منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

الملف الشخصي
صورة العضو
التقيم
 
الخيارات
الخيارات
الإعلان الشخصي
نور الشريعة لم يقم بكتابة أي إعلان .
معلومات شخصية
نور الشريعة
ناقد
العمر غير محدد
الجنس غير محدد
إسم البلد غير محدد
تاريخ الولادة غير محدد
الهوايات :
لا توجد معلومات
الإحصائيات
الإلتحاق بتاريخ: 24-June 21
عدد مشاهدة الملف 264*
آخر تواجد في : 19th October 2021 - 03:47 PM
التوقيت المحلي: Apr 27 2024, 11:35 PM
13 المشاركات (0 :المشاركات باليوم)
معلومات الإتصال
AIM لا توجد معلومات
Yahoo لا توجد معلومات
ICQ لا توجد معلومات
MSN لا توجد معلومات
Contact خاص
* يتم تجديد عدد المشاهدات كل ساعة

نور الشريعة

الأعضاء

**


المواضيع
الردود
التعليقات
الأصدقاء
المحتوى
- ساهمت ردود فعل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى المتعددة خلال الفترة التى صاحبت وأعقبت تغير وضعية تنظيم طالبان من فصيل متمرد إلى سدة الحكم فى أفغانستان فى كشف ما يعانيه التنظيم وزعيمه من تردد وغيرة واضحة، بل وتناقض فيما بين مواقفه السابقة والحالية سواء على المستوى السياسى أو الإعلامى.

- فبدلاً من إستثمار القاعدة لتلك التطورات بشكل إيجابى تعاونى يخدم أفكار التنظيم وفق العديد من التحليلات المنطقية التى توقع فيها البعض إرسال الظواهرى العديد من رسائل التضامن والتأييد لطالبان سواء بشكل ضمنى أو علنى على خلفية توليهم مقاليد الحكم فى أحد أهم المناطق التى ينطلق منها نشاط تنظيم القاعدة عبر العالم وهى الأراضى الأفغانية، نجد أن الظواهرى إتخذ منهجاً مغايراً للتوقعات وغير من إستراتيجيته بشكل يؤكد على وضع ملف تعزيز نفوذ القاعدة على رأس أولويات زعيمها بغض النظر عن التغيرات السياسية والميدانية التى كان يمكن أن توظف لخدمة مبادئه ولصالح توجهات التنظيم وفق العديد من المدونات الصادرة عن التنظيم والتى طالما إستعرضت أهدافه ورؤيته.


- وفى هذا الإطار، كشفت مجمل ردود فعل القاعدة وزعيمها خلال الأسابيع التى تلت صعود طالبان وتوليها الحكم أن الظواهرى قد فشل فى التعامل مع تطورات الأحداث السياسية الأخيرة على مستوى العالم، وذلك رغم أهميتها وتأثيرها المباشر على وضعية تنظيمه، ويبدو أنه فى الطريق لتفويت هذه الفرصة لأسباب ترتبط بالأساس بالرغبة فى الزعامة والصراع الذى يستهدف إستمرار النفوذ.

- كما عكس تجاهل أيمن الظواهرى للتفاهمات التى أسفرت عن تولى طالبان الحكم وسيطرتها بشكل سريع على الأوضاع السياسية والأمنية على أفغانستان بالتوازى مع الإنسحاب الأمريكى، ضيق أفق القاعدة ووجود أولويات أخرى لا تتماشى مع الأجندة المعلنة للقاعدة التى طالما تم ترويجها للشباب المستهدف جذبه للعمل الجهادى.


- وتؤكد تلك الفرضية ما ذهب إليه الظواهرى وتركيزه على رثاء بعض قيادات تنظيم القاعدة الذين فقدوا مؤخراً نتيجة مواجهات عسكرية مختلفة، بالتزامن مع تجاهله الإشارة لأى من الكوادر الجهادية الأخرى الذين لقوا حتفهم فى ميادين قريبة من الأحداث بل فى الداخل الأفغانى نفسه، مع عدم إهتمامه أيضاً بوضع قيادات تنظيمه فى إيران مؤخراً.

