السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
قلق بشأن توتر العلاقة بين الإفتاء والسلفية في مصر
أزمة جمعة والحويني .. إلى أين تنتهي؟ إسلام أون لاين - القاهرة
بدأت أفواج السلفيين في التدفق من كافة أرجاء البلاد إلى محافظة كفر الشيخ بشمال مصر موطن الشيخ أبي إسحق الحويني، وتحديدا أمام محكمة بندر كفر الشيخ التي يحاكم فيها الشيخ بتهمة سب وقذف مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة، فيما أسموه بيوم الوفاء للعلامة المحدث "أسد السنة" أبي إسحق الحويني .
احتشد السلفيون وقاموا بنصب منصة صعد عليها عدد من شيوخهم ورموزهم، وكان الهجوم شرسا على الشيخ جمعة، وبدأه الشيخ السلفي الشاعر عبد الله كمال، من خلال قصيدة هجاء، شرح فيها تقريبا كل ما يأخذه السلفيون على الشيخ جمعة، لكنها احتوت على قدر كبير من الهجوم الحاد.
سبّ أم نقد
وصف عبد الله كمال في قصيدته مفتي الديار بأنه "جاهل وكذاب وآثم ويجيز للناس مذهب التشيع، وحديثه فظ وغليظ ويترك النصارى يسبون الرسول صلى الله عليه وسلم، من دون أن يرد عليهم" واتهم السلفيون المفتي جمعة بأنه يحارب "البدر الحويني" الذي ينشر الضياء!
ووصف "كمال" جمعة بأنه "ناصر دين الروافض" متمنيا له أن يكون أبكما كما وصفه بــ"يا خاذلا نهج الصحابة" واتهمه بأنه "يسب أصحاب الرسول ويشتم الدارمي" كما كان يناديه بــ "علي" مجردا من الألقاب، كما وصف "كمال" نعل الدارمي بأكرم من رأس الـ "مضلل" كما انتقد "كمال" مذهب الشيخ جمعة "الأشعري"، وأضاف "يا من كذبت على محدث عصرنا تؤذي ابن باز والعثيمين... أمن أجل أن طردوك شر طردة؟"
ورفع السلفيون عدة لافتات مؤيدة للشيخ الحويني، منها "أنت الجماعة، ولو كنت وحدك"، و"كلنا فداؤك يا أبا اسحاق"، و"ارحل يا بن جمعة"، و"لينصرن الله من ينصره".
لكن الأهم من كل ذلك أنهم أكدوا على أنهم لن يفضوا المظاهرات حتى يرحل المفتي د.علي جمعة، كما هددوا بالاعتصام أمام المجلس العسكري في القاهرة حتى يلبى لهم مطلبهم، ورددوا شعارات عدة منها "الله اكبر والعزة لله"، و"حسبنا الله ونعم الوكيل"، "اللهم أبدل لنا خيراً من المفتي".
بداية القصة
سألنا الشيخ السلفي ماجد السرساوي لمَ كل هذا الهجوم على المفتي، وهل يمثل ذلك تصريحا بالصراع الذي كان خفيا بين الأزهر والسلفية؟ فأجاب: "لا توجد مشكلة مع الأزهر فكيف أهاجم الأزهر وأنا ألبس عمامته؟ فأنا أزهري صميم"
ويضيف السرساوي: نحن ننتقد آراء وأفكار وأعمال لا ينبغي أن يقر بها.. أنا هاجمت شيخ الأزهر السابق والمفتي علي جمعة وأوقفت عن التدريس بسبب ذلك، ثم رجعت بعد التحقيقات".
وعن القضايا محل الخلاف يقول السرساوي: لقد أجمع المسلمون قاطبة على أن النقاب إما فرض وإما سنة، ولا قول آخر سوى ذلك، حتى الشيخ علي جمعة قال ذلك قبل أن يصير مفتيا للجمهورية، وقال جمعة تحديدا إن النقاب فرض على المذاهب الثلاثة وسنة عند مالك إلا أنه بعد المنصب قال النقاب بدعة فهل نسكت على ذلك" .
ولكن ليس المفتي وحده من صرح بذلك في مسألة النقاب، فلماذا استهداف جمعة تحديدا والإصرار على رحيله؟ – هكذا ناقشنا السرساوي – فأجاب: بأن المفتي جمعة يتحامل على السلفية والسلفيين، وهم تيار عريض داخل هذا المجتمع، بل لا أبالغ إن قلت هم جل المجتمع المصري، فالشيخ كتب مقالا في "الواشنطن بوست" حرض فيها الغرب على السلفيين الذين يمثلون القطاع الكبير من الشعب المصري الذي لم يتعلم المذهب الأشعري والماتريدي كالشيخ علي جمعة، فالناس على فطرتهم يسلمون بما قاله الله ورسوله .
