منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> مقال : إيران وسلاح الدراما: فنانو الأسد يلطمون بالفارسية!
أم حنين
المشاركة Sep 1 2014, 04:49 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 5,578
التسجيل: 22-September 11
رقم العضوية: 35




نقد إعلامي للإعلام الإيراني




إيران وسلاح الدراما: فنانو الأسد يلطمون بالفارسية!
http://www.orient-news.net/?page=news_show&id=79641





أورينت نت - د.عبد القادر المنلا

بعد موجة المسلسلات الإيرانية المدبلجة، التي حاولت بعض القنوات الشيعية ذات النفس الطائفي، منذ حوالي عشرة أعوام، تكريسها وإطلاقها كواقع درامي، حاملة في ثناياها كل أيديولوجيا حكم الملالي... قبل أن تصطدم بجدار الممانعة العربية، جراء حالة التشيع الديني والثقافي التي تحاول إيران تصديرها بطرق أو بأخرى، من دون احترام الخصوصيات المذهبية القائمة على أرض الواقع... تعمد إيران اليوم إلى استخدام سلاح الدراما بطريقة أخرى.
د. عبد القادر المنلا، يتوقف عند هذه التجربة في ملف مثير يروي ملابسات مسلسل (باب الحارة الإيراني)... وشكل رسائله وتناقضاته!


الفن لا ينطق بالفارسية، تلك حقيقة دامغة في زمن ولاية الفقيه فكيف لمن كرس وجوده للفتن والقتل والإبادة والاعتداء على أراضي الآخرين وتدمير حياتهم وماضيهم وتاريخهم وثقافتهم ومستقبلهم برمته أن يؤمن بهدف الفن وسموه ونبله؟؟ لكن الدراما التلفزيونية التي هيمنت في ربع القرن الأخير على عقل المشاهد العربي وحواسه وباتت إحدى مرجعياته الثقافية بل ربما المرجع المعرفي الوحيد للنسبة العظمى من الجمهور العربي هي أيضاً سلاح لا يمكن لإيران أن تهمل صناعته وتصديره واستعماله لتدعيم مشروعها الأساسي مراهنة على جهل المتلقي العربي وسهولة اختراقه فكرياً وثقافياً كما تعتقد..

وعلى غرار دخولها على الخط العسكري في سورية وموافقة نظام الأسد على إطلاق يدها في مصير الأرض السورية والشعب السوري نظير حمايتها له وإبقائه في السلطة ولو شكلاً، تدخل إيران هذا العام على خط الدراما الرمضانية بمسلسل يغازل في عنوانه واحداً من أشهر المسلسلات السورية (باب الحارة) لتطلق على عملها اسم (باب المراد)..

وكما تعتمد إيران الخطاب المزدوج في السياسة وتمارس نقيض ما تعلنه، تتبع اليوم ذات نهجها في الأعمال الفنية بل في منظومتها الإعلامية برمتها، ولا يخرج مسلسل باب المراد المقرر عرضه خلال شهر رمضان الحالي عن هدف تلك المنظومة في شيء، حيث ظاهره عمل فني درامي وباطنه رسالة مسمومة متعددة الأوجه..

