منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

الملف الشخصي
صورة العضو
التقيم
 
الخيارات
الخيارات
الإعلان الشخصي
طارق رافع لم يقم بكتابة أي إعلان .
معلومات شخصية
طارق رافع
ناقد نشط
العمر غير محدد
الجنس غير محدد
إسم البلد غير محدد
تاريخ الولادة غير محدد
الهوايات :
لا توجد معلومات
الإحصائيات
الإلتحاق بتاريخ: 2-July 14
عدد مشاهدة الملف 4,164*
آخر تواجد في : 21st June 2018 - 09:21 PM
التوقيت المحلي: Nov 7 2024, 12:45 AM
94 المشاركات (0 :المشاركات باليوم)
معلومات الإتصال
AIM لا توجد معلومات
Yahoo لا توجد معلومات
ICQ لا توجد معلومات
MSN لا توجد معلومات
Contact خاص
* يتم تجديد عدد المشاهدات كل ساعة

طارق رافع

الأعضاء

***


المواضيع
الردود
التعليقات
الأصدقاء
المحتوى
بسم الله الرحمان الرحيم
في طريق عودته من تونس الى قابس عبر القطار استاذنته للاطلاع على مجلة الوعي التي كان بصدد مطالعتها و بعد ان قرات بعض العناوين و الاسطر خاطبته قائلة الشعب اليوم في حالة من الخصاصة و الفقر و الجائع لا تعنيه السياسة و الايديولوجيا فبين لها ان الفقر ناجم عن سوء التوزيع و ظلم الانظمةو لذلك لابد من العمل لتغيير النظام سبب البلاء و تطبيق نظام يضمن العدل و العيش الكريم العزيز للجميع و هذا ليس الا نظام الاسلام احتجت و انكرت فرد عليها بحجج دامغة و لما اعوزتها الحجة اكفهر وجهها و لاذت بالصمت ثم اردفت انا مهندسة، و بعد برهة اجابها ان المسالة قد حسمت فاستغربت عن اي مسالة تتحدث فقال هذه الانظمة التي ترين تسير نحو الزوال و ان الخلافة الاسلامية –لا خلافة داعش-على الابواب تعرفين الخلافة و تعرفين حزب التحرير فردت نعم .هذا النقاش لم يدم اكثر من عشرة دقائق لتغادر القاطرة في المحطة الاولى القلعة الصغرى و ليجد الرجل نفسه رهن الايقاف في المحطة الموالية اي صفاقس .
الأمن المسلح كان بصدد البحث عن شخص يجلس في المقعد عدد كذا و الحال ان الشاب قد غير مكانه عفويا ثم اضاف احد الاعوان لباسه كذا بلون كذا و كذا و كان الوصف دقيقا منطبقا عليه و بعد تفتيش الحقببة وجد المطلوب مجلة الوعي مرسوم علي واجهتها الرايات و بعض مناشير حزب التحرير تهللت الوجوه و اقتيد الرجل الى الاقليم ثم الى المنطقة و عندما احتج على الايقاف حيث بالامكان التثبت على العين المكان من خلال الهوية و دون الاضطرار لتفويت السفرة عليه اجاب الامني نحن ادرى بعملناو التثبت يكون في المنطقة ....و بعد حوالي ساعتين اخلي سبيله و قيل له قد جاءتنا بشانك افادة و علينا التثبت فاجاب كل ما في الامر فتاة خانتها الادلة في النقاش فدفعها حقدها الايديولوجي للابلاغ بتهمة كيدية.
السؤال هل بمثل هذه التصرفات تبنى الثقة بين المواطن و الامني ؟ المجرد بلاغ كاذب من هنا و هناك نعطل مصالح الناس و نجرهم بشكل استعراضي مسلح ؟ اليس الاولى ان يتم تتبع هذه الواشية لمحاربة مثل هذا السلوك المشين الذي حرّمه شرع الله حبث بقول النبي صلى الله عليه و سلم "لا يدخل الجنة قتات".
بسم الله الرحمان الرحيم