ونفي الشيخ السرساوي أن يكون السلفيون مؤججي فتنة، وأكد أنهم يطالبون بحقهم كما يطالب به الشباب في ميدان التحرير الذين كانوا يعزلون وزارة ويأتون بأخرى في عدة ساعات، وهم لا يمثلون غالب المجتمع المصري، فلماذا يفرض علينا إذا مفت من المفترض أنه يمثل الجميع؟
وأضاف السرساوي أن ما يطالب به ليس عظيما ولا صعبا مطالبا المجلس العسكري الآن بصفته ولي أمر البلاد أن يعزل الشيخ علي جمعة عن إفتاء مصر.
ورفض السرساوي أن تختزل المسألة في كونها صراعا بين الصوفية والسلفية؛ فالسلفية ليس لها صراع مع الصوفية، واستشهد بشيخ الأزهر الراحل عبدالحليم محمود الذي كان صوفيا لكن كانت له مواقف مشهودة نصر فيها الإسلام والوطن، وقال: "ولو كان علي جمعة مثله ما طالبنا بإقالته".
تصعيدات سلفية
ومن ناحية أخرى، أطلق أئمة السلفيين من أنصار الشيخ الحوينى، حملة لجمع مليون توقيع لإقالة مفتي الديار المصرية علي جمعة من منصبه ونصرة الشيخ الحوينى، وطلبوا أن ترسل الرسائل على قناة الحكمة مرفقة بكلمة "إقالة" مع إرسال رقم البطاقة الشخصية.
علي الجانب الآخر نظم آلاف المنقبات والسلفيين مظاهرة، أمام مشيخة الأزهر، للمطالبة بإقالة المفتي وشيخ الأزهر والعدول عن فتوى حظر ارتداء النقاب في الامتحانات التي أرسلها المفتي إلى المحكمة الإدارية العليا، والتي أشار فيها إلى أن النقاب “عادة" وطالب المتظاهرون مجمع البحوث الإسلامية بإصدار فتوى مخالفة تؤكد أن النقاب عبادة وليس عادة.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "ادخل الامتحان من غير نقابي إزاي .. كله إلا نقابي .. ونحري دون نقابي .. لن أنزعه أبدا .. لا تنزعيه أختاه كل القلوب فداه .. وأتمنع ليه أتمنع ليه ..إحنا في فرنسا ولا إيه .. وأفيدونا يرحمكم الله من منع النقاب على مر العصور غير ساركوزى وكمال أتاتورك.. مصر+فرنسا معا حظر النقاب.. ونفسي الأزهر يرجع تاني للإسلام حاضن حامي".
وردد المتظاهرون هتافات معادية لمفتي الجمهورية مثل "علي جمعة قاعد ليه هو أحسن منهم فى إيه .. غيرتوا الشرع غيرتوا الدين كله باسم القوانين .. وحملت بعض المنقبات بناتهن الصغار وهن يرتدين الخمار".. وجاءت المظاهرات بالتزامن مع الجلسة الشهرية لمجمع البحوث الإسلامية.
نقطة الخلاف
هناك خلاف منهجي بين جمعة وبين السلفيين، في عدة مسائل، أهمها أن الشيخ علي جمعة أشعري المذهب في العقائد، وهو بذلك يمثل غالب علماء الأزهر الشريف والمذهب الأشعري هو مذهب غالب أهل الإسلام وعند جمهور العلماء مذهب الأشاعرة من مذاهب أهل السنة والجماعة ومعه المذهب الماتريدي المنتشر عند الأحناف في شرق أسيا ومذهب أهل الحديث المنتشر في شبه الجزيرةالعربية.
فالسلفيون في الحقيقة يمثلون مذهب أهل الحديث الذي على رأسه الإمام أحمد بن حنبل مرورا بشيخ الإسلام ابن تيمية ثم الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآل الشيخ من بعده، إلا أن جل السلفيين يرون أن مذهب الأشاعرة والماتريدية ليس مذهب أهل السنة والجماعة، ويعتبرونه أقرب لهم من مذاهب الشيعة والمعتزلة وغيرهم إلا أنه ليس مذهب أهل السنة والجماعة. وذلك الحكم يجعل أغلب أهل الإسلام ليسوا أهل سنّة وجماعة، فأغلب أهل الإسلام على مذهب الأشاعرة والماتريدية. والمعتنقون لمذهب أهل الحديث يقولون إنهم الطائفة المنصورة التي على الحق.
وعندما قام عدد من الأشخاص مجهولي الهوية بهدم عدد من الأضرحة في عدة محافظات مصرية، توجهت أصابع الاتهام إلى السلفيين، وشن الشيخ علي جمعة هجوما على من قام بهذه الأفعال معتبرا إياهم خارجين عن الدين والعقل والإنسانية، وقال الشيخ في خطبة شهيرة له: "يقولون نريد أن نهدم ضريح النبي وأبي بكر وعمر" ثم ينفعل الشيخ ويصرخ قائلا : "اخرس قطع الله لسانك ويديك ورجليك" ويبكي الشيخ وهو يقول "حسبنا الله ونعم الوكيل " ويكمل : "صرح بعضهم أنه يريد أن يهدم ضريح سيدنا الحسين.. قطع الله لسانهم وأيديهم وأرجلهم أيها المساكين وهل سيدنا الحسين وثن؟ حتى النبي (ص) لم يفعل في أصنام المشركين هذا ..هذا جهل وسوء فهم للإسلام ودعوة للغلو .
لكن الشيخ الحويني لم يصمت وقام بمهاجمة المفتي مباشرة من دون مواربة، وقال الحويني مستهزئا: "إن المفتي من الفتة – الثريد – وهو في رأيي ولد ميتا.. هذا الرجل يعرف شيئا عن أشياء، حتى أصول الفقه التي هو أستاذ فيها نحن فقط من نعرف قدره فيها.. اذهب وأسأل عنه زملاءه في الجامعة، هناك يخبروك عن علمه ودينه وأخلاقه" ثم اتهم الحويني المفتي جمعة بأنه "يكذب على مالك" وكشف عن أنه يؤلف كتابا أسماه " قطع الأبهر من المفتي وشيخ الأزهر " – والأبهر عرق في الظهر يموت صاحبه فورا إذا قطع – ثم وصف الحويني المفتي بالضحالة العلمية التي سيثبتها الكتاب، ثم هاجم الحويني جمعة لأنه كان يجلس بجوار متبرجات ولم يتكلم بشأن التبرج مطلقا، مع أن التبرج لا خلاف بين الأئمة والأمة على أنه حرام .
هجوم جمعة
أثناء خطبة الجمعة في مسجد الرحمة ببورسعيد، وهي مدينة ساحلية معروفة بالانتشار السلفي الكثيف، قاطع شاب ملتح المفتي، واتهمه بأنه أحد عناصر النظام السابق وأنه كان من علماء السلاطين وهتف الشاب في وجه جمعة قائلا: حسبنا الله ونعم الوكيل يا ظالم .. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد .
فرد الشيخ علي جمعة قائلا: النبي، صلى الله عليه وسلم، حذرنا من الفتن وحذرنا من أقوام أحداث الأسنان سفهاء الأحلام وحذرنا من المفسدين في الأرض الذين يتكلمون بكلام الله ورسوله (ص) والرسول منهم براء، من أولئك الذين يكذبون على الله، من أولئك الذين يتكلمون من غير معرفة.. أقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، طوبى لمن قتلهم وقتلوه.. حذرنا النبي (ص) من كلاب النار أنهم يشوشون على الدين وعلى المؤمنين وعلى جماعة المسلمين هؤلاء الذين يهرفون بما لا يعرفون.. إنهم بلاء العصر" ثم ختم المفتي حديثه وهو يبكي ويقول: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ..حسبنا الله ونعم الوكيل.. سيغنينا الله من فضله ورسوله" .
اعتبر السلفيون هذا الهجوم موجها إليهم، وتحريضا ضدهم، واتهاما لهم بأنهم خوارج، ثم قامت الدنيا على جمعة ولم تقعد إلى الآن، وبعدها مباشرة خرج الشيخ الإعلامي السلفي خالد عبد الله ليخصص حلقة كاملة من برنامجه (مصر الجديدة) على "فضائية الناس" ليحاول كشف ما أسماه (حقيقة الشيخ علي جمعة) وكشف عن أن أولاد الشيخ حمود التويجري سمحوا له بأن يكشف عن واقعة فحواها أن الشيخ جمعة كان قد أرسل خطابا يستغيث فيه عائلة التويجري لكي تجد له عملا داخل المملكة العربية السعودية، وصدر الخطاب بالآية الكريمة "ربنا أخرجنا من القرية الظالم أهلها" وعندما ذهب إلى السعودية اشترك مع حزب سياسي إسلامي "منحرف" ومعه تقي الدين النبهاني، ثم رحلته السعودية على إثر ذلك، ويؤكد خالد عبدالله أن الشيخ جمعة يكره السلفية والوهابية وابن باز وابن عثيمين من أجل ذلك، ويحمل لهؤلاء غلا وحقدا.