تغيير ديموغرافي في الصناعة الدرامية..
اللافت في هذا الإنتاج الجديد لا يتجلى فقط بمشاركة ممثلين سوريين في بطولة العمل ولا بإسناد مهمة كتابة النص إلى كاتب سوري (محمود عبد الكريم) والإخراج إلى (فهد ميري)، بل أيضاً في أن الفنانين المشاركين هم أنفسهم من نجوم التشبيح الذين ساندوا النظام وشجعوه على ذبح جمهورهم ذاته الذي كانوا يتباهون بصناعة الأعمال الدرامية من أجل تثقيفه وتوعيته وإذا بهم يهللون لقاتل جمهورهم ولا يروعهم أن يصبحوا بلا جمهور، لكن تفسير مشاركة أولئك الممثلين في المسلسل الإيراني على أنها مجرد مكافأة لهم على وقوفهم مع النظام سيكون منقوصاً ما لم نأخذ بعين النظر أمراً يفوق ذلك أهمية وحساسية وهو السعي إلى تغيير جذري في بنية الدراما السورية من خلال تغيير كوادرها وتوجهاتها وطبيعة صناعتها وأهدافها، أمر يتطابق تماماً مع فكرة التغيير الديموغرافي الذي تسعى إيران إلى تثبيته على الأرض السورية في البنية السكانية الأصلية، فالفنانون السوريون المشاركون في المسلسل يلطمون مع اللاطمين على مظلومية الإيرانيين ويتبنون وجهة النظر الإيرانية الفارسية التي تشوه الحقائق التاريخية على هواها، وينقلون رسالتها لتكون هذه المرة على لسان العرب أنفسهم، وبالتالي يشكلون المعادل الموضوعي لذلك التغير ولفرض واقع درامي جديد في الصناعة ذاتها..

المسلسل الإيراني الجديد لم يتوقف عند الممثلين السوريين المناصرين للأسد لكنه امتد ليجمع باقي الشبيحة من البلدان العربية، تحديداً: لبنان، العراق، الكويت، البحرين، فضلاً عن الفنانين الإيرانيين، وهنا تأكيد جديد على تغيير بنية الدراما العربية والعبث بتركيبها التقليدي تماماً كما يعبث الفرس بالأرض العربية ويعملون على إيجاد متغيرات واسعة الامتداد..

غير أن حصة الفنانين السوريين في المسلسل كانت أكبر نظراً لخصوصية الوضع السوري وطبيعة الارتباط الحالي مع إيران، ولهذا كانت مهمة كتابة النص من نصيب كاتب مدّع أجوف والإخراج من نصيب مخرج مزيف والاثنان تفرغا فقط للتشبيح على مدار السنوات الثلاث من عمر الثورة، أما الممثلون المشاركون فتم انتقاؤهم بعناية من بين الفنانين الأكثر نشاطاً في فنون التشبيح وكان من البديهي أن يكون وائل رمضان وبشار إسماعيل و زهير رمضان وتولاي هارون وسعد مينا على رأس القائمة، يتلوهم ممثلون أقل شأناً مثل باسل حيدر ومالك محمد ووسيم الرحبي، ثم ممثلون شبان يسعى المخرج لتجنيدهم في صفوف الدراما الإيرانية مثل كناز السالم وعلا باشا، كان من الملفت بالطبع غياب أستاذة التشبيح الأولى سلاف فواخرجي ربما بسبب الاحتفاظ بها لمهمة أخرى أكثر أهمية لدى الساسة الإيرانيين في الوقت الراهن..

تأصيل الفتنة والكراهية
المسلسل الإيراني المشارك في موسم رمضان هذا العام يتناول كما يصرح القائمون عليه سيرة الإمام أبو جعفر محمد بن علي الجواد في فترة وفاة الخليفة هارون الرشيد، ولو عدنا إلى مجموعة من اللقاءات الصحفية التي أجراها المكتب الإعلامي للشركة المنتجة (موديل آرت برودكشن) مع المشاركين في العمل لعرفنا بالضبط ما هو هدف العمل وما طرحه ولأدركنا كنْهَ الخطاب الطائفي إلى ما هو أبعد من حدود السادية، وأبعد من الحقد بمراحل كثيرة، فخلاصة الطرح تسعى إلى تثبيت حالة الفتنة وتوسيع رقعتها وتأصيل حالة العداء والكراهية بشكل غير قابل للتراجع أو إعادة النظر..

