في ذكرى هدم الخلافة الخامسة والتسعين ندعوكم للعمل مع حزب التحرير
كيف للجسد أن يتحرك ويتنفس ويأكل ويشرب إن لم يكن له عقل يفكر به ورأس تحمله وعينان يرى بهما ولسان يتكلم ويتذوق به وأذنان يسمع بهما وهيكل عظمي يحركه وقلب ينبض وأجهزة تنفسية وعصبية وهضمية ومناعة ودورة دموية وأجهزة بولية وتناسلية وأيدي وأرجل، ويحتاج الجسم أن تُنفذ كل هذه العمليات بدقة وبتوقيت معين كنبضات القلب ليحيا الإنسان حياة صحية وطيبة متوازنة ومستقرة ومتكررة بنجاح كل يوم، وعند الملايين من البشر، ومع سائر إختلافاتهم البيئية والعرقية والعمرية، إن تركت للبشر لما نجحوا في تسيير هذه العلميات الدقيقة إنما هي تسير بتدبير من الخالق عز وجل، والحمدلله على ذلك، فلن يستطيع الإنسان أبداً أن ينجح في إجراء هذه العلميات الدقيقة في جسمه بنفسه! ولقد جعل الله تعالى العقل والأجهزة العصبية والقلب والدورة الدموية تتحكم في هذه العلميات وتقوم بها على أحسن حال.
وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمة الإسلامية بالجسد، وهذا تشبيه بليغ رائع حيث أن الإسلام يجمع الناس على أساس العقيدة الإسلامية العقلية السياسية فيجعلهم كالجسد الواحد يؤمنون بالله تعالى ويقومون بأعمالهم اليومية وفق الاحكام الشعرية الصلاة فرض على الجميع وحمل الدعوة فرض على الجميع والكذب حرام على الجميع والصدق حرام على جميع الناس فصهر الإسلام البشر في جسد واحد هو جسد الأمة الإسلامية. ولا بد لهذا الجسد من عقل وقلب ومفاصل وأجهزة تحركه وتصونه وتقوم عليه بما يحتاجه، فمن يقوم برعاية شؤون الناس على أساس السلام ومن الذي ينظم تحركاته ويصحح أفكاره، فالله تعالى لم يترك الإنسان سدى بل هيأ له طريق الهدى ووضع لهذا الجسد، للناس جميعا، نظام متكامل يطبق بدقة وبتوقيت معين عبر المسلمين أنفسهم من خلال أنظمة الدولة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتعليمية والطبية والعلاقات الداخلية والخارجية، فخليفة المسلمين هو الرأس، ونظام الحكم في الإسلام بمثابة العقل الذي عليه أن يتأكد أن جميع ما في هذا الجسد يجري على أساس الإسلام، وعليه تطبيق الشرع بحذافيره، أما أجهزة الدولة الإسلامية بمثابة الهيكل العظمي والمفاصل والأجهزة الأخرى، وهي التي تنظم جسد الأمة الإسلامية وفق أحكام الله الشرعية، وتعالج مشاكله، أما القلب النابض هو مشاعر هذه الأمة وروحها وهويتها وإنتمائها إلى الإسلام.
إن دولة الخلافة الإسلامية القادمة هي ذلك العقل وذلك القلب والمسؤولة عن رعاية ذلك الجسد والتي ستنهض بالأمة وتوحدها!
إن القضية قضية مصيرية، قضية حياة أو موت لهذا الجسد، وما تعانيه الأمة اليوم من فقر وجوع وحروب وتقتيل إلا بسبب غياب هذه الدولة العظيمة التي تطبق الإسلام لتنعم البشرية بالعدل والطمأنينة كما كانت من قبل، فللدولة الإسلامية تاريخ عريق، تاريخ نهضة فكرية وريادة وقيادة للبشرية لم يعد موجودا بعد أن ساد حكم الكفار الإرهابيين الدمويين!
إننا في ذكرى هدم الخلافة #28_رجب 1342 ندعوكم للعمل مع حزب التحرير لإقامتها من جديد. إن هذه القضية قضية مصيرية تحاربها وسائل الإعلام التابعة للأنظمة الجبرية المنافقة التي تحكم بلاد المسلمين اليوم، والتي تتحكم فيها دول الغرب الكافر بقيادة أمريكا، تحاربها بالتعتيم وبإخفاء الحقائق عنها وبتشويهها وبتغييب حلول الإسلام التي أنزلها الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
إن ثقافة حزب التحرير هي الثقافة اللازمة لإقامة الدولة الإسلامية من جديد وفق طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. والإعلام يعتم على حزب التحرير لأنه يرعب الكافر المستعمر ويُفشل مخططاته في بلاد المسلمين.
هذه دعوة تقية نقية وهي الدعوة إلى الإسلام، دعوة كريمة لن تسمعها ولن تراها على شاشات التلفاز والقنوات "العالمية"!
عليكم بمتابعة حزب التحرير على مواقعه الرسمية وستجدون الكثير من الفائدة كما ستجدون كتب ثرية عديدة منها كتاب أجهزة دولة الخلافة وتجدون عنده كتاب الدستور وتجدون عنده الكتب الأخرى التي تشرح بإستفاضة عن الأنظمة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتعليمية، وكتب فقهية أيضا.
المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير