الجهل
أما العدو الرابع فهو الجهل، ولا اقصد هنا الجهل بعلوم الدنيا، بل الجهل بالدين والجهل بالطريق إلى الآخرة، وكم قتل هذا الجهل من مسلمين وأرداهم في المعاصي، وكم فتح الجهل الأبواب للشيطان وللنفس والهوى وللدنيا لكي تدخل عليك وتسيطر عليك، فهو أشد الأعداء الأخفياء خطرا، فمن كان جاهلا استحوذ عليه الشيطان بسهولة، وخدعته شياطين الإنس وهو يظنهم من الناصحين، واتبع هواه وهو يظن نفسه سائرا على شرع الله، وعمل للدنيا وهو يظن أنه قد ضمن الجنة.
نعم الجهل هو أخطر آفة يمكن أن تصيب الإنسان المسلم، فهو عندها عرضة للانحراف بسهولة، أما العالم فهو أشد على الشيطان ملايين المرات من المسلم العابد، قال صلى الله عليه وسلم: ((فَقِيهٌ أَشَدُّ عَلَى الشَّيْطَانِ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ)) [البخاري].
وهنا حتى لا نقع فيما وقع بها آخرون في تشخيص حالة الجهل جيدا لمعرفة طريقة العلاج، ينبغي طرح هذه المشكلة من بابين للضرورة ولفهم المشكلة جيدا، وهي حالة "الجهل الفردي" وحالة "الجهل العام" أو ما يسمى "الرأي العام الخاطئ" عند الأمة الإسلامية، فعلاج الفرد يختلف كليا عن علاج الرأي العالم الخاطئ عند الأمة والذي سببه أيضا جهل بالدين.
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
أضرار الجهل الفردي: الجهل الفردي هو جهلي كمسلم بأمور الدين وبالأحكام الشرعية وجهلي بالمقاييس الشرعية والأفكار الإسلامية والآراء الإسلامية التي تخصني كفرد مسلم، هذا الجهل يؤدي في حالة الفرد المسلم إلى:
• عدم القيام بالتكاليف الشرعية بشكل جيد، أو أحيانا عدم القيام بالتكاليف الشرعية نهائيا.
• كثرة الوقوع في المعاصي بسبب الجهل أنها معصية.
• التساهل في أداء الفروض أو في ارتكاب المحرمات بسبب وجود مقاييس غير شرعية مثل مقياس المنفعة والمصلحة وفعل بعض الأمور المحرمة لأنها أخف من غيرها حرمة على حسب تفكير الشخص، والتساهل في بعض الفروض لأن فعلها قدي يؤدي ضررا على الشخص على حسب تفكيره.
• سهولة وقوع المسلم في حبائل الشياطين وسهولة إتباع هواه وسهولة سيطرة الدنيا عليه.
• الجاهل يكون دليله للأفعال إما هواه أو شيخ وثق به، لأنه لا يستطيع بنفسه التمييز بين الآراء والأحكام.
• الجاهل يظن نفسه عالما، ولذلك لا يرى ضرورة للقراءة أو تعليم نفسه، ولن يدرك مدى جهله إلا إن بدأ بالقراءة والتعلم.
ضرر الجهل العام "الرأي العام الخاطئ" عند الأمة الإسلامية، وهو الجهل بالأمور التي تخص جماعة المسلمين والأمة الإسلامية بشكل عام:
• تصديق الأمة الإسلامية للدجالين والمنافقين والمخادعين من مثل الحكام الحاليين أو علماء بلاطهم.
• كثرة انخداع الأمة بالإعلام المضلل وهو أخطر سلاح يستخدمه المجرمون.
• انسياق الأمة وراء التضليل العاطفي الذي يستخدموه المجرمون.
• مرور مشاريع الغرب على الأمة الإسلامية بسهولة.