تقول الممثلة اللبنانية روضة القاسم التي تلعب دور السيدة سبيكة زوجة الإمام الرضا بأنها حينما أخذت الدور كانت تقرأ السيناريو كل ليلة وتبكي لأن كم الظلم الذي وقع على الإمام شيء يدمي القلب على حد تعبيرها، ورغم أن الممثلة اللبنانية لا تبعد عما يحدث في سورية سوى مسافة صغيرة إلاّ أن المظلومية التاريخية والتي توظف لغرض سياسي هي ما يدمي قلبها وليس ما يحدث على مرمى حجر منها بكل ما فيه من القتل والذبح والمجازر الجماعية التي فاقت بمراحل فلكية ما تعرض له آل البيت من ظلم، وما تعرض له كل أصحاب المظلوميات على مدار التاريخ والجغرافيا وهو ظلم موثق بالصوت والصورة لا بروايات شفاهية لا يستطيع أحد أن يؤكد على وجه الدقة صحة المعلومات المتداولة حولها، ولربما تكشفت مقولة العمل أكثر إذا ما تابعنا تصريحات الفنانة التي يبكيها التاريخ البعيد ولا يستوقفها الحاضر القريب، فهي تقول بالحرف:" نحن نتعلم الشجاعة من الإمام علي والتضحية من الإمام الحسين والإمام زين العابدين والباقر والكاظم والرضا"، وتقول أيضاً بصراحة لا لبس فيها:" على الرغم من كوننا أقلية إلاّ أن تاريخنا في الصمود والثبات يخيف الجميع، وهذه المسلسلات تكشف الحقيقة لجميع الناس"، ومن حيث لا تدري كشفت الممثلة عن حقيقة المسلسل وعن خلوه من الهم الفني والثقافي وعن الوجه الطائفي المليء بالندوب والبثور وهو الهدف الوحيد والدافع الوحيد لإنتاج المسلسل خاصة إذا عرفنا أن إيران لا تهتم بالعائد المالي من هذا الإنتاج قدر اهتمامها بتسويق أفكارها..

بين التشبيح والتسبيح بحمد إيران..
وإذا ما تتبعنا تصريحات أخرى للمشاركين نجدهم لا يقولون شيئاً بخلاف التأكيد على الهدف الطائفي، هاهو "النجم" بشار إسماعيل الذي تحول من ضابط قاتل إلى ممثل مشهور في عهد الأسدين الأب والابن يجيب عن سؤال حول مشاركته في العمل الفني ليعلن فقط رغبته الدفينة بالسفر إلى مشهد ولقاء الإمام الرضا، ويقول بالحرف:" شعرت أن سيدي ومولاي الإمام الرضا ناداني وطلبني لهذا العمل، وأتمنى إنتاج عمل جامع لمناقب الإمام جعفر الصادق تلك الشخصية العظيمة"، وفي رده على ذات السؤال اختصر المخرج فهد ميري الإجابة بجملة واحدة ذات طابع عسكري بحت فقال:" المعنويات عالية جداً"

أثناء تصوير العمل في الشهور الأربعة السابقة كان الممثلون الشبيحة ممن شاركوا فيه لا يتوقفون عن رفع صورهم على صفحاتهم على الفيس بوك والتي تظهر تفاصيل سفرهم وعودتهم من دمشق إلى طهران وهم يرفعون كل مرة إشارة النصر دون أن ينسوا التسبيح بحمد إيران وتمجيد دورها في سورية، وقد أحدثوا نقلة نوعية في التشبيح الذي كان في بداية الثورة مخصصاً للأسد فوصل اليوم إلى الولي الفقيه، دون أن ينسوا مرة العبور إلى الضاحية الجنوبية في بيروت ليمجدوا حسن نصر الله ويتباهوا بتدخله في سورية وقتله للسوريين..

