ثورة أيها المسلمون من أجل صيامكم وعيدكم
بداية لا بد من التعريج بشكل مختصر على الحكم الشرعي في موضوع بدء الصيام والعيد، فالرأي الشرعي في هذا الموضوع أنه في حال رؤية الهلال رؤية شرعية وليس بالحساب الفلكي، فان شهر رمضان يبدأ أي يبدأ الصيام، ويبدأ أيضا بهذه الطريقة شهر شوال أي يبدأ العيد وينتهي شهر الصيام، وهكذا الحال في كل الأشهر القمرية.
ولذلك فعبادة الصوم وانتهاؤها أو بداية العيد مرتبطة برؤية الهلال من ناحية شرعية سواء بالعين المجردة أو بالمنظار أو بأي جهاز تكبير، المهم أن تكون رؤية شرعية، وهذه الرؤية من ناحية شرعية تلزم جميع المسلمين في العالم، أي أنه إن تم رؤية الهلال رؤية شرعية مثلا في أندونيسيا أو المغرب أو أمريكا أو جنوب أفريقيا رؤية شرعية -وبعد التحقق منها طبعا- فقد وجب الصوم على جميع المسلمين أو وجب الفطر على جميع المسلمين عندما يبدأ العيد.
ولذلك فأي مسلم لا يصوم عند بدء الصوم في أي قطر فهو آثم شرعا وإن كان حاكمه لم يعلن بدء الصيام، وأي مسلم لا يفطر عند إعلان العيد في أي بلد لأن حاكمه لم يعلن دخول شهر شوال فقد أثم من ناحية شرعية.
وموضوع اختلاف المطالع الذي بحثه الفقهاء فهو:
1- رأي شرعي ضعيف وهو أضعف من الرأي الشرعي الذي يوجب الصيام أو يوجب الفطر لجميع المسلمين في العالم.
2- هذا الرأي قيل به يوم لم يكن هناك وسائل للتواصل بين المسلمين سابقا بإبلاغ المسلمين بالرؤية في أي بقعة من بلاد المسلمين، حيث أن مجرد إبلاغ المسلمين ببدء الصوم والفطر قد يحتاج أحيانا أكثر من شهر، ولذلك أخذ به بعض الفقهاء، ولو استطاعوا التبليغ يومها ربما لم يسيروا عليه.
3- موضوع المطالع يختلف اختلاف كلي عن حدود سايكس بيكو، فالمطالع هي مناطق متباعدة لا يمكن التواصل بينها أو يختلف فيها رؤية الهلال كما يظن أصحاب هذا الرأي، أما حدود سايكس بيكو فالذي يفصل بين الأخ وأخيه أحيانا سلك شائك، فمثلا للتقريب هل يصوم ابن مدينة رفح المصرية مع ابن الصعيد في مصر الذي يبعد عنه مئات الكيلومترات بينما يفطر ابن مدينة رفح الفلسطينية الذي يبعد عن أخيه في رفح المصرية خمسة أمتار أو ستة أمتار لان احد الحكام قرر العبث بأحد أركان الإسلام وهو الصوم.
=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=*=
وبناء على هذا الملخص للحكم الشرعي نقول:
انه عندما بدء الصوم فيجب على جميع المسلمين الصيام وعند بدء الفطر يجب على جميع المسلمين الإفطار، وأي مسلم لا يلتزم بهذا الأمر فهو آثم شرعا حتى لو أعلن المفتي خاصتهم أو حاكمهم غير ذلك، وقد لوحظ بشكل قوي أن السياسة تلعب دورا بارزا في ذلك.
فكيف يتصرف المسلم إذن في بلد لم يلتزم برؤية المسلمين الشرعية؟؟؟
التصرف السليم لهذا المسلم:
• وجوب صيامه مع أول بلد يعلن الصيام ووجوب إفطاره مع أول بلد يعلن الإفطار.
• وجوب تعليم الناس الحكم الشرعي في ذلك، وبيان أن صيامهم وإفطارهم إن تأخروا عن المسلمين غير صحيح وهم آثمون شرعا.
• تحريض الناس على رفض قرارات دار الإفتاء أو قرارات الحاكم.
• إعلان صلاة العيد من احد المساجد إن أمكن حتى يشوش على الحاكم الموجود، وهذه تعتمد على المقدرة على هذا الفعل ومدى الإمكانية في ذلك.
• العمل على ضرب العلاقة بين (الحاكم وعلماء بلاطه) وبين الشعب حتى يحصل التمرد على قراراتهم.
هذا الموضوع ليس بالأمر الهين، فهؤلاء الحكام المجرمين يعبثون بأركان الإسلام، وهذا الأمر ركن من أركان الإسلام ولا يجوز السكوت عنه بحال من الأحوال، كما لا يجوز السكوت عن أي منكر، ومن سكت مع العلم بهذا الأمر فقد وقع في الإثم الشديد، وهذا الإثم هو السكوت عن عبث الحكام وعلماء بلاطهم في أحد أركان الإسلام وهي عبادة الصوم.
وبما أن الحكام مجرمين في أكثر من ناحية مثل عدم حكمهم بالإسلام وعمالتهم للكفار ومثل محاربتهم لمن يقول لا اله إلا الله محمد رسول الله وغيره من الجرائم فيجب أن يعمل المسلمون على خلعهم عن كراسيهم، حتى يتم توحيد المسلمين في دولة واحدة هي دولة الخلافة وتعمل هذه الدولة على توحيد الصيام والإفطار في كل أرجاء العالم، وتلغي هذا العبث الواضح في احد أركان الإسلام وتزيل جميع المنكرات الموجودة بوجود الحكام.
قد يقول قائل نسير على الرأي القائل باختلاف المطالع ونريح أنفسنا من هذا العناء:
أقول لهؤلاء :
• أن الحكم الشرعي يسار فيه على الدليل الأقوى وتوحيد الصوم والفطر هو الرأي الأقوى والأصح.
• ثانيا هم لا يسيرون على اختلاف المطالع، بل يسيرون على حسب حدود سايكس بيكو وعلى حسب الأوامر من أسيادهم الغربيين.
إذن هم لا يسيرون حتى على هذا الرأي الضعيف، بل يعبثون بصومكم وفطركم، وبناء عليه فإن السير خلفهم وطأطأة الرؤوس لما يقولونه هو إثم ليس إلا، ولا عذر لأي مسلم يعلم الحكم الشرعي ويسكت عن هذا الأمر، ومن سكت فان الله سيسائله عن عدم صيامه عندما دخل شهر رمضان، وسيسائله عن صيامه في يوم العيد، فالله الله أيها المسلمون في دينكم.
إن الجرم الأعظم الذي يجر علينا كل هذه المصائب هو وجود هؤلاء الحكام على الكراسي وحكمهم بالكفر وعمالتهم للكفار، وهذا أعظم جرم سيسأل عنه جميع المسلمين، لذلك فبالتخلص من هؤلاء الحكام وإقامة الخلافة سنتخلص من آلاف الآثام التي نقع بها بسبب وجود هؤلاء الحكام وعبثهم بديننا.