منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> روسيا... إلى أين؟ (2)
أم المعتصم
المشاركة Oct 19 2015, 08:40 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



الأستاذ وليد نايل حجازات يواصل كتابة مقالاته للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير حول روسيا ويشكل خاص فيما يتعلق بدورها السياسي في ثورة الشام


بسم الله الرحمن الرحيم

روسيا... إلى أين؟ (2)




الدب الروسي.. وثورة الأمة في الشام:


الدولة الروسية كسائر بلدان العالم، أناس عاديون، ولكن يوجد لديهم ما يوجد لدى الأمم الكبرى من الوطنية والشعور الذاتي والوجود المؤثر، ولديهم ما لدى الأمم الكبرى والدول الكبرى من حب السيطرة والغزو، ولذلك ظلوا محافظين على وضعهم العالمي دولة كبرى كسائر الدول الكبرى، لا فرق في ذلك بين عهد القياصرة وعهد الحزب الشيوعي، ولذلك فإن دخول روسيا عسكريًا فيه مصلحة استراتيجية وعداء تاريخي مع المسلمين ودولة الخلافة الإسلامية، وعليه فقد رأت أن سقوط بشار يعني احتمالية عودة دولة إسلامية، توحد بلاد المسلمين، وتكسر كل الحدود المصطنعة.


وتعتبر روسيا جيوسياسيًا المتأثر الأول من ذلك، ولكن أمريكا لن تسمح بأن يكون أي دور سياسي لروسيا أو غيرها في سوريا، وكونها أي روسيا ليست دولة عميلة، ولا تدور بفلك أمريكا، بل دولة تعمل لمصالحها، فإن ذلك لا يعني أن لا تتعاون مع الدولة الأولى في العالم، وتتبنى خدمة مصالحها وتنفيذ ما تطلبه لتبقى ضمن الموقف الدولي العالمي، وتحقق مصالحها الذاتية الجانبية، ويظهر لكثير من الناس والمتابعين والرأي العام أنها أي روسيا تزاحم أمريكا، وأنها ما زالت دولة كبرى ويحسب لها حساب، وقد يعطيها هذا مكاسب في الملف الأوكراني.


روسيا وكل الدول الغربية عدوة للإسلام، لأنها تعتنق ديانات ومبادئ تناقض الإسلام، ولها وجهة نظر في الحياة تخالف، بل تناقض وجهة النظر الإسلامية، والدول الكبرى بشكل خاص تزيد على ذلك بأنها تطمع في البلاد الإسلامية، ولذلك قضت على الدولة الإسلامية للقضاء على الأمة الإسلامية، ورسمت الخطط بعيدة المدى للحيلولة دون عودة الدولة الإسلامية إلى الحياة لتحول دون عودة الأمة الإسلامية أمة عظيمة بين الأمم، وبالطبع ترسم الخطط وتبذل الجهود لوأد الدولة الإسلامية في مهدها، قبل أن تتحرك الأمة الإسلامية، وستظل دؤوبة على مقاومة الأمة الإسلامية، ومقاومة وجودها، وقوتها، ما دامت الدولة الإسلامية قائمة، أو ما دامت هذه الدول العدوة قوية كدولة، أو قوية كشعب، بل كأفراد.


"وإذا كانت معرفة السياسة الخارجية لكل دولة في العالم، أمرًا لا يستغني عنه كل سياسي مسلم، فإن إدراك كنه، وخفايا، وخطط، وأساليب، ووسائل، الدول الكبرى أمر بالغ الأهمية لكل مسلم بشكل إجمالي، ولكل سياسي بل مفكر مسلم بشكل تفصيلي واقعي، سائرًا مع الأحداث اليومية المتغيرة، والمتجددة، مع بقاء التصور الكامل للأسس والقواعد التي تقوم عليها سياسة أي دولة كبرى، من أجل إدراك الأخطار، ودوام العمل لأمن البلاد، أي لأمن الدولة والأمة الإسلامية". (مقتبس من كتاب نظرات سياسية لحزب التحرير).




روسيا والولايات المتحدة.. تبحثان تنسيق العمليات الجوية في سوريا:


ورد في موقع روسيا اليوم: "وفي ختام اتصال ثانٍ عبر الفيديو أجراه الطرفان مساء السبت 10 تشرين الأول/أكتوبر أفادت الوزارة بأن الجانبين بحثا بصورة مفصلة المقترحات الروسية والأمريكية المطروحة أثناء الاتصال الأول بينهما مطلع الشهر الحالي، وبحسب الوزارة فإن الاتصال أسفر عن "تقدم في التوافق على عقد اتفاق محتمل بين وزارتي دفاع البلدين بشأن ضمان سلامة طلعات الطائرات الحربية أثناء غاراتها على (مواقع) الإرهابيين الدوليين في سوريا".


