السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
لماذا التربية الإعلامية؟أكتوبر 16th, 2010
صدقي موسى*
ما المقصود بالتربية الإعلامية؟ ولماذا علينا الاهتمام بها؟
اينما سرنا في الشارع ودخلنا المحلات او الجامعات والمؤسسات تقف عيوننا أمام مئات الرسائل الإعلامية من أوراق معلقة أو يافطات أو كلمات كتبت على الأبواب أو الجدران، وإذا ركبنا في السيارة تلتقط أذاننا صوت المذيع، وإذا ما عدنا للبيت يتسمر بعضنا لساعات أمام التلفاز والكمبيوتر، أو يطالع صحيفة أو مجلة.
فمعنى ذلك أننا نعيش في عالم وسائل الإعلام، ونتلقى في اليوم الواحد مئات الرسائل الإعلامية، الجيد منها والرديء، كما هو حالنا عندما نتنفس الهواء الذي يحيط بنا، فقد يكون ملوثا ويحمل الجراثيم والأمراض وجزئيات من الغبار، فيقوم الجسم بالتخلص من هذه الشوائب ويعمل على تنقية الهواء في الجسم، إلا أن ذلك لا يمنع الجسم من الإصابة ببعض الإمراض، وهذا ما يحصل للجمهور.
من هنا تنبع أهمية “التربية الإعلامية” (Media Education)، أو ما يمكن أن نسميه “محو الأمية الإعلامية”، حتى نقلل من تأثير الرسائل الضارة، وتنقيتها من الشوائب، وإيجاد جمهور ايجابي ناقد، لا يكتفي بأن يكون متلقيا للرسالة الإعلامية بل ومشاركا في صناعتها.
ويمكن تعريف التربية الإعلامية بأنها: فهم الجمهور لآلية عمل الإعلام، والكيفية التي يؤثر بها على حياتنا، وطريقة استخدام الإعلام بصورة حكيمة وإيجابية.
ويشير هوبس (1998) إلى أن التربية الإعلامية تشمل القدرة على الوصول إلى المعلومات والقدرة على تحليل الرسائل وتقويمها وإيصالها.
ويرى ماك برين (1999) أنه بتعليم الطلاب كيفية تقويم الصور الإعلامية التي تحيط بهم فإننا نزودهم بالوسائل لاتخاذ خيارات مسؤولة عما يسمعونه ويرونه.
وعرفها مؤتمر فيينا (1999) بأنها: التعامل مع جميع وسائل الإعلام الاتصالي التي تقدمها تقنيات المعلومات والاتصال المختلفة، وتمكين الأفراد من فهم الرسائل الإعلامية، وإنتاجها واختيار الوسائل المناسبة للتعبير عن رسائلهم الخاصة.
ونوه سلفربلات (2001) إلى أن التربية الإعلامية تشتمل على التفكير الناقد الذي يمكن المتلقي من بناء أحكام مستقلة عن المحتوى الإعلامي.
وعرفها مؤتمر التربية الإعلامية للشباب (2002) بأنها: التعرف على مصادر المحتوى الإعلامي وأهدافه السياسية والاجتماعية والتجارية والثقافية والسياق الذي يرد فيه، ويشمل ذلك التحليل النقدي للمواد الإعلامية وإنتاج هذه المواد وتفسير الرسائل الإعلامية والقيم التي تحتويها.
ويعرف ماك دورمت (2007) التربية الإعلامية بأنها تكوين القدرة على قراءة الاتصال وتحليله وتقويمه وإنتاجه، فالوعي الإعلامي لا يقتصر على جانب التلقي والنقد فقط بل يجب أن يتعدى ذلك إلى المشاركة الواعية والهادفة لإنتاج المحتوى الإعلامي.
ويرتبط هذا المفهوم بالتعليم والتعلم عن الإعلام ووسائله المختلفة وليس مجرد عملية تعليمية عن طريق وسائل الإعلام.
وتتنوع القضايا التي تعنى بها التربية الإعلامية ومنها، تثقيف الجمهور بوسائل الإعلام وأنواعها وأهدافها، وتعريفه بسبل فهم الأمور وتقديرها، وسبل التعايش مع الآخرين، واستيعاب مقتضيات العصر الحديث، وآليات التفاعل الايجابي مع العولمة، وتمكين الشباب من المهارت التي تعينهم على المواجهة بدلا من الخوف والاستسلام أو الانعزال والرفض أو التبرير…الخ، كما تعنى التربية الإعلامية بمساعدة الجمهور على فهم حقوقه وواجباته، ومواجهة الشائعات والتضليل، ومعالجة المشكلات النفسية والثقافية والاجتماعية التي يعاني منها المجتمع كمشكلة الأمية الحضارية، والأمية التكنولوجية، علاوة على التوترات التي تنشأ بفعل الاتصال مع الآخرين، وعدم الألفة، والتحيزية والاستغراق في المحلية وغيرها.
وللتربية الإعلامية دور مهم في إكساب الجمهور مهارات النقد والتقويم والتحليل وحل المشكلات والربط بين الأشياء وبين المتغيرات، ومهارات الحديث والقراءة والكتابة، والمهارات الاجتماعية والثقافية التي تساعدهم على الاتصال الفعال.
وللحديث بقية
* صحفي وباحث إعلامي