حقيقة الصراع
ضياء رشوان – الخبير في شؤون الجماعات – يرى في أزمة المفتي والحويني صراع مرجعيات، المرجعية السلفية الوهابية مقابل المرجعية الأزهرية الأشعرية التي تمثل التيار المهيمن على الأزهر تاريخيا، ويرى أن هذا الصراع كان موجودا منذ بداية القرن العشرين لكنه ظهر على السطح بعد ثورة الـ25 من يناير، ثم تيقنت التيارات من أن هناك دولة تذهب وخارطة جديدة ترسم، فكان الجهر بالصراع والتصريح به، لكن هذا الصراع من وجهة نظر رشوان لن يكون مفيدا للحالة المصرية التي تئن بضغوطات اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة.
ورأى رشوان أن الأزمة غير مبررة، إلا أن جمهور السلفيين بدؤوا بالاصطفاف خلف شيخهم الحويني، ما سيؤدي ذلك إلى اصطفاف باقي التيارات التي يقلقها الوجود السلفي في مصر خلف جبهة المفتي علي جمعة، وهو ما بدأ يظهر بالفعل.
وانتقد رشوان الجماعة السلفية لقيامها "بشخصنة القضية " فالشيخ علي جمعة وإن كان مخطئا بإظهاره لميولة الصوفي وهجومه على المنهج السلفي الوهابي في بعض الأحيان، إلا أن الشيخ الحويني وعددا من الرموز السلفية قاموا بمهاجمة المفتي شخصيا والتعدي الصريح على شخصه ومكانته، وعندما قام المفتي بسلك طريق التقاضي قام جمهور السلفيين باعتصامات تستبق أحكام القضاء وتشكل ضغطا عليه.
وعن مطالبات بعض السلفيين بإقالة جمعة باعتباره منحازا ضد شريحة عريضة من الشعب، يقول رشوان إن مطالبتهم مشروعة، لكن الضغط في سبيل تحقيقها يجب أن يتم عبر مؤسسات الدولة وعبر برلمانها المنتخب
***************************
لا تسعفني الكلمات لاعلق على هذا "التقرير" فقد اغرقنا هؤولاء الشيوخ في المهاترات فهل هذا هو دور العلماء؟!! هل هو حرف المسلمين عن قضيتهم المصيرية دولة الخلافة الراشدة ! بدل ان يووعووا المسلمين في مصر ويستغلوا المنابر التي تحت أيديهم لتوجيه شباب الامة للعمل لدولة العز وجمع الشتات ، بدل السير في طريق الوحدة يشدّون الأمة الى الوراء ويمددون في حياة التمزق والتشتت الذي اصابنا ، أين انتم من العز بن عبد السلام الملقب بسلطان العلماء والذي كان يدعو إلى أن يتحد سلطان الأيوبيين، وتتحد كلمة المسلمين لمواجهة الأخطار المحدقة بهم. وكانت وسيلته في ذلك: الخطب على المنابر، والوعظ ونصح الأمراء، وقول كلمة الحق الجريئة التي ألزم الله بها العلماء ... لماذا تركتم الأمة تسبح في الحيرة بين الدولة المدنية والديمقراطية ولم تكلفوا انفسكم قول الحق وارشادها الى دولة الاسلام كيف العمل لها واقامتها!! لماذا حصرتم قضاياكم في فرضية النقاب و هدم القبور !!!
أما الاعلام ومنه موقع الاسلام اون لاين الذي يجعل من الاختلاف أزمة وبدل ان يكتب كلمتين خفيتين وثقيلتين في الميزان كأن يرشد الى الدور الحقيقي للعلماء يأبى الا ان يكون تقريرا مفصّلا طويلا عريضا وكأنها تحشد الحشود لمناصري هذا وذاك ،، مَثَلُ هذا الاعلام الذي يأجج المشكلة ومن الامر الحقير يجعله عظيما كمثَل الوزغ الذي كان ينفخ في النار ليحرق سيدنا ابراهيم عليه السلام وهذا الاعلام يريد ان يحرقنا بصنائع هؤولاء الشيوخ !!