من على منبر الجمعة الشيخ هداه الله يقول ان عمليتي اغتيال و بعض الاعمال الارهابية في عهد الترويكا كانت سببا كافيا للمنادات باسقاط الحكومة و المطالبة برحيلها ، اما اليوم جريمة باردو الارهابية و تتلوها جريمة سوسة و تعقبها جريمة محمد الخامس و ما تعنيه من ارهاب منظم كان المطلب الالتفاف حول الحكومة و مساعدتها و ايقاف الاحتجاحات و الاضرابات هكذا استنكر و اضاف نسال الله ان يعيد السلطة الى اهل الايمان ؟؟؟
اهل الايمان هؤلاء يا شيخنا هم من وضعوا الدستور الوضعي الوضيع و اعتبروا انفسهم قد انجزوا نصرا مبينا بل ان شيخهم سجد شكرا لله على العصيان و التمرد على شريعة الرحمان بل اعتبره بمثابة صحيفة المدينة التي وضعها سيد الانام صلى الله عليه و سلم.
اهل الايمان هؤلاء يا شيخ هم من رفضوا محاسبة المجرمين و المفسدين من ازلام النظام السابق و ابتدعوا قانون العدالة الانتقالية للتمويه و مخادعة الشعب و افلات الفاسدين من المحاسبة و العقاب.
اهل الايمان يا شيخ هم من تصدوا ليمنعوا مرور قانون تحصين الثورة و الشيخ يفاخر بذلك لكون هؤلاء المفسدين كفاءات وطنية لا غنى للبلد عنهم و من حقهم المساهمة في الحياة السياسية رغم علمه بانهم سبب الداء و اصل البلاء.
اهل الايمان هؤلاء الى اخر لحظة لا يزالون يباركون اعمال الحكومة و يؤيدونها بل هم شركاء في الحكم
فعن اي اهل ايمان تتحدث يا شيخ ؟ و ماذا اغنى عنا ايمانهم و هم يقرون دستور الكفر و يباركون حكومات الطاغوت
للتذكير ففي غزوة بدر نادى الرسول عليه افضل الصلاة و السلام في اصحابه " ان رجالا من بني هاشم و من غير بني هاشم قد اخرجوا كرها ، لا حاجة لهم بقتالنا ، فمن لقي منكم احدهم فلا يقتله ، من لقي ابا البختري بن هشام فلا يقتله ، و من لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله فانما اخرج مستكرها " و قد اسر العباس فيمن اسر من المشركين فطلب منه الرسول صلى الله علي و سلم ان يفدي نفسه و ذويه فرفض العباس قئلا "اني كنت مسلما قبل ذلك ، و انما استكرهوني "فرد صلى الله عليه و سلم "الله اعلم يشانك ان يك ما تدعي حقا فالله يجزيك بذلك ، و اما ظاهر امرك فقد كان علينا ، فافد نفسك" فرغم علم النبي بحقيقة حسن نية العباس عمه و رغم ما كان له من فضل على الدعوة الا انه اسر وهو في صفوف المشركين .
فاهل الايمان ان خوّل لهم ايمانهم موالاة اعداء الدين و خوّل لهم ارتضاء دستور يحاد الله و رسوله فما جدوى هذا الايمان .
بسم الله الرحمن الرحيم

قبس من أنوار الهجرة النبوية

لم تكن الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة فرارا بالدين من العنت والأذى الذي لقيه المصطفى ﷺ وصحبه من مجرمي قريش كما يحلو للبعض أن يصوّرها، ولا كذلك انتقالاً بالدعوة من مكان إلى آخر أكثر خصوبة وإثمار، وإنما كان طور جديد من حياة الرسالة المحمدية انقضى بمقتضاه دور الكتلة والحزب ليبتدئ به دور الدولة والسلطة وما تعنيه من تنزيل عملي للأحكام والمعالجات وما تتطلبه من قوة وسطوة وإعلان للحرب والسلم وعقد للمعاهدات والهدن وصون للدماء والأعراض وسد للثغور ورعاية للشؤون.

ولكي يلمس هذا التحول ويتجلّى للناظر حقيقة العهد الجديد - أي قيام الدولة - لا بد من استقراء السيرة النبوية باستنارة، وسبر أغوار ما سبق الهجرة وما أعقبها ليوضع الحدث في إطاره، فينجلي بما لا خلاف عليه أن المحطة الأبرز قبيل الهجرة كانت بيعة العقبة الثانية أو البيعة الكبرى والمسماة شهرة بيعة الحرب والتي أبرمها رسول الله ﷺ مع بضعة وسبعين من أهل يثرب، حيث كان البند الأبرز في هذه البيعة النصرة التامة وبذل الأنفس والنفائس فداء لمحمد ولدين محمد ﷺ، وقد أطنب المحدثون ورواة السيرة في نقل هذه الأخبار وسرد تفاصيل المناقشات والمداولات.