- ولا شك أن الهجمات التى شنها تنظيم داعش على مطار كابول يوم 26/8/2021 والذى قتل فيه عناصر أفغانية أكثر من مائة مدنى وعسكرى، هو عمل ضد الدين والأخلاق والإنسانية، ولا يوجد مايبرره بإسم الجهاد، وأن تنظيمات مثل داعش والقاعدة بشنها مثل تلك الهجمات يمكن أن تورط المنطقة كلها فى صراع طويل المدى سيخلف عدد كبير من الضحايا من المدنيين.


- وفى الوقت الذى كان يتوقع فيه حصول السلطات الأفغانية على مختلف أنواع الدعم اللوجيستى والإعلامى من قبل تلك التنظيمات فى إطار جهود تأمين السلطة الجديدة لمنشآت الدولة وإعادة الإستقرار المفقود لإنجاح ذلك النموذج من وجهة نظر تلك التنظيمات، نجد منهج آخر مفاجىء للجميع بما فيها طالبان نفسها، مما يطرح معه العديد من علامات الإستفهام التى ستجيب عنها مخرجات المرحلة الملتهبة الحالية والتى تموج بالتجاذبات وتتكشف فيها الأقنعة.

- أليس من الأجدى للأفغان أن يرفعوا شعار "أفغانستان للأفغان" للتخلص من الإنتهازيين وإعادة بلادهم لوضعها الطبيعى نحو التقدم والإزدهار الذى تستحقه.
تمكنت حركة الشباب شمال موزمبيق (المشهورة إعلامياً بتنظيم داعش موزمبيق) مؤخراً من الاستيلاء على ميناء موكيمبوا دا برايا الواقع على بعد (80) كيلومتراً من جزيرة أفونجي شمال البلاد، وإغراق عدد من السفن بقذائف صاروخية، وتدمير البنية التحتية الخاصة به، حيث تضم تلك المنطقة مشروعاً لتسييل الغاز الطبيعى الذى يعد أكبر إحتياطى على المستوى الإفريقى، الأمر الذى يثير تساؤلاً حول القدرات التسليحية لهذا التنظيم، فالتنظيم بدأ بالفعل في الاستيلاء على زوارق واستخدمها فى عمليات إرهابية شنها ضد جزر ساحلية ، وأدى ارتفاع معدلات الهجمات الإرهابية لداعش إلى تراجع ثقة الحكومات الغربية فى قدرات حكومة موزمبيق على تأمين المشاريع الاستثمارية الأجنبية، حيث أسفر هجوم داعش الأخير على قرية بالما عن سحب شركة توتال الفرنسية موظفيها منعاً لتعرضهم إلى القتل أو الإختطاف، فداعش يتبنى منذ فترة نهج الاختطاف للحصول على فدية مالية كمصدر آخر من مصادر تعزيز الموارد المالية للتنظيم، وتبلغ قيمة الاستثمارات الأجنبية فى مجال النفط والغاز داخل موزمبيق قرابة (60) مليار دولار تتنوع بين صينية، وإيطالية، وفرنسية، وأمريكية، وفى ظل الفقر والجهل المنتشرين لاسيما فى الإقليم الشمالى، يصبح هؤلاء المواطنون صيداً سهلاً للتنظيمات الإرهابية فيما يتعلق باستقطابهم لصفوفها، وقد أسفرت الأوضاع الأمنية المتردية فى موزمبيق منذ عام 2017 عن نزوح ولجوء أكثر من (700) ألف مواطن ومقتل (2600)، الأمر الذى من شأنه تهديد الأمن الإقليمى لدول الجوار فى حال عدم السيطرة على الأزمة، وسيشكل اللجوء ضغطاً اجتماعياً ومعيشياً على مواطنى تلك الدول حال استمراره.
شهد إقليم كابو ديلغادو المطل على المحيط الهندى شمال موزمبيق الذى يتميز بأكبر إحتياطيات غاز على المستوى الإفريقى والتاسع عالمياً تصاعداً لهجمات تنظيم داعش الإرهابية مؤخراً، مما أدى لذبح وإصابة المئات من المدنيين وفرار الآلاف وإختطاف مسلحين لسيدات تم تزويج بعضهن قسراً للمتطرفين، بينما أجبر الباقون على العمل ضمن شبكات دعارة تدر أموالًا للتنظيم خارج البلاد، بما يعكس نقلة نوعية فى أنشطة التنظيم الإرهابى الذى بدأ نشاطه عام ٢٠١٧ عندما شن بعض العناصر الإجرامية التى لا تتعدى العشرات هجوماً بالسواطير على أفراد الشرطة وأطلقوا عليهم حينئذ أسم تنظيم الشباب، ونتيجة لفشل السلطات فى التعامل مع هذه الحركة فى بداية نشاطها من ناحية، ولتعاطف الشعب خلال هذه المرحلة مع أى نشاط مناهض للنظام الفاسد من ناحية أخرى، فقد نجحت المجموعة فى استقطاب المئات إلى صفوفها، لتتحول إلى جماعة أطلقت على نفسها أسم أنصار السنة، مدعية أن لها منهجًا محافظًا، وفكرًا متدينًا، وبالفعل تمكنوا من نشر الفكر الراديكالى الخاص بهم، وفى يونيو 2018 أعلنت الجماعة انضمامها لتنظيم داعش، وقررت في 2020 تغيير اسمها لحركة الشباب، وعملت على توطيد أواصرها بعدد من التنظيمات الأخرى داخل القارة مثل حركة الشباب الصومالية، وقد بلغت الهجمات الإرهابية لحركة الشباب شمال موزمبيق ( المشهورة إعلامياً بتنظيم داعش موزمبيق) خلال الفترة من 2017 وحتى 2021 (856) عملية أسفرت عن مقتل (2.780)، بينما وصلت الوفيات الناجمة عن استهداف المدنيين نحو (1.378) .

