منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> القوى المادية والقوى المعنوية والقوى الروحية
الخلافة خلاصنا
المشاركة Mar 10 2016, 08:48 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الأعضاء
المشاركات: 4,312
التسجيل: 8-July 15
البلد: فلسطين
رقم العضوية: 2,314



محاضرة ألقيت في فلسطين قبل عامين تقريبا


القوى المادية والقوى المعنوية والقوى الروحية


يندفع الإنسان للقيام بالعمل بمقدار ما يملك من قوى، وكلما كانت قواه أكثر كان اندفاعه أكثر. ويكون مقدار ما يحققه من أعمال بمقدار ما يملكه من قوى. ولذلك تعمل الأمم الناهضة على بناء قوتها، وتحطيم قوة أعدائها، ويعمل القائد الناجح على قياس القوى التي يملكها والقوى التي يملكها أعداؤه قياساً دقيقاً، كي ينجح في تحقيق الأهداف التي رُسمت للأمة أو الجيش أو الحزب الذي يأتمر بأمر القائد.

غير أن الإنسان يملك قوى متعددة، فمنها القوى المادية، وتتمثل في جسمه والوسائل التي يستعملها لإشباع شهواته الحِسِّية، ومنها القوى المعنوية، وتتمثل في الصفات المعنوية التي يهدف إلى الاتصاف بها، ومنها القوى الروحية، وتتمثل في إدراك الإنسان لصلته بالله أو شعوره بها، او بالإدراك والشعور معاً. ولكل قوة من هذه القوى الثلاث أثر في قيام الإنسان بالعمل، غير أن هذه القوى تتفاوت في تأثيرها على الإنسان، فالقوى المادية أضعفها تأثيراً، والقوى المعنوية أكثر تأثيراً من القوى المادية. أما القوى الروحية فهي أكثرها تأثيراً وأشدها فعلاً.

وذلك أن القوى المادية من جسمية أو وسيلة .. تدفع لإرضاء شهوة صاحبها إلى العمل بمقدار تقديره لها ليس أكثر. وقد لا تدفعه إلى العمل مطلقاً مع توفرها لأنه لا يجد حاجة لهذا العمل. وعلى هذا فهي قوة محدودة الاندفاع، ووجودها وحده لا يحتم الاندفاع إلى العمل. فالإنسان حين يريد أن يحارب عدوه يزن قواه الجسمية ويبحث وسائله المادية، فإذا وجد فيها الكفاية لمحاربة عدوه أقدم، وإلا أحجم وتراجع. وقد يجد قواه كافية لسحق عدوه، ولكن يتوهم أن عدوه سيستعين بمن هو أقوى منه فيجبُن، أو يرى صرف قواه في رفاهة نفسه أو رفع مستوى عيشه فيتقاعس. فمحاربة العدو عمل يريد الإنسان أن يقوم به، ولكن إذا كان اندفاعه بمقدار ما يملك من قوى مادية صار اندفاعه محدوداً بها، وصار متردداً في القيام بالعمل مع توفُّرها، حين عَرَضت له عوارض بعثت فيه الجبن أو التقاعس.

وهذا بخلاف القوى المعنوية، فإنها تبعث في النفس تيار القيام بالعمل أولاً، ثم تسعى للحصول على القوى المادية الكافية للقيام به، دون أن تقف عند حد قواها الموجودة. وقد تندفع بأكثر مما تملك من قوى مادية عادية. وذلك كمن يريد أن يحارب عدوه للتحرُّر من سيطرته، أو للأخذ بالثأر أو للشهرة أو انتصاراً للضعيف أو ما شاكل ذلك، فإنه يندفع أكثر ممن يحارب عدوه لغنيمة أو للاستعمار أو لمجرد السيطرة أو ما شابه ذلك. والسبب في هذا هو أن القوى المعنوية هي دافع داخلي مربوط بمفاهيمَ أعلى من المفاهيم الغريزية، وتتطلب إشباعاً معيناً، فتندفع القوى لإيجاد الوسائل لهذا الإشباع، وتسيطر على المفاهيم الغريزية، وتُسَخِّر القوى المادية، وبهذا تصبح لها هذه القوة التي تفوق القوى المادية.
ومن هنا كانت دول العالم كله تحرص على إيجاد القوى المعنوية لدى جيوشها مع استكمال القوى المادية. وكان هبوط القوة المعنوية مؤدياً إلى الهزيمة، كما حصل مع أمريكا في فيتنام، أو إلى انحسار الدولة وتفككها، كما حصل مع الاتحاد السوفييتي.