والقبس الساطع الذي أود الوقوف عنده، هو أحد بنود هذه البيعة، بيعة الحرب، والمتمثل في "السمع والطاعة" والذي قد يغفله بعض الدعاة ولا ينتبهون إلى بريقه، فقد جاء في البخاري حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن يحيى بن سعيد، قال أخبرني عبادة بن الوليد أخبرني أبي عن عبادة بن الصامت قال: «بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم - أو أن نقول - بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم». وروى البيهقي من طريق عبد الله بن عثمان قال عبادة بن الصامت - وهو أحد النقباء الاثنى عشر «بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة في النشاط والكسل...». وعند أحمد بإسناد حسن وصححه الحاكم وابن حبان عن جابر بن عبد الله قال: فرحل إليه منّا سبعون رجلا فواعدناه بيعة العقبة، فقلنا علام نبايعك قال: «على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب، فتمنعوني ممّا تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم ولكم الجنة».

السمع والطاعة كان البند الأول في بيعة النصرة، وتأكيد المصطفى ﷺ على ذلك بوضعه برأس القائمة له من دلالات الأهمية والجسامة ما يستوجب التوقف والتدبر، فرسول الله ﷺ وهو يعرض نفسه على القبائل كان يتحرى وجود المنعة والحماية، أي توفر القدرة والقوة لاحتضان دين يراد أن تكون له الكلمة العليا في العالم، فالله قد ابتعث محمداً ﷺ ليكون دينه المهيمن على كل الأديان ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ﴾ والأمر الفصل في دين لا إله إلا الله، لله وحده ولذلك لم يكن لرسول الله بحال من الأحوال أن يقبل بإملاءات أو شروط، وعلى ذلك رأينا رفض شرط بني عامر بن صعصعة عندما عرضوا النصرة ببقاء الأمر فيهم بعد النبي ﷺ الذي أجابهم بحسم «الأمر لله يضعه حيث يشاء»، وكذلك رفض عرض بني شيبان بن ثعلبة؛ فقد قبلوا الإسلام والنصرة ولكن فيما دون مُلك فارس، أي أنهم تعهدوا بحماية النبي ﷺ ونصر دينه بمحاربة العرب أجمعين ولكن إن اعترض كسرى فلا قبل لهم بحربه، فكان رده في وضوح وثبات «ما أسأتم الرد إذ أفصحتم بالصدق وإن دين الله لن ينصره إلا من حاطه من جميع جوانبه...».

رغم أن الرسول الأكرم صلوات ربي وسلامه عليه كان في أشد الحاجة إلى من يؤويه وينصر دعوته إلا أنه دون تردد رفض النصرة المشروطة أو المنقوصة، فقد كان بإمكانه أن يقبل بعرض بني عامر فيداهنهم أو يراوغهم وبعد أن يظهر أمره ينبذ إليهم على سواء ولكن الرحمة المهداة ليس من منهجه المراوغة والمكر، كما كان بإمكانه أن يقبل بيعة بني شيبان فيكفيه تعهدهم بنصره على العرب وإلى أن يحتاج الأمر لقتال الفرس فربما يكون قد وحّد العرب تحت راية التوحيد وأصبح له من القوة ما يغنيه عن بني شيبان وعهدهم لكسرى.

وطلب النصرة من المسائل التي يعتمدها بعض المتحاملين على حزب التحرير لانتقاده والانتقاص من شأنه، حيث يعتبرون هذه الخطوة ضربا من الوهم ومطاردة للسراب! فمن هذا الذي سيعطيك النصرة ويسلّمك السلطة والحال أن كل أهل القوة والسطوة لهم توجهات وولاءات تضادّ مشروع الإسلام، وعادة ما نسمع هذا خاصة من أبناء الحقل الإسلامي، وقد أصّل الحزب المسألة وأقام الحجج والبراهين عليها من سيرة المصطفى ﷺ وهذه الأدلة الشرعية لوحدها كافية للرد وإسكات المنتقدين، ولكن سنمضي معهم أكثر للتدليل العقلي الميداني؛ فإيجاد الرأي العام وتحصيل تعبئة جماهيرية لا بد منه لضمان الاستقرار والثبات ما بعد التغيير لكنه غير كاف لانبعاث وميلاد كيان جديد، والتجارب البشرية على مر العصور أكدت أن الحاضنة الشعبية مهما كان لها من القوة فإنها لا تقوى على إحداث النقلة وإسقاط نظام وإنشاء آخر، والحسم النهائي عادة ما يتم عن طريق أهل القوة؛ عسكريين أو أمنيين أو ساسة مدعومين بسالفي الذكر، ونلاحظ في البلدان شبه المستقلة في أحيان كثيرة تنتفض الشعوب وتقدم التضحيات وتعم الفوضى ويكثر الهرج فيقابل بالتنكيل والتقتيل والاعتقال والتشريد حتى تخمد الثورة، أو يتقدم أهل القوة انتصارا لشعوبهم ليزيلوا رأس هرم السلطة ويتوّجوا هم أبطالا للمرحلة ومنقذين للبلد ثم يوكل الأمر إلى حكومات الظل سواء بالتعيين أو الانتخاب ولكن دون المس بالنظام من حيث الأساس فتجهض الثورة وتستحمر الشعوب معتقدة أنها أحدثت تغييرا.