المتابع لما تقوم به الجماعات الإرهابية والتكفيرية من تجنيد للنشء والأطفال للانضمام لصفوفها سيكتشف أن عقول وأفكار وأخلاق، بل ودين أطفالنا ونشئنا، أصبحت كلها كميادين السباق يسابقنا فيها التكفيريون والإرهابيون للنيل من أبنائنا والوصول إليهم بهدف تجنيدهم لاعتناق الأفكار الضالة، خاصة في ظل هذا الانفتاح التقني وإدمان نشئنا وأطفالنا للتبحر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من علوم الميديا بمختلف أشكالها وقراءة في الأرقام التي تتحدث عنها تقارير أجهزة المخابرات العالمية ستكشف لنا أن الجماعات التكفيرية بدأت فعلاً حرب شرسة معنا من أجل الفوز بعقول أطفالنا، وهو ما يعني ضرورة أن نستيقظ قبل فوات الأوان لنحصنهم في مواجهة هذا الطوفان الغادر. قضية هامة يقول الدكتور الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، إن قضية تحصين النشء والأطفال في مواجهة الفكر التكفيري والمتشدد في غاية الأهمية، خاصة وأن هؤلاء النشء في حال إهمالنا لهم سيتحولون في المستقبل لمشروع متشددين بسهولة إذا استغلت الجماعات التكفيرية جهل هؤلاء الصغار ونفثت في عقولهم سمومها التكفيرية والإرهابية. ويضيف لا بد من تكاتف جهود الأسرة والمدرسة والمسجد على التوالي من أجل تربية الأطفال وتوجيههم بشكل صحيح فلابد على الأسرة أن تسعى لمنح الطفل السلامة النفسية والطمأنينة بحيث يكون الأب والأم قدوة لأبنائهم في التمتع بخصال الإسلام الصحيحة البعيدة عن التطرف الشديد أو الإفراط في أمور الدين فالطفل يصلي مثلما يشاهد والده يصلي ويصوم مثلما يجد والده يصوم، وكذلك الأمر في كل العبادات والشعائر الدينية، فإذا تمتع الأب بالوسطية، فسوف يتمتع الابن بالوسطية أيضاً وإذا وجد الطفل والديه لاهيين يبحثان فقط عن متع الحياة ويهملان الدين فسوف ينشأ كذلك، وإذا وجد الطفل والده متشدداً فسوف ينشأ كذلك لهذا فعلى الآباء والأمهات أن يتقوا الله في الأطفال ويعلموا على أن يكونوا قدوة حسنة بحيث ينشأ الطفل صالحاً نافعاً لوطنه ودينه والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في حديثه الشريف: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه»، ويوضح استمرار وتوسع الأثر وعدم اقتصاره على مرحلة الصغر وذلك في حديثه القائل: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»، ولا بد أن ندرك أن توعية الآباء والأمهات لأبنائهم بمخاطر الإرهاب وآثاره المدمرة عامل مهم جداً في بناء جيل قوي متسلح بالأفكار الصحيحة التي تحميه من الإرهاب ومخاطره، كما أن الحوار الهادف والهادئ من الآباء والأمهات مع أبنائهم من خلال التأكيد لهم على الدور البارز الذي تقوم به القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب وتضحيات الشهداء من أجل الحفاظ على أمن واستقرار الوطن، تعطي صورة ذهنية رائعة، وتجعلهم يشعرون أن الدولة تهتم بسلامتهم وأمنهم وكرامتهم ومستقبلهم. ويقول: المدرسة عليها عبء كبير ومن هنا فلابد من إعادة صياغة العديد من المقررات الدراسية