تخصيب اليورانيوم الدرامي

إذا ما تتبعنا خريطة الإنتاج الدرامي الإيراني سنقع على الكثير من الأدلة التي تثبت تورط إيران في دم الدراما ومحاولتها الحثيثة لتحويلها إلى سلاح أيديولوجي قذر، فكما تخصب إيران اليورانيوم تقوم بتخصيب الفن وتدجينه لتحويله إلى سلاح تدمير شامل تستخدمه ضد الفكر والعقل وضد العلم، وتستهدف به وجدان المتلقي العربي، فليس لإيران أي هم فني أو جمالي لأنها أثبتت بتركيبة حكامها الحاليين كم هي معادية لثلاثية الحق والخير والجمال تلك الثلاثية التي هي الهدف الأعلى والأسمى للفنون بينما تقع إيران على النقيض تماماً كما ثبت من خلال كل المواقف التي ارتكبتها خلال السنوات الثلاث الماضية على الأقل، ولسوف نلاحظ تماماً أن اهتمام إيران بالدراما تزامن مع انتشار ظاهرة المسلسل وتسيدها على جميع أنواع الفنون والآداب وتعلق الجمهور العربي بها بشكل مرضي حتى كادت أن تكون المرجع الثقافي والمعرفي الوحيد لدى أكثرية الجمهور العربي بأعمارهم المختلفة على ما فيها من السطحية والسذاجة والتي وصلت في كثير من الأعمال إلى حدود التفاهة ولا سيما أن الكثير من المسلسلات سعت إلى مغازلة شهوات المتلقي واحتكار احتياجاته النفسية والاقتصادية والاجتماعية وفي كثير من الأحيان البيولوجية من خلال ضحالة الحكايات وسخف المعالجات بذريعة البساطة وسهولة الوصول إلى المشاهد، وقد وجدت إيران ضالتها لتتداخل مع الإنتاج الدرامي مستغلة شغف الناس بالمسلسلات واستلابهم أمامها، ولكنها غردت بطريقتها الخاصة مستغلة عوامل جديدة للجذب والتشويق إلى حدود الدهشة مثل انتقاء قصص الأنبياء والقصص القرآنية القادرة على إثارة أعلى درجات الفضول لدى المتابع لمعرفة كيف تم تجسيد قصة يوسف أو أهل الكهف أو المسيح تلك القصص التي يعرفها الجمهور العربي من مراجع أخرى وكيف يتم تشخيص الأنبياء وتقديمهم صوتاً وصورة وهو أمر بعيد عن الدراما العربية، وبهذا تراهن إيران على جر الجمهور العربي وإيقاعه في مصيدة الحكايات والوقائع التاريخية المحرفة في محاولة منها لتشكيل وعي الجمهور على طريقتها، ولذلك لم تكتف بالإنتاج الضخم بل أنشأت قنوات خاصة لعرض أعمالها مدبلجة إلى العربية، وقد كانت من قبل قد عهدت إلى وسيطها وسمسارها الخاص في المنطقة حسن نصر الله ليعمل على إنتاج مسلسلات سورية ولبنانية وعراقية وصدق الكثير من الفنانين آنئذ أنها أعمال فنية ولا هدف آخر لها فيما كانت تدس سماً بمقدار معين لا يستوقف المتذوق إن لم يدقق ويفحص النوايا والأهداف جيداً خاصة أن الكثير من تلك الأعمال كانت تتوارى خلف التاريخ العربي تارة، وخلف القضايا الاجتماعية تارة أخرى وكان الكثير من صناع الدراما أنفسهم غافلين عن اللعبة الإيرانية ولعبة حزب الله ولا سيما بعد أوهام الانتصار على إسرائيل عام 2006..

