كما هي بثوب إسلامي، ناهيك عن احتمال ارتداده إلى الصورة العلمانية الصرفة لاحقاً بذريعة إخفاق المشروع الإسلامي.
ح - عادة ما تصبح المشاريع السياسية المؤقتة مشاريع دائمة، فضغوط الواقع والانتقال بين التجارب يولد قناعات جديدة لدى المنخرطين فيها، سيما أنهم يريدون معالجة مشاكل لا يمكن حلها بشكل صحيح مع وجود القوانين والأنظمة القائمة. فالارتباط بالمشاريع المؤقتة والحلول الهجينة يولد معايير براغماتية تعتبر التطلع لتحقيق المثال ضرباً من خيال لا داعي له. مثلاً، تجربة أردوغان في تركيا أصبحت في حد ذاتها مضرباً للمثل ونموذجاً يحتذى لدى أتباع هذا التيار، مع أنه بات هو نفسه يدعو أقرانه في مصر وليبيا وتونس إلى قبول العلمانية واعتبارها النموذج المطلوب، فيما كانت تُروج أصلاً كمجرد مقدمة لإقامة “حكومة محجبة” على طريق استعادة الخلافة الراشدة. كذلك تجربة المنظمات الفلسطينية التي رضيت بدولة على جزء من فلسطين كمرحلة انتقالية على طريق التحرير الكامل، وإذا بها تتحول إلى حل نهائي يُحارب كل من يقف ضده.
ط - إن السير في هذا المشروع يعني ضمناً إثبات نظرية الغرب بأن حضارته قد انتصرت عملياً، وبأن أي نظام آخر بما فيها الإسلام لا يستطيع أن يعيش في العصر الحديث إلا من من خلال استلهامه أسباب الحياة من النظام الغربي. فهل هذا صحيح!؟ وهل هذا هو ما يطمح إليه رواد التيار الإصلاحي الواقعي المعتدل؟
ي - أخيراً وليس آخراً، إن المنهج الإصلاحي التدريجي المرحلي قد يتناسب بنظر القائلين به مع مرحلة ما قبل الثورات، إذ كان يمكن اعتباره بالمنطق السائد حينها خطوة متقدمة في ظل انسداد أفق التغيير، سواء بسبب القبضة الأمنية الحديدية أو بسبب خمول المجتمع واستسلامه للأنظمة الجائرة. أما وأن الشعوب قد كسرت قيدها وتمردت على واقعها وثارت على طغاتها وبدأت تمارس اختيارها الحر لممثليها وحكامها، بعد أن دفعت ثمناً غالياً لذلك، عندها يصبح هذا المنهج متخلفاً عن الواقع نفسه، ناهيك عن أنه يكبل إرادة الشعوب بقيود لا معنى لها، فيكتم تطلعاتها ويعرقل طموحاتها بمعايير ومفاهيم انتهت صلاحيتها. ولذلك فإن الأمانة تقتضي من هؤلاء أن يفوا بما اختارتهم الشعوب من أجله، فتحكيم الشريعة وتحرير فلسطين وإزالة الحدود الوهمية وإلغاء حالة التبعية للغرب اقتصادياً وأمنياً وسياسياً وثقافياً هو التزام أساسي بمدلول شعار “الإسلام هو الحل” الذي دفع الناس لتأييدهم وتفضيلهم على من سواهم، وإن عدم التزام هذه القضايا يحول هذا الشعار إلى مجرد وسيلة rللوصول إلى السلطة لا أقل ولا أكثر.
مجلة الوعي العدد 302، السنة السادسة والعشرون ، ربيع الأول 1433هـ ، شباط 2012م



--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 5 2012, 03:26 PM
مشاركة #122


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



فلسطين في زمن الثورات في البلاد العربية
الدكتور ماهر الجعبري
يسلط هذا المقال الضوء على قضية فلسطين في سياق الثورات القائمة بعد التمهيد بلمحة تاريخية موجزة تلخّص وضع القضية، ومن ثم يصل إلى الموقف الحالي والعمل المطلوب.
أصل القضية
من المعلوم تاريخياً أن قضية فلسطين بدأت بتآمر بريطانيا منذ إصدارها وعد بلفور، وتشجيعها وتسهيلها لهجرة يهود إلى فلسطين، وذلك من أجل أن تحقق رؤيتها المتمثلة في دولة علمانية ديمقراطية في فلسطين للعرب واليهود، والتي كان يعبر عنها القذافي بطرفة «إسراطين». ثم دخلت أميركا على خط القضية منذ منتصف القرن الماضي، وأعلنت عن رؤيتها بعد اجتماع ممثليها الدبلوماسيين في الشرق الأوسط في إسطنبول عام 1950م بإيجاد دولة عربية وأخرى يهودية، وقررت أن تتفرد بمعالجة القضايا الساخنة، وبدأت أميركا تحث هيئة الأمم المتحدة على تنفيذ مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين، ومن ثم عمل عبد الناصر في مصر على تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق هذا الغرض.
وظل حل الدولتين رؤية أميركية راسخة، وتوالت محاولات رؤساء أميركا لإخراجه، تحت وقع رفض المسلمين للاعتراف بكيان يهود، وفي أجواء صراع الإرادات بين أميركا وبريطانيا (إبّان قوة تأثير الأخيرة في الساحة الدولية)، إلى أن هيمنت أميركا على الموقف الدولي بعد حرب الخليج الثانية في ظل إدارة بوش الأب، وبالتالي هيمنت رؤيتها لحل القضية، ومن ثم تشكلت اللجنة الرباعية الدولية على أساس هذا الحل، وأعادت الفصائل الفلسطينية تشكيل أدبياتها على أساسه، ودخلت حركات المقاومة الإسلامية والعلمانية ضمن لعبة العلاقات الدولية المنضبطة بهذا الإيقاع الأميركي، وصار الحديث عن العملية السلمية وعن دولة فلسطينية في حدود 67 مجاورة لدولة (إسرائيل) أمراً طبيعياً في الإعلام العربي والفلسطيني وفي الخطاب «الوطني»، العلماني منه «والإسلامي».
الوضع الدولي الحالي
لم يكن لقضية فلسطين أن تحظى بأولوية في السياسة الأميركية في ظل الملفات الحرجة التي تتعاطى معها الإدارة الأميركية (الأزمة الاقتصادية العالمية، أفغانستان والعراق، تحرك أوروبا والصين وروسيا لمنافسة أميركا في قضايا مختلفة، ثورات العرب إلخ)، ومع ذلك ظلت أميركا تتفاعل معها في مظاهر حراك سياسي حول القضية في حدود مصلحتين، الأولى: كي تحافظ على الإمساك بأوراق اللعبة كاملة، فتقطع الطريق أمام أي قوة دولية أخرى بأن تنازعها في هذا التفرد بأوراق الحل، ولذلك ظل مؤتمر موسكو الذي حاولت روسيا عقده متعثراً، وقَبِل الاتحاد الأوروبي بالاقتصار على تمويل السلطة الفلسطينية، في انتظار التحرك الأميركي. والثانية: من أجل ترقيع الصورة المهشمة لأميركا في ذهنية الأمة الإسلامية، وتلك الصورة الهابطة، مضاف إليها مشاهد الدعم والتأييد الدائم من قبل أميركا لدولة الاحتلال اليهودي، تلك الصورة التي ظلت مصدر إلهام لتحرك الأمة الإسلامية نحو التغيير الجذري والتحرر من هيمنة أميركا. ولذلك أوصت العديد من الدراسات الاستراتيجية بالسعي لإنجاز حل الدولتين، لعل أميركا حينها تستعيد شيئاً من معاني الحضور المعنوي كقوة عادلة ومتوازنة بين طرفي الصراع حول فلسطين (كما جاء مثلاً ضمن دراسة زينو باران الصادرة عن مركز نيكسون في واشنطن عام 2004م تحت عنوان :Hizb ut Tahrir- Islam›s Political Insurgency)، ولذلك خاطب السفير الأميركي السابق في دولة الاحتلال اليهودي مارتن أنديك في تصريحات له كيان يهود بالقول، “إذا كنتم تحتاجون الولايات المتحدة، فإن عليكم في هذه الحالة أن تأخذوا المصالح الأميركية في الاعتبار”. (نشرتها جريدة القدس بتاريخ 21/4/2010م)
وبالطبع لم يجد كيان يهود حاجة ملحة للتصالح مع أنظمة عربية منبطحة تماماً ولا يصدر عنها إلا مبادرات مفاوضات وتطبيع، وخصوصاً بعد أن تم احتواء فصائل المقاومة في سلطة تجد نفسها منشغلة في تأمين الخدمات للناس من خلال استجداء التمويل الغربي، مع الاستجابة لأجندات ذلك التمويل. واستمر تعنت دولة الاحتلال اليهودي وبشكل صلف، حتى ذهب وزير الخارجية المتغطرس ليبرمان بقوله إن السلام هو مجرد “وهم”. وهكذا ظلت إدارة أوباما غير مستعدة للضغط الكافي على دولة الاحتلال اليهودي من أجل حسم الحل حتى الآن، فلجأت للموازنة بين التحديات التي تواجهها والمصالح الاستراتيجية التي تتطلع لتحقيقها، واختارت منهجية إدارة الأزمة في ظل تلك المعطيات، ولم تتقدم عملياً نحو الإنجاز تحت وقع ترتيب الأولويات.
الوضع الفلسطيني
بعد انشطار السلطة إلى سلطتين، وتورط حماس في «وحل» السلطة والتزاماتها، عاش الإعلام الفلسطيني حالة من الاستقطاب وصلت انعكاساتها إلى تفاصيل حياة الناس بما فيها ترتيبات فريضة الحج في خريف 2008م، وظن البعض أنه استقطاب على أساس حالة جهادية وأخرى تفاوضية، أو بين مشروع مقاومة ومشروع مساومة، بينما ظلت كلتا السلطتين في الواقع أسيرة الحلول الدولية، وتمحورت الرؤية لديهما على أساس مشروع حل الدولتين التي تنادي به أميركا. كما اختفت أعمال المقاومة في الضفة الغربية فيما اقتصرت على ردود الفعل في غزة وضمن سقف محدود للغاية.
ومع سيلان الدماء على أيدي الفصائل الفلسطينية، حصل شرخ فيما بينها وانكسر البلور الثوري، كما عبر بعض الإعلاميين الفلسطينيين، وتمخضت عن مرحلة الصراع الدموي بين فتح وحماس حالة من القمع الأمني لدى السلطتين، كانت بالطبع أشد وأقسى لدى سلطة فتح، حيث أشرف على تدريب أجهزتها الأمنية الجنرال الأميركي دايتون، الذي وقف خطيباً في واشنطن في 7/5/2009م يشرح مشروعه الأمني في فلسطين، ويبين دوره التنسيقيّ الناجح ما بين أجهزة الأمن، ويُرسّخ ترويض الجيل الفلسطيني الأمني الجديد بقوله «ما فعلناه هو بناء رجال جدد»، وهو يقتبس كلمات ضابط فلسطيني كبير يخاطب أفراد الأجهزة الجدد في حفل تخريج أمني: «لم تأتوا إلى هنا لتتعلموا كيف تقاتلون إسرائيل». ويعقّب دايتون بقوله «ويا له من تغيّر، وأنا لا أتباهى بهذا، فقد جعل هذا التغيّر ضبّاطاً في الجيش الإسرائيلي يسألونني في أغلب الأحيان: كم من هؤلاء الرجال الجدد تستطيع أن تصنع؟»
ومع نهاية العام 2008م، تصاعد الجدل بين الفصائل الوطنية في فلسطين حول قدسية منظمة التحرير الفلسطينية في سياق من يمثّل الشعب الفلسطيني: فبينما اقترح البعض إيجاد مرجعية بديلة عنها، أصرّ البعض الآخر على أن المنظمة هي الإطار الجامع للقضية الفلسطينية. واستمرت التجاذبات الفصائلية حولها في كل محاولة لتحريك ما سمي ملف المصالحة. كما استمرت الصراعات بين غزة والضفة الغربية حول «الحكومة الشرعية» ورئيسها، بل وطفت بين الحين والآخر صراعات داخلية في الضفة الغربية على كعكة حكومة رام الله.
وفيما استمرت «جعجعة» الحوار الوطني الفلسطيني دون طحن، تشكلت حكومة يهودية أوضح عداء وأكثر صداماً، بل وأعلن قادة الدولة اليهودية بشكل استفزازي عن خطط لضرب إيران لمنعهم من امتلاك القوة النووية، وظلت أحلام أو أوهام القيادات الفلسطينية تصطدم بإجراءات عدائية من قبل الاحتلال الذي لم يقم وزناً حتى لتلك القيادات التي سارت معه لتحقيق مصالحه الأمنية.
وظلت حكومة سلام فياض مستمرة في تنفيذ رؤيتها لإقامة مشروع الدولة الفلسطينية التي لا تتجاوز بحال مشروع بلدية كبيرة الحجم لتقديم الخدمات، وانشغلت في محاولات «البناء المؤسسي» الذي استشرى فيه الفساد، وفي تنظيم الجباية الضرائبية لتحقيق الديمومة المالية مع توقع تراجع فرص التمويل مستقبلاً، وذلك بموازاة تطوير وتمكين الأجهزة الأمنية من أداء دورها. وانشغلت ساحة الضفة الغربية بأعمال إعلامية سطحية من مثل انطلاق الاحتفال بالقدس عاصمة الثقافة وذلك في آذار 2009م، مع ما تضمن من نشاطات تطبيعية، ومن ثم باشرت السلطة ومن يدور في فلكها من الفصائل والشخصيات السياسية والعامة مجموعة من النشاطات التي استهدفت التأثير على وعي الناس ومخزونها الثقافي وقناعاتها، من مثل مسابقات ملكة جمال فلسطين ومباريات كرة القدم النسائية.
وقد حظي فياض (ومشروعه المتمثل في دولة البلدية الكبيرة) بدعم إعلامي عالمي حيث رصدته مجلة التايمز الأميركية من ضمن الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، كما نشرت صحيفة الحياة يوم 1/5/2010م. ونقلت المجلة الأميركية عن توني بلير قوله إن فياض «عمل خلال السنوات الثلاث الـماضية على تقوية الـمؤسسات الحكومية الفلسطينية وأجهزة الأمن، على رغم الصعاب والـمعوقات السياسية، الأمر الذي لاقى الترحيب والتقدير في أوساط الرأي العام”.
ثورات العرب وتغير الموازين
في ظل الأجواء التي تجلّى فيها انبطاح الفصائل الفلسطينية أمام مشروع حل الدولتين، ووقف أعمال المقاومة الفعلية، والتغوّل الأمني الذي كان أشد فظاعة لدى سلطة رام الله، وجمود المشهد السياسي مع انشغال أميركا وصلف قادة يهود وعجز الأنظمة العربية، ومع تكرر محاولات تمرير برنامج سياسي تفاوضي تحت مسمّى المصالحة، وتعثرّها أمام ملفات المنظمة والانتخابات والحكومة والملف الأمني.
في ظل هذه الأجواء فاجأت الأمة الجميع بثورات متعاقبة، فتغيرت تلك الأجواء التي كانت تطمح إلى مبادرة أميركية جديدة. فقد جمدت أميركا الأوضاع بخصوص هذه القضية عند الحالة التي آلت إليها، بانتظار ما يمكن أن تسفر عنه الأحداث في المنطقة ككل. كما وجدت الفصائل الفلسطينية نفسها أمام وقائع جديدة، فحركة فتح وسلطتها في رام الله فقدت أحد دعاماتها بعد سقوط نظام مبارك ورحيل عمرو سليمان عن مسرح القضية. أما حركة حماس، فهي من جهة تحس بنشوة إثر تمخّض الانتخابات في كل من تونس ومصر عن فوز لحركات في «عمقها التنظيمي»، شمل حركة النهضة في تونس وحزب الحرية والعدالة الذي أسسه الإخوان في مصر، ولكنّ حماس من جهة أخرى تعاني من أزمة إلى حد ما أمام موقفها المضطرب والمهزوز من الثورة السورية.
ويبدو أن هذه الأجواء قد دفعت الأطراف الفصائلية المختلفة إلى التغاضي عما تسببت به من آلام ومحن لهذا الشعب وهذه القضية، فبادرت إلى لملمة الأوضاع ولم شمل الأطراف في إطار منظمة التحرير، سيما أن المشروع السياسي الاستراتيجي لهذه الجماعات لا يتجاوز سقف المشروع الأميركي بإقامة دولتين لشعبين على أرض فلسطين. ولذلك طفا الحديث عن انضواء مختلف التيارات بما فيها حماس والجهاد في إطار المنظمة لإعادة بث الروح في جسد المنظمة الميتة. وبعد عام على الثورات بات الموقف السياسي فيما يتعلق بقضية فلسطين يتميز بالمعالم التالية:
على الصعيد الدولي: لا زالت أوراق قضية فلسطين مبعثرة على طاولة أميركا تغطّيها حزمة من الملفات الدولية العديدة، وقد تمخضت محاولات تحريك الملف من خلال المعركة الدينكيشوتية التي خاضها رئيس السلطة الفلسطينية في الأمم المتحدة عن سراب. وبالطبع فإن دخول أميركا هذا العام في حالة البطة العرجاء في أجواء الانتخابات سيؤكد جمود المشهد الفلسطيني على حاله بلا تغيّر ملموس على الساحة الدولية، وخصوصاً أن كافة الملفات الحرجة التي تقض مضجع أميركا لا زالت مفتوحة. وليس متوقعاً أن تنجح أوروبا في استعادة بعض أوراق القضية، وخصوصا أن أوراق الربيع العربي أكثر إلحاحاً، وهي ساحة أهم للصراع الأميركي-الأوروبي على المصالح.
على الصعيد العربي والإقليمي: لم تتمخض الثورات حتى الساعة عن تغيير جوهري في المعادلة، وفي العلاقة مع الاحتلال من قبل دول الطوق، بل تم التأكيد على جميع الاتفاقيات المخجلة مع هذا الكيان الغاصب. ولا يغير من هذا كثيراً اقتحام سفارة يهود في القاهرة و الاحتجاجات أمام سفارتهم في عمان وتفجير أنابيب الغاز المصرية لـ(إسرائيل). كما استمر الصمت على جرائم الاحتلال من قبل المجلس العسكري المصري. وتحرك ملك الأردن مجددًا لبث الروح في العملية التفاوضية فجمع الأطراف الفلسطينية و(الإسرائيلية) مع ممثل الرباعية في عمان، في مشهد أجوف لا طائل منه.
المفارقة المفجعة تمثلت في موقف الحركات الإسلامية التي قبلت نهج مغازلة الغرب وطمأنته على مصالحه والإقرار بهذا الكيان المسخ (على نحو أو آخر) وباحترام الاتفاقيات الموقعة معه. فلم تستثمر هذه الحركات ثورات الأمة وفوزها بالانتخابات من أجل إعادة صياغة العلاقة مع اليهود على أساس أنها حالة حرب مع محتل ترفض الأمة وجوده، ولا تعترف الأمة بقضية متعلقة بحدوده، بل تكررت التطمينات من رموز الحركات الإسلامية في مصر حول التزام اتفاقية كامب دافيد، مما أضفى نوعاً من الطمأنينة لدى قادة الاحتلال اليهودي حول المستقبل المنظور للنظام السياسي الجديد في مصر. أما سوريا فتبقى المفصل الساخن الذي قد يقلب الطاولة، وأفصحت قيادات يهود عن تخوفاتها في سوريا كما جاء على لسان إيهود باراك، مما يفضح بالطبع منطق الممانعة في سوريا.
على صعيد الفصائل الفلسطينية: بدل أن تشعل ثورات العرب الأعمال الجهادية، وبدل أن تدعو قادة الفصائل الثائرين أن يُحمّلوا الأنظمة المتمخضة عن الثورة مسئولياتها لتحرير فلسطين، تمخضت المقاومة عند فتح وحماس وغيرها من الفصائل عن المقاومة الشعبية السلمية، التي تصاعد الحديث عنها بعد لقاء عباس-مشعل الأخير في القاهرة. وظلّت الفصائل الفلسطينية تنتهج أسلوب طبخ الحجارة في قدر ماء، لا يسمن ولا يغني من جوع، وهي تحرّك مشاهد سخيفة تحت نفس العنوان «المصالحة»، وتشغل الناس بملفات ترتيب الشأن الداخلي من انتخابات وحكومة ومنظمة دون جديد على الساحة الدولية، ودون وعي على ما آلت إليه أجواء الأمة بعد الثورة.
وهكذا تبقى قضية فلسطين -فصائلياً- محشورة ضمن أنفاق الحوار الفلسطيني، وضمن ملفات القاهرة السابقة من تشكيل لجان وحديث عن «المنظمة» و»الحكومة» و»الأجهزة الأمنية» «والانتخابات». وتبقى أزمة تشكيل حكومة جديدة قائمة في ظل استمرار التجاذبات وتضارب المصالح الشخصية والحزبية، وفي ظل عقلية المحاصصة وعقلية «قبض أثمان» النضال، واسترداد فواتير الشهداء الذين سقطوا وهم يقاومون الاحتلال اليهودي.
أخيراً فإنه يجدر القول بأنّ المطلوب من الجميع اليوم هو دعم الثورات التي تطيح بالأنظمة العربية (وهي التي وقفت تحمي كيان يهود طويلاً)، ومن ثم ربط قضية فلسطين بالأمة وبكيانها المرتقب على أنقاض الأنظمة، الذي سيحرر الجيوش من هيمنة الحكام لكي تتحرك لواجبها الجهادي فتقضي على الكيان اليهودي بقوة العسكر، لا أن تحاصره بألاعيب السياسة لاسترداد أقل من 18 بالمئة منه، ساعتها يكون العمل مجدياً وشرعياً ويثيب الله عليه، ولا يكون تجديفاً باطلاً في مراكب rالدول الاستعمارية الكبرى.
منقول عن : مجلة الوعي: العدد 302، السنة السادسة والعشرون ، ربيع الأول 1433هـ ، شباط 2012م


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 6 2012, 02:09 PM
مشاركة #123


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



صحيفة:
حان الوقت لمهاجمة إيران؟

http://www.aljazeera.net/news/pages/078d0a...?GoogleStatID=9


- تعليق: الجواب ما أقرت به الكاتبة في نهابة المقال: "وأخيرا هناك اتفاق بأن العقوبات التعجيزية هي الطريقة المؤثرة في سلوك إيران" -

قد يكون هناك اتفاق أكبر بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول كيفية معالجة المسألة الإيرانية، كما يشير بعض المراقبين. هكذا استهلت كريستيان ساينس مونيتور مقالها ردا على التساؤل الذي طرحته في البداية: هل حان الوقت لمهاجمة إيران؟ وقالت الصحيفة إن قمة أوباما-نتنياهو يمكن أن تخرج بقرار حاسم.