أما القوى الروحية فإنها أقوى تأثيراً في الإنسان من القوى المعنوية والقوى المادية، لأن القوة الروحية تنبعث من إدراك الإنسان صلته بالله خالق الوجود وخالق القوى، وهذا الإدراك العقلي أو الشعور الوجداني بهذه الصلة بالله يجعل اندفاع الإنسان بقدر ما يطلب منه الخالق، لا بمقدار ما يملك من قوى، بل بمقدار ما يُطلب منه مهما كان هذا الطلب، سواء كان بمقدار قواه أم أكثر أم أقل. فقد يكون الطلب تقديم حياته صراحة، أو قد يكون مؤدياً الى تقديم حياته، فإنه يقوم بالعمل وإن كان أكثر مما يملك من قوى، أو أكثر تأثيرا من جميع القوى التي لدى الإنسان.

إلا أن هذه القوى الروحية إن كانت ناجمة عن شعور وجداني فقط فإنه يخشى عليها من الهبوط والتغيير بسبب تغلب مشاعر أخرى عليها أو تحولها بالمغالطة الى أعمال أخرى غير التي كانت مندفعة لها. ولذلك كان لزاماً أن تكون القوى الروحية ناجمة عن إدراك وشعور يقينيين بصلة الإنسان بالله، وحينئذ تثبت هذه القوى ويظل تيارها مندفعاً بمقدار ما يطلب منها دون تردد. وإذا وجدت القوى الروحية لم يصبح أي أثر للقوى المعنوية لأن الإنسان حينئذ لا يقوم بالعمل بدافعها بل بدافع القوى الروحية فقط، إذ لا يحارب عدوه لأخذ غنيمة ولا لفخر النصر، بل يحاربه لأن الله طلب منه ذلك، سواء حصلت له غنيمة أم لم تحصل، نال فخر النصر أم لم يعلم به أحد، لأنه لم يقم بالعمل إلا لأن الله طلب منه ذلك. أما القوى المادية فإنها تصبح وسائل للعمل لا قوى دافعة عليه.

(من بداية الموضوع إلى هنا من كتاب الفكر الإسلامي لمحمد محمد إسماعيل، فصل: القوى الروحية أشد القوى تأثيراً، مع تصرف قليل)

وقد حرص الإسلام على جعل القوى الدافعة للمسلم قوى روحية، حتى ولو كانت مظاهرها مادية أو معنوية، إذ جعل الاساس الروحي هو الأساس الوحيد للحياة الدنيا كلها. فالله عز وجل حين أمر بإعداد القوة المادية ربط الأمر بالأساس الروحي، فقال: "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ" (الأنفال: 60) وحين أمر بالمحافظة على القوة المعنوية ربط الأمر بالأساس الروحي، فقال: "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (الأنفال: 46). فإدراك الصلة بالله والشعور بها إدراكاً وشعوراً يقينيين هو الأساس الذي تقوم عليه حياة المسلم، وهو القوى التي تدفعه للقيام بأي عمل صغر أم كبر، فهو الروح التي تقوم بها حياته الدنيوية في جميع أعماله، وبمقدار ما يملك من هذا الإدراك والشعور يكون مقدار ما عنده من قوى روحية.