وذكرت الوزارة الروسية أن النقاش كان "مهنيا وبناء"، مضيفة أن موعد الاتصال التالي عبر الفيديو سيتم تحديده لاحقًا بين الطرفين". وهذا يدلل ويوضح للمتابع ما أوردناه سالفًا من أن روسيا دخلت المعركة على ثورة الشام بقرار وتنسيق مسبق مع أمريكا خدمة لها ولعميلها بشار، حيث إن أمريكا لن تستطيع ضرب معارضي بشار بشكل فظ وسافر حيث إنها تدعي الوقوف بجانبهم، ولا تقبل ببقاء بشار إلا مرحليًا أي بمعنى حتى ينضج ويقبل البديل شعبيًا وثوريًا الذي تريده وتعده.


وعليه نلاحظ أن روسيا دخلت الحرب بقرار من الحكومة السورية أي بشار، وعليه فإنها أمميا ودوليا يجب أن تخرج إذا طلبت الحكومة السورية منها الخروج من سوريا، ولذا فإنه حال نضوج بديل عن بشار سيطلب من روسيا الخروج حال إتمام العملية السلمية إن حصل ذلك، وهذا يذكرنا بطلب السادات من الاتحاد السوفياتي الخروج من مصر بعد تسلمه الحكم، إلا أن يحدث مستجد بالمنطقة فيكون لكل حادث حديث.




عملية موسكو.. وحقيقة موقف واشنطن من تنظيم الدولة:


كلا الطرفين أي روسيا وأمريكا يدعي أنه يحارب الإرهاب في سوريا، ويقصدون هنا بالاسم تنظيم الدولة إلا أن المتابع يرى نسبة الضربات للثوار المعارضين لبشار تأخذ أكثر من 80 بالمئة من الضربات حسب التقارير الإخبارية والعسكرية، وأن التنظيم يزداد تمددًا مما يوحي بتعاون بينه وبين بشار لدرجة كبيرة. ولتبرير تمدده ومكاسبه من ضربات الطيران الروسي والنظام السوري وصفه وكأنه تقاطع مصالح أو مصادفات وطبيعة المناطق الجغرافية لساحة المعركة بين الأطراف.


ورغم كونها حربًا واحدةً على الإرهاب أعلنتها دول عدة رأت في تنظيم الدولة خطرًا زاحفًا يكاد يجتاح أراضيها، إلا أن ردود الفعل تباينت: فالعمليات الروسية لم تكد تجاوز أسبوعها الأول حتى قوبلت أهدافها بالترهيب، والتشكيك في نوايا موسكو، وصولاً إلى اتهامها بالوقوف وراء تقدم تنظيم الدولة الإسلامية، وتوجه اتهامات إلى الولايات المتحدة في وتيرة الحرب على التنظيم وحفاظها في ذلك على إيقاع يصفه المراقبون بالغامض نظرًا لعدد الدول المشاركة، وحجم أجهزة الاستعلامات، وترسانة الأسلحة المرصودة، ليبقى تنظيم الدولة الإسلامية بعد عام قادرًا على التمدد وتعويض خسائره بآلاف المجندين الجدد.




روسيا وأمريكا.. بين التصادم والتنسيق:


ورغم أن واشنطن اعترفت أنها لا تستطيع حل مشكلات العالم وحدها، إلا أن الانتقادات الموجهة إلى روسيا بعد أن بدأت حملتها ضد تنظيم الدولة في سوريا لم تتوقف.. انتقادات اتسمت بالكثير من الحدة في بعضها، وبالكثير من التناقض، فواشنطن تقول: إنها لن تتعاون مع روسيا طالما بقيت تدعم النظام السوري، وكأن أمريكا ضد النظام السوري. بينما أمريكا تريد مواصلة التشاور بشأن الطيران في أجواء سوريا، وتصريحات جاءتها بعد تأكيد واشنطن أنها مستعدة للتعاون العسكري في سوريا، وتريد حصره بالجانب التقني الذي يحمي طياريها في المنطقة، بينما تريد موسكو تعاونا يركز على تبادل المعلومات حول مواقع تنظيم الدولة وعينها وكل قصفها على الثوار المعارضين للنظام السوري.