وأشارت إلى أن أوباما يرحب بنتنياهو في البيت الأبيض اليوم، بينما يرجح أن يجري الرجلين أهم المباحثات، وأهميتها تكمن في أن الموضوع الذي سيهيمن على النقاش هو إيران.
وقالت الصحيفة إن اللقاء يمكن أن يحدد ما إذا ستكون هناك ضربة عسكرية على منشآت إيران النووية في وقت ما قبل الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
والموضوعات ذات الأولوية الكبيرة ستشمل الوقت اللازم للعقوبات التعجيزية التي تقول أميركا وإسرائيل إنهما ما زالتا تأملان أن بإمكانهما إقناع إيران بتغيير مسارها بشأن طموحاتها النووية، والمرتقب والمتوقع من المباحثات الدولية مع الإيرانيين والتي يتوقع استئنافها الشهر القادم، وكذلك الخطوط الحمراء لكل زعيم والتي إذا ما تُخطيت فإنها ستؤدي إلى عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت الصحيفة إلى قول بعض الخبراء بأن العلاقة بين أوباما ونتنياهو أقل توترا في الواقع مما توحي به البداهة التقليدية، ويقول بعض آخر إن هذه التوترات بينهما حول إيران ليس لها كثير علاقة بالشخصية، وإنما لها علاقة أكبر بالتقييمات المختلفة على كل جانب فيما يتعلق بتوقيت الاضطرار إلى وقف إيران عسكريا. كما أن إسرائيل من المحتمل أن تشعر بحاجة إلى التحرك أسرع من أميركا.
وفي هذا يقول دينس روس -وهو المبعوث الأميركي لفترة طويلة في الشرق الأوسط- إن الأمر مسألة جدول زمني. وهذا الجدول الزمني له علاقة أقل بمكان البرنامج النووي الإيراني، وعلاقة أكبر بالنقطة التي عندها تفقد إسرائيل القدرة على العمل العسكري.
واختلاف آخر هو كيفية فهم الحكومتين للتهديد الإيراني، فبالنسبة لإسرائيل وجود إيران نووية سيشكل تهديدا وجوديا، بما أن بعض القادة الإيرانيين دعوا إلى إزالة إسرائيل من الوجود، وبما أن إيران تمتلك الآن صواريخ يمكن أن تصل إلى إسرائيل.
أما بالنسبة لإدارة أوباما فإن التهديد الرئيسي من إيران نووية سيكون في كيفية ضمانها مجيء شرق أوسط نووي، وهو ما سيزيد بدرجة كبيرة احتمال وقوع حرب نووية.
ويقول روس الذي يعمل حاليا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إن خبرته الأخيرة في الإدارة الأميركية تشير إلى وجود اتفاق أكبر بين الحكومتين حول كيفية التحرك بشأن إيران مما يشير إليه بعض المراقبين. فهناك ملامح مشتركة أساسية فيما يتعلق بالأهداف، بمعنى أن إيران ينبغي ألا يكون لديها أسلحة نووية، وهناك تقارب فيما يتعلق بأفضل الوسائل بأن هذا ينبغي أن يتم عبر وسائل دبلوماسية إذا أمكن ذلك. وأخيرا هناك اتفاق بأن العقوبات التعجيزية هي الطريقة المؤثرة في سلوك إيران.





--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 6 2012, 02:22 PM
مشاركة #124


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



بسم الله الرحمن الرحيم

سورية: الوحش والغابة والعصابة

عبد العزيز كحيل

يستحي المرء في هذه الأيام أن يكتب عن سورية العزيزة وهو يمسك بالقلم في غرفة دافئة ليدبّج مقالا ينتصر للثورة والأبرياء المضطهدين ويستنكر جرائم النظام البعثي الطائفي ، وماذا عساه ان يكتب وأحرار الشام يكتبون تاريخهم بالدم وهولا يملك سوى يراع عادي ، يقطر دما- نعم - ويعتصر صاحبه ألمًا، لكنّه في حال غير ما يعانيه الأحرار والجرائر والأطفال والعجائز في طول سورية وعرضها من حرب إبادة حقيقية تدور رحاها منذ عام كامل، لكني قرّرت ان أكتب كلمات هي جهد المقلّ ليعلم أحبّتي هناك وفي كلّ مكان أنّنا هنا في الجزائر نعايش ثورتهم وكأنها ثورتنا ،وتكاد صدورنا تنفجر من الغيظ من هول ما نرى ونسمع من جرائم الأسرة الحاكمة في دمشق الفيحاء، ونحن عاجزون عم مدّ يد العون لإطعام الجائعين الذين قُطعت عنهم المؤن والمصابين المحرومين من العلاج واليتامى الهائمين على وجوههم وإخواننا في الدين أو في الإنسانية المهجّرين قسرا من بيوتهم في عزّ الشتاء القارس، وليس لهم من ذنب سوى رغبتهم في الحرية واسترداد بلدهم من قبضة الأسرة الحاكمة باستبداد وظلم وفساد.
إنّنا نبصر وحشًا ضاريًا لا يعرف دينا ولا قيما ولا أخلاقا ولا عهودا ، تحوّل، مثل أبيه، إلى آلة للبطش والقتل ، يتصرّف وكانّه في غابة مستباحة لا تحكمها قوانين ولا شرائع ولا نُظُم، يجد فيها أعوانا على الظلم ، يساعدونه بوسائل شتّى على إركاع سورية بل تخريبها ليبقى هو وأسرتُه وحاشيته في السلطة، وما زال يسوّق خطابًا مفلسا مشحونا بذرائع مضحكة كالمؤامرة الكونية والمقاومة والممانعة والعصابات الإرهابية القليلة العدد التي تدخل بحرية من البرّ والبحر والجوّ ليلا ونهارًا رغم أن سورية واحدة من أكثر دول العالم خضوعا لنظام بوليسي مخابراتي يُحصي الأنفاس فضلا عن الحركات.
في هذه الغابة المحكومة بقانون الغاب وحده وبما هو أشدّ منه بشاعة، عصابةّ تحيط بالوحش الدموي المفترس، تزيّن له جرمَه وتطاوعُه على إبادة الشعب المسالم المظلوم، وتسوّغ له القمع الدموي المنقطع النظير بذرائع الطائفية حينا، والمصلحية حينًا آخر، والدين أيضا في أحيان أخرى، وهذا أشدّ ما في الأمر، لأنّ المسلمين ينتظرون من عالم الدين أن يجهر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويرفع صوته بالنكير على القويّ المعتدي والحاكم الظالم ،ويصطفّ مع الأمّة ومطالبها وآلامها وآمالها كما هو شأن العلماء العاملين الذي يدرّس سيرتهم في المساجد ويؤلّف فيها الكتب، فإذا تخلّى عن واجب الصدع بكلمة الحقّ ونصرة المظلومين وزجّ بنفسه في مخطّط إحراق البلاد وغدا بوقا للنظام االفرعوني المستبدّ كان لذلك وقع شديد وأنذر – إلى جانب عوامل أخرى – بانتهاء عهد الكلمة ليحمل المضطهَدون السلاح مُكرَهين دفاعًا عن النفس ، ولن يسكت حينئذ السلاح إلاّ بسقوط الطاغية ونظامه.
وإنّما مازالت العصابة متجبّرة بسبب استنادها إلى قوى تدعّمها بدوافع شتّى، كالجامعة العربية التي تهتمّ لشأن النظام ولا تبصر معاناة الشعب، ومثل المجامع الشيعية التي تتحرّك لدواع طائفية صرفة، وقد فقَذ حزب الله بذلك ما كان له من مصداقية عند أهل السنة في جميع البلدان، وسقطت معه دعاوى المقاومة والممانعة، وتخلّى الرأي العام العربي والاسلامي عن دعم إيران سياسيًا أمام الضغوط الغربية، أمّا النظام الطائفي في العراق فقد نزع عنه ورقة التوت التي كان يحاول إخفاء سوءاته بها وانكشف اصطفافه الطائفي حتى للسذّج المغفّلين، ومع هؤلاء الفيتو الروسي والصيني الذي يضحّي – تماما مثل الفيتو الأمريكي الدائم بشأن فلسطين – بالمبادئ والحقوق والدماء من أجل المصالح، بل إن المراقب الحصيف يلحظ التلكؤ الغربي في الحالة السورية الذي لا يمكن تفسيره إلا كحفاظ على النظام البعثي لحماية الكيان الصهيوني والحيلولة دون وصول القوى الاسلامية والوطنية المخلصة إلى السلطة كما هو منتظر.
فماذا بقي للشعب السوري ؟ إنّه الله تعالى، الذي منّ عليه بالثورة المباركة كما فعل من قبل مع تونس ومصر وليبيا، والسوريون مؤمنون بوعد الله ونصره، ويكفي ملاحظة الشعارات التي يرفعونها للتأكّد من ذلك، رغم أنف أدونيس وغلاة العلمانيّين اللّادينيّين ، ولم يُثنهم تشييع جنائز أبنائهم يوميا طيلة عام كامل عن التظاهر والصمود ومواجهة آلة القتل الوحشية لأنّهم وصلوا إلى نقطة اللّاعودة، وكلّ توقّف لحراكهم يُعتَبر انتحارًا للشعب كلّه، ولا شكّ أن كثيرين من السوريين وممن يتألّمون لمصيبتهم يرون ان التدخّل الأجنبي لحماية الناس والبلاد – رغم علاّته وتبعاته المعروفة، ورغم التوجّس منه - أفضل من التقتيل الجماعي المتواصل للأبرياء، ولنا أن نتصوّر تطوّر الأحداث لو تمكّن الوحش والعصابة من التغلّب على الموقف واستردّ أنفاسَه ورمّم بناء النظام، لن تقتصر الخسارة حينذاك على سورية وحدها بل سيكون هناك تهديد مباشر للثورات العربية التي انتصرت وتلك التي تدفعُها التجربة السورية - عند نجاحها- بزخَم كبير وتُعجّل بها في أكثر من قُطر عربي ، ولعلّ هذا ما جعل أغلبية الأنظمة في المنطقة تتوجّس من الثورة السورية وتتآمر عليها في الخفاء والعلن وتمدّد عمر السلطة البعثية بأنواع من المُهَل والخطط والتصريحات الدبلوماسية النارية والباردة الخاوية من الأفعال والحركة.
إنّ الثورة السورية مدرسة متفرّدة ورائدة أعطت من الدروس والمواقف ما لا يوجد في غيرها، فقد جعل الله تعالى – وهو صاحب الفضل على الثورات العربية – محنة إخواننا في تونس ومصر قصيرة رغم موكب الشهداء والمصابين، وجلب لليبيّين عونًا خارجيًا كان ضروريا لتجنيد الشعب الأعزل إبادة محقّقة كان يتوعّده بها الطاغية المجنون ، أمّا سوريا فالعالم يتفرّج عليها وكأنّه يتلذّذ بدماء الأبرياء مادام النظام يحمي الكيان الصهيوني ويحفظ المصالح الجيوستراتيجية لأكثر من طرف، بل يعتبره البعض سياجا واقيا يمنع الاسلاميّين من اكتساح المنطقة كلّها عبر الديمقراطية التي يزعم الغرب ومعه القوميون المزيّفون انهم يقدّسونها، في هذه الظروف يجب إشعار الإخوة في الشام أنّ الجماهير العربية معهم، تعضدهم بالتظاهرات الضخمة والاعتصامات والضغط على الأنظمة المتخاذلة ، واظنّ أن العبء الأكبر يقع على البلاد التي نجحت فيها الثورة، ولقد تميّز الموقف في تونس وليبيا بالإيجابية، أمّا مصر فكان يُنتظَر منها أكثر ممّا رأينا، لكن يبدو أنّ هوى المجلس العسكري والحكومة القائمة ليس مع الثورة لا هنا ولا هناك ، ومع ذلك يُمكن للبرلمان أن يتّخذ خطوات أكبر لردع النظام السوري وتأييد الشعب، لكني أنتظر التحرّك الأقوى من جماعة الإخوان المسلمين، فالقضية السورية - كمسألة إسلامية وعربية وإنسانية ولأسباب أخرى معروفة – قضيتُها المباشرة، ومعركتها في سورية كمعركتها في مصر وفلسطين وغيرهما، والجماعة تستطيع أكثر من غيرها تعبئة الجهود وحشد الجماهير والتأثير في القرار السياسي و في الجوار الإقليمي بشكل يخدم الثورة في سورية ويقدّم الدعم المادّي والمعنوي للأهالي ويزيد من عزلك النظام الذي لا يجوز ان يُعطيه أيّ طرف مهما كان فرصة لالتقاط أنفاسه واستجماع قوّته فضلا عن البقاء وفق السناريو اليمني الذي بخس الشعب والثوار وخذلهم.
إنّ سورية إلى انتصار بإذن الله ، وستتعافى من جراحاتها وتمحو آثار النظام الطائفي الباغي، وليست المشكلة اليوم في السوريّين الأبطال ولكن فينا نحن العرب والمسلمين، فهل فعلنا – كشعوب – ما يجب علينا؟ وهل بذلنا ما ينبغي من جهد؟ ماذا سنقول غدًا لأسرة حمزة الخطيب وغيره من الفتيان والفتيات الأبرياء الذين حصدت أرواحَهم آلة القتل في غابة الوحش؟ لكن عزاءنا أن الوحش سيُهزم ويُقاد إلى المحاكم ليُسأل عن جرائمه ضدّ الانسانية، وذلك مصير عصابته من الأسرة الحاكمة والطائفة المتنفذة وحاشية السوء من " علماء " وإعلامييّن ونحوهم، ويومها لن تعود سورية غابة، بل تكون – كما عهدناها – جنّة فيحاء غنّاء، وستفرح حمص ودمشق وحماه ودرعا وحلب ودير الزور والزبداني وكلّ ربوع الشام.
" إنّ موعدهم الصبح ، أليس الصبح بقريب "
منقول عن : مجلة الزيتونة


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 7 2012, 01:36 PM
مشاركة #125


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



خبران من سوريا الشام حماها الله


.
نظام الأسد يجرد جنوده من القذائف الصاروخية خشية تمردهم
منشقون: الجيش يعتمد على القصف من خارج المدن
http://www.aawsat.com/details.asp?section=...p;issueno=12139
القاهرة: هيثم التابعي
قالت مصادر في مدينة حمص السورية لـ«الشرق الأوسط» أمس إن نظام الرئيس بشار الأسد أصبح يجرد جنوده من القذائف الصاروخية عند تقدمهم من المناطق المأهولة بالمدينة، خشية انشقاقهم، وإنه بات يعتمد على قصف عشوائي من خارج المدينة، وأفاد جنود منشقون حديثا من الجيش السوري النظامي التابع للأسد بأن السلطات قررت خفض تسليح جنودها في خطوط المواجهات مع الجيش السوري الحر قرب المدن الرئيسية ومنها حمص.

وأوضح الجنود أن الأسلحة الصاروخية الصغيرة وقذائف الـ«آر بي جي» (المضادة للدروع) تم سحبها من الجنود بشكل تام في المناطق التي تشهد مواجهات قرب المناطق المأهولة بالسكان، خاصة في حمص، خشية انشقاق الجنود أو وقوع الأسلحة بأيدي الجيش الحر. وقبل أربعة أيام انشق نحو 2500 جندي سوري في منطقة سراقب بمحافظة إدلب الحدودية في شمال سوريا، وأظهرت مقاطع الفيديو على موقع «يوتيوب» الجنود وهم يمسكون بأسلحتهم، ويرددون قسما خاصا بالولاء للثورة السورية في أحد أحياء إدلب وسط تشجيع المواطنين. وأوضح الجنود الذين انشقوا حديثا، وتحدثوا لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من مناطق متاخمة لمدينة حمص أمس، أن الأسلحة الخفيفة، ومنها القذائف الصاروخية، تم مصادرتها منهم فور الاقتراب من مدينة حمص قبل نحو 3 أسابيع، وأنهم تمركزوا على وحدات المدافع المرابطة خارج حمص بعد أن انضمت لهم راجمات الصواريخ وأسلحة ثقيلة أخرى مما استخدمت مؤخرا في حمص في محاولة لقمع الثورة التي تدخل شهرها الحادي عشر.
وقال الجنود، الذين انشقوا من منطقة القصير قرب مدينة حمص أثناء تبديل وحدات الجيش لمقاتليها ليلا، إن الجيش السوري أصبح أكثر اعتمادا على تكتيك مهاجمة المدن من الخارج، اعتمادا على الأسلحة الثقيلة بالمدافع وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات من على بعد يصل إلى 30 كلم، حتى يتجنب أي مواجهات مع الجيش السوري الحر، وبالتالي السماح للجنود النظاميين بالانشقاق. ولفت الجنود، الذين رفضوا الإفصاح عن أسمائهم خشية تعرف السلطات على أسرهم والتنكيل بها، إلى أن الجيش السوري النظامي لا يقابل بترحاب في أي مكان؛ عكس ما كان يحدث في بداية الثورة حين كان الأهالي يمدونهم بالطعام والشراب، وهو ما قالوا إنه لم يعد يحدث على الإطلاق. ويعتمد الجيش السوري الحر في قتاله مع الجيش النظامي على أسلوب الكر والفر، وهو ما يتضمن سرعة الحركة والانقضاض الخاطف على وحدات الجيش السوري النظامي باستخدام أسلحة صاروخية خفيفة، وقذائف الـ«آر بي جي» التي تستخدم لإعطاب الآليات العسكرية خاصة الدبابات. ويقول مراقبون إن نظام الأسد يخشى من انشقاق الجنود بأسلحتهم الخفيفة حتى لا تذهب للجيش الحر. وقال مصدر سوري مطلع في القاهرة، إن وجود عناصر الأمن والاستخبارات السورية وسط الجنود السوريين تزايد في الفترة الأخيرة، وإن عناصر الأمن، التي تدين بالولاء المطلق لنظام الأسد، أصبحت نسبتها عنصرا أمنيا لكل 12 جنديا، خاصة على راجمات الصواريخ ومواقع المدفعية. وأوضح المصدر، الذي دخل حمص أكثر من مرة في الأيام الأخيرة، أن عناصر الأمن تلك لديها أوامر بقتل من يتردد في إطلاق الصواريخ أو المدافع، وهو ما شدد على أنه تكرر كثيرا في الآونة الأخيرة وفقا لشهادات جنود منشقين.
__________________________________________________ __________________________________________________ ________

أكبر المنشقين عن الجيش السوري رتبة:
الأسد يريد تدمير حمص لإعلانها عاصمة لدولته الطائفية
العميد فايز عمرو قال لـ "الشرق الأوسط" : إن النظام استخدم كل الوحدات العسكرية..
والجيش منهك ويعاني نقصا في الذخائر
http://www.aawsat.com/details.asp?section=...p;issueno=12139
أنطاكيا (جنوب تركيا): «الشرق الأوسط»
أكد العميد الركن فايز عمرو، أكبر المنشقين رتبة عن الجيش السوري، أن النظام يعيش «مرحلته قبل الأخيرة»، وأن هدفه الأساسي الآن هو إحراق حمص من أجل إعلانها عاصمة لدولة طائفية رفض أن يسميها، في إشارة إلى الطائفة العلوية التي تنتشر على الساحل السوري وفي قرى حمص.. وقدم العميد عمرو الذي كان يرأس المدرسة الفنية الجوية في حلب قبل انشقاقه ولجوئه مع أفراد عائلته إلى تركيا لـ«الشرق الأوسط» مشاهدات مثيرة عن الوضع داخل النظام السوري مفادها أن أعضاء في مجلس الشعب هم قيد الإقامة الجبرية، وأن جميع المسؤولين ممنوعون من دخول السفارات، وأن الجيش يعاني من الإرهاق ونقص الذخائر، كاشفا عن أن ذخائر ناقلات الجند قد نفدت فتوقفت عن القتال نحو أسبوعين قبل وصول شحنة ذخائر روسية. وأعلن عمرو أن الكثير من الضباط يرغبون بالانشقاق، لكن الأمن الذي ترك الشوارع والتحق بالوحدات العسكرية يحصي على الضباط أنفاسهم. وفي ما يأتي نص الحوار:
* متى اتخذت قرار الانشقاق عن النظام؟
- منذ لحظة استخدام الدبابات لأول مرة ضد المدنيين في درعا وحمص، اتخذت قراري، لكن كان بإمكاني أن أفيد الثورة من خلال موقعي. ولما وصلت الأمور إلى حد الاضطرار إلى إعطاء الأوامر بإطلاق النار على أبناء شعبي نفذت قراري، وهناك الكثير من الضباط الذين لديهم الموقف نفسه.
* كيف هو وضع الجيش حاليا؟
- الجيش في حال يرثى لها. كل قائد كتيبة دبابات، يوجد إلى جانبه الآن وفي مقر قيادته 3 أو 4 من أفراد الأمن الموثوقين من قبل النظام. هناك بعض الضباط من الطائفة العلوية كانوا على وشك الانشقاق لكن هذه المخاوف منعتهم. الأمن أصبح موزعا على كل تشكيلات الجيش إلى حد أنه لم يعد هناك من عناصر كافية لقمع المتظاهرين، فحتى كل مفرزة فيها عناصر من الأمن، وكل منطقة يقود العمليات فيها ضابط أمن عسكري أو ضابط أمن جوي.
* الجيش السوري يقول إنه يواجه عصابات مسلحة لا مدنيين! - أنا أتحدى أكبر استخبارات العالم أن تثبت أن هناك عصابات مسلحة. لم يصل إلى داخل سوريا أي قطعة سلاح غير الكلاشنيكوف التي حصلنا عليها من المنشقين عن النظام، أو التي اشتريناها من جنوده. هناك أسلحة سربت عن طريق حزب الله إلى المعارضين تتضمن خلطات فاسدة، كقذائف الـ«آر بي جي» التي لا تنطلق، والذخائر المحشوة بمادة الـ«تي آند تي» المتفجرة التي تنفجر بمطلق النار عند استعمالها.
حتى الشهر الخامس من الانتفاضة لم يكن ثمة سلاح في أيدي المدنيين، لكن النظام أجبرهم على ذلك. إنه يجهز لإنشاء إمبراطورية في الساحل، وهو يحرق حمص ليعلنها عاصمة لدولته هذه. حمص تواجه خطر إبادة حقيقيا.
* أنت كنت في حلب، فلماذا برأيك لم تشملها الانتفاضة حتى الآن؟
- لسببين، المجتمع الحلبي جاهل ومسحوق ثقافيا ودماغه مغسول. 90 في المائة من مجتمع حلب لا يمتلك الكفاءة. كل شيء مهيأ لهم، مجتمع بعيد كليا عن السياسة إلا النخبة التي لا يعول عليها. والسبب الثاني هو الفعاليات الاقتصادية، فالنظام سمح في حلب بالممنوع، لكن الناس بدأت تحس الآن باقتراب الضربة الأمنية منهم، وأتوقع أن تتغير الأمور في حلب جذريا في الأيام والأسابيع المقبلة. لكن علينا أن ننتبه أن ريف حلب مشتعل منذ اللحظة الأولى، لكن الإعلام لا يعطيه حقه.
* ما هي مشاهداتك من الداخل للوضع الأمني ووضع النظام؟
- هناك مجازر لا يعلم بها الناس في الخارج حتى الآن. في حمص أنا أجزم بأنه سقط خلال الانتفاضة الأولى للمدينة نحو 2000 شهيد. سيارات القمامة عملت خلال أربعة أيام على نقل الجثث، وإطفائيات حمص نظفت الشوارع، ثم تمت تصفية كل من ساهم بهذه العملية. أما مجزرة تل النصر، فقد سقط فيها نحو 190 شهيدا خلال تشييع 20 شهيدا.
* ماذا عن الوضع داخل النظام؟
- من خلال اجتماعاتي الشهرية مع كبار الضباط، لاحظت أن التفكير الأمني طاغ لدى هذا النظام. تفكيره أمني لدرجة أنه لم يعترف حتى الساعة بوجود حراك شعبي. وهذا النظام يهدد كل من معه، بأن المطلوب ليس فقط رأس بشار الأسد، بل النظام بأكمله.
* ما تأثيرات التطورات الدولية الأخيرة على موقف النظام؟
- إن كل موقف دولي يهز أركان النظام. فعندما تطلب الولايات المتحدة تنحي الأسد يهتز، لكن عندما تقول إنها ليست في وارد التدخل عسكريا يقوى. تصريح واحد منهم يقصر عمر نظامه أشهرا. النظام مهتز ولن يتمكن من الاستمرار طويلا، وأنا أدركت ذلك من خلال التعاميم التي يرسلها، ووضع الجيش مهزوز فحتى الطعام ينقصه أحيانا، والجنود باتوا يقبضون على المدنيين ويضعونهم معهم في الحواجز ليناموا معهم ليحتموا بهم من الضربات.
* ماذا قصدت بالتعاميم؟
- أنا أعرف أشخاصا من مجلس الشعب هم تحت الإقامة الجبرية الآن، ممنوع عليهم أن يغادروا من مكان إلى آخر إلا بتصريح من الأمن. السفر إلى الخارج قطعا ممنوع. منذ شهر ونصف الشهر صدر تعميم بـ70 مادة تمنع القيام بأي شيء تقريبا إلا بموافقة أمنية. الدخول إلى السفارات أصبح ممنوعا على أي كان.
* ماذا عن الوضع الميداني للجيش؟
- النظام يعيش المرحلة قبل الأخيرة، وهو مستعد لقتل 20 مليون سوري على أمل الاستمرار. قوته العسكرية منتشرة في كل أنحاء سوريا، لم تتبق وحدة عسكرية لم تتحرك، بما فيها وحدات التدريب الجامعي، وفي معسكر الضمير الجامعي تمت تصفية ضباط وجنود رفضوا المشاركة في قمع المظاهرات. الدفاع المدني استخدم، وكذلك الجيش الشعبي. والنظام يسحب قوات كبيرة نحو الساحل وفي رأسه شيء ما، ومعلوماتي شبه المؤكدة أنه يتجه لإعلان قيام دولة طائفية لا أريد أن أسميها.
* حكي هذا الكلام بشكل مباشر خلال الاجتماعات؟
- تلميحا، لكن أنا كقائد عسكري أفهم.
* هل هناك سلفيون يقاتلون إلى جانب الجيش الحر؟
- كل من يقول بوجود سلفيين في سوريا مخطئ..الجيش الحري قاتل ومعه بعض المدنيين المنضمين إليه.
* ومن «القاعدة»؟
- أعوذ بالله. ملف «القاعدة» المسؤول عنه في سوريا اللواء أديب نمر سلامة من أيام الغزو الأميركي للعراق، هو يؤمن سفرهم إلى هناك وعودتهم إلى سوريا.
* هل صحيح ما يقال عن نقص في الذخائر؟
- لو لم تأت الباخرة الروسية المحملة بالذخائر لكان النظام في أزمة. الآليات التي تحمل الرشاشات الثقيلة فقدت ذخيرتها من مخازن الجيش، ولم يستخدمها لنحو أسبوعين إلى أن وصلت الشحنة الروسية.
* هل صحيح ما يقال عن وجود مستشارين روس وإيرانيين في سوريا؟
- الروس موجودون، ولديهم عقود بمئات ملايين الدولارات لتطوير أنظمة في الجيش، والخبراء الإيرانيون موجودون. في محطة جندر (الكهربائية) وحدها يوجد 50 خبيرا وهي كلها لا تحتاج إلى خبير واحد. في حلب يوجد إيرانيون وفي بعض القرى الشيعية شمال حلب. حتى أنهم صاروا يحلقون لحاهم للتمويه، والرحلات القادمة إلى سوريا بمعظمها تحوي إيرانيين، وهناك قسم دخل عن طريق لبنان.
* هل من دور مباشر لهم؟
- قطعا، خصوصا في التعذيب. لقد استوردنا 3 أنواع من التعذيب منهم ككسر الرقاب والحرق والمساكب.
* كيف غادرت سوريا؟
- غادرتها برحلة استمرت 3 أيام كانت محفوفة بالمخاطر. كنت أود الذهاب عبر لبنان، لكن لبنان محكوم من حزب الله وعلمت بأنه جرى تسليم الكثير من الجنود المنشقين إلى النظام.
* وعائلتك؟
- استطعت تأمين إيصالهم إلى مكان آمن خارج سوريا قبل رحيلي.
* ما هي مخططاتك الآن.. هل ستكون رئيسا للهيئة الاستشارية للجيش الحر كما يقال؟
- لا أطماع لي، نحن نحاول رص الصفوف وتوحيد العمل. لست آتيا لأي منصب ولا لشيء.. نحن نحاول وقف المجازر اليومية المرتكبة بحق شعبنا.. هناك من يحاول إيجاد شرخ طائفي، كما حصل عند اغتيال الكاهن المسيحي في حماه، وأنا أجزم بأن النظام هو من اغتاله بعد مراقبة دقيقة.
* ما الدافع؟
- لقد كان يحاول تجنيد أبناء البلدة مع الشبيحة لقمع الانتفاضة.. لكن أحدا لم يقبل منهم.