وتطويرها لتسهم في تعزيز الانتماء الديني الصحيح، وكذلك تعزيز الانتماء الوطني في نفوس الأطفال والنشء كل ذلك إلى جانب تعزيز المواد الدينية، وتوضيح صورة الإرهابيين والتكفيريين فهو أمر مهم للغاية بحيث يدرك الطفل منذ الصغر أخطاء الإرهاب والتكفير دينياً وتاريخياً وفكرياً على اعتبار أن هذه الفئة هي سبب الفتنة في كل زمان ومكان، ومصدر اختطاف الإسلام، وتضليل الشباب برفع الشعارات فدور المدرسة كبير في توجيه الطلاب وإرشادهم وحماية أفكارهم، وهو دور لن يتأتى من دون أن يتحمل المعلمون والمعلمات مسؤولياتهم، وتحديداً نشر ثقافة الوسطية والتسامح بين الطلاب والطالبات ولابد هنا من التأكيد على أهمية دور المؤسسات التعليمية تتحمل العبء الأكبر في مواجهة ظاهرة الإرهاب الفكري فهي تمثل الخط الأول في المواجهة مع تلك الجماعات التي تتبنى الفكر الإرهابي. يقظة المجتمع ويقول الدكتور عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، إن التنظيمات الإرهابية فطنت للأطفال قبلنا والدليل أن هناك تقارير تؤكد أن داعش أكبر تنظيم إرهابي على الساحة يسعى للسيطرة على أدمغة النشء والأطفال حتى يكونوا في المستقبل جيل الخلافة بحسب زعم الدواعش طبعاً وهو أمر في غاية الخطورة ويستلزم منا اليقظة بسرعة والعمل بكافة السبل على تحصين الأطفال المسلمين في مواجهة هذا الغزو الفكري خاصة في عصر يعتمد فيه الأطفال على مواطن أخرى غير المنزل والمدرسة للحصول على المعلومة ومنها مواقع التواصل الاجتماعي والتي يسيطر عليها بوضوح التكفيريون من الدواعش وغيرهم لذلك فلو أهملنا تربية نشئنا وأطفالنا فسوف لن يمر وقت طويل إلا ونجد أنفسنا أما متطرفين يدينون بالولاء للتكفيريين وللإرهابيين وقد نشأ هذا الجيل للأسف الشديد في أوساطنا دون أن ندري ووقتها لن يستطع أحد الوقوف في طريقهم. ويضيف: لا بد أن نعي جيداً أن أن التحصين المبكر للأطفال والناشئة والحرص على عدم وقوعهم في أيدي المتشددين والمتطرفين وبخاصة في مرحلة الطفولة والنشء وهنا من الممكن استخدام وسائل عصرية حديثة متنوعة تتفق ومتطلبات تلك المرحلة العمرية المهمة لتحقيق ذلك ومنها القنوات التي تقدم الرسوم المتحركة على سبيل المثال، وكذلك استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم صفحات هادفة تقدم الفكر الإسلامي المستنير بلغة مبسطة تتفق وأعمار أطفالنا، بحيث نستثمر هذا كله في صناعة وتأليف حكايات وأفلام الكرتون من إبداعنا نحن وليس واردا إلينا من عقول غربية تتصادم مع قيمنا وعقيدتنا، وبهذا المنتج تكون لدينا وسيلة فعالة وناجعة في مواجهة الفكر المنحرف سواء كان متطرفاً أو منحلاً، مما يعد حصانة لعقول أطفالنا ليس في مصر وحدها ولكن في الوطن العربي والإسلامي كله. صورة الإسلام الدكتورة وجيهة مكاوي أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر، تقول: نعيش الآن في وقت كشف فيه الإرهاب عن وجهه القبيح مدعياً أنه صحيح الإسلام، وهذه النظرة السوداوية لها عدة ضحايا أولها صورة الإسلام نفسه وهذه