• النظر للتغيير نظرة مريبة، فهو ينظر للتغيير العام على انه إما مستحيل أو صعب لا يمكن الوصول إليه إلا بسيل من الدماء، أو أن البقاء على حالنا الحالي خير من الذهاب للمجهول.
• الاعتقاد أن الإصلاح الفردي أو على مستوى الأسرة أو السير خلف الشعارات العامة مثل "العودة إلى الله" و "أن يحب المسلمون بعضهم" أو "الإكثار من العبادات الفردية" أنها طريق لتغيير المجتمعات.
علاج الجهل الفرديعلاج الجهل الفردي يكون بـ:
• القراءة.
• دخول حلقات العلم على مختلف مسمياتها.
• عملية التثقيف في الأحزاب المبدئية الحقيقة.
• حضور حلقات العلم والذكر.
علاج الجهل العام "الرأي العالم الخاطئ"طريقة علاج الرأي العام الخاطئ كونها تخص الأمة الإسلامية بشكل عام فإن طريقة علاجها تختلف عن الناحية الفردية، ويكون ذلك بـ:
• تأسيس أحزاب مبدئية أساسها العقيدة الإسلامية، تعمل هذه الأحزاب على تثقيف الأمة الإسلامية بالثقافة الإسلامية، بشكل مركز في حلقات الحزب، وبشكل عام عن طريق الدروس والخطب والنشرات والمجلات، والاتصال الحي بالناس والبث الإعلامي إن أمكن وإيصالهم الثقافة الإسلامية الصحيحة.
• الدروس والخطب والمجلات وكل طرق التواصل من قبل الأفراد والدعاة والكتاب والمفكرين.
• الهدف من أن كل عمليات التواصل هذه هي لتغيير الرأي العام الخاطئ إلى رأي عام صحيح يعمل للإسلام ولإعادة الإسلام، فليس المطلوب أحزاب ودروس وخطب وكل عمليات التواصل من اجل الدفاع عن الظلم أو من اجل صرف الناس عن سبب مصائبهم أو من اجل تثبيت العروش الحالية للظالمين، فليس هذا هو المطلوب.
• ولذلك يجب التركيز في عملية التثقيف الجماعي على:
1- تقرير أن غياب الحكم بالإسلام في ظل الخلافة هو سبب المشاكل والبلاء والضنك.
2- تقرير أن الحكام الحاليين هم عملاء للكفار ويحكمون بغير الإسلام ويجب على المسلمين التخلص منهم.
3- تقرير أن على المسلمين العمل لخلع الحكام وإقامة الخلافة، وهذا طبعا لا يكون إلا بعمل جماعي عن طريق أحزاب مبدئية.
4- تقرير أن الكفار وأذنابهم الحكام الحاليين لا يريدون خيرا للإسلام وأهله.
5- تقرير حرمة التعامل مع الكفار أو مع الأنظمة الطاغوتية في تغيير الشأن العام للمسلمين.
6- تقرير أن الإسلام قادر على علاج مشاكل المسلمين كلها، وأن البلايا التي نراها اليوم والتي فيها المسلمون سببها الأنظمة والمبادئ الطاغوتية التي تحكم الأرض كالرأسمالية والاشتراكية والديمقراطية وغيرها من الأنظمة الطاغوتية.
أنواع الجهل بالأحكام الشرعية:• الجهل الطام أو المطبق: وهو عدم معرفة شيء من الإسلام إلا أساسته، مثل أن الله واحد ومعرفة اسم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ومعرفة أننا سنذهب بعد الموت إما إلى جنة أو إلى نار، وبقية الأمور والمعلومات عند هذا الشخص تكاد تكون شحيحة شح الماء في الصحراء، وهذه النوعية من المسلمين موجودة.
• الجهل العميق: وهذا عنده معلومات أكثر من النوع الأول، ولكن معلوماته تكاد تنحصر في الأشياء المعلومة من الدين بالضرورة وبشكل مبسط جدا، أما بقية الأحكام الشرعية فمعلوماته فيها شديدة البساطة.