الدراما في قبضة الولي الفقيه

إن المنظومة الإعلامية الإيرانية برمتها بما فيها الموسيقا والفنون البصرية والكتل البرامجية مرهونة بالكامل وبقنواتها الخمس والثلاثين لهيئة الإذاعة والتلفزيون الخاضعة بدورها لهيمنة أجهزة المخابرات الإيرانية والمربوطة بحبل وثيق يمتد إلى قبضة الولي الفقيه الذي يشرف مباشرة على كامل المنتج الإعلامي والفني ويضعه تحت رقابته الصارمة من أجل تصدير الفكر الإيراني للخارج والسيطرة على الداخل والتحكم في وعي الإيرانيين، وفي حين تحرص إيران على دبلجة أعمالها التاريخية التي تسوقها للعرب لا نجد ذلك الحرص فيما يتعلق بالدراما الاجتماعية ذلك أنها موجهة للداخل حصراً فلإيران منظومة أخرى في التعامل مع مواطنيها حيث تتعمد إقفال مصادر المعرفة عليهم وسد كل النوافذ الثقافية ومصادرتها بالكامل باستثناء ما يفرضه النظام وفكر الولي الفقيه، ولذلك فهي تمنع استخدام الريسيفر وتلاحق شرطتُها الأطباقَ المخالفة كما تطلق العنان لرجال الدين للتحذير من تأثير الثقافات غير الإيرانية على النساء والأطفال، فالأساس لديها هو تغذية الجمهور الإيراني وتوجيهه للانشغال فقط بمظلوميات آل البيت والأئمة لتكون الأجيال القادمة جاهزة في أية لحظة للانتقام للحسين وزينب وغيرهما متى طلب منها ذلك..

دراما تبشيرية

لا يغيب عن أي متابع متعمق أن الدراما الإيرانية مصممة بهدف الغزو الثقافي للعرب، وهي من نوع الدراما التبشيرية بالمذهب الاثنى عشري وليس لها أهداف فنية، حتى إن المخرج فرج الله سلحشور مخرج الكثير من الأعمال التاريخية مثل المسيح وأهل الكهف ويوسف أقر بأن مهمته هي أن يكون "مبلّغاً" بالدرجة الأولى ويأتي الإخراج كفن بالدرجة الثانية، بالإضافة إلى مهمة رديفة لتلك الدراما وهي ضرب المخزون الثقافي للعرب وتحوير الوقائع التاريخية بما يتماهى مع الرؤية السياسية للولي الفقيه، وإذا ما راجعنا بعض الأعمال القديمة سندرك إلى أي مدى توظف إيران الفن لصالح مشروعها السياسي، ففي مسلسل المسيح على سبيل المثال نجد غزلاً صريحاً مع الكيان الصهيوني حيث يؤكد المخرج على وجود هيكل سليمان في القدس قبل أكثر من ألفي عام كمركز سياسي وديني لليهود ورغم أن المسلسل ظاهرياً يحرض على كراهية اليهود إلاّ أنه في العمق لا ينكر حقهم في الهيكل أي في الأرض العربية وهو اعتراف مبطن بالكيان الصهيوني يكشف حالة العداء المزيف بين إسرائيل وإيران، فما يهم إسرائيل هو الاعتراف بحقها في فلسطين أما سيل الشتائم والتهديدات التي تشنها إيران في الإعلام والحملة التي تطلقها في الأسبوع الأخير من رمضان في كل عام للدفاع عن الأقصى فهي من لوازم التمثيلية وإكسسوارتها الأساسية، لإقناع الجمهور في القاعة ليس إلاّ..

وفي مسلسل يوسف نستطيع أن نتبيّن عمق الكراهية التي بثتها إيران وهي تدعي حبها للعرب وقربها منهم حينما يصف المسلسل العرب الكنعانيين بأنهم "بدو رحّل" و"رعاة أغنام" منكراً كل الحضارة التي أسسها الكنعانيون وعلى كافة المستويات، ذلك إن لم نفسر إشارتهم تلك بمحاولات النيل من الرسول ذاته، كما حاول المسلسل نسف فكرة عروبة المنطقة من خلال اللعب على أسماء أخوة يوسف في محاولة لتهيئة الجمهور العربي لتقبل الوجود الإسرائيلي..