الصور من التشوية من قتل وتدمير قد أدت إلى الانحراف الفكري والتشوية مما أثر على النشء والأطفال سلباً، فهؤلاء يتلقون الإسلام بصورة غير صورته للأسف الشديد، فيتلقونه بصورة تتسم بالسوداوية والإيمان الخاطئ النظرة الأحادية الضيقة ولابد أن نعي هنا أن من أهم الأسباب التي تؤدي للتطرف هو النظرة الأحادية لأحكام الدين بطريقة تجعل صاحب تلك النظرة الأحادية يظن أن كل من يخالفه هو منحرف يستحق القتل، وبالتالي يتحول صاحب النظرة الأحادية إلى إرهابي يمارس العنف وهو ما يحدث اليوم من خلال تلك المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش وغيره من التنظيمات التي ظهرت على الساحة ولهذا فلا بد من أن تعي المجتمعات الإسلامية جيداً أن تحصين الأطفال منذ نعومة أظفارهم ضد الفكر التكفيري ضرورة كالتحصين ضد الأمراض المستعصية فلا بد أن نعلمهم أن الإسلام هو دين الرحمة والوسطية وأن الدين الإسلامي مليء بقيم الرحمة والتسامح وليس قيم التشدد والغلو، كما يروج لهذا الإرهابيون ولابد في هذا الإطار من إعادة النظر في محتوى العنف الذي تقدمه الرسوم المتحركة الموجهة للأطفال، ومن الممكن هنا أن نستغل أفلام الرسوم المتحركة في تقديم القيم الإسلامية الصحيحة من خلال أفلام مشوقة تقدم تفسيرا صحيحا للمفاهيم الإسلامية التي قام الإرهابيون بتشويهها وبدلا من أن يسعى الطفل للحصول على التفسير من أماكن لا نثق فيها فلنمنحها نحن له عن طريق الأفلام التي يقبل على مشاهدتها وبهذا نخلق جيلا متعلما ومثقفا ولديه المعلومة الصحيحة. تضيف د. مكاوي: أيضاً لا بد أن تلتفت المنظومة التعليمية في المجتمعات الإسلامية خاصة التي تعد المناهج للمراحل الابتدائية والمتوسطة إلى أهمية أن يضم المنهج الذي يدرسه الأطفال والنشء على توجه إسلامي صحيح بحيث نربي هؤلاء النشء والأطفال على المنهج الوسطي وينشأ الطفل متقبلاً للآخر، مع التحصين المبكر للأطفال ضد التطرف لأن الأطفال هم دائماً هدف المتشددين في كل زمان ومكان. يرى د. عبد المقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، إنه لابد أن تستيقظ كل أسرة مسلمة وتعمل على متابعة أبنائها بمنتهى الدقة، خاصة في ذلك العصر الذي يمتلك فيه كل طفل آلة تمكنه من التجول عبر شبكة الإنترنت والدردشة مع كثير من الغرباء عنه، وبالتالي، فإن سقوطه في فخ الجماعات التكفيرية والإرهابية ليس صعباً، لذا على الأسرة أن تتابع وتحذر الطفل من الحديث مع الغريب ولو تحدث عليه ألا يثق في كل حديثه، لأن هناك الكثير من خفافيش الظلام من العناصر التكفيرية الذين يكتبون خلف جدران مظلمة وينفثون سموم حقدهم وكيدهم وغدرهم وخيانتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي خصوصاً ما يطرح بـ «تويتر» مع التأكيد على أبنائها وتنبيههم إلى عدم صحة كل ما يكتب في «تويتر» أو غيره من وسائل التواصل، كما أن هناك أسراً أدى انشغالها إلى ترك أبنائها دون متابعة أو رقابة، حتى تسللت إلى عقولهم وقلوبهم أفكار هدامة تحت لباس النصح الكاذب والحق المزعوم.

المصدر
https://www.alittihad.ae/
يُعرَّف التراث بأنّه، كلّ ما ورثه الإنسان عن أسلافه؛ من معارف وعلوم وعقائد وفلسفات ومنجزات مادية، ساهم فيها كلّ أبناء الحضارة الواحدة، على اختلاف مشاربهم وميولهم؛ حيث يمثّل هذا التراث مسيرة أمةٍ أو حضارةٍ ما، عبر عصور وحقب مختلفة، كذلك كان التراث الإسلامي، الذي اشتمل على منظومات عقائدية للفكر الديني، وآراء ومقولات فلسفية، وأفكار سياسية، ومنجزات عمرانية.
ومن المعلوم؛ أنّ تراث أيّة أمّة أو شعب أو حضارة، متعدّد ومتنوّع، سواء في المنطلقات أو النتائج، وهذا ما تجلّى وتمظهر في التراث الإسلامي، الذي تنوّعت مدارسه الفكرية والدينية والفلسفية؛ فمن الفرق الدينية والمذاهب الفقهية، إلى الفلاسفة، أو المتفلسفة، والأدباء والمتصوّفة... إلخ، الذين استندوا في آرائهم وأفكارهم ومعارفهم إلى النصّ الدّيني، أو العقل، أو المزج بين النصّ والعقل، ما أدّى إلى ولادة فرق دينية وأحزاب سياسية، وآراء فلسفية، وأبحاث علمية، حول الكون والإنسان، في شتّى التخصصات، شكّلت في مجموعها ما سمِّي لاحقاً "التراث الإسلامي".
انحاز الإسلام السياسي السنّي إلى المدرستين الأشعرية والحنبلية والإسلام السياسي الشيعي لنظرية ولاية الفقيه وتجليات المدرسة الإمامية
وفي عصرنا الراهن، تعاطى الإسلامويون، ومن شايعهم، مع هذا التراث بطريقة انتقائية فجّة، أفضت إلى اختزاله في مدرسة فكرية واحدة، واستبعاد تراث المدارس الفكرية الأخرى؛ حيث انحاز الإسلام السياسي السنّي إلى المدرستين؛ الأشعرية والحنبلية، وتجلياتهما الفكرية والعقائدية والسياسية، كذلك يفعل الإسلام السياسي الشيعي، حالياً، بانحيازه لنظرية ولاية الفقيه، وتجليات المدرسة الإمامية، وبذلك استُبعد تراث المعتزلة والفلاسفة، والعلماء، والمتصوّفة الكبار، والفرق الإسلامية الأخرى المخالفة.
والسؤال الذي نطرحه، هنا، على الاتجاه الإسلاموي، ومن سار على نهجه؛ كيف لكم أن تفاخروا بوجود حضارة إسلامية، وفي الوقت نفسه تصادرون، أو تقصون، تراث تيارات فكرية وعلماء كان لهم الدور الرئيس، إن لم يكن الأهم، في تشييد الحضارة الإسلامية، وبزوغ نجمها؟
فالإسلاموي يتفاخر، اليوم، بعظمة هذه الحضارة، من على منابره، وبفضلها على الأمم الأخرى، من خلال منجزاتها؛ الفكرية والعلمية، في مختلف العلوم، التي تحقّقت على يد كوكبة من أبناء هذه الحضارة، أمثال: ابن سينا، وأبو بكر الرازي، وابن الهيثم، والكندي، والمعري، وابن رشد، وابن عربي التوحيدي، وجلال الدين الرومي، وابن بطوطة، وابن المقفَّع، والجاحظ، وجابر بن حيّان، والبيروني، وعباس بن فرناس، والخوارزمي، وابن طفيل، وابن باجة، والبتاني، والفارابي، ومسكويه، والمجريطي، وابن النفيس ...إلخ. علماً أنّ هذا الإسلاموي يؤمن، في قرارة نفسه، أنّ هؤلاء جميعاً في نظره؛ إمَا "زنادقة" أو"ملاحدة"، وفي أحسن الأحوال "مبتدعة" تُعدّ آراءهم طعناً في الإسلام!
الاختزال والانتقائية للتراث الإسلامي في مدرسة واحدة واستبعاد المدارس الأخرى أدّى إلى شيوع النزعة الإقصائية