• الجهل النوعي: وهو جهل عميق في بعض نواحي الشرع، ولكن في جوانب أخرى تراه عالما عارفا، فمثلا ترى شخص عنده معلومات جيدة كافية في موضوع الصلاة واللباس الشرعي، ولكن معلوماته في جوانب أخرى مثل الأحكام الشرعية في الاقتصاد أو الحكم شديدة البساطة.
• الجهل المقبول شرعا: وهو الجهل في الأمور التي لا يرتبط بها عمل الإنسان، فهذا الجهل معذور صاحبه ولا إثم عليه فيه، فمثلا الإنسان الذي لا يريد الحج، فليس فرضا عليه معرفة أحكام الحج، ولو عاش عشرات السنين دون معرفة أحكام الحج، فلا شيء عليه، ولكن بمجرد نيته الحج وعزمه الخروج للحج، فانه يصبح واجبا في حقه تعلم أحكام الحج وتفاصيلها، أما قبل ذلك فلا شيء عليه أن بقي جاهلا فيها، وقس على ذلك أن الأعزب ليس واجبا عليه معرفة كيف يعامل زوجته، وليس واجبا على شخص أن يتعلم أحكام البيع والشراء والتجارة حتى يدخل في هذا الباب، وهكذا.
وفي هذا الباب يجب التذكير أن الأشياء المفروضة على جميع المسلمين منذ البلوغ بغض النظر عن عملهم كثيرة منها: الصلاة والصيام واللباس الشرعي وأحكام الحياة الخاصة والحياة العامة وأحكام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحكام العمل لإقامة الخلافة وأحكام الولاء والبراء وجزء كبير من أحكام المعاملات وغيرها مما تجب على الجميع لحظة بلوغهم، أما غيرها مما يجب على الإنسان لحظة القيام بالفعل فهذه تعتمد على أفعال الإنسان، إن نوى تصبح فرضا عليه مثل الحج وان لم ينو الحج فلا إثم عليه إن بقي جاهلا فيها.
وينبغي معرفة أن تعلم كل الأحكام الشرعية والاجتهاد فيها فرض كفاية على الأمة الإسلامية ، ومندوب للشخص الواحد، فمن أحب أن يتعلم الفقه كله فلها الأجر والثواب عند الله تعالى، ولكن إن خلت الأمة الإسلامية من العلماء والمجتهدين فالإثم يلحق جميع الأمة الإسلامية حتى يوجد أشخاص يكفون لتعليم الناس الأحكام الشرعية والاجتهاد فيها.
• الجهل الحتمي: وهذا الجهل هو الجهل فيما لم يرد لله للبشر أن يطلعوا عليه، فإن حكمة الله اقتضت ببقاء البشر جاهلين في تلك الأمور، مثل معرفة الحكمة من بعض التشريعات والحكمة من قضاء الله وقدره في بعض الأمور، ومثل الجهل في معرفة حقيقة وكنه الجان أو الملائكة بشكل تفصيلي، فالإنسان مهما أوتي من علم فعلمه قليل قليل بالنسبة لعلم الله تعالى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] وردت هذه الآية عندما سأل الكفار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حقيقة الروح التي بين جنبي الإنسان، فكان الجواب من الله تعالى، ويقول أيضا: { قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف: 109] فالحقيقة الأكيدة أنه كلما زاد اطلاع الإنسان على المعارف والعلوم أدرك كم هو جاهل.
الجهل في تشخيص الحالةالجهل في تشخيص الحالة يؤدي إلى الخطأ في العلاج، فهذا معروف منطقيا، فمن لم يفرق بين جهل الأفراد والجهل العام " الرأي العام الخاطئ" فهو لن يستطيع أن يقدم الحلول، ومن رأى أن علاج الجهل الفردي هو الطريق لعلاج الجهل العام فهو مخطئ، ومن رأى أن علاج الأفراد فردا فردا يؤدي في النهاية إلى علاج الجهل العام فهو مخطئ، ومن رأى أن أركان الفرد هي نفسها أركان المجتمع فهو مخطئ.
