حزب التحرير و'الخمينية السنّية'
ينظر حزب التحرير إلى الشيعة نظرة تودد كما يتعاطى الإخوان المسلمون مع الشيعة كمذهب وكدولة في إيران زمن ولاية الفقيه، وكذلك ينفتح 'حزب التحرير' و'الإخوان المسلمين' على حركة 'فدائيان إسلام' التي قامت باغتيالات ونشاطات كبيرة في زمن الشاه الإيراني.
المقال ملخص مِن بحث محمد فلاحية 'ولاية الفقيه والأخوة الإسلامية'، ضمن الكتاب الخامس والخمسين (يوليو2011) 'كيف ينظر الإسلاميون إلى بعضهم' الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث ـ دبي.
يعتمد منهاج حزب التحرير الإسلامي في رؤيته على العمل لإصلاح المجتمع وفق الرؤية الإسلامية، حتى لو تطلب الأمر الاعتراض على السلطة ومواجهتها. غير أن اعتماد حزب التحرير على الطابع السري في نشاطاته، وقلة أعداد مؤيديه هي الصفة المحددة التي يوصف بها هذا الحزب.
للحزب رؤية قريبة من الرؤية الشيعية الحاكمة في إيران بنظرته إلى العالم الخارجي؛ فهذه مقتطفات من فكرة إنشاء الدولة بمفهوم حزب التحرير، والتي يتبناها الحزب "حزب التحرير حزب سياسي مبدأه الإسلام، وغايته استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة إسلامية تنفذ نظم الإسلام وتحمل دعوته إلى العالم". وقد هيأ هذا الحزب ثقافة حزبية ضمنها أحكاماً إسلامية في شؤون الحياة.والحزب "يدعو للإسلام قيادة فكرية تنبثق عنها الأنظمة التي تعالج مشاكل الإنسان جميعها، سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية وغير ذلك، وهو يعتمد على التفاعل مع الأمة للوصول إلى غايته، ويكافح الاستعمار بجميع أشكاله ومسمياته لتحقيق تحرير الأمة من قيادته الفكرية، واجتثاث جذوره الثقافية والسياسية والعسكرية والاقتصادية وغيرها من تربة البلاد الإسلامية، وتغيير المفاهيم المغلوطة التي أشاعها الاستعمار من قصر الإسلام على العبادة والأخلاق".
ويتناغم مع مبدأ الانقلابات التي دعا إليها الخميني في العالم الإسلامي ويضيف الحزب في منشوره بنظرة تتطابق والنظرة الشيعية التي تحكم إيران منذ ثلاثة عقود "أما بالنسبة لاستئناف الحياة الإسلامية فلأن واقع جميع البلاد الإسلامية اليوم أنها دار كفر، إذ غاب الإسلام فيها عن التطبيق، ولذلك تبنى الحزب تغيير هذه الدار إلى دار إسلام".
وحزب التحرير ينظر إلى الشيعة بنظرة تودد كما الإخوان المسلمون يتعاطون مع الشيعة كمذهب وكدولة في إيران زمن ولاية الفقيه وكذلك انفتاح "حزب التحرير" و"الإخوان المسلمين" على حركة "فدائيان إسلام" التي قامت باغتيالات ونشاطات كبيرة في زمن الشاه الإيراني وهي حركة شيعية مسلحة والأمر أيضاً يصدُق على دعم "حزب الدعوة" الشيعي بالعراق، وعلاقته بأحزاب مثل حزب الله اللبناني في الوقت الراهن والحكومة الايرانية.وعندما سئل رئيس المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عثمان بخاش خلال المؤتمر العام للحزب الذي عقد الاثنين 19/7/2010 في بيروت عن علاقة الحزب بالشيعة، وعلى أن الحزب معروف عنه التسامح مع المذهب الشيعي أجاب بخاش قائلاً "نحن نقوم على خطاب الإسلام، ولا نقوم بأي توصيف آخر لا سني ولا شيعي، فالمسلم من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله". وهذا هو الخطاب الذي يتهم به الحزب على أنه يحمل فكر جماعة المعتزلة الشيعية.
هنالك ضبابية حول موقف أهل السُّنة في إيران حيال الشيعة، ونظريات يتبناها النظام الشيعي مثل الأخوة الإسلامية، والتقارب بين المذاهب الإسلامية وولاية الفقيه، لأنّ أهل السُّنة في إيران محرومون من طرح آرائهم الناقدة للتشيُّع، ومن حرية القلم والتعبير ولا يملكون حق طباعة ونشر آرائهم في كتب ومنشورات، لذلك إذا ما أراد شخص أن يحقق في هذه الموضوعات بالمعنى الواقعي للكلمة فإنه سيواجه فقدان المصادر المطلوبة أو قلّتها.