فالعمل السياسي الذي يستهدف تغيير المجتمع ونمط عيشه لا غنى له عن أهل القوة، وهذا ما تؤكّده التجارب البشرية، وهذا ما جاء به خير البرية ونحن نلتزم هذا المنهج بحذافره تأسيا بالسنة النبوية باعتبارها طريقة واجبة الاتباع لا يحق لنا أن نتقدّمها أو نتأخّرها.

ولنعد إلى ذلك القبس "السمع والطاعة"، لنجد أن مخالفينا في موضوع طلب النصرة يعارضوننا بالقول ويناقضون أنفسهم في الفعل؛ فأغلب هذه الحركات عندما تصل إلى النقطة الفاصلة نقطة اللاعودة تصرح بأن مواصلة المشوار بالجماهير الشعبية لأجل التغيير لا يعني بما لا يدع مجالاً للشك، إلا المجازر والشلالات من الدماء وهنا يبدأ التبرير لطلب النصرة ولكن بالمعنى السقيم فيهرعون إلى السفارات الأجنبية مقدمين قرابين العرفان والولاء باعتبارهم البديل الأنسب للسلطة القائمة! فبدل البحث عمن ينصرهم بما يحملون من مشاريع وتوجهات يقدمون أنفسهم للآخر ليطبقوا مشاريعه وإملاءاته! وعليه فإن اشتراط النبي ﷺ السمع والطاعة له من الأبعاد السياسية والعقائدية ما يجعل الدعوة في منأى عن كل تأثير أو احتواء، فالهاضم لفكرته المبصر لطريقته لا يتنازل عن مبدئه قيد أنملة وهو يهدف إلى إيصال المبدأ، أي الإسلام، إلى الحكم لا وصول الحزب وأعضائه إلى الحكم بغض النظر عن الدستور والقوانين التي تطبق.

إن المتباهين اليوم بالوصول إلى السلطة من حركات ما يسمى الاعتدال حين يقفون مع أنفسهم وقفة صدق لسوف يرون أنهم لم يزيدوا الأمة إلا تعطيلا وتأخيرا لنهضتها وتحررها، وإن كل ما فعلوه هو أنهم قدموا أنفسهم لقمة سائغة للمستعمر ليكونوا هم أنصارا له طيعين يفعلون ما يؤمرون وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، إن حزب التحرير رغم العراقة والانتشار وتوسع قاعدته الشعبية إلا أنه ليس ممن يبيع دينه بعرض من الدنيا؛ فنحن ننشد أنصارا يؤمنون بفكرتنا - الإسلام وما انبثق عنه - ويستميتون في الدفاع عنها وعن قادتها، فإمامنا وقائدنا للأبد سيدنا محمد ﷺ. فالنصرة يجب أن تقترن بالطاعة والاستجابة وإلا فنحن في غنى عنها، وإنا لنلمح بشائرها من أحفاد سعد بن معاذ والبراء بن معرور وأسيد بن حضير وعبادة بن الصامت وغيرهم من الأعلام السابقين الذين اقترنت أسماؤهم في تاريخ الأمة بالعزة والمجد ورضوان من الله أكبر.


كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طارق رافع - تونس




03 من صـفر 1437
الموافق 2015/11/15م
بسم الله الرحمان الرحيم
الخضراء تلفظ العلمانية و تحتضن الخلافة الاسلامية

استطاع اهل تونس بعد معانات فاقت العقدين من حكم الطاغية ان يكسروا القيود و يحطّموا الاغلال و ان ينقشوا في ذاكرة التاريخ ضربا من الامجاد، فقد عمد سيئ الذكر الى كل صنوف القهر و الاذلال و لبس لبوس اللؤم الفرعوني و ظنّ ان ملكه لا يبلى فاتاه الله من حيث لم يحتسب و قذف في قلبه الرعب ففرّ هاربا و لم يعقبّ
عاشت تونس فترات حالكة من الظلم و الاستبداد كمّمت فيها الافواه و نهبت فيها الارزاق و انتهكت فيها الحرمات و زجّ بالمخالفين في غيابات السجون و تسلط الغثاء من القوم على الناس بالوشاية و المكيدة و تغوّل الجلاّدون و الزبانية و لم يرقبوا في المسلمين الاّ و لا ذمّة ، و لكن هذا الوضع المهين و الرعب المميت لم يقتل الانفة و الشهامة المتجذرة في اهل الخضراء فقد كان الرماد يتّقد من تحته الجمر و ما ان سنحت الفرصة و لمعت الى الفضاء الطلق شرارة حتى اشتعلت النيران و انفجرت البراكين في وجوه الغاصبين و فرّ سيدهم لا يلوي على شيء فتفرّق الجمع و ولّوا الدبر و تبرّا المجرمون بعضهم من بعض .
في غمرة الفرحة بالانعتاق و التحرّر و في غفلة من مكر المستعمر حرّك الاخير جيشه من جند الاحتياط من مغموري الداخل و اعاد ابطال المنافي ممن صنعوا على عين بصيرة و اشربوا في قلوبهم عجل الحضارة الغربية فسخر لهم المنابر و هيأ لهم الشاشات و مدّهم بالمال و الرجال حتى اصبحوا فرسان الثورة بلا منازع و استطاع من خلالهم ان يلتف على الثورة و ان يغيّر وجهتها ، و دفع بالناس باتجاه انتخابات موهما اياهم انهم هم اصحاب السيادة و القرار و افرزت الانتخابات مجلسا اوكل اليه المصادقة و الامضاء على دستور جديد لم يختلف عن سلفه الاّ بانجلاء الستار و انكشاف محركي الدمى على حلبة المسرح.
ولد دستورهم هجينا ميتا لايمت للشعب بصلة، تعالى عن دين الامة و شرع ربها و ضيّع الحقوق و كرّس الفاقة و التبعية و جاءت وفود الاستعمار و اذنابه من دول الضرار مهلّلين يهنّئ بعضهم بعض بنجاحهم باستغفال الشعب و سرقة ثورته .كان انجاز الدستور بمثابة الصعقة الكهربائية التي هزّت الكيان و زعزعت البنيان انتبه على اثرها اهل تونس ليلمسوا فداحة الخيانة و الخديعة التي تعرضوا لها على يد من توسموا فيهم الخير و الصلاح ليجدوا انفسهم في نقطة الصفر بل تحت الصفر و لتتصدّر الوجوه الكالحة من العهد الغابر كرسي الحكم فقابلوا هذا المكر باستقالة جماعية من العملية السياسية و كانت مقاطعة الانتخابات الثانية بما فيها من اكراهات دموية صفعة مهينة وجّهت للخونة و اولياء نعمتهم .
لم يكن الكافر المستعمر ليسعد بنجاحه في سرقة الثورة لولا غياب الوعي و افتقاد القيادة المخلصة ، و رغم وجود حزب التحرير بين ظهراني الناس الا ان التضليل الاعلامي و المال السياسي القذر جعل القيادات الفاسدة تستقطب الاضواء و تنفرد بالغوغاء ، و لكن بعد سقوط الاقنعة و سفور الوجوه الماكرة تذكّر العامة و الخاصة ان هناك حزب امين ما فتئ يخلص النصح و يبيّن معالم الطريق القويم و ان الايام و الاحداث جاءت لتبرهن على صدق ما قاله و تحقّق تحذيره و انذاره .
ان الخضراء بلد الزيتونة ارض القيروان فتوح العبادلة السبعة فعقبة بن نافع كان لها سبق في اللحوق بدار الاسلام و الاستئثار بمرتكز البعوث لفتح افريقيا و غربي اوروبا فقد فتحت سنة27للهجرة على يد عبد الله بن ابي سرح بامر الخليفة الراشد و الصحابي الجليل ذي النورين عثمان بن عفان و اصاب المسلمون في هذه الغزوات مغانم لم يصيبوا مثلها و يذكر الطبري عن اهل تونس " كانت احسن امة سلام و طاعة و اهل افريقية من احسن اهل البلدان و اطوعهم " و بتاسيس جامع الزيتونة سنة79 هجرية اصبحت تونس منارة للعلم و المعرفة و مقصدا للطلاّب من اغلب بلاد الاسلام فجامعة الزيتونة تعتبر الجامعة الاسلامية الاولى المتخصصة في صنوف المعرفة الشرعية و الدنيوية و تخرّج من رحمها اعداد