--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 9 2012, 06:14 AM
مشاركة #126


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



عصابات الهاجانا رسمت خطة أيار 1946 للشروع بأول استيطان

قرار تقسيم فلسطين الصادر عن الأمم المتحدة مهّد الطريق أمام مبدأ آيزنهاور

http://www.azzaman.com/index.asp?fname=201...amp;storytitle=

د.ماهر الجعبري

ظلّت تتنافس علي الساحة الدولية رؤيتان "للحل": رؤية بريطانية قائمة علي حل الدولة الواحدة التي تجمع العرب واليهود، فتكوّنت بذرتها مع إصدار بريطانيا للكتاب الأبيض لسنة 1939، وترسّخت مع الأحداث، وصولا إلي مشروع بورقيبه. وهي تصاعدت في سياق عرقلة تقدّم المشروع الأمريكي للحل، والقائم علي حل الدولتين (مع تدويل القدس). ويعتبر قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في العام 1947 ممهدا لتلك الرؤية الأمريكية، التي تبلورت بوضوح مع منتصف القرن الماضي، عندما خرجت أمريكا من عزلتها، ثم قررت أن تتفرد بمعالجة الملفات الساخنة، حسب توصيات دبلوماسييها في الشرق الأوسط خلال مؤتمرهم في استانبول عام 1950. وبعد تبلور "مبدأ إيزنهاور" (وغايته ملء الفراغ الذي تركه زوال نفوذ بريطانيا وفرنسا من الشرق الأوسط)، بدأت خطوات أمريكا العملية لمحاولة تنفيذ الحل أواخر حكم أيزنهاور (1959 ــ 1960)، عندما تبنّي الرئيس الأمريكي آيزنهاور توصيات مؤتمر استانبول.
واستمر الصراع السياسي الرأسمالي علي المصالح وعلي النفوذ، وكان لكل طرف رجالاته وعرّابوه من الحكام ومَن دار بفلكهم من الرجالات والتنظيمات، وقامت إستراتيجية أمريكا نحو القضية الفلسطينية علي حصرها بين "عرب فلسطين" واليهود. وضمن ذلك الصراع، ظلّت القضية علي الساحة الدولية تتمحور حول إقامة قاعدة ضد المسلمين تحول دون إعادة الخلافة، ولمنع تواصل بلاد المسلمين الجغرافي، وذلك في إطار الصراع الحضاري مع الإسلام.
وعلي مذبح ذلك الصراع، ظل أهل فلسطين وقودا لناره الحارقة طيلة عقود طويلة، حيث تحركّت ماكينة الإجرام الصهيونية مشحونة بطاقة الغرب الصليبي، وأراقت عصاباتها المجرمة دماء المسلمين في مذابح متكررة، كانت تفرش أرض فلسطين بجماجم المسلمين تمهيدا لنشأة الكيان اليهودي، وذلك في ظل تقاعس حكام وقادة العرب الذين تسلّموا مقاليد الأمور من جنرالات استعمار نصّبهم يحرسون مصالحه بعد رحيل قواته.


في مقهي بوابة دمشق
قبل الحرب الأولي المسماة "بالنكبة"، كانت قيادات العصابات الصهيونية قد أعدت الخطط العسكرية منذ مطلع عام 1945، ورسمت عصابات الهاجانا خطة سُمّيت خطة أيار 1946. وبدأت المذابح قبل الحرب عام 1947، منها ما تمثّل في أعمال تفجيرية للحافلات، كما حصل في حيفا ورام الله في 12/1/1947، ومنها ما تمثل في تفجير قنابل، كما حصل في مقهي بوابة دمشق في القدس في 29/12/1948، ومنها هجوم عصابات الهاجانا وغيرها علي القري والمدن الفلسطينية، مثل مذبحة قرية الشيخ في قضاء حيفا في 31/1/1947 التي استشهد فيها أكثر من 600 من الأطفال والشيوخ والنساء، ومذبحة يازور في 22/1/1948، ومذبحة دير ياسين غربي القدس في 9/4/1948، ومذبحة حيفا في 22/4/1948 (مذابح في فلسطين)، وهدفت تلك الجرائم والاعتداءات إلي بثّ الرعب والخوف في أهل فلسطين، من أجل دفعهم علي هجرة قراهم ومدنهم، لتسهيل إقامة الدولة اليهودية علي أنقاضهم.
وقبل الحرب شكّلت جامعة الدول العربية جيش الإنقاذ الفلسطيني وربطته بالحاج أمين الحسيني (!)، كخداع للأمة للركون إليه. وكانت الجامعة العربية قد شكّلت "اللجنة العسكرية الفنية" في أيلول من العام 1947 لتقويم الوضع القتالي، فخرجت بنتيجة تبرز قوة العصابات اليهودية (!)، وتحدّث رئيس اللجنة اللواء إسماعيل صفوت (صفوة) قبل الحرب (محذرا أو مخذّلا!) أنه لا يمكن التغلّب علي اليهود بقوات غير نظامية، ويُنقل عنه قوله "أنه ليس باستطاعة الدول العربية أن تتحمل حربا طويلة"، مما يدلل علي أن جامعة الدول العربية كانت مستعدة للهزيمة، وتهيئ الناس لها، وقررت في ظل تلك النتيجة يوم 12 ــ 4 ــ 1948 تحريك الجيوش العربية إلي فلسطين للإخراج المسرحي. وبعدما قررت الحكومة البريطانية إنهاء الانتداب البريطاني علي فلسطين منتصف الليل بين يومي 14 و15 من أيار 1948، أعلن المجلس اليهودي عصر يوم 14 من أيار في تل أبيب قيام "دولة إسرائيل" ليصبح ساري المفعول في منتصف الليل، وبدأت الحرب عقب ذلك الإعلان (النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود).

هزيمة الجيوش السبعة
وبالطبع لا تعدم الأمة الجنود المخلصين والأبطال، فاحتدمت المعارك في البداية واستمرت بما يهزم عزيمة اليهود، فتدخلت القوي الدولية (أمريكا وبريطانيا) عبر مجلس الأمن، وفرضت الهدنة الأولي في 11/6/1948 لمدة أربعة أسابيع، وقد تضمنت حظر تزويد أي طرف بالأسلحة، فيما كانت الغاية منها تمكين العصابات اليهودية من الحصول علي السلاح من بريطانيا والولايات المتحدة، وهذا ما تم بالفعل (حرب 1948)، وهو ما تأكد مع استئناف المعارك من جديد في 8/7/1948، حيث "كان للجيش الإسرائيلي اليد العليا واتخذت المعارك مسارا مختلفا وتعرضت القوات العربية لسلسلة من الهزائم" (بدء الهدنة الأولي في فلسطين، النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود).
وانتهي القتال في 7/1/1949، وتمكنت العصابات والمليشيات الصهيونية المسلحة، التي تشكلت علي أرض فلسطين من المهاجرين مثل البلماخ والإرجون والهاجانا والشتيرن إضافة للمتطوعين اليهود، من هزيمة سبعة جيوش (من مصر والأردن، والعراق، وسويا، ولبنان، والسعودية إضافة للمقاتلين الفلسطينيين)، علي نحو فاضح. وقد كان إيقاع الهزائم الفظيعة مقصودا لقتل الروح المعنوية عند الأمة، وينقل صاحب كتاب (النكبة الفلسطينية والفردوس المفقود) حديثا لوزير الدولة البريطاني (هيكتور نيل) يؤكد ذلك، حيث قال بعد الهدنة الأولي: "لا بد من استئناف القتال وإراقة الدماء في فلسطين ليُسلم العرب بالأمر الواقع ويعترفون بكيان دولة إسرائيل".
وبعد التوقيع علي أربعة اتفاقيات متتابعة للهدنة ما بين شباط وحتي تموز من العام 1949، وتحديد الخط الأخضر في 7/3/1949، أصبحت لليهود دولة قائمة علي الأرض، وصارت رأس حربة للاستعمار الغربي، وصارت تشارك في حملة العداء علي الأمة الإسلامية، كما حصل في العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956، حيث دفعت بريطانيا وفرنسا دولة اليهود لمهاجمة مصر، وشارك جيش اليهود مع كل من الجيش البريطاني والجيش الفرنسي في الحرب عليها، مما يكشف عن أن إسرائيل نشأت وظلت كأداة استعمارية لضرب الأمة الإسلامية وتحقيق مصالح الدول الغربية: كان هدف بريطانيا وفرنسا من تلك الحرب حل مشكلة قناة السويس، وتأكيد الجاهزية لحماية دولة اليهود في كل حرب مع المسلمين. وفيما كانت أمريكا تعارض ذلك الهجوم حماية لمصالحها وعميلها (لدرجة أن الموقف عرّض الحلف الأطلسي للتصدع)، إلا أن دولة اليهود نفّذته، مستغلة ظرف انشغال أمريكا بالانتخابات. وكانت الدولة اليهودية تستهدف من بعد تلك الحرب إجبار مصر علي الصلح منفردة عن الدول العربية. (العدوان الثلاثي من بيان حزب التحرير بتاريخ 10/11/1956)
وفي سنة 1963، كانت دولة اليهود تصرّ علي تحويل مجري نهر الأردن (حيث كانت قضية المياه من القضايا الاستراتيجية لذلك الكيان، وظلت كذلك حتي اليوم)، فصارت سوريا تهدد بإشعال حرب شاملة, وتوافقت مع العراق علي ذلك، وبينما استعدت الدولتان للهجوم في حالة تحويل مجري نهر الأردن، سعت أمريكا لمنع حدوث تلك الحرب جريا خلف مصالحها، فحركت جمال عبد الناصر ليعالج الموقف، عبر عقد مؤتمر القمة العربي الأول: ونشطت أمريكا من خلال مؤتمرات الحكام العرب لإحباط التوجه نحو حرب جديدة، وأكد الحكام العرب في مؤتمراتهم (1964 و1965) عدم النيّة للحرب: إذ تضمن مؤتمر القمة العربي العادي الثالث الذي عُقد في الدار البيضاء في المغرب في أيلول 1965 "تأييد نزع السلاح وحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية" (تاريخ القمم العربية)، كما أكّد جمال عبد الناصر ضمن خطابه المشهور في المؤتمر الفلسطيني عام 1965 أنه لا يريد أن يحارب (التعليق السياسي لحزب التحرير بتاريخ 7/11/1966).

حرب جديدة مصطنعة
وكانت دولة اليهود تخطط لمهاجمة سوريا، لتفرض عليها معاهدة عدم اعتداء في العام 1965، ولكي ترفع الروح المعنوية لليهود، لكنّ الخطة لم تتم في حينها، حيث أرسلت أمريكا مبعوثا خاصا لمنعها من الحرب ومحاولة إرضائها، كي تُبقي أمريكا علي دفع مشروعها لفلسطين ضمن طريقه المرسوم، فاستجابت "إسرائيل" بتأجيل الحرب لا بإلغاء خطتها بشأنها (التعليق السياسي ــ حزب التحرير بتاريخ 18/9/1965).
وضمن الأجواء التنافسية بين أمريكا وبريطانيا حول قضية فلسطين، ظهرت بوادر حرب مصطنعة جديدة ــ خططت لها بريطانيا ــ قبل عام من حدوثها، بعدما ظلت أمريكا تدفع باتجاه الحل حسب رؤيتها بحل الدولتين، فيما حاولت بريطانيا عرقلة الحل والدفع نحو رؤيتها بحل الدول الواحدة (كما جددتها في مشروع بورقيبة عام 1965)، وفي ظل الحالة السياسية "الدفاعية" من بريطانيا، خططت بريطانيا للحرب للتخلص من الضغوط السياسية بحيث يقوم الأردن بتسليم الضفة الغربية، ومن أجل جرّ مصر نحو الحرب ليتورط جمال عبد الناصر في هزيمة تزلزله، وخصوصا أنه كان يدفع في اتجاه إنشاء الكيان الفلسطيني حسب المشروع الأمريكي، فكان لا بد من إضعاف شعبيته بين الناس.
وقد أخذ حزب التحرير يحذّر من تلك المؤامرة ومن عواقبها ضمن مجموعة من إصدارته في العامين 1966 و1967: ففي تعليق سياسي أصدره بتاريخ 13/7/1966، وضّح فيه سياق المهرجانات الضخمة التي أقيمت في الأردن لتأييد الملك حسين في مقابل الشقيري رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وبدت في تصريحات الملك حسين مؤشرات تراجعه عن تأييد إنشاء منظمة التحرير، وذلك تحت شعار الحرص علي وحدة الضفتين الشرقية والغربية، وتمجيدها، وصار يبيّن أن الشقيري (ومَن وراءه، ويعني جمال عبد الناصر) يريد فصل الضفة الغربية. وفيما كان الأردن يحذّر من فصل الضفة الغربية لأجل مشروع الكيان الفلسطيني، كان علي الحقيقة يخطط لتسليمها في سياق العمل لمشروع بورقيبة وإنشاء كيان موحد حسب رؤية بريطانيا، ولذلك فُهمت تلك المهرجانات أنها لخلق الأجواء التي تبرر تسليم الضفة الغربية لليهود، وأدرك الواعون وجود "محاولات من الأردن للاتفاق مع إسرائيل لاصطناع هجوم علي الضفة الغربية لجر عبد الناصر للحرب فيها من أجل ضرب الجيش المصري وتسليم الضفة الغربية لإسرائيل"، وأن تلك الخطابات والمهرجانات كانت مؤشرا علي بدأ الخطوات الأولية لتنفيذ هذا الاتفاق. وبيّن حزب التحرير ــ قبل الحرب ــ أن الكيفيّة التي سيتم فيها تسليم الضفة الغربية لليهود هي القيام بعملية حرب مصطنعة تتم فيها هزيمة الجيش الأردني واحتلال "إسرائيل" للضفة الغربية أولا، كرهان لتحويل القضية لهيئة الأمم المتحدة، ومن ثم من أجل إعادة النظر في قضية فلسطين. وكرر حزب التحرير كشف المخطط البريطاني في إشعال الحرب، وأوضح سياقات أعمال أمريكا لإحباطه، في أكثر من إصدار مع نهاية العام 1966، كما حصل مثلا في تعليقه السياسي علي اعتداء اليهود علي بلدة السموع الصادر في 23 ــ 11 ــ 1966، وفي تعليقه السياسي الذي صدر بتاريخ 27/11/1966، علي حالة التوتر الشديد والمظاهرات الصاخبة التي اجتاحت الأردن بعد حادث السموع والتي سقط فيها عدد من القتلي والجرحي، حيث طغي علي أذهان الناس أن ذلك العدوان اليهودي كان مقدمة لعدوان اكبر لتسليم الضفة الغربية لتنفيذ مشروع بورقيبة، ثم أكّد ذلك قبل شهر من الحرب في تعليقه السياسي بتاريخ 7/5/1967


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 10 2012, 02:53 PM
مشاركة #127


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



ثورات العرب بين الخلاص بالإسلام واستمرار التبعية للغرب
ثورات العرب بين الخلاص بالإسلام واستمرار التبعية للغرب
قدمت نتائج الانتخابات التي جرت وما تزال تجري في مختلف أقطار العالم الإسلامي (الجزائر، فلسطين، تركيا، تونس، ليبيا، مصر، المغرب) دليلاً ملموساً على إخفاق الغرب في استنساخ تجربته في بلاد المسلمين وبالفشل في إقناع المسلمين بالتخلي عن دينهم ونبذه، رغم هيمنته السياسية والاقتصادية عليهم. ويمكن تلخيص إخفاق الغرب في مشروعه هذا بالأسباب التالية:
أولها: إن المسلمين عاشوا في ظل الإسلام قروناً طويلة معتبرين أن حياتهم لا تكون إلا به وأن مهمتهم في الحياة هي حمل رسالته، على خلاف ما كان الحال عليه في الغرب، الذي ارتضى أن يفصل الدين عن الحياة منذ أمد بعيد، بعد أن ثبت لديه عدم قدرته على مواكبة الحياة ومستجداتها، وبالتالي لم يعد يشكل الدين في حياة شعوب الغرب إلاّ طقوساً لا تمس واقع حياتهم ونظم عيشهم.
ثانياً: بدأت فكرة فصل الدين عن الحياة في الغرب بما سمّي بالإصلاح الديني على يد فلاسفته ومفكريه، ثم تطور الأمر في خضم صراع مرير مع الأنظمة الحاكمة باسم الكنيسة بانتصار هؤلاء المفكرين في مشروعهم الذي يعتبر فصل الدين عن الحياة ضرورة لتحقيق النهضة والتقدم. فيما يعتبر المسلمون عامة والعرب بخاصة وعلماؤهم ومفكروهم على وجه التحديد أن سبب مجدهم وعزتهم ونهضتهم هو الإسلام لا شيء سواه، وأنه لم يكن يوماً عائقاً لديهم نحن«للتقدم والازدهار، على العكس من ذلك، فقد استقر في أعماق نفوسهم القول المأثور قوم أعزنا الله بالإسلام فمتى ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله". فقد كان الإسلام عامل تحرر من الجاهلية والجمود والأعراف السقيمة، وشكل الأساس لما حققته من نهضة مادية وفكرية، على خلاف ما شكلته النصرانية في الغرب من عامل تخلف على يد طبقة رجال الدين"، في عصور التحجر والظلم والظلام التي شاع فيها تعطيل التفكير حتى تبقى« الشعوب خانعة لمن يتحكم فيها باسم الرب.
ثالثاً: كان التحول في الغرب ذاتياً وداخلياً دون تدخل خارجيّ، ليلبي احتياجات المجتمع وتطلعات مفكريه. على عكس العالم الإسلامي الذي يفرض عليه الغرب فرضاً إقصاء الدين عن الحياة بمختلف الوسائل والأساليب. فيما يقاوم المسلمون حملات التغريب هذه، بل ويتطلعون إلى تحرير أنفسهم من هيمنة الغرب بمختلف أشكالها من خلال استئناف الحياة الإسلامية بتطبيق دينهم في حياتهم ونظم حكمهم لتستقيم لهم شؤون الدين والدنيا.
إلا أنه رغم إخفاق الغرب في مشروع تغريب العالم الإسلامي وفرض العلمنة الصرفة عليه ونبذ الدين وازدرائه، فإن الغرب ما زال مصراً على اعتماد فرض فصل الإسلام عن الحياة كحجر الزاوية في سياساته تجاه المسلمين. ولذلك فإنه يعمل بنفس طويل وعلى مدى أجيال وبأكثر من أسلوب لتنفيذ مشروعه الذي لا يلين فيه ولا يستكين عنه.
لقد ابتدأ الغرب مشروع علمنة الأمة من خلال محاولات حثيثة في استقطاب عدد من أبناء المسلمين، ليكونوا رأس الحربة في الهجوم على الإسلام والحط من قدره والطعن بأحكامه والتشكيك بصلاحيته للحكم تحت ذرائع شتى. لهذا رعى الاستعمار الغربي في أمهات العواصم العربية التي خضعت لسلطته المباشرة فريقاً من المثقفين كرفاعة الطهطاوي وطه حسين وأتباعهما الذين ضبعوا بالحضارة الغربية، فأخذوا يبثون سمومهم في الأمة بعد أن هيّأ لهم الغرب الدعم المادي والمعنوي. وقد كان لهؤلاء تأثير كبير بين أوساط المتعلمين لفترة من الزمان، لكنه ما لبث أن اضمحل بالتدريج مع صحوة الأمة وعودتها إلى الإسلام، حتى لم يعد لهذا الفريق أي رصيد ذي شأن بين جماهير أبناء الأمة.
ومن أبرز ما حاوله الغرب في هذا الإصلاح الديني"«الإطار كذلك هو محاولة استنساخ تجربته الخاصة التي ابتدأت بحركة في أوروبا للحدّ من تأثير النصرانية في مجتمعاته ولتحجيم دور رجال الكنيسة، كمقدمة لفصل الدين عن الحياة. فقد شهدت أوروبا خلال القرنيين الخامس عشر والسادس عشر الميلادي ولادة حركات طالبت بإصلاح ديني يواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، أنتجت فيما بعد الصيغة العلمانية والديمقراطية القائمة عندهم.
في هذا السياق ظهر في الأمة فريق لبس لبوس الغيورين على الإسلام، تولى بناء منهج محرف يخلط الإسلام بغيره بحجة مسايرة العصر ومواءمة أحكام الدين لما استجد من أحداث باسم التجديد، قاد هذا التيار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا. فصدقهم الكثيرون من أبناء المسلمين المخلصين الذين انتهى بهم المطاف لاحقاً ليصبحوا في صف وخصوماً شرسين للمشروع الإسلامي الأصيل. وقد ساهمت الحركة واحد مع العلمانيين الماسونية التي انتسب إليها روّاد هذا الفريق في عملية الهدم والتخريب بعد أن أفسدت عقائد هؤلاء النفر وأمدتهم بكل ما يحتاجونه من دعم سياسيّ ومعنوي لضرب الإسلام كنظام حكم ونمط فريد للحياة.
وقد تنبه لخطورة هذا الفريق منذ البداية عدد من في الدولة العثمانيةشيخ الإسلامعلماء الأمة، وهو ما أشار إليه صراحة مصطفى صبري وأما الدعوة الإصلاحية المنسوبة الى محمد عبده فخلاصتها أنه زعزع الأزهر عن«بقوله: فقرب كثيراً من الأزهريين إلى اللادينيين ولم يقرب اللادينيين !! جموده على الدين إلى الدين خطوة، وهو الذي أدخل الماسونية في الأزهر بواسطة شيخه جمال الدين الأفغاني، كما أنه شجع قاسم أمين على ترويج السفور في مصر." (الأعمال الكاملة لمحمد عبده جمع محمد عمارة (1/133-134))
ومع تطور الأحداث وحصول تغيرات في الأمة التي نبذت في مجملها ثقافة الغرب، كان المنهج الإصلاحي الذي يعتمد تغيير الدين وتغييبه باسم الدين هو الاستراتيجية التي اعتمدها الغرب لصرف الأمة عن نهضتها بالنموذج الصحيح للإسلام، الذي يفرض الوحدة الكاملة بين أقطارها وبتحكيم الشريعة فيها، وبتحرير بلاد المسلمين المحتلة من خلال الأمة وليس فريقاً عاجزاً منها، وفي توزيع الثروات فيما بينها بحسب ما تقتضيه الأحكام الشرعية المفصلة، وليس بحسب التقسيمات الوطنية والقطرية الضيقة.
إنّ ما يظهر للعيان في سياق ثورات الشعوب المسلمة في البلاد العربية هو محاولات محمومة ومركزة لتتويج منهج الأفغاني وعبده في الحكم باسم الإسلام الوسطي المعتدل" لقطع الطريق على إجراء تغيير حقيقي وجذري على أساس« الإسلام. وهي محاولة لاستبدال الأنظمة الاستبدادية العلمانية التي استنفذت أغراضها وحان وقت التخلص منها، بإلباسها عباءة الإسلام الرأسمالي المزيف، المبني على نظريات مائعة وفذلكات فارغة، تبقي الأمة دائرة في فلك الغرب، وخاضعة لنفوذه ومعاييره، ومرتبطة بتوجهاته لتحقيق مصالحه.
لقد أدركت الأوساط المتنفذة في بلادنا والمدعومة من الغرب بأن الأمة تتطلع إلى حكم الإسلام، ولذلك عملت على حرف الأمة عن توجهها هذا من خلال إبراز أصحاب منهج "الإسلام الوسطي المدني الديمقراطي المعتدل"، الذين يدفعون بشدة إلى إقامة دول مدنية وطنية تكرس الانقسام الاستعماري الحاصل بين أبناء الأمة الواحدة وإلى ديموقراطية تؤصل لإقصاء الشريعة. غافلين أو متغافلين عن أن الأمة بواقع أنظمتها ودولها الحالية مُصمَّمة على نحو لا يمكنها الانعتاق من همينة الغرب مع بقائها دولاً وطنية ولو أرادت، وستبقى أمة يتيمة غريبة عن إسلامها طالما ظل النهج الديمقراطي الغربي هو الإطار المفروض عليها.
لذلك كان واجباً التخلص من الأنظمة الحاكمة واستبدالها بنظام دولة الخلافة التي تحكم الشريعة وتوحد الأمة. وإلا فإن الغرب سيظل متحكماً في اقتصادها وأمنها وسلاحها، ولن يتوانى عن التدخل في شؤونها باسم حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحقوق الطوائف، فيما لا يملك القائمون على الأنظمة المدنية الديمقراطية الوطنية القائمة الاعتراض على ذلك بحكم اندماجهم بالنظام الدولي وانتمائهم إلى المنظمات التابعة له، واعترافهم بمواثيقها ونظمها التي تفرض الخضوع للدول الكبرى وللحضارة الغربية.
وعلى الذين يفرحون برضى الغرب عنهم، وبقبولهم أن يصل اسم الإسلام إلى السلطة لا أحكامه وقوانينه ودستوره، أن يتقوا ربهم وأمتهم في دينهم الذي يساومون عليه من أجل أن يرضى بهم عدوّهم الذي قضى على خلافتهم ومزّقهم وسامهم الذلّ والهوان على يد طغاة عتاة فرضهم عقوداً طويلة عليها؛ ثمّ ها هو يتظاهر بعد كل المؤامرات والجرائم التي ارتكبها بحق ديننا وأمتنا أَلَمْ]وبلادنا أنه يهمّه سلامتنا وحريتنا ومستقبلنا. ونذكرهم بقوله تعالى: يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ [فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ
لذلك كله نرى أنه ما من سبيل أمام المسلمين إلا أن يتداعوا قولاً وعملاً إلى التمسك بحبل الله الذي يرسم ميثاقاً واضح المعالم للأمة، يجعل من إقامة الخلافة الإسلامية تاج الفروض وفي مقدمة الأولويات، لتتوحد أقطارهم في ظلها ويطبق شرع الله فيها، ويعيش المسلمون حياتهم وفق نظم الإسلام السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا وفق القوانين الوضعية والنظم المستوردة. وعلى الإسلاميين الذين يمالئون الغرب ويستعطفونه ويسارعون لنيل رضاه، ويتداعون إلى إقامة الدولة المدنية الوطنية الديمقراطية، أن يرعووا عن مثل هذه الدعوات المشبوهة التي تعتبر بحق خيانة لله فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ]ولرسوله، حتى لا ينطبق عليهم قوله تعالى: مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى [مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ
منقول عن : مجلة الوعي: العدد 302، السنة السادسة والعشرون ، ربيع الأول 1433هـ ، شباط 2012م