ومع كون القوة الروحية هي الأساس، وهي الأشد تأثيراً في المسلم، إلا أن الله عز وجل شرع من الأحكام ما يؤدي لبناء القوة المادية والمعنوية، كما ورد في الآيتين السابقتين، وذلك لتفاوت الناس في إدراكهم وشعورهم ودرجة تمكُّن الإيمان في نفوسهم. فمن الناس من لا يلتزم إلا بقوة القانون، أو كما جاء في الأثر: "إن الله ليَزَعُ بالسلطان ما لا يَزَعُ بالقرآن". ومن الناس من لا يندفع للتضحية إلا إذا شعر بالعزة والمنعة والسيادة والأمن في ظل الإسلام، فيكون دافعه هو القوة المعنوية. إلا أن القوة الروحية يجب أن يُعمل على أن تكون هي الدافع المحرِّك للمسلمين في الأعم الأغلب.

وقد أرشد الله عز وجل رسوله الكريم إلى دور القوة المعنوية في نجاح القيادة، في قوله تعالى: "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" (آل عمران: 159). فهذه العوامل تضاف إلى كونه صلى الله عليه وآله وسلم هو النبي المرسل، وذلك هو الأساس الروحي. على أن كثيراً من الأحكام تصب في بناء القوة المعنوية لجماعة المسلمين، مثل بيعة الخليفة، والشورى والمحاسبة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتوالي المسلمين فيما بينهم، واجتماعهم للصلوات والجُمع والأعياد والحج والعمرة وغير ذلك. كما أن النجاح في تطبيق الأحكام بما يؤدي لشعور الجماعة بعدالة النظام، والنجاح في الجهاد والفتوحات بما يؤدي لشعور الأمة بالنصر والتمكين، جميع ذلك يصب في بناء قوة معنوية هائلة، ينبغي استغلالها في الاستمرار في تركيز الإسلام في داخل الدولة، واستمرار حمل الدعوة إلى خارج الدولة بالجهاد. ويُخشى أن تتحول إلى نشوة تؤدي للركون إلى الدنيا والبذخ وطلب السلامة. ولذلك وجب أن تكون القوى الروحية هي الأساسُ عند المسلمين، وهي المُوَجِّهُ الصحيحُ لغيرها من القوى.

وعند فهم موضوع هذه القيم يمكن عندها ان يكون هناك امل كبير في ثورة الشام وانتصارها وقيام الخلافة بإذنه تعالى، فان نظرنا فقط الى القوى المادية لوجدنا البون شاسعا بين ما يمتلكه الثوار على الارض وما تمتلكه قوى الغرب وأذنابها ونظام بشار الأسد، وبحساب القوة المادية فقط فان الثورة السورية مهزومة دون شك، حتى لو قمنا بحساب هذا الامر بالقوى المعنوية ايضا مثل الحرية والتحرر من الظلم فانها وحدها تخبو من كثرة الظلم والقتل والبطش الذي تنأى عنه وحوش الغاب وهي مهزومة دون شك، ولذلك فالقوى الوحيدة التي لا يفهما الساسة الغربيون ولا نظام بشار الاسد هي القوى الروحية، فهي الوحيدة التي ابقت جذوة الثورة مشتعلة وقوية وقادرة على الصمود على هذا الكم الهائل من الظلم والبطش وذلك بالشعارات المشهورة مثل " يا الله منا غيرك يا الله"

هذه هي الحسابات التي ينبغي لحامل الدعوة ان ينظر اليها في ثورة سوريا فقط، وإلا قال لا امل بهذه الثورة، فنصر الله وحده وعونه هو الموضوع الاول الذي يجب التركيز عليه، ولا يعني ذلك اهمال القوى المعنوية او المادية.