غفيرة من العلماء و المبدعين كاسد بن الفرات العالم الفقيه و المجاهد الجليل و محمد بن عرفة المفسر الملهم و عبد الرحمان بن خلدون درّة زمانه في بحوث العمران و الاجتماع و الامام سحنون ذائع الصيت و الشيخ محمد الخضر حسين الذي اخذ مشيخة جامع الازهر و محمد الطاهر بن عاشور صاحب التحربر و التنوير و غيرهم كثير لا يتسع المقام لذكرهم . و قد كان للجامع الاعظم دورا رياديا في التصدي للاستعمار و دحر مكائده و قد تجنّد شيوخه و طلابه لقيادة التمرد و العصيان و تصدّروا ساحات التظاهر بالخطابة و التحريض و ساحات الوغى بالجسارة و التقتيل .
ان المستعمر الذي اذاق اهل تونس التنكيل و التشريد و تنعّم بخيرات البلاد لقرابة القرن من الزمان ما غادر الاّ بعد ان وضع في الحكم وكلاء عنه يمدونه بعسلة البلد و يحاربون باستماتة كل من يحاول التحرر و الانعتاق من التبعية و الارتهان و هؤلاء قد تجنّدوا لمحو هوية الامة و قلع جذورها فلا تهتدي الى طريقتها المثلى و لا تعود سيرتها الاولى و لكن هيهات ثم هيهات فانى لمثلهم الفلاح و قد خاب من كان قبلهم اكثر عددا و اوفر مددا ، اما ما يرى اليوم من نجاحاتهم فليس ذلك لقوة حجتهم و لا لصدق فكرتهم و انما لانهم قابلوا اغمارا لا قبل لهم بالصراع الفكري و الكفاح السياسي حيث تسربل جميع خصومهم بافكار المستعمر و تعصّبوا لحضارته و هم يبدون عداءه و محاربته و امثلهم طريقة، ممن يهتفون بالاسلام ، زادوا الطين بلة بان البسوا افكار الجاهلية لباس الاسلام فاصبحت لديهم ديمقراطية اسلامية و جمهورية اسلامية و عدالة اجتماعية اسلامية و نقابات اسلامية و هلمّ جر ..و لذلك و على اثر الثورة و انقشاع سحب الدكتاتورية اشرابت الاعناق الى السماء ماخوذة بسطوع نجم حزب التحرير الذي التف حوله و انضم اليه الكثير من المخلصين و قد وجدوا عنده البلسم الشافي و المعين الصافي فنهلوا من ثقافته الاسلامية النقية و انطلقوا في الارجاء ،حاملين الراية و اللواء ، فانكفأ من امامهم الاعداء و اندحرت جموع المكر و الدهاء موقنين بالهزيمة و الفناء ، فانّى لهم الصمود امام حزب ذو لسان صارم و بحر لا تكدّره الدلاء .
لقد كان حضور حزب التحرير في المشهد السياسي في تونس متميزا لايدانيه و لا يوازيه حزب واضح الفكرة جليّ الطريقة ثابت الخطوة لا تهزّه الهزّات و لا ترجّه الرجّات ، يسير باتجاه غايته سافرا متحديا ، تصدر آراءه و مواقفه من الاحداث في الابان فتاتي الوقائع كفلق الصبح تصدّقه و تؤيّده هاجم الافكار الجاهلية في غير ما مداهنة و فضح الزعامات المضلّّلة بلا خشية و لا مهادنة و قد عمل خلال السنوات الاخيرة و خاصة اثر الثورة بنسق متسارع اذهل الاستعمار و اذنابه شاقّا طريقه بثبات غير آبه للتهديدات و لا للاغراءات ، متسلّحا بعزم لايعتريه فتور و لا سكون فاثبت للعدو قبل الصديق انه حزب الجدارة و الصدارة و حزب القيادة و الريادة ، لا حزب المقايضات و المساومات و لا حزب المناسبات و الانتخابات .
ان حزب التحرير اليوم في تونس و من خلال مواقفه الجريئة في تبني قضايا الامة و كشف مؤامرات الاعداء استطاع ان يستفرد بثقة الجماهير المتعطشة الى القيادة الثورية الواعية و قد اثبت الحزب جدّيته و اهليته لانقاذ البلاد و اخراجها ممّا ارداها فيه وكلاء الاستعمار حتى صار محط آمال الناس و ملاذهم الوحيد للخلاص.
ايها الاهل في تونس قد جرّبوا عليكم نظمهم و قوانينهم و اوهموكم بالنهضة و اللحاق بالركب الحضاري فما زادوكم الا رهقا و لم تجنوا من وعودهم الا الفقر و العوز و ضنك العيش و انا نبشركم بخيري الدنيا و الاخرة فالزموا دين ربكم و منهج نبيكم صلى الله عليه و سلم تفلحوا و اعملوا معنا لاقامة دولة الخلافة فهي مصدر عزكم و مركز مجدكم و لا تلتفتوا للمخذلين و لا للمخلفين فتونس اليوم مؤهلة كما الامس لتكون نقطة ارتكاز لمشروع الامة دولة على منهاج النبوة و قد اثبتم للعالم اجمع انكم اصحاب المبادرة و السبق فكما كنتم السباقين في الانقضاض على المستبدين فلتكونوا اصحاب السبق لنصرة حملة الدعوة و اعلاء كلمة الحق و الدين .
طارق رافع –تونس-