--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 12 2012, 03:00 AM
مشاركة #128


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



معاريف:




الهجوم على ايران مصيبة

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=to...;2012\0 3\03-06\06qpt962.htm

2012-03-06







سيستغرق وقتا حتى تتسرب التفاصيل الحقيقية والهامة عن لقاء نتنياهو واوباما، اذا كانت ستتسرب على الاطلاق، ولكن منذ الان واضح أن الخلافات في الرأي بين امريكا واسرائيل بقيت على حالها. كما أن ثمة غير قليل من التوافقات، ولكنها مفهومة من تلقاء ذاتها. نعم، اوباما وبيبي متحدان في الرأي بانه محظور السماح لايران بالوصول الى قدرة نووية. نعم، اسرائيل وامريكا تتفقان بان لاسرائيل الحق في تجسيد سيادتها واتخاذ الاعمال الوقائية للدفاع عن نفسها ولكن هنا ينتهي هذا. من هنا، تبدأ مساحة سائبة مظلمة من عدم التوافق والاشتباه المتبادل.
الامريكيون يخشون بان القرار في اسرائيل قد اتخذ منذ الان. وهم يلاحظون مؤشرات دالة عديدة. بعض من محافل التقدير الامريكية يعتقدون بان النية الاسرائيلية للهجوم في ايران في الصيف ليست مناورة فقط، وانه لا توجد هنا لعبة ذكية تتمثل بـ 'امسكوني' بل قصة حقيقية تماما. من الجهة الاخرى، يعرف الامريكيون بنيامين نتنياهو على نحو ممتاز ويعرفون بان عنده، حتى عندما يكون قد قرر، فانه لم يقرر بعد. لا شيء نهائي ابدا. كل قرار هو بالاجمال الاساس للذبذبة التالية، حتى في اللحظة الاخيرة، وكذا بعدها. يحتمل أن في المسألة الايرانية ميزة نتنياهو هذه تلعب في صالحه. في هذه المسألة، لا ينبغي التوفير في الترددات. المشكلة هي أنه لدى نتنياهو ما يرجح في النهاية الكفة هو ما يخيفه أكثر. وهنا، يقول الامريكيون تبدأ المشكلة. فهم لا يريدون حقا ان يكونوا رهائن لهذا الامر. وهم حقا لا يريدون ان يكونوا متعلقين بمخاوف نتنياهو.
الرئيس باراك اوباما استخدم أمس كل ما لديه كي يقنع نتنياهو بان هجوما اسرائيليا في ايران في الصيف القريب القادم لن يحقق الهدف، بل العكس، وسيكون مصيبة متواصلة ذات تأثيرات تاريخية على اسرائيل ومستقبلها. كما ان أوباما ألمح بذلك في خطابه أمام ايبام قبل يوم من ذلك، حين تحدث عن 'ثرثرات الحرب الزائدة' التي أدت الى ارتفاع كبير في أسعار النفط، والتي تساعد ايران في تمويل النووي لديها تلميح شديد الوضوح بالمفاعل في بوشهر. بعد ذلك ذكر النصيحة الشهيرة اياها لترومان، 'تحدث برقة وامسك بيدك بعصا غليظة'. من ناحية الامريكيين نتنياهو يتحدث بصوت عالٍ ويمسك بعصا صغيرة. المشكلة هي أنه من شأنه أن يحاول استخدامها.
وداخل الغرفة حاول اوباما اقناع نتنياهو بان لامريكا توجد عصا غليظة حقا. تلميحات تلقيناها الاسبوع الماضي حين انكشف امر القنبلة الامريكية الجديدة التي تخترق التحصينات امام الصحافة في توقيت دقيق.
نتنياهو، بالمقابل، حاول الادعاء بان الحجم لا يهم، بل التوقيت. رئيس الوزراء عرض على الرئيس اوباما معلومات جديدة، بعضها نشر وبعضها لم ينشر، وبموجبها النووي الايراني اكثر تقدما مما هو معروف والايرانيون يمكنهم ان يقرروا في كل لحظة 'الانقضاض' على النووي ـ الامر الذي من شأنه أن يمسك بالغرب وهو غير جاهز ويساعد آيات الله على الانتصار في السباق نحو القنبلة. في مثل هذه الحالة، قال نتنياهو لاوباما، حتى لو قررت العمل، فالاوان يكون قد فات. امريكا العظمى ايضا لا يمكنها أن تسمح لنفسها بمهاجمة دولة يوجد لديها صاروخ نووي بعيد المدى.
هذه الفوارق في الفهم، بين نتنياهو واوباما بقيت على حالها. اوباما، بقدر ما هو معروف، لم يتعهد بهجوم امريكي في ربيع 2013. ولكنه تعهد بالفعل الا تصل ايران الى النووي. اما هذا فلا يكفي نتنياهو على الاطلاق. اوباما شرح لنتنياهو لماذا الخط الاحمر الامريكي بعيد جدا عن الخط الاحمر الاسرائيلي. وقد سمح لنتنياهو بان يفهم القدرات العسكرية لامريكا والمح بانه في الولاية الثانية سيكون أسهل عليه بكثير ادخال امريكا في مغامرة عسكرية اخرى. نتنياهو أنصت، ولكنه لم يقتنع تماما. وهكذا بحيث أن كل شيء، في واقع الامر، بقي ذات الشيء. الشتاء يقترب من نهايته، الربيع سيظهر قريبا، وهذه المرة لا ينطوي على تفاؤلات ورائحة ازهار في الهواء، بل على تشاؤم قاتم ورياح حرب.

معاريف 6/3/2012







--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 15 2012, 11:30 AM
مشاركة #129


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



رياض الأسعد


الثورة السورية يتيمة ولا أحد يقف إلى جانبها



أكد قائد "الجيش السوري الحر" العقيد المنشق عن الجيش السوري رياض الأسعد أنّه حتى الساعة "لم يتلقَ الجيش أي مساعدات عسكرية من أي جهة لا رسمية ولا غير رسمية ولا إقليمية ولا دولية، ولا يوجد إلّا كلام"، وأضاف: "كل ما نسمعه هو مجرد كلام كما لا يوجد أي مساعدة، من أي طرف كان، فالشعب السوري يتيم، والثورة في سوريا يتيمة لا أحد يقف إلى جانبها"، لافتاً غلى أن "تسليح "الجيش الحر" يأتي "من الداخل السوري، وغالبية المنشقين أتوا مع أسلحتهم، والبقية يتم شرائها من الداخل السوري، من الجيش نفسه".

الأسعد، وفي حديث إلى صحيفة "الجمهورية"، تحدّث عن تمويل "الجيش السوري الحر"، فقال: "لم يمدّنا أحد بالمال، إلّا بعض السوريين الشرفاء من الذين يعيشون في الخارج، يقدمون لنا مساعدات بسيطة جداً، ونحن نستخدمها لشراء الأسلحة من جيش (الرئيس السوري بشار) الأسد، لأن معظم ضباطه يسعون وراء المال وهم يتصرفون كالتجار، وفي حال توافر المال فهم يبيعون السلاح من مخزوناتهم"، وأضاف: "حتى الآن تمكن الجيش "من مواهة الجيش النظامي في أماكن متعددة من خلال سلاحنا الخفيف والمتوسط، ولكن ينقصه الكثير من الأسلحة".
وردًا على سؤال عن "تقييم التعاطي التركي مع "الجيش السوري الحر"، وهل أنقرة هي من يُخفف الإندفاعة الأميركية"، أجاب: "تركيا إلى الآن موقفها غير واضح، ونحن لا نفهمه تماماً، لكن نحن نتفهم ذلك فلديها حساباتها وهي عضو في حلف الـ"ناتو"، لا يمكنها التصرف خارج "الناتو"، ولذلك قد نعذرها، وبالفعل موقف تركيا غير واضح". كما رد على سؤال عن موقف واشنطن بالقول: "نسمع منها كلامًا دون أي فعل، وحتى مواقفها تتذبذب وهي مترددة، فالتردد هو سمة الموقف الأميركي حتى الآن".
وعن التنسيق مع المجلس الوطني السوري، أجاب الأسعد: "لدينا مآخذ كبيرة على "المجلس الوطني السوري"، ولا يوجد تنسيق في شكل كامل، هناك بعض التواصل، ولكن أيضاً المجلس الوطني "أقوال من دون أي أفعال"، حتى الآن لم نرَ منه أي دعم عملاني نهائياً".
وردًا على سؤال عن عديد "الجيش الحر"، أجاب الأسعد: "الأعداد كبيرة جداً في الواقع، بسبب عدم إلتحاق غالبية المجندين بالجيش، ونسبة الملتحقين لا تزيد أخيرًا عن خمسة في المئة، ومن أصل خمسة وخمسين ألفاً لم يلتحق الّا ستة الآف مجند، فعدد الإنشقاقات يتزايد في شكل كبير جداً ما يؤدي الى ازدياد الأعداد في صفوفنا في شكل مضطرد".
وفي شان وجود "القاعدة في سوريا، قال: "القاعدة" فزاعة إستخدمتها كل الأنظمة، (الزعيم الليبي الراحل معمر) القذافي حذّر منها، وفي مصر واليمن أيضاً، ومن المعلوم أن النظام السوري إستخدم "القاعدة" في العراق من خلال العميد أديب سلامة رئيس فرع المخابرات الجوية في حلب الذي أشرف على دخول "القاعدة" الي العراق، وهذا أمر معروف، وتم بتكليف رسمي، ولذلك لا تعدو "القاعدة" عن شماعة أو فزاعة، يتم التلويح بها لإخافة الشعوب والدول الغربية، والشعب السوري بمجمله يرفض "القاعدة" ويرفض التعاطي معها".




http://www.nowlebanon.com/arabic/NewsArtic....aspx?ID=371699




--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 15 2012, 11:31 AM
مشاركة #130


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55





والسؤال الآن بناء على ما مر :
هل ستبقون ثورة إخوتكم يتيمة ولا يقف أحد معهم ؟
هل ستبقون أخوتكم تحت سطوة هؤلاء الحكام الطغاة ممن لا يتقي الله فيهم ؟
حسبنا وحبهم الله رب العالمين
وشاهت وجوه الظالمين
أخيكم : طالب عوض الله


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 17 2012, 06:33 AM
مشاركة #131


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




ألمستشفيات في حمص اصبحت مراكز للتعذيب يشارك فيها الاطباء والممرضون


في سورية الاسد ممنوع الكلام والاحتجاج وكذلك العلاج والدواء


http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=to...;2012\0 2\02-21\21qpt965.htm


2012-02-21




لندن ـ 'القدس العربي': في سورية بشار الاسد، الكلام والتظاهر والاحتجاج ليس ممنوعا فقط، بل الدواء والعلاج الصحي، فمنذ بداية الانتفاضة والنظام يشن حربا على المؤسسات والافراد الذين يحاولون تقديم العناية الصحية واسعاف الضحايا، هذا ما يقوله الكاتب جوناثان ليتل في تقرير خاص نشر الجزء الاول منه في ملحق صحيفة 'الغارديان'.
ومن داخل المدينة المحاصرة حمص التي وصفها بأنها 'مدينة التعذيب' حيث ينقل عن صيدلي في حي بابا عمرو الذي شهد اعنف هجمات وعقوبة من النظام السوري، قوله 'من الصعب ان تكون طبيبا او صيدلانيا في بابا عمرو'، مشيرا الى ان العاملين الصحيين من الممرضين والممرضات يتعرضون يوميا للاعتقال في حي القصير القريب من بابا عمرو، فقد تم قتل الطبيب الوحيد فيه وهو عبد الرحيم امير بدم بارد في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) على ايدي المخابرات العسكرية، عندما كان يحاول علاج جرحى هجوم عسكري على الرستن القريبة من حيه.
وفي حالة اخرى يصف ممرض في المستشفى الوطني في حمص اعتقل في شهر ايلول (سبتمبر) الماضي التعذيب الذي تعرض له حيث عصبت عينيه، وضرب بجنزير، وجلد وعانى من صعقات كهربائية وشبح من السقف بحبل مربوط بيد واحدة ولمدة خمس ساعات. ومع كل هذا يقول الممرض 'انا محظوظ على انهم لم يعاملوني بطريقة سيئة، فلم يكسروا انفي ولا عظامي' ويضيف ان ازلام النظام يقومون احيانا باهانة الممرضين والسخرية منهم حيث اوقفت سيارة اسعاف تابعة للهلال الاحمر السوري وهي تحمل جرحى حيث قالوا للمرضين 'سنطلق النار عليهم وتقومون انتم باسعافهم بعد ذلك'.
ويقول ان المستشفيين'الوطنيين' الوحيدين في حمص هما تحت سيطرة القوات الامنية التي حولت غرفهما والطوابق الارضية الى زنازين تعذيب. كل هذا في وقت تتعرض فيه العيادات والمستشفيات الخاصة التي تعتبر الملجأ الوحيد للجرحى لقصف دائم. ويقول ليتل ان ممرضا اخبره في واحد من المراكز الطبية يقع في قلب الحي القديم لبابا عمرو ان المركز يتعرض لقصف مستمر حيث تظهر عليه اثار القصف على الجدران والشبابيك والاسرة. ويقول انه لا يوجد في المركز هذا سوى ممرضين اللذين قالا انه لا يتم ادخال سوى الحالات الخطيرة ولا يترك الجرحى هنا الا لساعات قليلة هي مدة العلاج لان القوات الامنية تداهم المركز بشكل دوري وتقوم باعتقال اي شخص موجود في المكان، وتطالب القوات الامنية الاطباء بالتوقيع على تعهد بعدم قبول اي جريح اصيب اثناء التظاهرات. ويقول ممرض انه منذ ان وطد جيش سورية الحر وجوده في الحي اصبح بالامكان احضار الجرحى واحيانا ما ينقل الاطباء للمركز كي يجروا عمليات.
فقبل خمسة ايام احضر جريح وقد تمزق بطنه، وعمل الفريق على انقاذه لكنه كان بحاجة الى عملية طارئة ولطبيب متخصص كي يجري العملية لكن الحي كان محاصرا بشكل شديد مما جعل احضار الاخصائي امرا مستحيلا، وفي النهاية مات الجريح. ويقول الكاتب ان ابو حمزة الذي يعمل في المركز جراحا ماهرا ويحاول معالجة الحالات التي تصل الى غرفة الطوارئ لكنه بحاجة الى الاجهزة والمواد الطبية، فالمركز لا يوجد فيه تخدير ولا اجهزة تصوير ولهذا لا يمكنه اجراء عمليات لاي حالة تحتاج الى عملية كي يتم انقاذها. ويتحدث ابو حمزة بمرارة عن عجزه امام حالات تحتاج الى جراحة قائلا ان وجوده مثل عدمه. ويقول ابو حمزة انه كان يعمل في بداية الانتفاضة في المستشفى العسكري الذي راقب فيه كيف كانت قوات الامن تعذب الجرحى، واحيانا كان بعض الاطباء والممرضين هم من يقومون بالتعذيب والذين قال ان اسماءهم معروفة للمعارضة. ويقول انه عندما حاول رئيس الاطباء في المستشفى منع هذه الممارسات اصبحت تمارس في الخفاء. ويقول ابو حمزة انه عالج يوما مريضا في غرفة الطوارئ، وفي اليوم الثاني نقلوه الى غرفة التصوير ـ سي تي - بسبب نزيف في الدماغ والذي لم يكن يعاني منه عندما حضره اول مرة، و'عندها عرفت انهم فعلوا له شيئا في الليل ومات بعدها، فالجراح التي عالجتها لم تكن قاتلة'. ولشعوره بهول ما يحدث قام سرا بشراء كاميرا صغيرة من بيروت وبمساعدة ممرض قام بتصوير حالات التعذيب وحولها الى فيلم حيث يمكن مشاهدة خمسة مرضى عراة بشكل كامل، وعليهم شراشف المستشفى وارجلهم مقيدة ومعصوبة اعينهم، ويقوم طبيب برفع الاغطية عنهم حيث تظهر على جسد اثنين منهم علامات ضرب على صدرهما، نتجت عن عمليات جلد، وتظهرالى جنب الجرحى طاولة التعذيب وعليها ادواته، حزام مصنوع من عجلات السيارات وادوات اخرى مثل عصا كهربائية.
ويقول ابو حمزة انه عندما حضر للغرفة ناشدوه بأن يحضر لهم الماء، ومن بينهم كان اثنان في حالة اغماء بسبب اصابتهما بفشل كلوي، ولاحظ ان مريضا منهم كان يعاني من غرغرينا. ويقول ابو حمزة انه عندما تحدث مع طبيب اخر لمعالجة المصاب بالغرغرينا، استقال من عمله كي ينضم للمعارضة. وفي حالة اخرى عايشها ابو حمزة في بابا عمرو ووثقها في شريط الفيديو تصور جريحا اصيب برجله في قصف على الحي وحاولوا نقله الى مركز سري لكن الجيش اعترض السيارة ونقل مع اخر في عربة مصفحة الى المستشفى العسكري، وهناك تعرض للضرب بصينية شاي وربط حبل حول رجله المصابة، ومارسوا عليه ابشع انواع التعذيب. ويقول ان الرجال الذين كانوا يعذبونهم لانتزاع معلومات منهم كانوا يقولون لهم 'تريدون الحرية، خذوها، هذه هي الحرية'.
ويقول ان ابن عمه مات تحت التعذيب اما هو فقد نقل الى غرفة العمليات وحولوه مباشرة الى زنزانة وترك فيها بدون مراقبة لجرحه الذي التهب وقطعت رجله بعد ستة ايام. ويعلق الكاتب ان احداثا كهذه ليست معزولة فبعضها تعبر عن سادية واخرى عن حماس زائد كما انها لم تظهر بسبب الانتفاضة فهي اجراءات معروفة ومنظمة قبلها ـ حيث ينقل عن ابو سليم الذي عمل كطبيب عسكري لمدة عامين في المخابرات والذي قال 'ما هي مهمة الطبيب العسكري في المخابرات؟' ويجيب 'الاولى هي ان تبقي على الجريح حيا لمواصلة التحقيق معه وتعذيبه، اما الثانية ففي حالة فقد السجين الوعي فعليك ان تعالجه كي تتواصل عملية التحقيق والثالثة مراقبة تقديم ادوية وحقن المعتقلين تحت التعذيب، اما المهمة الرابعة فهي كتابة طلب بنقل من هم في حالة خطيرة ووصلوا الى مرحلة حرجة للمستشفى للعلاج، وفي هذه الحالة فالطبيب لا يستطيع اتخاذ القرار، فدوره يتوقف عند كتابة تقرير يشرح فيه حالة السجين ويقدمه الى الضابط الموكل بالتحقيق معه وهو الذي يقرر' ويضيف ابو سليم الذي يعمل الآن في مركز طبي مؤقت مع المعارضة ان كل طلبات النقل كان يتم الاستجابة لها اما الآن فالحالات المهمة تنقل اما الباقون فيتركون ليموتوا











--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 17 2012, 06:35 AM
مشاركة #132


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



والسؤال الآن بناء على ما مر :
هل ستبقون ثورة إخوتكم يتيمة ولا يقف أحد معهم ؟
هل ستبقون أخوتكم تحت سطوة هؤلاء الحكام الطغاة ممن لا يتقي الله فيهم، يقتلونهم ويستحلون حرماتهم وأنتم شهود ؟
أما تتقون الله في أهلكم وأخوتكم في شام الاسلام !!!!
حسبنا وحبهم الله رب العالمين
وشاهت وجوه الظالمين
أخيكم : طالب عوض الله


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 17 2012, 11:19 PM
مشاركة #133


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



الى أهلنا في مصر:
الحياة التي ترضي الله لا تكون إلا كما أمر سبحانه.