فإن أردت أن تصلح فردا فعليك بمعرفة مقومات إصلاح الفرد وهي: العقيدة والعبادات والمعاملات والأخلاق، فإن أصلحت الأربعة أصلحت الفرد، وهذا لا يعني أنه يصلح المجتمع ولو بلغ عدد الأفراد الصالحين الملايين، وعناصر إصلاح المجتمع أربعة وهي: الإنسان والأفكار والمشاعر والنظام المطبق، فإن صلحت تلك الأمور صلح المجتمع، ومن هنا يمكن القول أن علاج الجهل الفردي يكون بالتعليم والتثقيف والقراءة، وهذا يعني أن فرد متعلم زائد فرد متعلم زائد مليون فرد متعلم يعني أن لدنيا أفراد متعلمين فقط، لان حركتهم وشعورهم ويقظتهم وانتباههم فردي ليس إلا، لكن لو سيطرت أفكار صحيحة ومشاعر صحيحة على جموع الناس بمتعلمهم وجاهلهم وكانت حركتهم جماعية وشعورهم الجماعي يدفعهم للتحرك والتغيير وقادهم شخص يحمل تلك الأفكار والمشاعر الصحيحة فإنه يستطيع تغيير حال الناس وستسيطر الأفكار الصحيحة والمشاعر الصحيحة على الناس حتى لو كان المدافعون عنها جهلة لا يعرفون عما يدافعون.
إذن العمل الجماعي في تقويم الرأي العام الخاطئ الذي سببه جهل عام بالصواب والحقائق يكون العمل على إزالة ذلك الجهل العام بعمل عام بين المسلمين لتحميل الناس الأفكار الصحيحة والمشاعر الصحيحة حتى لو كان الكثير من الأفراد صالحين.
وللتوضيح نقول أن ترى شخصا يقول الحكام خونة والخلافة هي الحل ويجب إزالة هؤلاء الحكام وحظه من العلم شبه معدوم ولكنه يدرك الحد الأدنى من الأفكار التي تجعله ينقلب على الفساد، ويتبعه ملايين على رأيه وتراهم يؤيدون من يدعو لتلك الأفكار فان ذلك المجتمع فيه قابلية الثورة والتغيير.
أما أن ترى مجتمع فيه ملايين العلماء بالفقه والشرع، ولكن كل عالم مشغول بنفسه وعمله وما يمكن أن يحصله لنفسه من منافع، ويرى أن الفساد مسشتر في المجتمع ولكنه يقول، أنا اكتفي بنفسي وأسرتي ولا يهمني حال المجتمع، فان الملايين مثل هذا في أي مجتمع هم وبال على هذا المجتمع حتى لو كان عددهم بالملايين.
وبناء عليه تصدر العمل للتغيير في المجتمع أحزاب وجماعات وأفراد حملوا أفكارا خاطئة تنم عن جهل بحقيقة التغيير، فعملوا على تأخير التغيير، وبعضهم أرجع عملية التغيير إلى الوراء بدل أن يجعلها تتقدم إلى الأمام، ومن حملة هذه الأفكار الخاطئة نذكر: • من يرون أن إصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح الفرد؛ ركزوا عملهم على إصلاح الأفراد ولم يعملوا على تغيير أركان المجتمعات، فأوجدوا أفراد صالحين ولكن المجتمع بقي ينحدر من سيء إلى أسوا، حتى الأفراد الصالحين لم يستطيعوا أن يقاوموا انحدار المجتمع فانحرف قسم كبير منهم للأسف، وبقي قسم كبير منهم رغم علمه على المستوى الفردي وعلى مستوى الصلاح الفردي، بقي قسم كبير منهم يتمتع بجهل مرعب على مستوى الفكر المجتمعي للتغيير وعلى حقيقة التغيير في المجتمعات، فكان بعضهم جنودا للكفار من حيث لا يدرون.