الحجاب العلماني
في الدراما الإيرانية تمثل المرأة دون أن تنزع حجابها عنها حتى حينما تفرض طبيعة المشهد ذلك كأن تكون داخل جدران بيتها أو في غرفة النوم وبخلو المكان من الرجل الغريب الذي يفرض ارتداء الحجاب،ويعتقد الكثيرون أن ذلك التزام بفريضة دينية لكي لا يرى الجمهور أو كادر التصوير الممثلات حاسرات وأنه نوع من التوفيق بين الفن والدين، ولكن إن تمعنا قليلاً سندرك أن مسألة الحجاب على قلة أهميتها في السياسة خاضعة أيضاً للتوجيه السياسي حيث تسعى إيران إلى تكريس الحجاب كعلامة طائفية وأيقونة عرقية تصب في الهدف الأساسي لسياسات الولي الفقيه، فالحكومة الإيرانية تعرف جيداً مقدار التجاوزات لدى المرأة الإيرانية والممارسات التي لا تتساوق مع الالتزام بالحجاب، وتعرف الحكومة الإيرانية جيداً أيضاً كمّ العربدة الموجود في بلدها وتقوم بتسهيله من الباطن، لكنها تهتم فقط بالشكل الخارجي تماماً كما تفعل في علاقتها مع إسرائيل، وآخرُهمّ الحكومة الإيرانية هو الجانب الأخلاقي والديني، وليعربدْ المجتمع ما طاب له شريطة الحفاظ على القشرة الخارجية..

أما الممثلات السوريات اللواتي شاركن في المسلسل الأخير فقد ارتدين الحجاب عن طيب خاطر، في طهران وقم ومشهد يصبح الحجاب قيمة علمانية رفيعة المستوى ويكون مدعاة للفخر والاعتزاز، أما في السعودية فالحجاب دليل تخلف ورجعية وجاهلية أولى، لم تبق ممثلة سورية واحدة من الشبيحات إلاّ وتحدثت على مدار الأعوام الثلاث المنصرمة وبسخرية لاذعة عن منع المرأة السعودية من قيادة السيارة وكان ذلك أحد مستمسكات تينك الشبيحات ضد السعودية أثناء الثورة السورية، أما منع الممثلة الإيرانية من التمثيل بلا حجاب فهو مجال للفخر والاعتزاز والتباهي عند ذات الممثلات العلمانيات!!

مضادات الدراما الاستعمارية
بات واضحاً ما هو هدف إيران من الإنتاج الدرامي وعلى السوريين التحرك سريعاً لمواجهة هذا الغزو وتلك المعركة الدرامية هنا لسنا بحاجة إلى مساعدات أمريكية أو غربية أو إلى أسلحة فتاكة، حيث تستطيع العقول والخبرات الثقافية والفنية السورية تحييد سلاح الفن بمضادات فكرية موجودة في خزينها الثقافي، ولديها من الخبرة والذخيرة الفكرية أكثر مما تمتلكه إيران بدليل ازدهار الدراما السورية في ربع القرن الأخير، وقد حانت اللحظة الحاسمة لتجميع تلك الخبرات لخوض الحرب الدرامية ولن يكون بث المسلسل الذي يحمل عنوان باب المراد بمثابة ساعة الصفر للدخول في المعركة التي بدأتها إيران منذ سنوات في غفلة من دفاعاتنا الثقافية التي خدّرها النظام السوري بالتزامن مع صعود نجم إيران في سورية..

لا نعرف حتى الآن على وجه الدقة ما هي المحطات التي ستقوم ببث المسلسل الإيراني "باب المراد"، وقد يكون من الخطأ الجسيم مطالبة القنوات العربية بالامتناع عن بثه لأنه بالتأكيد سيكون دليل إدانة لإيران بعد انكشاف حقيقة موقفها من العرب، ولكن الإعلام العربي مطالب بإطلاق حملة مضادة للدفاع عن الانتهاكات الإعلامية الإيرانية بحق التاريخ والوجود العربي وكشف النوايا الخفية والأهداف الحقيقية لتلك الأعمال وكذلك التفكير في إنتاج أعمال مضادة لكي لا ينفرد الإيراني بعقل المشاهد العربي ووجدانه تماماً كما انفرد في قتل الشعب السوري وذبحه وتشريده..

30/6/2014
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 9th September 2024 - 05:34 PM