الأستاذ سيف الدين عابد


أسفرت النتائج النهائية للقوائم في الانتخابات البرلمانية المصرية ( 2011 – 2012 ) عن فوز حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان بـ127 مقعدًا بينما فاز حزب النور السلفي بـ 96 مقعدًا.وبشأن تفاصيل النتائج، فقد فاز حصل الحرية والعدالة على 127 مقعدًا، بإجمالي أصوات 10 ملايين 138 ألفًا و134 صوتًا، كما فاز حزب النور بـ96 مقعدًا بإجمالي أصوات 7 ملايين و534 ألفًا و266 صوتًا.
وبما أن الحزبين، حزب الحرية والعدالة وحزب النور، قد حصلا على أغلب مقاعد البرلمان فمن المتوقع أن تتشكل منهما الجمعية التأسيسية التي مهمتها وضع الدستور المصري للمرحلة المقبلة...
يعلم الجميع أن الانتخابات التي خاضتها تلك الأحزاب مسقوفة بقانون وضعي هو ذاته القانون الذي كان معمولاً به زمن حكم المخلوع مبارك، فهو ليس قانوناًإسلاميا فلا يستند إلى كتاب الله تعالى وسنة المصطفى صلوات الله عليه، وهو ذاته الذي ذاق أهل مصر الويلات تحت سقفه...
ومع ذلك رضيت تلك الأحزاب لنفسها أن تخضع لقوانين انتخابية لا تقيم وزناً لشرع الله، اللهمّ إلا تلك المادة في الدستور التي تقول أن دين الدولة هو الإسلام!! والتي لم يكن لها واقعٌ عمليّ مطلقاً.
والآن تدور في الأروقة البرلمانية المصرية نقاشات ومجادلات حول من له الحق في أن يشكّل " الجمعية التأسيسية " التي ستضع الدستور، وفي الأغلب الأعمّ ستكون مشكلة ً من الحزبين وقد يشترك معهما حزب آخر أو ممثلين عن أحزاب أخرى... المهم في الموضوع أن الغالبية في تلك الجمعية التأسيسية ستكون " للإسلاميين " الذين وعدوا من انتخبهم من الناس أنهم سيطبقون شرع الله، هذا أثناء الحملة الانتخابية، وبعد أن تمت الانتخابات وانتهت جولاتها منهم من بقي يقول أنه سيطبق شرع الله كحزب النور، ومنهم من قال أنه يريد مصرَ دولة مدنية ديمقراطية خاذلاً بقوله هذا من انتخبوهم!! ستقوم الجمعية التأسيسية بوضع دستورٍ لمصر، وهنا لا بدّ من التساؤل:
* هل سيكون الدستور المستقبلي لمصر قائماً على أسس شريعة الله؟أم أنه سيخالطه شيء من شرائع البشر وقوانينهم الوضعية التي تنبثق عن عقول قاصرة؟
* هل سنسمع بعدَ تشكيل الجمعية التأسيسية وبدء وضع الدستور تبريراتٍ يتستّر بها وخلفَها أعضاءُ الجمعية يدّعون من خلالها أنهم " حاولوا جهدهم " لأن يكون الدستور إسلاميا صرفاً لكن " الضغوط عليهم" منعتهم وأنه لم يكن بالإمكان أفضل مما كان؟
* هل يُدرك أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور أنهم –بوضعهم للدستور- يضعون
منهجاً لحياة الناسِ ويفصّلون لهم " طريقة عيش " قادمة لأجيال؟
* ثمّ قبل ذلك وأثناءه وبعده هل يعلمون أنّ الله تعالى رقيبٌ عليهم وعلى ما يصنعون؟
أجزم أنهم لن يستطيعوا – إن أرادوا – أن ينشئوا دستوراً إسلامياً بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولن يستطيعوا أن يؤسسوا لنهج حياة إسلامي في كلّ ناحية من نواحيها: سياسية، اقتصادية اجتماعية، نظام عقوبات وتعليمية...ذلك أنهم يحملون الآن، ويتصرّفون، بناء على ذات العقلية التي سُقفت بسقف القوانين الوضعية، وهكذا عقلية تعتبرُ جزءً من المشكلة ولا يمكن أن تكون طرفاً للحل.
لتلك الأحزاب الإسلامية أقول:أنّ دين الله تعالى وشريعته والعملُ لها هي سببُ وجودكم في الحياة فالله عزّ شأنه يقولsad.gifوَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) صدق الله العظيم
ويقول: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) ،ونبينا صلوات ربي وسلامه عليه يقول في الحديث الذي أخرجه الطبراني في الكبير من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: خذوا العطاء ما دام عطاء، فإذا صار رشوة في الدين فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه يمنعكم الفقر والحاجة،ألا إن رحى الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا إن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب، ألا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم إن عصيتموهم قتلوكم وإن أطعتموهم أضلوكم، قالوا: يا رسول الله كيف نصنع؟ قال: كما صنع أصحاب عيسى ابن مريم نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب، موت في طاعة الله خير من حياة في معصية الله.ويقول شيخ الاسلام ابنُ تيمية رحمه الله:ما كان من عند الله فهو شرع، وما كان من عند غيره فهو طاغوت.

وأضعُ بين أيديكم مشروعاً لدستور دولة الإسلام الذي وضعه حزب التحرير وهو قائم في كلياته وجزئياته على كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلوات الله عليه بالأدلة والتوثيق، فاعملوا به إن أردتم حقاً كياناً يقوم على دين الله لا يخالفه.

مقدّمـة الدسـتـور
أو
الأسـباب المـوجبة له
القسـم الأول
(أحكام عامة، نظام الحكم، النظام الاجتماعي)

http://www.hizb-ut-tahrir.org/index.php/AR/bshow/784/

مقـدمـة الدسـتـور
أو
الأسـباب المـوجبة له
القسـم الثاني
(النظام الاقتصادي، سياسة التعليم، السياسة الخارجية)
http://www.hizb-ut-tahrir.org/index.php/AR/bshow/903

منقول : مدونة طريق العزة – سيف الدين عابد
http://tareekalezzah-saifuddin.blogspot.co...og-post_17.html







--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 21 2012, 02:09 PM
مشاركة #134


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



مخاطر إطالة الأزمة السورية


راغدة درغام (الحياة)


اقتربت الإدارة الأميركية هذا الأسبوع الى التحدث بلغة مشابهة للحكومة الروسية عند وصف مخاطر المعارضة للنظام السوري بأنها تنطوي على بعد تطرف إسلامي يتطلب انحسار الدعم للمعارضة. هذا بعدما كانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون وصفت مواقف روسيا والصين من الأزمة السورية بأنها «حقيرة» و «جديرة بالازدراء». موسكو، منذ البداية، حذرت من صعود الإسلاميين الى السلطة وتحدثت عن «الإخوان المسلمين» و «السلفيين» بلغة «الإرهابيين» أو «المتطرفين» الذين يريدون إسقاط النظام بالقوة المسلحة. واشنطن، من جهتها، اعتبرت «الإخوان المسلمين» إسلاماً معتدلاً وضربت بعرض الحائط المزاعم الروسية لأشهر عدة ثم استفاقت فجأة الى مخاوفها من «القاعدة» وأيمن الظواهري وكذلك من «حماس» بسبب تصريحات لهما دعمت إسقاط النظام في دمشق... أحد الأسباب وراء تراجع إدارة أوباما بهذا القدر المذهل من «الوقاحة» – تماشياًَ مع ترداد هذه الكلمة في المهاترات الديبلوماسية في الفترة الأخيرة – هو أن إسرائيل عادت لتعارض إسقاط النظام في دمشق.

هذا يعني ان المحور الذي يضم روسيا والصين وإيران والنظام السوري يضم أيضاً إسرائيل الآن، وعبر إسرائيل يتم إضعاف المعارضة الأميركية لهذا المحور الغريب والمثير. ففي هذا المحور تلتقي الشيوعية بالسلطوية المستبدة في دمشق بالعقائدية الدينية عبر ملالي طهران وحكام إسرائيل، أما المحور المضاد فإنه بدوره يحتوي على الأضداد، إذ يضم دول مجلس التعاون الخليجي، ودول حلف شمال الأطلسي، والمعارضة السورية بوجهها العلماني وبوجهها الديني المتمثل بالإخوان المسلمين وغيرهم.

معركة المحورين خطيرة جداً خصوصاً على سورية، لكن إفرازات الحروب التي تُشن وستُشَّن بالوكالة متعددة وذات عواقب على أكثر من لاعب. فزئبقية المواقف تهدد باستنزافات، ووهن العزيمة يفتح أبواب التصعيد ويزيد قوى التطرف تطرفاً.

أجواء دول مجلس التعاون الخليجي تفيد بأن الأمور تتجه الى مواجهة خليجية – إيرانية – روسية على أراضي سورية بما يشبه ما حدث في أفغانستان أيام الحرب الباردة. فلقد تم اتخاذ قرار إسقاط النظام السوري بصفته حيوياً للنفوذ والهيمنة الإقليمية للجمهورية الإيرانية الإسلامية. وقيادات دول مجلس التعاون عقدت العزم على مواجهة كل وأي من يدعم بقاء النظام السوري في السلطة.

قبل أسبوعين، كانت هذه المواجهة أساساً مع روسيا وكذلك الصين بصفتهما الدولتين اللتين استخدمتا الفيتو المزدوج لمنع مجلس الأمن من دعم خطة جامعة الدول العربية للانتقال السياسي في سورية. بعد تصريحات كل من رئيس الأركان الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والتي شككت بالمعارضة السورية وأوضحت عدم الثقة بها أو الرغبة في تسليحها، أصبحت المواجهة الخليجية ذات جبهتين: روسية/صينية، وأميركية.

البعض في دول مجلس التعاون الخليجي يرى ان وكالة الاستخبارات المركزية cia لن تقف متفرجة وأنها ستدخل شريكاً في المواجهة بجانب تجمع دول مجلس التعاون الخليجي، كما فعلت سابقاً في أفغانستان، يشعر هذا البعض ان إدارة أوباما ستلعب أوراقاً متضاربة لا ثقة بها، لا سيما أثناء المرحلة الانتخابية، لكن الولايات المتحدة في نهاية المطاف ستقف مع التجمع الخليجي تماماً كما فعلت في أفغانستان عندما كان الهدف المشترك إسقاط الاتحاد السوفياتي عبر بوابة أفغانستان.

الآن، يبدو التصور قائماً على إسقاط النفوذ الإيراني وهيمنة الملالي عبر البوابة السورية – فهي مسمار العجلة. هذا يتطلب بالتأكيد موقفاً تركياً لمصلحة قرار المواجهة مع المحور الروسي - الإيراني - السوري. تركيا لن تدخل طرفاًَ مباشراً في الحرب بالوكالة في الساحة السورية. لكن الحدود التركية – السورية ستستقبل اللاجئين، وتفتح معسكرات إنسانية، وتؤمّن وسائل توزيع السلاح الذي ستموّله دول الخليج. ووفق تصوّر دول الخليج، حتى أوروبا ستنجر الى الاختيار ما بين المحورين بعد بدء الحرب بالوكالة بغض النظر عن قدر ترددها وتراجعها الآن.

مواجهة إيران في سورية لم تكن في حساب دول الخليج لو لم يثر الشعب السوري ولو لم يرتكب النظام في دمشق أخطاء فادحة. الآن، ان الطرفين في حاجة الى بعضهما الآخر: المعارضة في حاجة الى دول الخليج بكل معنى الكلمة كي تتمكن من تحقيق هدفها الأساسي وهو إسقاط النظام. والدول الخليجية في حاجة الى استمرار المعارضة السورية وتمكينها كي يتحقق إسقاط النظام في دمشق وعبر إسقاطه يتحقق هدف تكبيل الهيمنة الإيرانية وانحسار النفوذ الإيراني في الساحة العربية. هكذا تلتقي مصلحتان باختلاف كل منهما عن الأخرى: المصلحة الشعبية السورية، والمصلحة الخليجية الإقليمية لتطويق إيران.

لا أحد يتصوّر ان هذه المواجهة ستكون نزهة قصيرة بل الأرجح انها ستنطوي على فوضوية إقليمية ومفاجآت. الرهان في الأساس هو على ان النظام في دمشق بات محاصراً، لا أدوات لديه للاستمرار ولا إمكانات. كل ما لديه هو دعم روسي معنوي وسياسي وبعض الدعم المادي والعسكري الآتي اليه من إيران وربما من حزب الله من لبنان. وبالتالي، ووفق هذا التصوّر، فإن الركن الأساسي في إستراتيجية المواجهة هو الاستنزاف – استنزاف النظام السوري، واستنزاف النظام الإيراني في سورية.

ووفق هذا التصوّر، مع مرور الوقت ومع وضوح العزم لدى دول مجلس التعاون في المضي بهذه المواجهة بلا تردد مهما كان، ستعيد روسيا والصين النظر ولن تستمرا في دعم النظام في دمشق. وعليه، فإن التصوّر قائم على توقّع فوضى ومواجهة دموية واستمرار الوضع على ما هو عليه لأشهر، إنما في نهاية المطاف، سيزول النظام.

أصحاب هذا التصور يأخذون عنصر «حزب الله» في الحساب وكذلك عنصر إسرائيل وتأثيره في السياسة الأميركية. إنهم يتوقعون ان يكون «حزب الله» طرفاً في الحروب بالوكالة بحيث يكون أداة لمصلحة المحور الروسي - الإيراني - السوري لشن حرب استنزاف مضادة في الساحة الخليجية. يتوقعون أيضاً ان يؤدي استمرار الأزمة السورية الى تصاعد التطرف بين صفوف الإخوان المسلمين والسلفيين والى تزايد فرص دخول «القاعدة» طرفاً في النزاع.

فإذا طالت الأمور، سيرتد الخوف من التطرف الإسلامي على كل من روسيا والولايات المتحدة إذ عند ذاك سيتكون ائتلاف التطرف وينمو ويصبح «نمراً مفترساً»، وفق ذلك التصوّر. وبالتالي، فإن المصلحة الروسية والصينية والأميركية والأوروبية تتطلب إدراك مخاطر إطالة الأزمة السورية واتخاذ قرار الإسراع الى إنهائها عبر تبني إستراتيجية الانتهاء من النظام بصورة أو بأخرى. فإذا كانت الوسيلة على نسق نموذج اليمن، أي بحصانة خروج من السلطة، فليكن. أما إذا كان القرار التمسك ببقاء النظام، فالرد الخليجي هو ان قراره هو المواجهة حتى إسقاط النظام في دمشق.

حروب الاستنزاف لا تتوقف على ساحات الحروب بالوكالة وإنما لها أيضاً جانب استنزاف للدول التي هي طرف في اتخاذ قرار هذه الحروب وبالتالي، ان الدول الخليجية مرشحة للاستنزاف بأكثر من طريقة ووسيلة وميدان. وهي تدرك ان استنزافها لن يكون مادياً فقط وإنما هناك إعدادات لاستنزافها بحروب بالوكالة في ساحاتها. ولذلك ترى ان المنطقة مقبلة على فوضى. لكنها اتخذت القرار – قرار مواجهة إيران في الساحة السورية شاءت روسيا أو أبت، شاركت الولايات المتحدة أو تراجعت.

الورقة الأصعب في الحسابات هذه هي الورقة الإسرائيلية. فإسرائيل من جهة توحي بأنها على وشك ضرب المفاعل النووي في إيران، وهي من ناحية أخرى في شبه شراكة مع ملالي طهران مع روسيا المرافعة عن إيران عندما يتعلق الأمر بسورية. ثم ان إسرائيل بالأمس القريب كانت توقفت عن التحدث عن خوفها من صعود الإخوان المسلمين الى السلطة في دمشق، ثم عادت الى التخويف منهم.

قد يكون تبعثر المعارضة السورية عاملاً في إعادة النظر إسرائيلياً، لكن اختزال كامل المعارضة الى إعادة التمسك بالنظام في دمشق مثير للريبة. بالتأكيد ان إسرائيل ترى في مصلحتها استمرار نظام ضعيف في دمشق، إنما المريب هو ان إسرائيل تدرك تماماً ان هذه المعركة هي الآن حول إيران. فإذا بقي النظام في دمشق ازدادت طهران قوة ونفوذاً إقليمياً. فلماذا ترى إسرائيل ان هذا في مصلحتها. ولماذا لا ترى الولايات المتحدة ان هذا ضد المصلحة الأميركية على المديين القريب والبعيد؟

إذا كان الجواب هو الإدراك الآن ان صعود الإسلاميين الى السلطة في مصر وتونس وليبيا واليمن والمغرب وربما سورية هو السبب، ان الرد المنطقي هو ان المحطة السورية هي الفرصة المواتية لوقف قطار صعود الإسلاميين الى السلطة. وهذا يتطلب حنكة سياسية، إقليمية ودولية، تراعي كل المخاوف والاعتبارات ضمن إستراتيجية واعية من شأنها أن تؤدي الى وقف نزيف الشعب السوري، والى إيقاف لعبة الحرب الباردة، والى إعادة لمّ الشمل الدولي.

معالم وأدوات مثل هذا الاتفاق واضحة للجميع. إحدى الأدوات تكمن في العودة الى طاولة الاستراتيجيات للتفاهم ما بين الدول الكبرى بمشاركة وثيقة وعميقة من كبار الدول الخليجية وجامعة الدول العربية. هناك وسيلة تشجيع للانشقاقات السياسية والديبلوماسية والعسكرية – بالذات انشقاق كبار الجنرالات من الطائفة العلوية – مع التفاهم مسبقاً على نوعية الشراكة في الحكم الجديد. هناك الحصانة ومقابلها أداة المحاكمة لأركان النظام الذين لهم أدوار في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. هناك خيار التواصل مع غير الإسلاميين في المعارضة السورية وبالذات النساء اللواتي اطلعن على ما أتى به صعود الإسلاميين الى السلطة في مصر وتونس وليبيا واليمن – وهنّ الآن أدوات تغيير ناضجة وضرورية في سورية يجب أخذهن في الحساب. هناك الكثير الكثير من الأدوات لو توافرت النيات الحسنة.

المبعوث الأممي العربي الى سورية، الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان قد يكون أداة مفيدة في صقل هذه الخيارات. أما إذا كانت مهمته التوسط التقليدي، فإنه سيسقط ضحية شراء الوقت وسيكون مصيره الفشل – الفشل على أشلاء مئات وآلاف آخرين من الشعب السوري الذي يقع الآن بين مخالب الاستبداد ومخالب الاستخدام في حروب استنزاف دموية.



--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Mar 26 2012, 11:26 AM
مشاركة #135


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



بسم الله الرحمن الرحيم
حزب التحرير في سوريا:
نداء حار إلى أهلنا في سوريا، وعلمائها، وأهل القوة فيها، وإلى الأمة الإسلامية جمعاء

مع بزوغ فجر يوم الخميس في 2012/3/15م تدخل الثورة المباركة في سوريا عامها الثاني؛ وقد كان العام الفائت عاماً مأساوياً بكل معنى الكلمة، ارتكب فيه النظام السوري الآثم جرائم مروّعة أثبت فيها أنه العدو الأول للشعب السوري المؤمن، وفي المقابل أثبت هذا الشعب أنه حي بإيمانه، فضرب أروع الأمثلة في الصبر والثبات وتحمل التضحيات والإصرار على تغيير هذا النظام ورميه في مزبلة التاريخ؛ فروّى بدمائه الطاهرة أرضه المباركة، بعد أن سحق الخوف تحت قدميه عازماً الإرادة على سحق طاغوت الشام ونظامه الأمني السادر في الإجرام وكل من معه من شبِّيحة أمنيين ونبِّيحة إعلاميين، وكل من يحميه من نظام دولي جائر، وقانون دولي وضعي يحمي الظالم ويعين على المظلوم.

وحده الإيمان بالله تعالى هو الذي أوجد هذه القدرة الفائقة على تحمل التضحيات، وهذا الإصرار على تغيير النظام لدى الشعب السوري فرد على محاولات تركيعه بصيحات "لن نركع إلا لله" ورد على محاولات حرفه إلى العلمانية بقوله "هي لله.. هي لله" وتسمت كتائب الجيش المنشقة بأسماء الصحابة فأصبح المسلمون كل المسلمين داخل سوريا وخارجها يتنسمون عبق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "عُقْرُ دَارِ الإِسْلامِ بِالشَّامِ" وكما كان هذا بشير خير للمسلمين كان نذير شؤم ومصدر خوف لدى الغرب الذي يدرك أن ثوار الداخل يسيطر عليهم التوجه الإسلامي بخلاف المعارضة الخارجية العلمانية التي لا تمتلك شعبية تمكنها من قيادة المرحلة المقبلة لمصلحته.

ويطيب لنا في حزب التحرير في سوريا أن نوجه نداء حاراً سائلين الله أن يلقى آذاناً صاغية وقلوباً واعية:

نداء إلى أهلنا في سوريا المباركة:
لقد حطمتم بإيمانكم وصبركم وتضحياتكم كل أطواق الخوف والجبن وقهر الرجال الذي مارسه النظام السوري البائس عليكم لأكثر من أربعين سنة، وفضحتم كل منافق وعميل حتى صار الناس إلى فُسْطَاطَيْنِ: فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيهِ، وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيهِ. وسطرتم في عام واحد ما أحيا الأمل لدى الأمة جميعها بعودة دولة الخلافة وتاريخها المشرق... فهنيئاً لكم ما تفعلون، وبوركتم بكل ما يبارك الله به عباده المخلصين. وإننا في حزب التحرير نؤكد عليكم أن تجعلوا من الإسلام الحنيف وحده أساساً لثورتكم كي تكون نابعة من عقيدتكم وقائمة على أساسها، لا على أساس علمانية فاجرة أو ديمقراطية كافرة فهي ليست ثوبكم بل ثوبكم هو الإسلام وحده؛ ولذلك ندعوكم مخلصين أن لا تجعلوا غير إقامة الخلافة هدفاً لثورتكم، وأن تحذروا من الوقوع فيما وقع فيه إخوانكم في تونس ومصر وليبيا واليمن الذين سرقت ثورتهم وبيعت دماء شهدائهم فأصبحت الثورات تحتاج إلى ثورات.

ونقول للذين لم يتحركوا بعدُ من أهلنا في سوريا ضدَّ طاغية الشام: إلامَ تنتظرون؟! هل تقبلون أن يهان الدين فتقصف المساجد، وتمنع الصلوات، وتعطل الجُمُعات، وتمزق المصاحف؟! إذا لم تثوروا لدينكم ولا لأعراض أخواتكم ولا لقتل أقاربكم وأبناء دينكم فلأي شيء تثورون؟! إنكم بمجرد انحيازكم إلى دينكم وأهلكم في ثورتهم في سائر المناطق لن يبقى لهذا النظام المجرم أي أرض يطأ عليها. إنه واجبٌ شرعيٌ يلزمكم القيام به ولا خيار لكم فيه، وإلا فإن الله سبحانه خاذل من يخذل دينه وأمته.

