خبر وتعليق مترجم بقلم محمد أبو مريم عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا حول خبر الاعتداء على مهاجر من آسيا الوسطى الخبر:
أذاع راديو "أوزادي" بتاريخ 30 أيار/مايو خبراً عن المهاجر جوماخون كاريموف العامل من كويلاب والبالغ من العمر 28 عاماً، حيث يتواجد تحت مراقبة الأطباء في مشفى في ضواحي موسكو في مدينة روزا على إثر جراح أصيب بها. يعمل جوماخون سائق أجرة، وصل إلى المكان الذي طلب منه، وكان بانتظاره رجل وطلب من السائق الترجل. "في البداية لكمني، ثم أخرج مسدساً، وأيده آخرون بقولهم "اقتل الزنجي"، وتقدم رجلان فظننت أنهما سيضرباني، ولكنهما جعلا يطلقان النار". بحسب قول المهاجر.
التعليق:
خبر الاعتداء على المهاجرين من آسيا الوسطى هو الخبر الأول لوكالات الأنباء غير المشهورة مثل "الحوادث". لا تذكر الأخبار عادة قومية أو ديانة المعتدين، وتصرفاتهم لا يوجد فيها أصولية أو إثارة نعرات طائفية أو دينية أو غير ذلك.
إلا أن الصورة تقلب إذا تبين أن الذي خالف القانون هو مسلم. فالواقع العملي يشير إلى أنه دائماً ما تنتهي هذه الأحداث بنعت الفعل بالأصولية والإرهاب، وردة فعل المجتمع تكون قوية.
لا يزال الروس يتذكرون قصة المربية المجنونة من أوزبيكستان والتي قطعت رأس طفلة في الرابعة من عمرها، ولوحت بالرأس بالقرب من إحدى محطات المترو في موسكو. كان من الواضح أنه لا يمكن لشخص طبيعي أن يقوم بهذا العمل، وقد تأكدوا من أنها مجنونة، إلا أن وسائل الإعلام جعلت تبحث عن أثر للإسلام في فعلها، حتى أن بعضها طرح فرضية العمل الإرهابي وغير ذلك الكثير. تبين في النهاية أنها امرأة مجنونة، أما وسائل الإعلام فكانت تغطيتها للحدث رخيصة.
وهذا كله لأن الأوزبكية مسلمة، في حين لا يكاد أحد يذكر كيف أن أحد سكان لينابلاست قطع رأس صديقته، أو كيف أن رجلاً في منطقة فارونجسك قطع رأس جارته، وطعنها بالسكين أكثر من 36 طعنة. ثم قام بوضع مسمار في أذنها وغرزه وقطع رأسها بفأس وسكين. لم يذكر أحد أنه في ضواحي فارونجسك قتل شاب عمره 24 عاماً جدته العجوز وعمرها 88 عاماً، ثم سار برأسها وقد وضعه في كيس في كل شوارع القرية ومن ثم علقه في دكان محلي. الروس يقتلون بعضهم بعضاً، ويقطعون الرؤوس والأعضاء ويغتصبون... يقتلون بأبشع صور القتل ومع ذلك لا أحد يبحث عن سبب هذه التصرفات.
من البديهي أن وسائل الإعلام تهدف إلى إعطاء المسلم صورة المجرم والمتطرف والإرهابي أمام المجتمع، تتفنن في تمرير تلك المعلومات، مما يؤدي إلى أن يتشكل في المجتمع رفض لكل ما له علاقة بالإسلام.
هذا العمل على إثارة الكره للإسلام تمارسه وسائل الإعلام الفيدرالية، وهذا يعني أن الكرملين هو الداعم لها، وهو يدل على أن روسيا تمارس سياسة العداء للإسلام، وهي تحتاج إلى تأييد المجتمع لها، فتقوم هذه الوسائل بإعطاء الأخبار والمعلومات التي تؤيد أعمال الكرملين. أضف إلى ذلك أنه في غياب أيديولوجية للكرملين فإنه يحاول جمع الناس على أساس الوطنية، وهي مشاعر بهيمية، ولا بد له من عدو يشكل خطراً. ولذلك ولتبرير سياسة العداء للإسلام في الداخل والخارج، ومن أجل التأييد الشعبي لسياسته، فإنه يشكل من المسلم صورة العدو. وبهذا فإن سياسة الكرملين تطبق في المجتمع من خلال وسائل الإعلام التي تنشر بكل حقد كل ما يمكن أن يسيء للإسلام.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو مريم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في روسيا