وهذا الأمر بحد ذاته سيجعل البحث والدراسة أمراً صعباً للغاية بل مستحيلاً أحياناً، ولهذا السبب بالذات فإن الأكثرية الساحقة من الباحثين الإيرانيين (حتى طلاب الشـريعة وطلاب الجامعات الشيعية) مقيّدون في الوقت الحاضر، فهم يقبلون التعاليم التي لُقّنوها منذ طفولتهم من قِبل الأسرة والمدرسة والمنابر والمجالس، وهم متأثرون عموماً بهذه التعاليم ذاتها التي يبلغها علماء الدين التقليديون، لذلك من النادر أن نجد شخصاً ينظر إلى هذه التعليمات بعين الشك والارتياب أو بنظرة ناقدة فاحصة.
أوجه الاختلافات ـ في الفترة الأخيرة ـ بين السُّنة والشيعة أضيفت إلى قائمتها الحالة السياسية إلى جانب العقائدية والفقهية والمذهبية، وخصوصاً بعد قيام الجمهورية الإسلامية الشيعية في إيران، فلا يمكن دراستها بمعزل عن السياسة والموقف السياسي، إذا لاحظنا أنّ معظم الشيعة في العالم يقطنون إيران لذلك انصبّ التركيز على إيران لأنها تعتبر نفسها في الكثير من المناسبات تمثل الشيعة في العالم.
حزب الفرقان، تأسس العام 1996 على يد الشيخ جليل قنبر زهي شه بخش، يعد من أبرز الحركات المنضوية تحت لواء التيار السلفي، وهو أحد الأحزاب السنية التي لاتؤمن بمفاهيم ولاية الفقيه، ولا الثورة الشيعية في إيران ويهزأ الحزب بالشعارات التي يطرحها النظام الإيراني كالدعوة للوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب التي يروج لها النظام في إيران كثيراً.
ويؤكد حزب الفرقان في أحد بياناته أن الثورة الإيرانية الشيعية تدار من قبل فرقة الحجتية الضالة حسبما ينقله هذا البيان: "يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا کَلِمَةَ الْکُفْرِ" (التوبه - أية 74). نعم وكما يذكر القرآن الكريم بصريح العبارة عن منافقي صدر الإسلام فإن هؤلاء الصفويين أسوأ من منافقي صدر الإسلام لأنهم خرجوا من مدرسة ابن سبأ اليهودي، يسبون الخلفاء الراشدين وأم المؤمنين وينشرون البدع ويخلّدون ذكرى(أبو لؤلؤة)".
وأكثر من ذلك يؤيد الحزب ما يقوم به جند الله ويوافقه في استيفاء حقوق السنة في إيران عبر إشهار السلاح بوجه الحكومة الشيعية، ويعتبرون حربهم حرباً ضد أئمة الكفر والضلال ومقاتلة الولي الفقيه الذي يسيطر على رقاب السنة في إيران التي تشكل ثلث سكان هذا البلد فلا سبيل إلا الحرب الشاملة ".ويتركز بعض الخلافات حول ما جاء في الدستور الإيراني وتهميشه للسُّنة وإقصائهم بشكل واضح حيث لا يسمح للسنة بأن يتصدوا لرئاسة الجمهورية في إيران، واعتبار المذهب الشيعي هو المذهب الرسمي وما ينتج عن هذا الأمر من افرازات ضد السنة.
ينتقد علماء السُّنة التوجّه الشيعي حيال اعتبار الأئمة معصومين وسنتهم امتداداً لسنة الرسول ينزل عليهم الوحي وسنتهم جزءاً لا يتجزأ من مصادر التشريع في الشريعة الإسلامية وهذا ما لاتقبله الحركات الدينية السُّنية في إيران إطلاقاٌ، ولهذا السبب يعتبر الشيعة كلام الأئمة مثل كلام النبي وكلام الله.
ويؤكد أحد علمائهم الشيخ عبد الحميد مولوي أنّ "أهل السُّنة في إيران لم يطالبوا بتأسيس دولة سنية، ولم يرجوا أن يختار رئيس البلاد منهم، ولكن أكبر رجائهم أن يراعى العدل في حقهم، ويُتجنب فرض التمييز عليهم، فإن أهل السنة أيضا مواطنون في هذا البلد، والتعايش السلمي لا يمكن إلا بمراعاة العدل في حق كافة المواطنين، ونطالب بتنفيذ العدل المصرح به في الدستور في حقنا".
http://www.middle-east-online.com/?id=132008التعليق
دعوة وصلت عنان السماء وبلغ الآفاق صداها لا يستطيع المتآمرون إخفاءبريقها
ورغم ذلك لا يجد الإعلام في جعبته أمام قوة الحق إلا أن يحاول الخلط والتضليل
فكاتب المقال يعرض علاقة الحزب بالشيعة وعدم تفرقه بين السنة والشيعة على اساس طائفي
يعرضها كأنها تهمة!! ويعيب ذلك على الحزب
حيث يتناول الموضع ويعرضه بشكل يوحي بأن ما يقوله هو الصواب وأن نظرة حزب التحرير للشيعة نظرة خاطئة
اضافة لمحاولة خلط واضحة بين الشيعة ومحاولة تضليلية لايجاد علاقة بين الحزب واحزاب شيعية
وتوافق افكار الحزب معها
كأنهم يقولون" الحزب كغيره حزب يعمل بدون نتائج"
متناسين تميزه وتميز هدفه وطرحه