نداء إلى علماء سوريا:
إن الله سبحانه قد أخذ عليكم الميثاق لتبينُنَّ الحق للناس ولا تكتمونه، وإن أول ما عليكم تبيانه في سوريا هو وجوب إسقاط النظام الكافر لإقامة حكم الله مكانه. وكم تزداد المسؤولية عليكم عندما تنطلق المظاهرات من المساجد ومن بعد صلوات الجُمَع، فكونوا القادة الحقيقيين للناس، والتزموا طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التغيير فأنتم الأَوْلى بها، وحذروا الناس من دعوات الضرار التي تنادي بالديمقراطية والعلمانية والدولة المدنية، وتطالب بالتدخل الأجنبي وتستجدي الحلول من أعداء الأمة في مجلس الأمن الدولي، فهذه دعوات فتن لا حلّ لها إلّا بالإيمان الصادق الذي أخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث رواه أحمد: "أَلاَ وَإِنَّ الإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ" ومن غير العلماء يحمل مسؤولية كشف هذه الفتن وتعريتها وبيان الإيمان الحق فيها؟

نداء إلى أهل القوة المخلصين من المسلمين في الجيش السوري:
لقد كشف انشقاقكم عن عصابة الحكم عن معدن نفوسكم الأصيل حيث رفضتم أوامر النظام بذبح أهلكم، وكانت تسميات كتائبكم تيمناً بأسماء الصحابة الكرام دليل حبكم لله ولرسوله ولصحابته ولدين الإسلام العظيم. وإننا نرى أن حلقات المكر من دول الغرب وأدواتها من حكام المنطقة قد امتدت إليكم، لذلك نحذركم من دعوى تسليحكم من قِبَل أعداء الإسلام فإن فيه مساومة على دينكم ومبادئكم، فحاذروا أعداء الله ومن يطوف عليهم في بلدانهم وسفاراتهم من المعارضات الخارجية العلمانية المشبوهة، ولا تعطوا قيادتكم لأحد من أولئكم. وليعلم جميع المخلصين من أهل القوة المسلمين في الجيش السوري (المنشقين والذين لم ينشقوا بعد) أن هناك واجباً شرعياً يفرض عليهم أن تتوحد جهودهم مع جهود الضباط العاملين حقيقة لإقامة الخلافة في الجيش السوري، وهو الواجب عينه الذي قام به أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو إسقاط حكم الطاغوت الموجود الآن في الشام وتسليم الحكم لحزب التحرير الذي أعد نفسه لإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة من أجل الحكم بما أنزل الله.

نداء إلى الأمة:
لقد خاطبكم الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بأنكم أمة واحدة وأنكم خير أمة أخرجت للناس، وخاطبكم الرسول صلى الله عليه وسلم بأنكم أمة واحدة من دون الناس يجير أدناكم أقصاكم وأنكم يد واحدة على من سواكم... ولكم في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فصل الخطاب: «مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً عِنْدَ مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنِ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَأً مُسْلِماً فِى مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِى مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ» (أحمد).

إننا في حزب التحرير نسأل الله أن يُبلِّغَ نداءنا هذا كل مؤمن وكل منصف وكل ذي قلب، ونسأله تعالى أن يعجّل نصره وفرجه لأهل سوريا ويجعل كيد الظالمين في نحورهم، ويجعل تدميرهم في تدبيرهم، ويجعل لنا في نهاية هذه الأزمة فرحتين: فرحة سقوط الطاغية، وفرحة إعلان الخلافة الراشدة. إنه وليّ ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾
حزب التحرير - ولاية سوريا

22 من ربيع الثاني 1433
الموافق 2012/03/15م



__._,_.___



--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Apr 2 2012, 08:18 AM
مشاركة #136


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




ما لا تقوله الرأسمالية العولمية

د. علي محمد فخرو



هذا الانبهار بكل ما يقوله الفكر الرأسمالي العولمي، وعلى الأخص في صورته النيولبرالية الجديدة المتوحشة، وهذا الخضوع لإملاءات أدوات ذلك الفكر من بنك دولي ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي ومدرسة شيكاغو وأترابها الأوروبية ô هذا الانبهار والخضوع يحتاج لمراجعة من قبلنا في بلاد العرب .
دعنا نأخذ مثال الإصرار الكامل بترك الأمور الاقتصادية، بما فيها بناء اقتصاد إنتاجي قادر على التنافس مع اقتصادات الدول الصناعية المتقدمة، تركه للقطاع الخاص الوطني وللاستثمارات الأجنبية دون تدخُّل من الدولة. هذا المنطق تدحضه أية دراسة تاريخية لمسيرة نمو وصعود وعولمة القطاع الصناعي في الدول الرأسمالية الصناعية. فجميع الدول الصناعية الأوروبية والأمريكية قد مارست سياسات الدًّعم المباشر وغير المباشر لصناعاتها في بدايات قيام تلك الصناعات، بل وحمتها من المنافسة الخارجية بشتًّى الإجراءات وعلى رأسها التعرفة الجمركية العالية على البضائع المستوردة المماثلة لبضائعها المصنَّعة محلياَّ. ووصل الأمر في دول مثل انكلترا إبَّان مجدها الإمبراطوري الى استعمال القوة العسكرية والاحتلال الاستعماري لفرض ذلك. ولم يتوقَّف الدَّعم ولم تنته الحماية إلاً بعد اطمئنان تلك الدول على أن صناعتها قد باتت قادرة على المنافسة .
وينطبق الأمر على الدول الحديثة العهد بالصناعة كالدول الآسيوية. فدول من مثل اليابان وكوريا ما كانت لتصبح بهذه المكانة الصناعية العالمية المنافسة، بل والمقتحمة، لولا اعتمادها في مراحلها الأولى على دعم الدولة. وما كان لشركة سيارات مثل تيوتا اليابانية أو سمسونغ الكورية الجنوبية أن تصبحا منافستين عالميتين لولا اشكال كثيرة من الدعم والحماية التي قدَّمتها تلك الدول .
ولماذا نذهب بعيداً في التاريخ ونحن نسمع المناقشات الحامية في لجان منظمة التجارة العالمية بشأن حماية بعض الدول الغنية المتقدمة لمنتجاتها الزراعية في وجه ما تستورده من الدول الزراعية الفقيرة. بل وفي هذا الأسبوع تتحدث وكالات الأنباء عن شكوى الدول الأوروبية ضدَّ شركة صناعة الطيران الأميركية بوينغ لحصولها على أنواع من الدًّعم من قبل الحكومة الأمريكية لتستطيع التغلُّب في منافستها لشركة صناعة الطيران الأوروبية إير باص .
الهدف من هذا السَّرد المختصر لتاريخ رأسمالي طويل هو تذكير الحكومات العربية، وعلى الأخص حكومات دول الفوائض البترولية في الخليج العربي، بأنها إذا كانت تحلم بقيام صناعات أساسية تعتمد التكنولوجيا المتقدمة، مثل السيارات والإلكترونيات، فإنها يجب أن تتمعَّن في التجربة الآسيوية التي ما كانت لتنجح لولا الالتحام الكامل بين جهود الدولة وجهود القطاع الخاص. إن ذلك الالتحام اعتمد على وجود نظام حكم كفؤ ورشيد واعتمد على إنجازات محدًّدة .
من هذه الإنجازات نظام ادخار وطني وصل إلى حدود تعبئة ثلث الدَّخل الوطني للمشاريع الاقتصادية المجدية غير المظهرية والتفاخرية التي نجدها مثلاً في بعض دول الخليج. والكلام هنا عن اقتصاد إنتاجي عيني وليس عن اقتصاد مالي يقوم على المضاربات العبثية في العقار والأسهم. من هذه الإنجازات الانتقال من استيراد التكنولوجيا المتقدمة إلى تبيئتها ثم تطويرها وإنتاجها. وما كان ذلك ليتمَّ لولا تغييرات جذرية في نظام التعليم لتخريج قوى عاملة كفؤة ومنضبطة ولولا دعم سخي لمراكز بحوث متقدمة تساهم في إنتاج المعرفة وفي عملية التطوير. فاذا أضيف إلى ذلك توزيع معقول لثمار ذلك الإنتاج الصناعي وترسيخ ثقافة الجديًّة في العمل والإتقان يتبيَّن حجم الجهود التي بذلتها الدول لمساعدة القطاع الإنمائي الاقتصادي على الوقوف على قدمه .
في كتاب للكاتب الكوري الأصل هاجون شانغ عن أساطير التجارة الحرًّة وأسرار تاريخ الرأسمالية يقول بأنه آن الأوان لقلب الحكمة التي تدًّعيها النيولبرالية الجديدة وتنشرها في الدول النامية رأساً على عقب. فأقوال من مثل أن التجارة الحرَّة تعطي الدول النامية حرية الإختيار، أو أن تواجد الشركات الدولية الكبرى يحسٍّن روح المنافسة لدى الشركات الوطنية، أو أن تقليد ممارسات شركات الدول المتقدمة أمر ضروري ومفيد، أو أن فقر الدول هو بسبب كسل شعوبها، أو أن أفضل الشركات هي التي لا دخل للدولة بها إلخ .. مثل هذه الأقوال يجب أن تراجع وتنقد ويتمُّ تجاوزها. ذلك أن الأزمات الاقتصادية والمالية سواء الإقليمية أو العولمية منذ تسعينات القرن الماضي قد أثبتت بما لا يقبل الشك بأن هذا التفكير وهذا النظام فيهما الكثير من نقاط الضَّعف الخطرة .
إن النقطة الأساسية في هذا الموضوع هو ما تثبته الأيام من أن حجر الزاوية في أية تنمية مستدامة شاملة هو في الاعتماد على الذَّات، دون أن ينفي ذلك التعاون مع الآخرين. إنه اعتماد ينطلق من تشخيص للواقع المحلي والانطلاق من متطلباته على مستوى الأقطار العربية من جهة وعلى مستوى الوطن العربي كله من جهة ثانية. إن أركان الفكر الاقتصادي الرأسمالي العولمي، الذي جعلت منه الليبرالية الجديدة ديناً لا يقبل الجدال، تهتزُّ في دول المنشأ، فهل سنمارس عادتنا التي اشتهرنا مع الأسف بها ونكون آخر من يساهم في إجراء مراجعة نقدية موضوعية لذلك الفكر ؟ نرجو أن يكون الجواب بلا وذلك قبل فوات فرصة الحقبة البترولية التاريخية التي نعيشها.

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=to...92;14qpt697.htm


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Apr 2 2012, 08:44 AM
مشاركة #137


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55






تفاحة بداخلها قرحة ( آه ثم آه .. يا حسن نصر الله / 5 من 5 )
بقلم : مصطفى منيغ

... ضُعْفُ إنسان تجلى فيك وأنت تميل لحليفك وهو على باطل ، وتُعطي لضميرك عطلة وهو آجلا أو عاجلا لتأنيبك واصل ، إذ عدد شهداء سوريا المقاومة في تزايد بسببكما معا ، أنت ومن آزرته قولا وفعلا ذاك المُبعد عن الصواب وعن مصيره المشؤوم غافل.
لم تكن مضطرا أيها الأخ حسن المحترم للانحناء أمام قامة "بشار" الخشبية ، وما كان عليك أن تحسبها بالخشيبات المستعان بها من طرف المبتدئين في العد ، لو فكرت في الأتباع المتعاطفين مع قضيتك الأولى ... تحرير باقي الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي المذل ، كما كنت تدعي جاعلا من لبنان خاليا من الوطنيين الغيورين ، ومن الدولة ، بالمفهوم الكامل والشامل للدولة ذات سيادة ، مملوءا فقط بك وبمن زودوك بما يبعدك عن المواطنة الملتزمة بالإخلاص للوطن الأصلي تسير وفق أعرافه وقوانينه ومؤسساته الشرعية ، الدولة التي لا يمكن لمواطن كيفما كان ، المنتسب لها ، أن يتعالى عليها ، بالأحرى أن يفعل ذلك بأمر من دولة أخرى همها الأكبر نصرة ملة قائمة على مذهب لا يرى سوى معتنقيه على حق .
... خسرتَ كل شيء في لحظة ، وتيك نتيجة منطقية يحصدها كل زارع لذرة " بلاستيكية" في أرض وهمية ، طال الزمان أم قصر سيكتشف أن المسرحية التي تقمص دور البطولة فيها ، سيسدل عليها الستار ، وتندثر ما روج فيها من أفكار ، وسينتهي الأمر ، مع اشراقة وعي ساد المساحة التي سبق وعمها إشعاع اصطناعي أراد تقليد ضوء المبدأ الراسخ لدى المومنين الحقيقيين الذين استعدوا بما ملكوا للتصدي لظاهرة أثرت لحين .
...ألاف الأكف تُرفع خمس مرات في يوم المسلم الورع التقي كلها تضرع في خشوع أصحابها إلى الباري جل وعلا الحي القيوم ذي الجلال والإكرام أن يحمي سوريا الأحرار .. سوريا تسعة ألاف شهيد .. سوريا الجيش الحر .. سوريا المعارضة الموحدة .. سوريا المستقبل المشرف .. سوريا الكرامة والعزة والعدالة والمجد والسمو والرفعة .. سوريا الرجال الفضلاء والنساء الفاضلات ، الذين بأبنائهم قبل جدران دورهم استشهدوا ولسانهم يردد الله أكبر ، أن يحمي سبحانه وتعالى سوريا منك يا "أخ حسن" ومن سخرك لمساندة ذابحي الأبرياء، حتى عدت الداعية " المسخرة".
... بدّلْتَ طربوش لبنان الأصيل بعمامة .. قِيَاسُها يغطي جسد امرأة .. موضوعة على رأس تطل من وسط جبهته شعيرات كفأر يتحسس الجو ناشدا الفرار، وسروال لبنان الفضفاض المميز بجلباب من جعلتهم قبل مواطنيك أحباب ، بل أدخلتهم وجدانك وسببت بوجودهم لوطنك الخراب تلو الخراب ، أمام استنكار البعيد عنك ثم القريب فالأقرب . حولتَ نغمة لبنان التي ربت في حواسنا الأمان من ناي تصدح به حنجرة عندليب الحرية إلى مزمار مزروع في منقار بشار الغراب، حتى الفرح الحقيقي من فوق ثغر الحب و الجمال بسبب صنيعك غاب ، ولول قوة لبنان المستمدة من قوة أبنائها الشجعان ، القائمين بين أحضانها أو المنتشرين عبر القارات في كل مكان ، لأذبتها بنيران إيران ، حتى يحتار العائدون إليها مستفسرين في استغراب إن كانوا وصلوا بيرون أم هذه طهران ؟؟؟.
... الخلاصة ، وحتى لا أزودك بما يقض مضجعك أكثر .. على أمل أن تتراجع .. حتى لا تستزيد من تجرع دماء يلزمك بتجرعها تحالفك مع " بشار" لتصيب مقامك بالوجع ، اكتفى بهذا القدر المختصر .. وأتركها لك شعارا ستسمعه من حولك يتردد أكنت داخل غار .. أو مهما غيرت الديار .. إن تماديت بموقفك وزاولت رفقة بشار.. على السوريين الأحرار الحصار.. أنك بالمقارنة مع لبنان ك "تفاحة بداخلها قرحة" .
مصطفى منيغ
www.mounirh1.blogspot.com


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Apr 2 2012, 09:33 AM
مشاركة #138


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55



.
"ميوعة" الأميركيين شجعت الأسد على شن هذه الحرب التدميرية!!
ستفشل مساعي الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان، وستستنزف المناورات والألاعيب ما بقي من مبادرة الجامعة العربية، وسيستمر النظام في خيار العنف والقوة العسكرية لحل الأزمة السورية المتفاقمة، فعندما يشعر بشار الأسد بأن هناك استبعادا لأي عمل عسكري، على الأقل على غرار ما جرى في ليبيا، أو التلويح به، فإنه أمر طبيعي أن يتصرف بهذه الطريقة وأن يدير ظهره لكل محاولات ومساعي حل هذه الأزمة بالوسائل والأساليب السلمية.
إن ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي حضره وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من أن الموقف المتخاذل والمتراخي من قبل الدول التي أفشلت قرار مجلس الأمن وصوتت ضد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في ما يتعلق بالشأن السوري قد منح نظام بشار الأسد الرخصة للتمادي في ممارسة كل هذه الوحشية ضد شعبه، صحيح كل الصحة. فهذا النظام لا يعرف إلا منطق القوة ولا يرضخ إلا له، وهو يعتبر «المناشدات» ضعفا لا بد من استغلاله لحسم الأمور بسرعة وقوة.
في البدايات عندما كانت مواقف تركيا أكثر هجومية، وكان فرسان القيادة التركية الثلاثة رجب طيب أردوغان وعبد الله غل وأحمد داود أوغلو يتناوبون على إطلاق التصريحات النارية، بقي هذا النظام يحرص كل الحرص على ألا يلجأ إلى الدبابات والصواريخ والمدافع والحرب المدمرة المكشوفة. وقد عزز هذا الحرص أن الموقف الأميركي والأوروبي كان لا يزال غير واضح، حيث كانت هناك مخاوف من ردود أفعال ذات طابع عسكري، لكن بعدما تراجع الموقف التركي وبعدما بات الأميركيون والأوروبيون يرددون أن سوريا تختلف عن ليبيا وأن العمل العسكري بالنسبة إليها سيبقى مستبعدا ما دامت لا تزال هناك قناعة بأن الضغط الدبلوماسي والاقتصادي هو بمثابة الخيار الأمثل لحماية السوريين من نظامهم، تغير كل شيء، وبدأت هذه الهجمة العسكرية المدمرة التي لا تزال متواصلة ومستمرة.
صحيح أن السيناتور الأميركي الجمهوري جون ماكين قد دعا إلى شن ضربات انتقائية ضد سوريا تقودها الولايات المتحدة، وصحيح أن مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان قال - من قبيل الإشارة إلى ضرورة تسليح «الجيش الحر» - إن من حق الشعب السوري أن يدافع عن نفسه. وحقيقة لو أن هذا قوبل بمجرد الصمت من قبل باراك أوباما وباقي أركان الإدارة الأميركية لجعل بشار الأسد يعد للألف قبل أن يلجأ إلى كل هذا التصعيد الهستيري، لكن عندما يبادر مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي إلى القول إن أوباما لا يزال ملتزما ببذل الجهود الدبلوماسية لإنهاء العنف في سوريا، وإن الرئيس الأميركي وحكومته لا يشاطران ماكين رأيه، فإن هذا قد فُهم في دمشق على أنه عجز يعطي فرصة لجيش النظام ليستخدم أقصى أشكال القوة لتدمير المدن «المتمردة» والقضاء قضاء مبرما على الثورة السورية.
إن هذا جانب.. وأما الجانب الآخر الذي جعل النظام السوري يتمادى في التصعيد العسكري واستخدام أقصى درجات العنف الأهوج فهو أن الولايات المتحدة ومعها الدول الأوروبية كلها بقيت مكبلة بـ«الفيتو» الصيني والروسي، مع أنها كان - ولا يزال - بإمكانها أن تستخدم الأسلوب نفسه الذي استخدم في كوسوفو وساحل العاج، ثم إنها كانت - ولا تزال - قادرة على أن تتعاون مع تركيا لإيجاد أمكنة آمنة في المناطق المتاخمة للحدود التركية يلجأ إليها «الجيش الحر» ويلجأ إليها السوريون الفارون من مدنهم وقراهم خوفا من بطش الجيش النظامي. لكن هذا لم يحصل، مما شجع بشار الأسد أيضا على كل هذا التمادي خاصة أنه رأى أن هناك ثغرات كثيرة في موقف الجامعة العربية.
لا توجد أي معلومات بالنسبة لهذا الأمر، لكن ما يمكن استنتاجه هو أن هناك اتصالات مباشرة أو غير مباشرة بين النظام السوري ومسؤولين إسرائيليين، وأنه ربما تكون هناك تفاهمات، استنادا إلى ما كان قاله رامي مخلوف من أن «أمن إسرائيل من أمن سوريا»، مما جعل نظام بشار الأسد مطمئنا إلى أنه لن يكون هناك أي لجوء لأي عمل عسكري لا من قبل الولايات المتحدة ولا من قبل غيرها، وأنه بإمكانه أن يستخدم كل ما لديه من إمكانيات لحسم الأمور بسرعة ويضع العرب والعالم والغرب والشرق أمام الأمر الواقع على غرار ما فعله والده في عام 1982.
إن هذا النظام لا يتراجع إلا أمام التهديد والقوة العسكرية، والمؤكد أنه لو لم يصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1559 الذي يؤكد «مجددا» على دعمه «القوي» لسلامة لبنان الإقليمية وسيادته واستقلاله السياسي داخل حدوده المعترف بها دوليا، وعزمه على ضمان انسحاب جميع القوات غير اللبنانية من أراضيه، لكانت دولة «عنجر» لا تزال قائمة حتى الآن، ولكان رستم غزالة لا يزال حاكما بأمره في هذا البلد، ولكانت سلسلة الاغتيالات مستمرة ومتواصلة لتشمل من تبقى من القيادات والرموز الوطنية.
وكذلك فإن الكل يعرف أن هذا النظام في عهد (الوالد) حافظ الأسد بقي يصر على «استضافة» عبد الله أوجلان على الأراضي السورية، وبقي يستخدمه ويستخدم مجموعاته المسلحة - كما هو الوضع الآن - ضد الجيش التركي والمؤسسات التركية، إلى أن طفح كيل أنقرة في عام 1998، ونفد صبرها ووجهت إنذارا نهائيا بأن قواتها ستصل خلال 48 ساعة ليس إلى دمشق وإنما إلى درعا على الحدود الأردنية إذا لم يجر طرد هذا «الإرهابي» من سوريا، وهذا ما حصل، وعندها لم يقتصر الأمر على مجرد الطرد فقط، بل تعداه إلى تسليم زعيم حزب العمال الكردستاني «التركي» إلى الأتراك تسليم اليد، فكانت نهايته السجن في زنزانة في أحد السجون التركية.
وأيضا فإن ما لا يعرفه البعض هو أن الهدوء الذي بقي ينعم به الاحتلال في هضبة الجولان حتى في ذروة تألق المقاومة الفلسطينية مرده أن إسرائيل كانت قد حذرت الرئيس السابق حافظ الأسد عندما كان لا يزال وزيرا للدفاع بأن ردها سيكون في قلب دمشق إن لم تقم السلطات السورية بـ«واجبها» وتحول دون تسلل أي فدائي عبر خطوط وقف إطلاق النار إلى هذه الهضبة المحتلة، وحقيقة أن هذا هو ما بقي قائما ومستمرا منذ احتلال عام 1967 وحتى الآن مع استثناء أيام حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 وبعض المناوشات العسكرية التي سبقت تلك الحرب.
إن هذا النظام «يخاف ولا يختشي» كما يقال، لذلك فإنه لم يفكر حتى مجرد التفكير في معاودة السعي لأي إنتاج نووي بعد الغارة الإسرائيلية المدمرة على منشآت تلك المحاولة المبكرة في المنطقة الشرقية، ثم إن المعروف أن السلطات السورية قد بادرت إلى إغلاق كل معسكرات التدريب المخصصة لحركة حماس وغيرها من المنظمات الفلسطينية بعد غارة قامت بها الطائرات الإسرائيلية على مركز تدريب فدائي في منطقة عين الصاحب القريبة من دمشق، وكل هذا بالإضافة إلى حادثة اختراق الصوت فوق القصر الرئاسي في «القرداحة» التي طوت صفحة تصريحات استهلاكية عن احتمال اللجوء لـ«الحرب الشعبية الطويلة الأمد» لتحرير هضبة الجولان المحتلة، وكل هذا يعني أنه ما كان على الولايات المتحدة وعلى الأوروبيين الاستمرار في استبعاد اللجوء إلى العمل العسكري، وأنه كان عليهم أن يلتزموا الصمت على الأقل كي يبقى نظام بشار الأسد يلتزم بالحد الأدنى من العنف ولا ينتقل إلى هذه الحرب التدميرية المسعورة

http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3...p;issueno=12161



--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Apr 3 2012, 06:41 AM
مشاركة #139


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




بسم الله الرحمن الرحيم
وردتنا هذه الرسالة بالبريد ننشرها بتحفظ لأهمية الموضوع الوارد بها ...... وبدون تعليق
مع تحيات: طالب عوض الله



الوثيقة السرية للدولة الإماراتية
رسالة إلى الشيخ خليفة بن زايد


قبل البدء بالرسالة أود أن أُعلم من لا يعلم حقيقة يجهلها بعض الناس وهي أن الشيخ خليفة بن زايد يحمل بين جنبيه قلباً صافياً وروحاً كريمة حتى أن المقربون من الأسرة الحاكمة يقولون بأن الشيخ خليفة كان أكثر كرماً وعطاءً من الشيخ زايد نفسه في حياته، ولهذا السبب أوجه هذه الرسالة إليه لأستثير مكنون نفسه وليعلم ما يحدث في البلاد وما يدور في خَلد المواطنين من أبناء الإمارات الذي سائهم بعض التصرفات من بعض الجهات التي كانوا يحسبون أنها تحرص على أمنهم وسلامتهم!