والقوى الروحية وموضوع الروح عند الانسان المسلم والثقة القوية بالله هي التي تجعل المسلم لا ييأس عن العمل ولا يفتر، فان اشتدت الكروب وكثر القتل فيبقى المسلم عنده الامل بنصر الله، وان لن تقم الخلافة في الشام ايضا فان المسلم يبقى عنده الامل بنصر الله في وقت اخر او مكان اخر ولا يصيبه اليأس ولا القنوط، وان قوة العمل واستمراره لهي الدليل القوي على ما يمكن ان يتسرب الى نفس المسلم ان حدث فيها شي.

وليعلم حملة الدعوة انه لولا القوى الروحية لما كان للحزب وجود الى الآن، فان الحرب الشرسة على حملة الدعوة، من اعتقال وتعذيب وملاحقة وتشويه وتعتيم إعلامي، كانت كفيلة بإنهاء الحزب، ولكن التأييد الالهي لهم هو الذي ادى بالحزب الى الصمود الى هذا اليوم، وان التأييد الالهي فقط هو الذي سيأتي بالنصر لا غير، ولن يكون لذكاء حملة الدعوة وأساليبهم وإصرارهم بمعزل عن التأييد الالهي او القوى الروحية أي قيمة.

ان الدول الغربية هي ايضا تستخدم هذه القوى في تحريك شعوبها، وتضرب على وترها ولكن بشكل مختلف عما هو موجود عن المسلمين، فالأمة الإسلامية اليوم تواجه عدواً يمتلك من أسباب القوة ما يُمَكِّنه من فرض مبدئه وطريقة عيشه في كل أنحاء الأرض. فالولايات المتحدة الأمريكية كمثال، وهي رأس الكفر والعداء للإسلام، تستعمل من القوى المادية والمعنوية ما يُمَكِّنها من تحقيق أهدافها والمحافظة على مصالحها، وتستغل القوة الروحية عند النصارى المتشددين لخدمة أهدافها المادية الجشعة.

أما القوى المادية فإن المحرِّك الأساس للرأسماليين هو المنفعة، ولذلك اندفعت أمريكا بآلتها الحربية المدمرة، ووسائلها السياسية والاقتصادية الماكرة، لتستعمرَ العالم، وتحلَّ محل الاستعمار القديم، فتنهبَ الثرواتِ وتسيطرَ على منابع النفط، وتتحكمَ بشريان الحياة الاقتصادية لغيرها من الدول.

وأما القوى المعنوية، فإن أمريكا لا زالت ناجحة في استقطاب الشباب والشابات من أبناء الشعب الأمريكي للجندية في جيشها، ولا زالت قادرة على حشد التأييد الشعبي لغزواتها العسكرية وانتشار قواتها حول العالم، وذلك لأنها تُقنع شعبها بأن تلك الحملات العسكرية هي ضرورية للمحافظة على القيم التي قام عليها مجتمعهم، وهي قيم الحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان، ولنشر تلك القيم في ربوع الأرض ليعيش في ظلِّها غيرُهم من البشر. كما تُقنع شعبها بأن أعداءَ الأمريكيين يحسدونهم على "طريقتهم في العيش"، وتعني نمط العيش الاستهلاكي للمواطن الأمريكي وسعي كل مواطن لتحقيق ما يسمى "الحلم الأمريكي" في السعادة والثروة والشُّهرة...

وعلاوةً على ذلك، فإن النظام السياسي الأمريكي يوهم أفراد الشعب بأن الحكومة منهُم وإليهِم، وأنهم قادرون على تغييرها متى شاؤوا، وأن قرارات الحكام تخضع لإرادة الناس وتَصدر عن قناعاتهم، ويَستدِلُّون على ذلك بصعود أشخاص غير متوقعين إلى منصب الرئاسة تحت شعارات التغيير والأمل، مثل الكاثوليكي جون كينيدي، والممثل الهوليوودي رونالد ريغان، وحديثاً باراك أوباما، الأسود من أصلٍ كينيّ.