بسم الله الرحمن الرحيم

هل اعترفت الدولة بهوية الأمة حتى يعترف حزب التحرير بشرعية الدولة؟!

سعيا من الحاقدين للنيل من حزب التحرير، وفي خضم حملة ممنهجة ضده تداول إعلام السلطة في تونس وبعض المتخندقين في عداء الدين فكرة مفادها أن حزب التحرير ينكر الديمقراطية وهو يتنعم بثمارها ولا يعترف بالدولة وهي التي منحته ترخيص العمل القانوني؛ تأليباً للرأي العام وتهيئة له للقبول بحظر نشاط الحزب.

إن القول بتنعم الحزب بثمار الديمقراطية، من كونه في إطار الحريات والتعددية التي يكرسها النظام الديمقراطي حصل الحزب على التأشيرة وبفضلها يمارس أنشطته ويعبر عن مواقفه فبدل أن يقر لها بمعروفها ويثني على جميلها نجد الحزب يشهر حربا لا هوادة فيها ضد الديمقراطية، إن هذا القول كله مغالطات؛ فالديمقراطية التي يمنون علينا فضلها بأن منحتنا ووهبتنا ليس من حقها أن تمنح أو تمنع، فمتى كان للدخيل الغريب الهجين أن يقرر لأهل الدار فيأذن لمن شاء ويمنع من شاء؟! فهذه الديمقراطية وعبيدها دخلاء على البلد وهم وآلهتهم من يجب عليهم الحصول على الإذن لا أن يقتحموا الدور ويتسلطوا في صلف على أهلها. فحزب التحرير نشأ تلبية لحكم الله وفكره وعمله تعبيرا صادقا عن هوية الأمة فهو منها وإليها، ولهذا فليس لأحد فضل على الحزب غير الله عز في علاه، أما الذين يدّعون أن حكومة فلان أو حركة كذا كان لها فضل في حصول الحزب على التأشيرة فهو مردود لأننا ما سعينا لذلك وكنا ولا زلنا نعمل استجابة لأمر الله وطلبا لمرضاته، وثانيا إننا تقدمنا بإعلام وخبر للسلطة لا طلب إذن ولا ترخيص، فما قدمناه كان إعلاما وإحاطة للسلطة بوجودنا كطرف يعمل وينشط لا كطرف ينتظر الإذن للعمل والنشاط. أما النقطة الأهم فهي أن السلطة هي التي لمّحت وأومأت ثمّ صرّحت بأن حزب التحرير لو تقدم للحصول على التأشيرة فلن يكون لديها ما يمنع، وعليه فالسلطة آنذاك هي المستفيدة؛ ذلك أن الحزب كانت أعماله ظاهرة بارزة وكان لها من الضخامة والفخامة ما يجعل الإعلام الداخلي والخارجي يتناولها طوعا أو كرها، وعمله بذلك الزخم دون تأشيرة يعتبر تحديا للدولة واستنقاصاً من هيبتها، فعندما تسند التأشيرة تكون قد حفظت ماء وجهها وأحست ببعض الهيبة والسيادة وطمأنت من وراءها من كون الوضع تحت السيطرة.