إذاً، لماذا هذا الفصام في النظر إلى التراث الإسلامي؟! فإمّا أن يكون هؤلاء العلماء من أبناء هذا التراث، ومن طلائعه المبدعة والواعية، التي دشّنت بدايات تأسيس العلوم النظرية والطبيعية في الحضارة الإسلامية، التي سطعت شمسها على بلادهم، وعلى الحضارات الأخرى المجاورة لها، فكان لإبداعاتهم تلك السبب الرئيس الذي جلب احترام الحضارات الأخرى للحضارة الإسلامية، إمّا أن تنزع عنهم صفة انتمائهم لهذا الدّين، ولهذه الحضارة، فيحذفون من التراث الإسلامي، فلا يبقى أي معنى لتفاخر الإسلاموي بوجود حضارة إسلامية.
غير أنّ هناك صنفاً آخر من التيار الإسلاموي، كان أشدّ وضوحاً، وتساوقاً مع نفسه، ومع الفكر الديني عامة، في تعامله مع التراث الإسلامي؛ حيث وصف العلماء، الذين قامت على عواتقهم الحضارة الإسلامية، بأنّهم "زنادقة" و"ملاحدة" و"كفرة"، لا داعي لعلومهم النظرية، أو الطبيعية، لأنّ العلم الحقيقي، في نظره، هو العلم الشرعي فقط، الذي يشتمل على العلوم الدينية فقط، وما عداه لا حاجة لنا إليه، وليس له نفع يعود على الدين وأهله، فهو بذلك يختصر الأمر علينا، ويكشف لنا عن الوجه الحقيقي للفكر الديني الإسلاموي، بكافة طبعاته وألوانه؛ فيطالب بتعلّم العلوم الشرعية فقط ودراستها، التي من خلالها قامت الفتوحات الإسلامية، وتمكّنت من نشر الدين الإسلامي في البلاد المفتوحة، وبأنّ الحضارة الإسلامية لا تقاس بعمران الدنيا ولا بعلومها، فالمسلمون حين اشتغلوا ببناء القصور الفارهة، وتعلّم الفلسفة والمنطق والطبيعيات، وركنوا إلى الدنيا، واستهانوا بالعلوم الشرعية، رماهم الله بالدواهي والمصيبات، فالفهمَ الفهمَ، فإنّ الإسلام لم يأتِ لعمارة الدنيا إلّا بالطاعات!
أفضى الإقصاء إلى فقر فكري ضيَّق خيارات أبناء الحضارة الإسلامية وأضاع عليهم فرصة توظيف مدارس فكرية عقلانية
وتأسيساً على ما سبق، نخلص إلى أنّ هذا الاختزال والانتقائية للتراث الإسلامي في مدرسة واحدة، واستبعاد المدارس الأخرى، وآراء الفلاسفة، والمفكّرين، والعلماء، الذين بحثوا وفكّروا في اللامفكَّر فيه، أدّى إلى شيوع النزعة الإقصائية، التي من ثمارها المُرة التي نحصدها الآن؛ نزعات التعصّب، والتكفير، والأفق الضيّق الذي تمارسه جماعات الإسلام السياسي، ومن سار على دربها وفكرها، وتبنّى سردياتها، التي تدّعي امتلاك الحقيقة المطلقة للدين والدنيا، كما أفضى هذا الاختزال إلى فقر فكري مدقع، ضيَّق خيارات أبناء الحضارة الإسلامية، وأضاع عليهم فرصة توظيف مدارس فكرية عقلانية، كان من الممكن لها أن تسهم في تغيير زاوية النظر والفهم، للدين والتديّن، وإشاعة رؤية فكرية أكثر إنسانية للكون والوجود.
المصدر https://www.hafryat.com
آخر الزوار


5 Jul 2021 - 19:28

التعليقات
لم يقم باقي الأعضاء بكتابة تعليق لـ نور الشريعة.

الأصدقاء
لا يوجد أصدقاء.
RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 27th April 2024 - 11:35 PM