• الكثير من رواد الإصلاح الفردي كانوا عقبة كأداء أمام رواد التغيير في المجتمعات، فبسبب علمهم الفردي الجيد والعالي إلا أنهم لا يدركون أبسط العلوم على مستوى تغيير المجتمعات، فهم مثلا لا يرون بأسا بالديمقراطية والانتخابات البرلمانية ولا يرون بأسا بالتعاون مع أمريكا ودول الكفر بشكل عام، فغطى علمهم الفردي على جهلهم العام بعملية التغيير، فكانوا وبالا على العاملين للتغيير واثروا على قسم كبير من الناس فتبعوهم لأنهم يظنوهم من العلماء الربانيين.
• البعض سب الناس والمجتمع وتقوقع، ورأى أن تعليم الناس والقضاء على الجهل بينهم أمر شبه مستحيل، فتقوقع على نفسه وترك الكفار يستمرون بعملهم في نشر الجهل بين الناس ونشر الثقافة الغربية.
• البعض أسس حركات لمعاقبة الجهلة والعصاة من الناس، مثل بعض الحركات الجهادية التي قامت بتنفيذ بعض العقوبات الشرعية في مناطق سيطرتها فأوجدت كرها من البعض لمن يدعو للتغيير بشكل عام.
• البعض رأى سبب الفساد متمثلا بالحكام فهم سبب البلاء والمصائب، ولكن طريقة العلاج كانت خاطئة إذ أسسوا حركات للنيل من الحكام وأتباعهم في الأجهزة الأمنية فسفكوا الدماء، واستغلت المخابرات تلك الأعمال لتشويه العاملين للإسلام، واستطاعت أن تقنع البعض أن ثقافتها وعلمها خير من هؤلاء الجهلة القتلة على حسب وصف الحكام.
• البعض عنده جهل في تحديد من هو العدو لتتم محاربته، فخلطوا بين العدو الحقيقي وضحايا الجهل والثقافات الغربية.
فلو قلنا مثلا أن كل شخص يعاديك هو عدو حقيقي لك فهذا فهم خاطئ، إذ أحيانا تقع معاداتك من أخيك ولكنه لا يعتبر عدوا لك، حتى لو هاجمك، فلا أظنك مثلا تعمل لقتله في جنح الليل وتذهب بعدها لتحتفل في بيتك، والسبب انه ليس بعدو لك حتى لو عاداك، فهنا نحن نتحدث عن العداء الذي يعتبر فيه النيل من العدو انتصارا وفرحا، وهذا العدو متخيل في:
1- الكفار
2- جنود الكفار
3- الحكام الحاليين، لان النيل منهم وموتهم يعتبر فرحا للأمة الإسلامية
4- كبار المجرمين والمنافقين
5- كبار الطفيليين الين يعتاشون على وجود المجرمين.
أما الجندي في أي جيش في العالم الإسلامي فليس بعدو لك، حتى لو حاربك، وكذلك الأمر بالنسبة للجهلة من المسلمين الذين يقفون في صفوف العدو ليسوا بعدو لك.
قد تعتبرهم أعداء لك لتنتصر على تبعيتهم وجهلهم فقط لا على شخوصهم وأرواحهم، ولا يعتبر مصابهم فرحا وسرورا لك، أما أن تعتبرهم أعداء لك للنيل منهم فهذا مرفوض، وأظنك توافقني الرأي أخي المسلم.
فعداؤنا مع الجهلة هو القضاء على جهلهم، فنحارب جهلهم لنوعيهم.
وعداؤنا مع الجنود في الجيوش هو القضاء على تبعيتهم للأنظمة وتخليصهم من طاعتها، ولا يعتبر تدمير الجيوش مبعث فرح وسرور لنا، فهم ثروة مسروقة من قبل الحكام يجب تخليصها منهم.