أما كون حزب التحرير لا يعترف بالدولة وما يعتري ذلك من نزعة تحريضية فهو ببساطة عدم الإقرار بشرعية الدولة، فالسلطة التي تتمتع بها من حيث التشريع منبتّة عن الأمة وعن دستورها - أي القرآن - فهي تناقض ما يرنو إليه الناس وتتسلط عليهم بتشريع يغضب رب العالمين المشرع الأوحد، أما من حيث التنفيذ فالحكام مغتصبون لإرادة الشعب وإنما وصلوا بإرادة خارجية من خلال التزوير والتدليس والقهر والإكراه، ولكن رغم ذلك فهي أمر واقع ولا يمكن نفي وجودها، فهناك فرق بين نفي الوجود وبين نفي الشرعية. فنحن نتعامل مع هذه الدولة كأمر واقع ولكنه غير شرعي يحتم علينا ديننا أن نعمل جادين لإنكاره وفضحه وتعريته وحض المخلصين من أهل البلد على العمل الجاد لإعادة الأمور إلى نصابها بجعل التشريع لله وحده وإعادة السلطان إلى أهله أي أهل البلد، وعليه فإن مقولة بعض المغرضين وعلى رأسهم السلطة الحاكمة بأن حزب التحرير لا يعترف بالدولة ولا بدستورها ولا برايتها ممّا يخوّل للدولة حق حظر نشاط الحزب، لا يستقيم مع العقل السليم ولا مع مبدئهم العليل - الديمقراطية - فهذا القول يريد أصحابه أن ينشئوا أحزابا معارضة ولكن على مقاسهم أي أحزابا تقر الموجود وتباركه مع بعض الاحترازات والتحفظات وتعمل لإحداث بعض الإصلاحات من خلال التداول على السلطة، أي أحزاباً كرتونية لإضفاء المسحة الديمقراطية والتعددية في الحياة السياسية، وحزب التحرير لا يلعب مثل هذا الدور بل ليس من طبيعته اللعب وإنما يجدّ لإنقاذ الأمة مما تردت فيه من ذلة وانتقاص وتفقير وتقتيل بسبب إغضاب رب العالمين.

فحزب التحرير لا ينكر وجود الدولة من حيث إنها أمر واقع ونحن ننضبط مكرهين لقوانينها ونظمها، ولكن هذا الانضباط والالتزام لا يعني في شيء الإقرار والاعتراف بالشرعية، كما أن عدم الاعتراف بالشرعية لا يعني العصيان والتمرد ودعوة الناس إلى العنف والاقتتال واتخاذ الفوضى والأعمال المادية طريقا لبلوغ الغاية؛ فهذا ليس من منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم، فالمنهج الشرعي للتغيير والذي يعتمده حزب التحرير هو الوصول إلى السلطة عبر إيجاد الرأي العام الذي يشكّل حاضنة للفكرة وللحزب من خلال الصراع الفكري والكفاح السياسي فتتحفّز الفئة الأقوى استجابة لأمر الله ولخيارات الأمة لتضع المبدأ موضع التطبيق، فالدولة اليوم تبنت دستورا مخالفا لكتاب الله مشاقّا لآمال الأمة في الاحتكام إلى شرع الله، فهذه الأخيرة هي التي يجب أن تؤطر على الحق أطرا وتؤصر عليه أصرا حتى تفيء إلى أمر الله، فالحق هو أن ينكر المنكر لا أن ينكر إنكار المنكر، أما موضوع العلم والمزايدة بحب البلد بحبه فالأولى أن يسأل من يتخذ السفارات العدوة مزارات له ومن يوقع الاتفاقيات التي تنتهك حرمة البلد وأهله ومن يتلحفون بالعلم ليخونوه ويبيعوه بالليل والنهار؛ تارة باليورو وأخرى بالدولار، فهؤلاء هم موضع الشبهة والمساءلة لا حزب التحرير الذي يجرم الاستعانة بالأجنبي، والذي يدعو الأمة إلى راية تنهي التفرقة والتشتت؛ فحزب التحرير يرفض العلم كرمز للوطنية المقيتة التي تقسم الأمة الواحدة وتجعلها مزقا وكيانات هزيلة ويدعو المسلمين للتوحد حول راية التوحيد مصداقا لقوله تعالى: ﴿إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طارق رافع - تونس



28 من رمــضان 1436
الموافق 2015/07/15م
آخر الزوار


16 Sep 2015 - 10:16

التعليقات
لم يقم باقي الأعضاء بكتابة تعليق لـ طارق رافع.

الأصدقاء
لا يوجد أصدقاء.
RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 6th November 2024 - 11:45 PM