الصين وقرار السماح بإنجاب مولود ثانِ في الأسرة الواحدة في ظل المنفعة كمقياس خيارات

[آلاء النادي]

الصين وقرار السماح بإنجاب مولود ثانِ في الأسرة الواحدة في ظل المنفعة كمقياس

‫المنفعة‬ وفقط المنفعة..المقياس الوحيد الذي تتخذه ‫الرأسمالية‬ لتسيير شؤون الحياة..
المنفعة ولو على حساب مخالفة سنن الكون بتحديد النسل وحصره على مولود واحد، وكذلك لا ضير إن كان هناك منفعة من السماح للأسر بمولود !

ورد في تقرير يبث على قناة ‫#‏الجزيرة‬ اليوم الإثنين 25/1/2015 مفاده أن ‫الصين‬ تسمح بإنجاب مولود ثانٍ في الأسرة الواحدة، وبالتالي ستقدم النساء فوق سن الأربعين على الانجاب، مما يعني حاجة المستشفيات لعقد دورات تدريبية لطواقمها على كيفية التعامُل مع حالات ارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها من الأمراض المصاحبة للمرأة الحامل فوق سن الأربعين..
ثم انتقل التقرير للحديث عن ما سيجلبه هذا القرار من منافع ‫اقتصادية‬ تتعلق بافتتاح محلات لبيع الألعاب ومسلتزمات الأطفال، ناهيك عن الحاجة لمزيد من الممرضات لرعاية الأمهات والمواليد وغيرها من المنافع الاقتصادية..

اللافت في التقرير أن موضوعه المنفعة وما سيجلبه هذا ‫القرار‬ من منافع اقتصادية للصين..

هذه هي الرأسمالية في أحد وجوهها القبيحة، مجتمع يعيش سنين طوال دون أعمام ولا أخوال أو عمات أو خالات، تتكاثر فيه أعداد المسنين الذين لا يجدون من يرعاهم إلا ابنهم الوحيد إن كان في صحة تسمح له بذلك، والويل إن كانت ابنة وليس ابن، وهذا يفسر تفضيل انجاب الذكور والتخلص من الاناث ووأدهن بتقاليد جاهلية جديدة على النمط الصيني ليس خوفا من العار وإنما.. كل هذا لأجل مصلحة رأتها العقول القاصرة، متمثلة حسب رأيهم في "‫#‏الرفاهية‬" التي لا ينالها في النهاية إلا المتنفذون!.

ثم تأتي نفس العقول القاصرة لتقرر على أساس المنفعة لا غير السماح بمولود واحد إضافي، في تجاهل شنيع جديد للفطرة الإنسانية.

إن ‫التشريع‬ الذي جاء به ‫‏محمد‬ -صلى عليه الله نبياً وزوجا وأباً وجداً- من عند خالق البشر، فيه الأنظمة الكفيلة بتحقيق العيش الطبيعي المتوازن لبني البشر كلهم، تشريع منزّه عن النقص والأهواء والمنافع الآنيّة، تشريع موافق للفطرة السليمة.

ألا فاحزموا أمركم أيها المسلمون، واسعوا بكل طاقاتكم لتقديم مشروع الإسلام ليكون متمثلا في دولة تحمله للعالم أجمع لتخليص البشرية كلها من الشرور التي جلبتها تشريعات البشر، واستبدالها بتشريعات الإسلام العادلة الضامنة للعيش الكريم للكل بغض النظر عن دينهم رحمة بهم، عملا بقوله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))، لتنالوا خيريّ الدنيا والآخرة.

[أم سلمة]

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً أختنا ونرحب بك في المنتدى.