وبعد دخول روسيا على خط المواجهة المباشرة ضد التنظيم والمعارضين للنظام في سوريا.. أخذ الموقف الأمريكي منحى أكثر تذبذبا، فهي بدأت بالتقارب منع روسيا وإعطائها الدور المتفق عليه في سوريا للوصول إلى ما تريد من ضرب للمعارضين دون أن يعلم من الذي ينفذ الضربات سوى أمريكا وروسيا.. فما الذي تريده واشنطن؟ هل تريد البقاء في الساحة السورية وحدها؟ أم تريد تدخل روسيا بشروطها؟ وما الذي يمكن أن يغير المعادلة في سوريا الآن؟ وهل تستطيع الضربات الروسية تحقيق ما عجزت عنه ضربات التحالف على مدى عام؟


أمريكا تستخدم في ضرب ثورة الأمة في الشام ما يسمى "الصبر الاستراتيجي"، وما دامت الخسائر لا تطالها، ولا يوجد دب يلعب في ملعبها، ولا خوف للآن على عميلها بشار، أي بمعنى أن كل الأمور والأحوال في سوريا تحت السيطرة والمراقبة التامة، ولا صراع سياسي مع أوروبا وخصوصًا الإنجليز بسوريا، فليبقَ الأمر لسنوات، وهذا ما تفعله عالميًا في أكثر من منطقة في العالم، وخصوصًا أن مصالحا لم تتأثر، فما يهمها هو إنضاج بديل مقبول على الأرض.


أما ثالثة الأثافي.. فالمعادلة في سوريا يجب أن تبقى كما هي، فأمريكا لا تريد حصول وتطور صراع على سوريا مع الإنجليز ممثلين بأوروبا، وقد رأينا تحرك الطيران الفرنسي، والقيام بعدة ضربات، وتمركزه في الأردن على الحدود مع سوريا، وبريطانيا قامت بضربات، وتحاول استصدار قرار قانوني يجيز لها الاشتراك بالضربات بحجة محاربة الإرهاب في سوريا، وعليه فإن أمريكا أتت بروسيا بقرار من النظام السوري وموافق عليه أمميا، وبالتنسيق بينهما للجم أي تدخل أوروبي، وخصوصًا أننا نعلم توتر الأوضاع بينهما بسبب أوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.


أما الحجر الرابع الذي رمت به أمريكا وهو روسيا بالتوافق لتدخلها في سوريا، فهو مدخل لأمور عديدة لا تريد أمريكا الظهور بمظهر التناقض الفج، فهي تدعي أنها ضد بشار، ولا تريد بقاءه، وتراجعت مرحليا بالموافقة عليه لحين إنهاء المفاوضات حال حصولها، والتوافق على بديل، ونعلم أنه ليس هو المقصود أي بشار الأسد، بل المحافظة على النظام وأجهزته حتى لا تقع في الخطأ نفسه الذي حصل في العراق، وكذلك إمكانية أن تقوم روسيا بعمل لم تستطع أمريكا القيام به لتظاهرها أنها مع المعارضة السورية، وضد بشار، وتنظيم الدولة، وبقية الإرهابيين، وكذلك تستطيع تجنيب سوريا من التدخل الأوروبي بسبب التدخل الروسي العسكري، والذي ابتدأ بضرب قوات المعارضة المعتدلة، وغير المعتدلة، فروسيا تضرب كل من يعمل ضد بشار، فهي لا تعترف بوجود معتدلين ما دام الكل مسلمين ويرفع راية: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".


وللعلم فإن كل التدخل الروسي يقوم على التوافق والتنسيق بين أمريكا وروسيا، ولا تناقض بينهما، فكل التصريحات من كلا الطرفين تدلل على التوافق، وليس التضاد والتصادم، وكان مما صرح به وزير خارجية أمريكا كيري بعد التدخل الروسي مباشرة قوله: "لقد تحادثنا بالأسبوع الماضي سبع عشرة ساعة هاتفيا"، مما يدلل على التنسيق والتوافق، واستصدار قرار الحكومة السورية المعترف بها من الأمم المتحدة بتدخل روسيا.




كتبه للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ وليد نايل حجازات - الأردن


06 من محرم 1437
الموافق 2015/10/19م
Go to the top of the page
 
+Quote Post
أم المعتصم
المشاركة Oct 19 2015, 08:49 PM
مشاركة #2


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: المشرفين
المشاركات: 4,804
التسجيل: 19-January 15
رقم العضوية: 2,238



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

اقرأ الجزء الأول: روسيا إلى أين..؟؟ (1)
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 28th April 2024 - 10:02 PM