إذن من هو العدو الحقيقي أمر يجب إدراكه جيدا حتى ندرك كيف نخوض المعركة في سبيل تغيير واقع الأمة الإسلامية، أما عدم إدراك واقع العدو الحقيقي يجعلنا نقع في المحظور ونضر جزء من الأمة الإسلامية ونزيده لنا عداء، ويفرح العدو الحقيقي من تصرفاتنا هذه إذا اتخذنا من لا يجب أن نتخذه عدوا لنا اتخذناه عدوا لنا.
• مشكلة الكثير من أبناء المسلمين هذه الأيام الأفراد وقادة الحركات هو عدم تمييزهم معنى "فرض الكفاية" وكيفية إيجاده في واقع الحياة، فالكثيرون مثلا لا يعرفون معنى فرض الكفاية بشكل صحيح، والبعض لا يستطيع حصر فروض الكفاية، والبعض إن عرف فروض الكفاية لا يهتم بها أو يرى أن لا شأن له بها، والبعض إن اهتم بفروض الكفاية فإنه لا يعرف كيفية تنفيذها وإيجادها، والبعض لا يدرك أن إيجاد الخلافة يوجد فروض الكفاية بشكل عام، والبعض إن فقه كل شيء بشأنها تراه يبتعد عن فروض الكفاية خوفا من الظالمين لأن جزء كبير من تنفيذها يتطلب إزالة الحكام وكشف سوءاتهم والعمل الدؤوب لإقامة الخلافة.
إن الإسلام قد ميز الإنسان بالعقل، والعقل إن تم استخدامه على حسب القدرات الموجودة فيه، فانه يستطيع الوصول للصواب، وان تعطيل العقل عن التفكير أو إتباع الإنسان للهوى أو الشيطان أو الدنيا هو الذي يجعل إنتاج العقل إنتاج سيء، أما الاستخدام الصحيح للعقل فإنه لن يؤدي بصاحبه إلا إلى الحقيقة، ولذلك فان العقل بشكل عام يوصل للصواب إلا في حالات منها:• عدم السير على الطريقة العقلية في التفكير تؤدي إلى إنتاج خاطئ للعقل.
• عدم معرفة حدود العقل وقدراته تؤدي إلى إنتاج خاطئ للعقل.
• إتباع الشيطان
• إتباع الهوى
• اللهاث خلف الدنيا
• الاتكال على أفكار الآخرين وتقليدهم على ما هم فيه دون تشغيل العقل.
لذلك نقول أن الإنسان بفطرته وبقدراته العقلية يستطيع أن يصل للحقيقة إلا إن حصلت الأمور في الأعلى، فان المتوقع أن يكون الإنتاج العقلي خاطئا سقيما يهلك صاحبه، ويبقيه في جهل بالعلوم الشرعية المنجية له من سخط الله تعالى.
بعض النصوص والوقائع الحالية تبين مصائب الجهل الذي يظن صاحبه أنه يحسن صنعا:• عن أبو منصور القزاز مرفوعا إلى جندب الأزدي رحمهم الله, قال: لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال فانتهينا إلى معسكرهم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن.
• لما مات علي رضي الله عنه أُخرج ابن ملجم ليُقتل فقطع عبد الله بن جعفر يديه ورجليه فلم يجزع ولم يتكلم في عينيه بمسمار محمي فلم يجزع فجعل يقرأ: "اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق.." حتى ختمها وإن عينيه لتسيلان, فعولج على قطع لسانه فجزع, فقيل له لم تجزع؟ فقال أكره أن أكون في الدنيا مواتا لا أذكر الله, وكان رجلا أسمر في جبهته أثر السجود لعنة الله عليه.
• أمثلة من واقع اليوم: أتباع الإسلام المعتدل وكثير من الشيعة ومن الصوفية ومن أتباع المذهب الوهابي، وبين المسلمين خلق كثير يسيطر عليه الجهل بطرق كثيرة.