وتساهم الحملات الانتخابية المتكررة كل أربعة أعوام لانتخابات الرئاسة، وما يسبقها من الانتخابات التمهيدية، تساهم في بناء القوة المعنوية عند الشعب الأمريكي، بإشعاره أنه مشاركٌ في النظام، وأن له رأياً وكلمة، وأن المرشح يخطب ودَّه ويطلب صوته.

وأما استغلالهم للقوة الروحية عند النصارى المتشددين فواضحٌ في تظاهر جورج بوش الابن بأنه ينتمي إليهم، وأنه يأخذ أوامره من الرب لغزو العراق وأفغانستان، فيدعمونه بأصواتهم الانتخابية وصلواتهم، وبالزجَّ بأبنائهم وبناتهم في أتون الحروب.

ولذلك فان مواجهة هذه القوى قبل قيام الدولة يختلف عنه بعد قيام الدولة، فبالنسبة للقوى المعنوية عند الاعداء فانه من جراء بعض الاعمال التي لم تصل المستوى المطلوب مثل بعض الاعمال القتالية الفردية انهارت كثيرا معنويات الجنود الامريكيين في افغانستان والعراق حتى اصيب الكثير منهم بأمراض نفسية، حتى اصبحت فكرة غزو أي بلد اسلامي عسكريا بالاجتياح مستبعدة عند الساسة الأمريكيين، اللهم إلا القصف بالطائرات والصواريخ والطائرات بدون طيار، وهذا يدل على خوف من الزج بجنودهم في اتون الحروب رغم ما يمتلكونه من قوة مادية متفوقة على بقية دول العالم.

وهكذا اصبحت القوى المادية ضعيفة امام انهيار القوى المعنوية لجنودها، وانه عند قيام الخلافة ستقوم الخلافة بمواجهة قوة الغرب المادية بقوى مادية مقابلة مضافا اليها قوة معنوية وروحية عظيمة، ستجعل امتلاك المسمين عشر قوة الغرب المادية كافيا كفاية تامة لمحاربة الغرب اجمع وتدمير قوته المادية، هذا اذا لم تكن القوة المادية للمسلمين اكثر من ذلك.

وان من الاساليب التي يتم به القضاء على القوى المعنوية ايضا عند الشعب الامريكي هو كشف حقيقية دولهم المستعمرة التي تنهب شعوب العالم وتدعم الديكتاتوريات وتزج بأبنائهم للموت من اجل مصالح اصحاب رؤوس الأموال، وانه لا يقاتلون من اجل الحرية والديمقراطية وإنما من اجل الجشع الرأسمالي للشركات الرأسمالية المهيمنة على دول الغرب عموما

وأما القوى الروحية فيجب على حملة الدعوة اليوم ودولة الخلافة غدا ان تبين للنصارى انها لا تحارب النصرانية بصفتها دين لأصحابها، وإنما تحارب الرأسمالية ودول الكفر التي تستحقر الاديان وتستغل الدين لمصلحة اصحاب رؤوس الأموال، وان الدولة الاسلامية تستهدف القضاء على انظمة الكفر الرأسمالية الجشعة التي دمرت البشرية لا القضاء على النصرانية كدين، وان كانت ستناقش خطا معتقدات دين غير المسلمين.

وللعلم فان ما يمكن ان تقوم به الامة الاسلامية قبل قيام الدولة الاسلامية سيختلف كثيرا عما يمكن ان تقوم به بعد قيام الدولة الإسلامية، لفارق الامكانيات عند المسلمين حينئذ.

وختاماً، فإن على حملة الدعوة لاستئناف الحياة الإسلامية استقراء حال الأمة الإسلامية، وهم يسعون إلى أخذ قيادتها، وذلك لقياس القوى الكامنة فيها، من قوىً مادية ومعنوية وروحية، ومعرفة مواطن القوة عند الأعداء، ليستعدوا لبناء قوى الأمة، وتحطيم قوة العدو، فتكونَ كلمةُ الذينَ كفروا السُّفلى، وكلمةُ اللهِ هيَ العُليا.

منقول
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 27th April 2024 - 05:29 AM