يا شيخ خليفة ...

إن ما يحدث في أقصى "شعم" يعرفه من يقطن "سلع"، والعطسة يعطسها الإنسان في رأس الخيمة يسمعها الناس في أبوظبي، فالبلاد صغيرة، والأسرار تكاد تكون معدومة لأن البلاد مخلوطة فيها الكثير من اللخبطة، فلا توجد في الحقيقة أسرار في دولة الإمارات لأن سكانها قليل والدولةصغيرة والكل يعرف الكل، فهذا ابن عمه في جهاز أمن الدولة، وهذا ابن خاله في وزارة الداخلية، وهذا أخوه في البترول، وذاك ابن جاره يعمل عند الشيخ الفلاني، والجار الآخر وزير، والثاني سفير، وابن الخالة عميد في الجيش، وابن العمة عقيد في الشرطة، وابن جار الجار في البلدية، ناهيك عن الأجانب الذين هم في كل مكان، والذين يعلكون أسرار الدولة في المحافل كما يُعلك اللبان.

خذ بعض الأمثلة من مواطن عادي يسمع دون أن يسأل:

- إن أمر تجارة المخدرات في الدولة يعرفه الكثير، فهم يعرفون من أين تدخل المخدرات الدولة، ومن يُدخلها، وكم حصّة هذا الإدخال، وما هي النسبة التي يأخذها "سموّه" لتمرير هذا السم الذي يفتك بشباب البلاد، فالشرطة تعرف، وأمن الجمارك يعرفون، وجهاز أمن الدولة يعرف.

- مصانع الخمور في عجمان والفجيرة ورأس الخيمة، الكل يعرف ملّاكها، والكل يعرف الفنادق والإستراحات التي تستقبل البنات والأولاد القُصَّر لشرب الخمر وهتك العرض، والكل يعرف من يمتلك هذه الفنادق وهذه الإستراحات التي لا يجرؤ أفراد الشرطة على تفتيشها أو دخولها أو حتى الكلام عنها.

- تبييض الأموال وغسيلها، وما أدراك ما تبييض الأموال، فأنا كمواطن عادي بسيط أعرف بأن النسبة التي يأخذها "الشيخ فلان" لإدخال الأموال عن طريق المطار تبلغ (50%)، وآخر يأخذ 30% لأنه أقل رتبة، وكثير من التجار يعرفون الحسابات البنكية في الإمارة الفلانية والفلانية والتي يأخذ "أصحاب السمو" فيها نسبة (40%) من مجموع التحويل البنكي الذي لا يستطيع أحد أن يكشفه.

- بيوت الدعارة في أبوظبي ودبي معروفة مشهورة، واسأل عنها أي سائق تأكسي، فالسائح في بلادنا حين يستقلّ سيارة الأجرة فإن السائق الباكستاني أو الهندي أول ما يسأله: تريد بنات! الداعرات يلاحقن السواح الخليجيين خاصة في أسواق دبي، سوق الكرامة وسوق الجملة وغيرها من الأسواق. الشرطة والأمن يعرفون هذه البيوت، وبعضهم يرتادها بشكل منتظم، والكل ساكت، والمضحك أن بعض هذه الدور تُقفَل في رمضان احتراماً لقدسية الشهر!

- العقارات في بلادنا صارت نهب الأجانب، وخاصة في الإمارت الشمالية، وبعض الإمارت باع فيها الحاكم حتى المدارس العامة ليبني عليها الهندوسي أو السيخي العمارات والمحال التجارية، وفي هذه الإمارة وغيرها: تُسحب الأراضي من المواطنين، ولا أتكلم عن أراضي المنح، بل الأراضي المملوكة التي ربما ورثها المواطن عن أبيه، يسحبها "صاحب السمو" ليبني عليها أو ليبيعها على الهندوسي أو البوذي ثم يُعطي المواطن قطعة أرض لا تساوي عُشر ثمن الأرض المغصوبة! هذا إذا أعطاه شيئا!

- الأسلحة التي تدخل البلاد وتُباع للأفغان والأفارقة وغيرهم، أجهزة أمن الدولة تعرف من أين تدخل، وتعرف من يُدخلها، ولكنها تسكت لأن "الشيخ فلان" محتاج إلى السيولة، بل حتى السفارات الأجنبية تعرف هذا الأمر وتغض الطرف عنه! نرسل أبنائنا ليموتوا في أفغانستان ونحن نبيع الأسلحة للأفغان!

- في بعض الإمارت ينافس "صاحب السمو" المواطنين في أرزاقهم، وبعض "أصحاب السمو" يُجبرون المواطنين على مشاركتهم في تجارتهم وأرزاقهم بإدراج اسمهم في شركاتهم! فالتاجر المواطن يعمل ويكد ليل نهار، و"صاحب السمو" يأخذ نصيبه من الأرباح وهو جالس في بيته! مع العلم بأن "صاحب السمو" هذا لا يمكن أن يجرؤ على مشاركة الهنود أو الأجانب في تجارتهم، فهؤلاء عندهم سفارات تحميهم، أما ابن البلد فلا بواكي له. وكم أرض سُحبت وكم تجارة خسرت بسبب "صاحب السمو" وأبناءه! لقد كان الأجانب يبحثون عن الكفيل المواطن في التجارة، والآن أصبح بعض المواطنين يبحثون عن الشريك الهندي أو الغربي ليضمنوا سلامة تجارتهم من السطّو الغير مسلّح من قِبل "سموّه"!

- في بلادنا قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية وفرنسية، وعندنا تهديدات إيرانية، ونشتري أسلحة بطريقة جنونية، ولكن جيشنا مُعدّ اعداداً جيداً للحفلات وشاعر المليون وحضور المباريات لتشجيع النوادي المملكوة "لأصحاب السموّ"! فيُعطى الجندي إجازة بعد حضوره لهذه الحفلات كما يُعطى الجندي في الدول الأخرى إجازة بعد خوضه المعارك! إذا كان هذا حال جيشنا، فمن هو الحامي الحقيقي لبلادنا!

- التركيبة السكانية وما أدراك ما التركيبة السكانية، الكل يعلم بأن سبب هذا الخلل في التركيبة السكانية هم "أصحاب السمو" الذين بنوا العمارات الشاهقة وآلاف المجمعات السكنية فاضطروا لاستيراد سكان لها! كيف تُحل هذه المشكلة إذا كان "أصحاب السمو" هم من يبيعون التأشيرات على الأجانب ويقدمون لهم التسهيلات ليدخلوا البلاد ويشغلوا هذه الشقق والبيوت الفارغة! أبناء الإمارات لم يصلوا المليون بعد، ونسبتهم في بلادهم أقل من (17%) أما الهنود فأربعة ملايين على أقل تقدير، والآن جائنا الصينيون بعد الروس والإنجليز، والباكستانيون والأفغان والبنغال عندنا من زمان. ولعل البعض سمع عبارة الهنود الشهيرة المتداولة بينهم عن اسم هذه الدولة "دولة الإمارات الهندية المتحدة"! وللهندي كل الحق في هذه التسمية، كيف لا وهو يُعامل أفضل من معاملة ابن البلد في بعض الإمارات، بل إنه هناك من الهنود من يعملون رؤساء لقسم الموارد البشرية في المؤسسات الحكومية! بمعنى أن الهندي هو من يوظّف المواطن وهو من يعطيه العلاوات والترقيات! بعض المواطنين المساكين أصبحوا يطلبون الواسطة عند الهنود لتشغيلهم في مؤسساتهم الحكومية!

- مسكين ابن الإمارت، ليس له مكان في بلده، فلا يستطيع أن يذهب إلى حديقة عامة، ولا إلى بر أو بحر أو سوق دون أن يزاحمه الأجانب، وخاصة الهنود. شواطئ دبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة وأم القوين وخورفكان أصبحت للهنود فقط، حتى إخواننا العرب الوافدين لا يستطيعون الذهاب إلى هذه الأماكن في العطلات الرسمية! والهندي لا مذهب له ولا أدب ولا حياء ولا يحشم العوائل ولا يقيم للقيم الإجتماعية أي وزن، والذي يسلم من الهنود فإنه لا يسلم من الغربيين الذين يتعرّون على الشواطئ في منظر تتقزز منه النفوس السويّة، لذلك يضطر كثير من المواطنين أن يُجلسوا أبنائهم في بيوتهم وقت العطلات أو أن يسافروا خارج الدولة ليستطيعوا إخراج بناتهم الصغار! بيوت العزاب الهنود أصبحت في كل حي وشارع في جميع إمارت الدولة، فكيف يأمن الناس على بناتهم وأبنائهم الصغار! الواحد منا لا يخرج من بيته إلا وقلبه شديد الخفقان حتى يرجع، كيف لا يخاف وعشرون هندي أعزب يعيشون في جاور بيته!

- في إمارة دبي: يأخذون المال من المواطن إذا أراد أن يقود سيارته في شوراع بلاده، وبعض "أصحاب السمو" يعدون هذا إنجازاً يفاخرون به! هذه البلاد التي مشى فيها الآباء والأجداد وقادوا فيها الإبل ثم السيارات لسنوات، اليوم ندفع "سالك"! بلادنا، سياراتنا، بيوتا، أعمالنا، ندفع المال لنصل من بيتنا إلى عملنا، ومن عملنا إلى السوق! ماذا تركوا لقطّاع الطريق! كل شيء زاد ثمنه في دبي، لكن الرواتب نقصت، والسبب هو الديون التي على كاهل الشركات الحكومية والتي يريدون أن يدفعها أبناء دبي الذين لا دخل لهم بهذه الديون. دبي الآن أصبحت تحت رحمة البنوك البريطانية! الكل يعرف هذا، ومع ذلك يكذبون في الإعلام ويقولون بأن البلاد تتقدم اقتصادياً!

- جهاز أمن الدولة وُضع لتحقيق أمن المواطن، وهذا الجهاز الآن أصبح سيّء السمعة بسبب تضييقه على كثير من المواطنين، فالعاملون فيه لا أخلاق لهم ولا دين، وبعضهم مجنّسين منذ بضع سنوات يأتون بأبناء القبائل ليهينوهم في مكاتبهم! ابن الإمارات - أباً عن جد - يهينه "الكلاتي" الذي لا يُحسن التحدث بالعربية! الدولة الوحيدة في العالم التي لا يستطيع أبناءها أن يعملوا في وظيفة إلا بوافقة أمنية هي دولة الإمارات، وهذه المصيبة لم تكن موجودة في عهد زايد، من أين أتت لنا هذه المصائب! لماذا نحتاج إلى خبراء مصريين وأردنيين وتوانسة في جهاز أمن الدولة ليدربوا من لا عقل لهم على إهانة أبناء البلاد! هل نفع هؤلاء الخبراء بلادهم حتى ينفعوا بلادنا! لقد عشنا في عهد زايد على العزة والكرامة فلماذا نُهان الآن في عهد أبناءه! بعض من تم التحقيق معهم في هذا الجهاز هددوهم بالإتيان بأهليهم! هل نحن في الإمارات أم في سوريا! وبعض موظفي أمن الدولة يتحرشون بنساء المواطنين ويهددونهن عبر الهاتف! لكن نقول: هؤلاء ليسوا رجال، لو كانوا رجالاً لقتلوا من تجرأ على أهليهم! إنسان يهينني في أهلي ويبقى حياً! ما هكذا عهدنا الرجولة.

- حلقتم لحى الرجال في الجيش والشرطة، ومنعتم المنقبات من العمل في بعض الإمارات، وقمتم بتسفير كل إمام يحبه الناس أو يريد تعليم الناس الخير، ومنعتم المواطنين من أن يخطبوا الجمعة، وراقبتم المساجد وحِلَق العلم، ومنعتم تعليم القرآن والحديث إلا بموافقة أمنية، وضيّقتم على الشباب الملتزم ومنعتموهم من كثير من حقوقهم الوطنية، مع العلم بأن المخانيث ودور الدعارة وأماكن الفجور منتشرة في الدولة لا يضايقها أحد! لقد صار بعض المواطنين يقولون: ليت الحكومة تساوي بيننا وبين المخانيث في الحقوق! هل تريدون أن يصبح جميع شباب الإمارات من المخانيث! ثم ماذا! ماذا لو دخلت إيران البلاد بجيوشها، من يحاربها! مساجد الشيعة، وكنائس النصارى، ومعابد الهندوس والبوذيين واليهود (نعم عندنا معابد يهود في دبي وأبوظبي) لا يراقبها أحد ولا يضايقها أحد، أما مساجد المسلمين فهي التي تُراقب، مع أنهم يسبّون النبي صلى الله عليه وسلم في الكنائس والمعابد، ويسبّون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في مساجد الرافضة، والكل ساكت وكأن الأمر لا يعنيهم! أهم شيء أن لا يتعلم الناس دينهم أو يدرسوا قرآنهم أو يسمعوا حديث نبيّهم بدون موافقة أمنية!

- المدارس! وما أدراك ما المدارس! لا ندري هذه الوزارة من يقودها، وإلى أي هدف يقودها! أتيتم بشركة أسترالية لتعمل في تحسين التعليم في البلاد! هذه الشركة وضعت موقعاً على الإنترنت في استراليا تستقبل طلبات التوظيف، وهي تقبل كل استرالي يتقدم بطلب، بغضّ النظر عن مؤهلاته وشهاداته. خذ مثالاً لولد استرالي عمره 21 سنة يعمل خبير تربية في مدرسة من مدارس العين، حينما سألناه عن وظيفته قبل أن يعمل خبيراً في دولتنا ليحدد مسار عقول أبنائنا ويخطط لمستقبل بلادنا، قال: كنت أعمل نادلاً في بار! شاب عمره 21 سنة يعمل في خمّارة باستراليا يأتي عندنا خبير تربية يستلم (45 ألف درهم) وعندنا الكثير من المدرسين المواطنين الذي قضوا عشرون أو ثلاثون سنة في التدريس، أي قبل أن يولد هذا الطفل الخبير الأسترالي! وآخر (استرالي) كان يعمل سائق شاحنات، وواحد كان عاطلاً عن العمل طوال حياته، وآخر أمّيّ لا يحسن القراءة باللغة الإنجليزية، هؤلاء ليست عندهم شهادات ولا خبرات، بل قدّموا في موقع هذه الشركة فوافقت عليهم لأن الوزارة تريد عدداً محدداً من الخبراء حتى تغطي المدارس، وتريدهم استراليين شُقر! من المسؤول عن هذه المهزلة! أما الجامعات والمعاهد فأخبارها تطول، والإنجليزي والأمريكي فيها يصول ويجول، وابن البلد الخائف على مستقبل دولته محجور عليه مكسور مع أنه أقدر وأجدر ويصلح أن يكون خبير تربية في بريطانا أو أمريكا. للعلم: قام بعضهم بتقديم طلب وظيفة في موقع هذه الشركة الاسترالية، فوضع اسماً مستعاراً، ووضع شهادة مزوّرة، وطلب راتباً معيناً، ووضع صورة مزوّرة، فقبلوا طلبه ووافقوا على شروطه ولم يطلبوا حتى مقابلته، وأعطوه موعداً للترحيل إلى مبنى الوزارة في أبوظبي!

- نحن نريد أن نفهم شيئاً: هل المناصب الوزارية لعبة! رجل اليوم وزير تربية وفي اليوم الثاني يبادل وزير الصحة منصبه فيصبح هذا محل هذا! كثير من الناس عندهم تحليل لهذا الموقف الغريب، فقالوا: كانوا في اجتماع، فأخذ هذا حقيبة الآخر بالغلط، فقال له: بدل ما ترجّع الحقيبة، خذ أنت وزارتي وأنا آخذ وزارتك! أليس في الدولة رجال غير حنيف والقطامي!

- أما وزارة الصحة، فلا ندري ما نقول عنها! مستشفياتنا أصبحت مقاصب يُقطّع فيها المرضى بسبب عدم كفائة الأطباء، ولذلك أكثر الناس يذهبون إلى المستشفيات الخاصة، والذين لا يستطيعون الذهاب إلى المستشفيات الخاصة يقفون طوابير أمام أبواب المستشفيات الحكومية، وتعطيهمالمستشفيات مواعيد بعد أشهر بسبب الزحمة! أي زحمة! ومن الذي خلق هذه الزحمة! المواطنة تذهب لتربي في المستشفى الحكومي فيقولون لها: ما عندنا شواغر في الغرف! تذهب إلى الغرب فإذا احتلال آسيوي! هذه مستشفيات حكومية أم هندية! أين تذهب المواطنة لتضع طفلها المواطن المسكين الذي ليس له مكان في بلاده حتى قبل ولادته! كنا نتعالج ببلاش أيام زايد، وكانت هناك دائماً غرف وأماكن للمواطنين، والآن لا بد من تأمين أو تدفع دم قلبك لتعالج ابنك المواطن المريض! إحدى الموظفات الهنديات قالت لمواطنة في مستشفى حكومي: "اذهبي وربّي في بيتك، ما فيه غرف"! واتضح أن هناك ثلاثة غرف فاضية في المستشفى حجزتها الهندية لأخواتها الهندوسيات اللاتي يتوقعن أن يضعن الحمل بعد أسابيع! من المسؤول!

- المافيا الهندية دخلت البلاد ومقرها دبي، وكذا المافيا الروسية، والآن المافيا الصينية التي تعداد أفرادها أكثر من تعداد سكان الدولة، يعني المافيا الصينية تستطيع احتلال الدولة خلال ساعات! من أدخل هذه المافيا البلاد! كثير من المواطنين يعلمون بأن "الشيخ فلان" مشارك رئيس المافيا الهندية في تجارته، والتسهيلات من عنده، والمافيا الروسية شاركهم فلان، ولا أعرف من هو شريك المافيا الصينية! نحن ناقصين عصابات!

- راتب لاعب كرة لم يتخرج من الثانوية أضعاف أضعاف راتب الدكتور المواطن الذي درس أكثر من عشر سنوات في تخصصه وقضى عشرين سنة في عمله يخدم أبناء بلده! راتب الجندي الذي لم ينهي الإعدادية أعلى من رواتب المدرسين المواطنين في الإمارت الشمالية! طفل كان يدرس عند مدرّسه قبل سنة الآن يقبض أكثر منه! ذاك يلعب كرة وهذا يشجّع في الملعب، وكلاهما يقبضان أكثر من الدكتور والمدرّس!

- الأموال التي تُنفق على نوادي أبوظبي ودبي تكفي لإنهاء مشكلة الفقر في الإمارات الشمالية، لا أقول فقر الأجانب، بل حتى فقر المواطنين، فالإمارات فيها الكثير من المواطنين الفقراء الذين بالكاد يجدون قوت يومهم والذين يعيشون على معونات جيرانهم وأهل الخير في البلاد! نحن سادس دولة في تصدير النفط في العالم، والبرميل اليوم فوق المائة دولار، كيف يكون عندنا فقراء! أين تذهب الأموال! لاعب كرة أجنبي يُدفع له مائة مليون! يعني مائة بيت لمائة أسرة مواطنة! هذا لاعب واحد! لاعب قذر وسخ نصراني لا أخلاق عنده ولا أدب نعطيه كل هذه الأموال، وآبائنا وأمهاتنا يسقط عليهم السقف في غرف النوم المهترئة القديمة! المشلكة أننا ما اكتفينا بنوادي بلادنا حتى ذهبنا نشتري النوادي خارج الدولة وندفع المليارات التي تحتاجها البنى التحتية في بعض الإمارات! هناك مناطق كثيرة يعيش أهلها على المولدات الكهربائية الخاصة، وهناك الكثير من الأماكن ليس فيها خدمات أساسية، ونحن ندفع مئات الملايين للاعب كرة!

- نريد أن نفهم: ما دخلنا نحن ومتحف "اللوفر" الفرنسي! نحن قبل أربعين سنة كنا رعاة غنم، والآن عندنا متحف اللوفر الفرنسي ومضمار الفراري! بعض آبائنا لا زالوا يرعون الغنم ويخرفون النخيل، وبعض أمهاتنا لا زلن يحلبن الماعز ويخصفن! بالله ما لنا نحن وحفلات الأوبرا! ثم نسمع من يقول: لا بد من الحفاظ على التراث! أي تراث! تراثنا: إبل وغنم وصيد سمك وغوص وزراعة نخيل وخس ورويد وجتّ، وطعامنا كان العوال والجاشع والعومة، أين هذا من الأوبرا! حتى صيد الصقور أخذناه من الإنجليز، فهو ليس من تراثنا! الدلّة التي نجعلها في كل مكان كانت تأتينا من الهند أو سوريا، العقال من سوريا والعراق والبحرين، نحن لم يكن عندنا شيء، كنا جزء من عُمان، حتى ملابسنا كانت من الهند، وطعامنا من الهند وإيران وباكستان والعراق، ليس عندنا تراث، نحن دولة عندها 40 سنة فقط. ارحمونا. إن كنتم تريدون التراث فدونكم هذا الدين الإسلامي العظيم، فهو خير تراث ورثته البشرية، وأي شيء غيره: لا قيمة له. لماذا لا يكون ديننا هو تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا التي توارثناها كابراً عن كابر!

- لماذا كل يوم عندنا حفلة! وكل يوم عندنا فعالية! وكل يوم عندنا مناسبة! هذه الحفلات والمناسبات يُنفق عليها الملايين! الناس أولى بهذه الأموال. هناك الملايين من فقراء المسلمين في كل العالم ينظرون إلينا ونحن نحتفل كل يوم بما لا يعنينا! حتى "العيد الوطني" صار عبئاً على الناس! نحن مسلمون ليس عندنا سوى عيدين: عيد الفطر وعيد الأضحى، لا يجوز أن نحتفل بغيرهما. الآن تُعطون إجازات لأعياد النصارى في بلادنا: عيد الميلاد (الكرسمس) ثلاثة أسابيع إجازة، وعيد الأضحى يومين! ما كنا نأخذ إجازة للكرسمس في عهد زايد! جميع إجازات المدارس أصبحت توافق أعياد النصارى، هل هذه صدفة! أم أنها من بركات خبراء وزارة التربية الأجانب!

إن ما يحصل في البلاد أمر لا يرضاه عاقل، والغريب أن الحكومة تسجن الإنسان الناصح المُشفق، أما الكذاب المنافق الذي تعوّد التصفيق والرقص والتملّق، فهذا يُكرَّم ويُعطى الأموال والمناصب! إن من أعظم أسباب زوال الدول: أن يُكرم اللئيم ويُهان الكريم وأن يُفسد فيها أهل الترف، وهذه تونس وليبيا ومصر والعراق واليمن وسوريا أمام أعيننا، فلماذا لا نتّعض!

إن القوانين الجديدة التي تصدر في بلادنا تحاكي عهد الظلم والخزي في مصر وليبيا وتونس وسوريا، وأجهزة الأمن في بلادنا تحاول تقليد أجهزة الأمن في هذه البلاد، والكل يعلم بأن سبب سقوط هذه الحكومات هو هذه الأجهزة الأمنية التي كانت تُهين الناس وتدوس على كرامتهم، فالحر يصبر على الفقر والجوع والعطش ولكنه لا يصبر على الظلم والقهر وإهدار الكرامة.

أهل الفضل والخير معروفون في البلاد، وأهل العلم والعقل يعرفهم الجميع، والمصيبة أن هؤلاء هم من يُهانون ويُسجنون لا لشيء إلا لأنهم نصحوا وتكلموا في أمور يعرفها الجميع! ما يقوله هؤلاء لا يخفى على أكثر الناس، وما لم يقولوه يعرفه الكثير من الناس، ولو شئت لقلت لكم ماذا قال "الشيخ فلان" لزوجته في غرفته البارحة! فالخدم ما يقصّرون.

ليست هناك أسرار في الدولة، ولولا خوفي على بلادي لسمّيت الأسماء، ولبيّنت البنوك، ولنشرت أرقام الأرصدة التي تُستخدم لتبييض الأموال، ولعرّف الناس بالمطارات والموانئ التي يدخل منها السلاح والأموال المهربة والمخدرات، ولذكرت أسماء الأمراء والشيوخ والمسؤولين الأجانب في السفارات الغربية وأصحاب الشركات المحلية والدولية الذين يجمعون الأموال على حساب أمن دولتنا، ولسمّيت التجار "وأصحاب السمو" و"المعالي" الذين يشاركون اليهود في التجارة داخل دولتنا وفي فلسطين. هذه ليست معلومات سريّة كما يظن بعض المسؤولين النائمين، بل هيمعلومات يعرفها الكثير من الناس. يكفي أن تجلس مع مسؤول أو مدير أو سفير أو وزير أو جليس أحد الشيوخ في مقهى في أوروبا أو آسيا ليعطيك جميع أسرار الدولة بعد الكأس الثاني! وإن لم تأخذ المعلومات من المسؤول المخمور، تأخذها من العمالة الآسيوية أو العربية النصرانيةالتي لا يهمها أمن الدولة ولا أمانها ولا أسرارها. ليس هناك سفير دولة غربية إلا ويعرف جميع أسرار الدولة، وكلهم يسكرون ويعربدون.

إن الغباء الذي ظهرت به أجهزة أمن الدولة لا يمكن أن يُحتمل، والناس أصبحوا لا يثقون في المسؤولين لما يسمعونه ويرونه من تهم توجه إلى أناس يعرفهم الجميع. إنسان ملتزم معروف في البلاد يُتهم بالزنا أو بشرب الخمر! أماكن الزنا وشرب الخمر معروفة، وهي للأسف ليست جريمة في بلادنا والكل يعرف ملّاكها ومرتاديها، ولكن ظن هؤلاء الأغبياء بأنهم يشوهون سمعة هؤلاء الأفاضل بمثل هذه التهم السخيفة التي لا يصدقها الطفل في بطن أمه! مثل هذه الأفعال تجعل الناس يحتقرون هذه الأجهزة ومن ورائها من المسؤولين، والكل يعرف من هم المسؤولون! فهذه الأفعال تُسيء إلى "أصحاب السموّ" قبل أي إنسان.

شركة "فوالة" من أنظف وأفضل الشركات الوطنية في الدولة، وأصحابها معروفون بالنزاهة والنظافة والإستقامة: هذه الشركة تُقفل بسبب عدم النظافة حفاظاً على صحة الناس! أقيموا وزارة صحة مثل الناس قبل أن تدعوا الحفاظ على الصحة العامة! مثل هذا لا يخرج إلا من عقل قذر! تركتم الكافاتيريات ومطاعم الهنود التي هي مجمعات سكنية للصراصير والجرذان (هناك مطاعم قذرة جداً قرب مبنى الداخلية) وأتيتم إلى أفضل الأماكن وأشدها حرصاً على النظافة واتهمتموها بمثل هذه التهم! إذا لم تكن عندكم عقول فالناس ليسوا مجانين.

أهل العلم والفكر الذين شرّفوا الإمارات في المحافل الدولية والأوساط العلمية تُسحب عنهم جنسياتهم! لماذا! ومن أعطى البعض حق سحب الجنسية! هل هي لعبة! كُتب الدكتور "علي الحمّادي" وصلت أوروبا وأمريكا وأستراليا والناس يتدارسونها، وهي من أكثر الكتب مبيعاً في بعض الدول العربية، هذا الرجل معروف في أوساط العلماء والمفكرين، كيف يُعامل بهذه الطريقة! ماذا يقول العقلاء في العالم العربي والغربي عن الإمارات إذا كان مثل هذا تُسحب منه الجنسية و"خالد حريّة" و"عبد الله بوالخير" يعملون معهم لقاءات تلفزيونية! المخانيث مكرّمون والعقلاء والأدباء تُسحب عنهم الجنسية! إعلامنا الرسمي يصرح بأن "عبد الله بو الخير" يمثل الدولة في الحفلات الخارجية! مخنّث يمثّل الدولة، والرجال تُسحب جناسيهم ويُسجنون وتُقفل محالهم وتحلق لحاهم ويُمنعون من الكلام! هل هذه هي الأخلاق العربية والعادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد! والله لم يكن آباءنا وأجدادنا يهينون الرجال ويُكرمون المخانيث! لم يكن زايد ليرضى بهذا!

أهل العلم والدين والإستقامة والخلق والنصح والعقل والمروءة والشهامة من أبناء البلاد من أئمة المساجد وخطبائها وأهل العلم فيها والأدب من أبناء القبائل والعائلات المشهورة المعروفة الذين همّهم الأول هو الحفاظ على مكتسبات الدولة وأمنها واستقرارها، هؤلاء تطلبهم أجهزة أمن الدولة لاستجوابهم وإهانتهم والإستخفاف بهم، والمخانيث والقوّادون والفسّاق والفجّار والخمّيرة والسكّيرة والزواني والعاهرات والداعرات وتجّار الأسلحة والمخدرات يعيثون في البلاد الفساد بلا رقيب ولا حسيب!

يا شيخ خليفة ...

الشيء الوحيد الذي فعلته أنت وإخوانك والذي ظهر فيه الخير: أن الناس باتوا يترحّمون على أبيك أكثر من أي وقت مضى. فكلما رأى أهل البلاد شيئاً لا يعجبهم ترحّموا على زايد، وما لا يعجبهم كثير هذه الأيام، البلاد في انحدار بعد أن كانت في ازدها، والناس يُهانون بعد أن كانوا يُكرَّمون في عهد أبيك، وعقد الدولة آخذ في الإنفراط، لا بسبب المواطنين، ولكن بسبب كثرة الأجانب الذين لا همّ لهم إلا جمع الأموال وتحويلها إلى بلادهم ولو أدى هذا إلى تدمير اقتصاد البلاد وتقويض دعائم أمنه، وبسبب تعامل بعض أجهزة الدولة مع أناس يكن لهم الكل التقدير والإحترام.

يا شيخ خليفة ...

كنا في عهد زايد نباهي بدولتنا الأمم، والآن أصبحنا ندسّ رؤوسنا في التراب من كثرة المخازي التي نراها، والتي أصبح غيرنا يعيّرنا بها، فإلى متى، وكم نصبر، وماذا تنتظر يابن زايد حتى تأمر بإصلاح البلاد وإرجاع الحقوق وإكرام الرجال وإحقاق الحق وإبطال الباطل، فنحن نتمنى أن نحبك كما أحببنا زايد، ولكن ما حصل في عهدك لا يطمئن، ومثل هذا الكلام لا يقوله إلا ناصح مُشفق على بلاده، ولا يغرّنّك ما يقول المنافقون والإنتهازيون والوصوليون من حولك، فلو كان فيهم خير لنفعوا غيرهم، ولكنهم لا ينفعون إلا أنفسهم، ولا هَمَّ لهم إلا جمع الثروات بطرق ملتوية فيها الكثير من الضرر على البلاد حيث يلتهمون الحصص في المناقصات والمشاريع الحكومية حتى تعجز الميزانية عن تغطية حصصهم، ثم ينفقون هذه الأموال في دور الدعارة في آسيا وأوروبا، وهؤلاء من أكثر الناس إفشاءً لأسرار القصور.

يا شيخ خليفة ...

أنا مواطن عادي، لست ملتزماً كثيراً بالدين، ولست مسؤولاً كبيراً، ولا موظفاً في مكان حساس، فأنا "على قد حالي" ومع ذلك أعرف من أسرار الدولة ما يعرفه الكثير من أبناء الوطن، وأغار على سمعة الدولة مثلما يغار أكثر أبناء الوطن، وأحافظ على أمن الدولة مثل كثير من أبناء الوطن، ولكنني لا أرضى الظلم مثلما لا يرضاه كثير من أبناء الوطن، ولا أحب الكذب الذي تمارسه أجهزة أمن الدولة وبعض الصحف مثلما لا يحب ذلك كثير من أبناء الوطن، ولا أحب النفاق مثلما لا يحبه كثير من أبناء الوطن. دولتنا صغيرة، ونحن نعرف بعضنا البعض، ونعرف أحوال الناس وطبائعهم وأخلاقهم، فأي كذبة تُلصق بأي إنسان فإننا نعرف حقيقتها لأننا نعرف الناس، والآن أصبحت هناك وسائل كثيرة للإتصال، فالإنسان العادي يستطيع أن يدخل الإنترنت أو الهاتف الذكي ويقرأ كل ما يريد، ويعرف ما شاء من المعلومات عن أي قضية. الكذب حبله قصير، والآن هذا الحبل ينقطع بكل سهولة. الكذب عيب لا يتستحنه الرجال، حتى الكافر لا يستحسن الكذب، ونحن نربأ بحكومتنا وشيوخنا عن مثل هذا، ونريدهم أن يأخذوا على أيدي الكذابين الذين يعملون في الوزارات وأجهزة الدولة، لأن هذا يضر بسمعة الدولة ومكانتها. ما كان زايد يكذب، ولذلك كنا نحبه.

يا شيخ خليفة ...

لقد ترك أبوك لك ولإخوانك رصيداً كبيرا من المحبة في قلوب أبناء هذا الوطن، ولكن للأسف أصبحتم تسحبون من هذا الرصيد دون أن تودعوا فيه شيئاً، فأصبحت المحبة تقل شيئاً فشيئا، ونحن لا نريد أن تكون علاقتنا مع أبناء زايد إلا المحبة، ولذلك نتمنى أن لا تحيدوا عن سياسته الحكيمة في إدراة البلاد والعباد، فقد كان حريصاً على استقرار البلاد، وكان مُكرماً للرجال، مُحباً لأهل الخير، مُبغضاً للمنافقين والإنتهازيين، فكان الرجل منّا يقول له ما شاء فلا يُنكر عليه، بل كان يسمع ويسمع ويسمع ثم يأمر بما يُصلح الناس والحال، ولم يكن يسجن أو يسحب جنسية من ينصح، فهذه ليست سيرته ولا عمله، وهذا العمل دخيل على الدولة، ونحن نعلم أنه أتانا من الخارج، ولا نريد هذا، بل نريد أن يأمن المواطن على نفسه وأهل بيته، وأن يقول الحق في بلاده، وأن تُحفظ حقوقه، وأن لا يخاف في بلاده إلا الله.

يا شيخ خليفة ...

نحن لا نريد أن نخاف حكومتنا، بل نريد أن نحبها، والحب لا يأتي بالتخويف بل يأتي بكسب القلوب، والبعض يعتقد بأن الحب يأتي بملئ الجيوب، وهذا لا يعتقده عاقل، فلا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، فمهما أعطيت الإنسان من مال فإنه لا يرضى لأنه يريد المزيد، ولكن الإنسان الحر العاقل يرضى بالمعاملة الحسنة التي تأسر قلبه. أما إهانة الرجال فلا تولّد إلا الأحقاد والضّغائن التي لا تذهب إلا بالإنتقام، فأشد شيء على الحر المهانة، وهي أسهل ما تكون على العبيد، ولذلك نقول: إن معاملتكم لمن هم حولكم من المنافقين والوصوليين لا يجوز أن تكون هي نفس المعاملة مع من هو بعيد عنكم ممن آثر الكرامة على النفاق، فالدولة فيها أحرار، وهؤلاء ابتعدوا عن قصوركم لأنهم لا يرضون أن تنالهم كلمة تجريح أو حتى نصف كلمة، فنفوسهم أبية لا ترضى الذل. المشكلة أن بعض صغار "الشيوخ" لم يخالطوا الناس ولم يروا الأحرار فظنوا أن كل الناس عبيد مثل الذين حولهم، وهذا ما وقع فيه أبناء القذافي، فنحن لا نريد لأبناء شيوخنا أن يكونوا مثل أبناء ذلك المجنون. هناك من أبناء الوطن من هو مستعد لأن يبيد الأخضر واليابس ولا يُمسّ بكلمة تنال من كرامته، وهؤلاء لن تجدوهم في قصوركم أو حولها، ولكنهم موجودون في البلاد ويعرفهم كثير من الناس. هؤلاء هم عدّة الدولة عند الشدائد، أما المنافقون والوصولين فهم مع كل من يدفع أكثر، والذين خانوا صدام في العراق كانوا من أقرب المقربين له، ولذلك قال كلمته التي لم يقل أصدق منها في حياته" :لقد سمّنت الكلاب وجوّعتُ الذئاب". لو هجمت علينا إيران غداً فإن أعدائكم هم الذين حولكم ممن يقولون اليوم فيكم الشعر ويجمدونكم ويسجدون لكم، أما إيران فلن يقاتلها إلا من لم تروهم من الأحرار من أبناء البلاد الغيورين على وطنهم، وهؤلاء أكثرهم من أهل الإلتزام بالدين كما هو الحال في العراق وأفغانستان وفلسطين والشيشان، وكما حصل في الكويت حينما هرب الكل وبقي أهل الدين يقاتلون عن بلادهم وحريمهم.

يا شيخ خليفة ...

والله لو كان هؤلاء الملتزمون العقلاء في أمريكا أو أوروبا لوزنوهم بالذهب، ولو كانوا عند اليهود لكانوا هم الوزراء والقادة، ولكنهم في الإمارات لا يلقون حتى المعاملة الحسنة، بل يُضيَّق عليهم ويُمنعون من كثير من حقوقهم. أنا لستُ منهم، ولكنني أعرف الكثير منهم، وهم رجال يستحقون كل التقدير والإحترام، ويستحق من يضايقهم أن يُضرب بالنعال على أم رأسه لأنه يضر البلاد ويخلخل أمنها ويوسع الهوة بين الحكومة والشعب ويزرع بذور الشك والريبة بأجهزة الدولة التي كانت دائما مبعث فخرنا واعتزازنا. إن الطريق التي تسير فيها الدولة هي ذات الطريق التي سارت فيها مصر وسوريا وتونس وليبيا.

البعض يقول بأن هؤلاء من الإخوان المسلمين، ونحن نقول: وما الضير أن يكونوا من الإخوان المسلمين! هذا التفكير عفى عليه الزمن، فرئيس مجلس الوزراء التونسي من الإخوان، والإخوان اكتسحوا الساحة المصرية في الإنتخابات، فغداً سوف يأتيكم وزراء ورؤساء دول من الإخوان، فماذا ستقولون لهم، وكيف ستستقبلونهم! دولتنا ليس لديها مشكلة مع الإخوان، مشكلة الإخوان كانت مع حكومة مصر، ونحن نعلم بأن أجهزة الإستخبارات المصرية هي التي حاولت تشويه صورة الإخوان في كل مكان، وقد فشلت لأنها أجهزة فاشلة، والدليل: ما يحدث الآن في مصر وتونس والمغرب، ولكن الذي لا نجد له تفسيراً هو: كيف استطاعت أجهزة الأمن المصرية أن تؤثر على المسؤولين في بلادنا! أنا لست من الإخوان، ولكننا كنا نتعوّذ من الشيطان كلما زار "حسني مبارك" بلادنا، فكنا نتوقع أن تحدث مصيبة كلما غادر، فهذا الخبيث هو الذي أفسد الأمة العربية كلها، لا مصر فقط، وليس الإخوان هم من أفسد الأمور. الإخوان أرادوا الخير لمصر، وهو أراد لها الدمار، وقد دمّر اقتصادها وحياة المصريين فيها، فهل يريد البعض في بلادنا أن يمشي على خطى هذا الخبيث! الإخوان هم الذين درّسونا في المدارس بعد أن هربوا من مصر ابان حكم الطاغية "جمال عبد الناصر"، فهم أساتذتنا وهم معلّمونا وهم مربّونا وإن كنا لا نتبع جماعتهم إلا أننا لا ينبغي أن ننسى فضلهم علينا، وقديماً قيل: "من علّمني حرفاً صرت له عبدا"، فنحن كنا بين صياد سمك أو راعي غنم، فتعلمنا على أيدي هؤلاء الكتابة والقراءة وسائر العلوم.

يا شيخ خليفة ...

نحن لا نريد أموالاً ولا عقارات ولا عمارات ولا سيارات ولا بيوت فارهة ولا يخوت ولا وظائف كبيرة، ولا حتى زيادة رواتب إذا كان كل هذا على حساب كرامتنا. نحن نريد كرامتنا. لا تمسوا كرامتنا ولا تمسوا ديننا وخذوا ما شئتم من البلاد وخيراتها


--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post
طالب عوض الله
المشاركة Apr 7 2012, 08:08 AM
مشاركة #140


كاتب وباحث إسلامي
صورة المجموعة

المجموعة: الكتّاب
المشاركات: 378
التسجيل: 26-September 11
رقم العضوية: 55




صرخة إلى الأجناد





أبو مؤمن الشامي




]يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَايُحْيِيكُمْ[




إلى إخوتنا وأبنائنا ضباطاً وجنوداً، وقادة وزعماءعشائر...



إلى كل من كان في يده قدرة على نصرة دين الله تعالى...



إلى أحفادالصحابة... أحفاد المجاهدين القادة... أحفاد الفاتحين الأول... يا أبناء خير أمة... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحمد الله إليكم أن جعلنا مسلمين، ونتكلم بكلامرب العالمين، وكفى بها من نعمة.



أبناءنا في الجيوش...



إنكم ترون حال أمتكم،وما أنتم عمّا يجري لها وبها بغافلين، وقد استغاثت بكم الحرائر والثكالى، ولاتزال... نادتكم فلسطين وأقصاها، والعراق التي سقطت بغدادها، حاضرة الخلافة ومعقلالمعتصم والرشيد... ونادتكم بلاد أالأفغان إذ قصفت البيوت فوق أهلها، والشيشانوالروس يذبحونها، وكشمير والهندوس يمزقونها، وكوسوفا حيث اغتصبت حرائرها، وماالجبال تحتمل ما قد ترون وتسمعون، بل تخرّ لهولها هدّا... ناداكم أهلكم في تونسومصر وليبيا وسوريا واليمن على أعدائهم حكامهم، لتخلصوهم منهم ومن أنظمتهم الخائنةالعميلة التي أثقلت ببلائها وجثمت بكلكلها وتنتظر سائر بلاد المسلمين لمناداتكموَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي]منتظرة الاستجابة منكم... بل ناداكم ربكم فقال: فأين المجيب فيكم المضحي في الدنيا في سبيل[الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُالآخرة، المستغلي لدينه ولربه على ما سواه؟! فإلى متى تقدّمون منهج السلامة علىسلامة المنهج؟



أمن الاستجابة أن تغضّوا الطرف، وتضربوا الذّكر صفحاً عن المصائبوَلَا تَهِنُوا فِي]وهي تصب حممها على أمتكم وأهليكم وقد قال ربكم قبلها: ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَاتَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًاحَكِيمًا (104) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ[بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا؟



أخوتنا تحت السلاح... أيها الرجال وقد كثر أشباه الرجال...



نعلم أنه ما منمسلم يرى ما يجري إلا وغلت الدماء في عروقه، فأنتم من هذه الأمة ولم ينقطع فيكمالرجاء... أنتم أهل المنعة والسلاح، مسؤوليتكم أمام الله عظيمة وعنها ستسألون،وإنكم ترون أن الحكام لا يتحركون إلا لتنفيذ ما يخطط الكفار لبلادنا... نعلم أنأحدكم يتحرّق شوقاً ليوم عزٍ ونصر، وأنه لا يكفي في ذلك عمل فردي، وإن كان صاحبهمأجوراً، لأنه لا يثمر تغييراً، فلا يكون التغيير إلاّ بعمل جماعي منظم يستجمعالقوى ويحدد ساعة القفز على حلاقيم أشباه الحكام هؤلاء ومن لف لفَّهُمْ. مصحوباًبالتوكل على الذي أمره بين الكاف والنون، وهو الذي وعد ووعده الصدق:



قُلْ]أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِمَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَاعَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَآَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِكَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُالَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًايَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ[فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55)



فتخيّروا لأنفسكم مقعد العز في الدنياوالفوز في الآخرة، وإلا فمقعد الذل في الدنيا والخزي في الآخرة، فقد والله جئناكمبخيري الدنيا والآخرة وأنتم لها أهل، وقد آن أوان أن تخشع قلوبكم لذكر اللهأَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ]وتستجيب، قال تعالى: قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُواكَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ .[قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ



إي وربي قد آن...



أيهاوَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا]الأبدال في زمن الأنذال قال تعالى: .[غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ



أيها الأنصار... أحفاد سعد بنمعاذ... أيها الضباط والقادة...



تعلمون أن نبيكم عرض نفسه على قبائل العرباستنصاراً له ولدينه، فكان منها من أساء الرد وعنّف الجواب، فكان عبر القرون مثالسوء، وكان منها من فاوض على الملك بعده فيهم، طلباً للدنيا على حساب الآخرة، فلميكن لها من تلافٍ ولا لذنابها من مطلب وفاتت بنو عامر الفرصة أن يكونوا أنصاراً وماكانوا سابقين، وكان منها من عرض نصرته مما يلي العرب دون ما يلي الفرس، خشية منالخلق، فما قدروا الله حق قدره، فقال لهم رسولكم صلى الله عليه وسلم: «ما أسأتم فيالرد إذ أفصحتم بالصدق، وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه» ومنهامن بايع الرسول صلى الله عليه وسلم فكانوا هم الأنصار الذين قال لهم رسولكم صلىالله عليه وسلم فيما أخرج مسلم: «أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَرْجِعَ النَّاسُبِالدُّنْيَا وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللهِ إِلَى بُيُوتِكُمْ، لَوْ سَلَكَالنَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَ الْأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الْأَنْصَار» زاد أحمد: «لولا الهجرة لكنت من الأنصار» ثم دعا لهم ولأبنائهم دعوة مازالت قائمةفي عقبهم.



فمن هم أنصار دينه اليوم؟



يا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلمكونوا إخوانه واسمعوا إلى حديث البراء قال:



كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلىالله عليه وسلم فِي جِنَازَةٍ فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَبَكَى حَتَّىبَلَّ الثَّرَى ثُمَّ قَالَ: « يَا إِخْوَانِى لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا ». وقالرسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «وَدِدْتُ أَنِّى لَقِيتُ إِخْوَانِي. قَالَ فَقَالَ أَصْحَابُ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَوَلَيْسَ نَحْنُإِخْوَانَكَ قَالَ: أَنْتُمْ أَصْحَابِي وَلَكِنْ إِخْوَانِي الَّذِينَ آمَنُوا بِيوَلَمْ يَرَوْنِي »



أيها المسلمون... أيها الأجناد... يا إخوان رسول الله صلىالله عليه وسلم إننا إخوانكم في حزب التحرير قد عاهدنا الله على نصرة دينه، وصلاًلليل بالنهار حتى نقيم دولة الحق والعدل ونجمع الأمة ولا نفرق، وقد هدفنا نحورناإرضاء لله وهي رخيصة إذ سلعة الله هي الغالية، إننا في حزب التحرير نناديكم... نستصرخ فيكم عزيمة الرجال، نستنفر الغيرة والحمية والدين فيكم، نعلمكم أن صبحالخلافة قريب، وعد به ربكم وبشّر به رسولكم فقال: «ثم تكون خلافة على منهاج النبوة» وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى]وهو أقرب مما يتصور فراعنة هذا الزمان قال تعالى: الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ ... أما تحبون أن تكونوا من الأنصار؟ من السابقين المقربين؟ من[الْوَارِثِينَالقليل في الآخرين؟ أما تحبون أن تقام الخلافة على أيديكم؟ أما تحبون أن يحرر بيتالمقدس على أيديكم؟ وأن تتوحد الأمة على أيديكم؟ وتفتح روما على أيديكم؟ إنه واللهلشرف وثواب وواجب عظيم، حري بكم أن تستبقوا إليه من كل أوب وفج عميق. فأين السابقوناليَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ]مقربون؟ قال تعالى: فأين أنصار الله؟ إننا ننتظركم وننتظر منكم الخبر اليقين ولن يطول بإذن[اللَّهِrالله الانتظار... والسلام




منقول عن مجلة الوعي : العدد 302، السنة السادسة والعشرون ، ربيع الأول 1433هـ ، شباط 2012م









--------------------
Go to the top of the page
 
+Quote Post

8 الصفحات V  « < 5 6 7 8 >
Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 17th November 2024 - 02:48 AM