نسخة قابلة للطباعة من الموضوع

إضغط هنا لمشاهدة الموضوع بهيئته الأصلية

منتدى الناقد الإعلامي _ مقالات وتحليلات _ معاناة السود في أمريكا تؤكد فشل الرأسمالية وفساد الرابطة الوطنية

كاتب الموضوع: أم المعتصم Jun 11 2020, 05:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/68705.html



انتشر على نطاق واسع منظر مأساوي جداً لفيديو يظهر شرطياً جاثماً على صدر ورأس رجل أسمر البشرة فيما كان الرجل يردد "لا أستطيع أن أتنفس أرجوك لا تقتلني"، ومعلوم أن هذه لم تكن هي الحادثة الأولى في أمريكا، وبلا شك لن تكون الأخيرة في دولة قائمة على أسس حضارية فاسدة تنظر إلى الإنسان بمنظار منحرف المسار مشوش في صورته، فتارةً يظهر الإنسان كالآلة وتارةً كالبهيمة بل أضل، تلك هي الحضارة الرأسمالية وذاك هو نظامها المنبثق عنها.

وهذا النظام الفاسد غير مستبعد منه خلق هذه المشاكل، بل متوقع منه أبشع من ذلك بكثير. فهو السبب الرئيسي في ضنك وشقاء العالم حالياً، من إضرام نيران الحروب إلى استعمار الشعوب وإهلاك الحرث والنسل وارتفاع أنين الثكالى وبكاء اليتامى...الخ، لذلك غير مستغرب من أمريكا الدولة التي تسمي نفسها سيدة العالم، وعلى الرغم من تقدمها التقني والتكنولوجي أن تستمر معاناة السود فيها، كيف لا وقد حوى دستورها على قوانين قائمة على التمييز العنصري، ولم يتم إلغاؤه إلا قبل عام أو أكثر، ولكنه مع ذلك لم يُلغ من الأفكار والمفاهيم لأن النظام فيها يقوم بزراعة تلك الأفكار ورعايتها حتى تُطبق، ولذلك نرى الاحتقار لم يقتصر على السود فقط بل لكل مختلف معهم، مثلاً المسلمون عندهم مضطهدون والعرب والآسيويون...الخ.

ويتم صرف النظر عن المخالفات التي تحدث ضد هؤلاء، من أجل ذلك تتكرر مثل تلك الحوادث من حين لآخر، ما أعلمه أن هذه الحادثة هي الحادية عشرة من قتل الزنوج في أمريكا ومنهم أطباء وطلبة بكلية الطب وغيرهم، ولأجل أسباب ساذجة، كمن قتل المرأة بسبب مخالفة مرورية بسيطة، وآخر قتل رجلا بسبب أنه طلب منه التوقف على جانب الطريق، وبكل تأكيد المعاناة مستمرة... فبربكم ما ذنب هذه الأنفس التي قتلت بغير حق، وما ذنب أبنائهم أن يُيتموا بغير حق، وما ذنب نسائهم أن يُرملن بغير حق، وما ذنب أسرهم وأقاربهم أن تُكسر قلوبهم وتقطر دماً، وما ذنب العالم بأن يصطلي بنار الرأسمالية ويستظل بحمومها؟!!

ومما زاد الطين بلة في أمريكا وأشعل نار العنصرية هو ذاك العلج الأهوج ترامب حامل لواء العنصرية، فقد قام بتبني أجندات العنصريين البيض الذين أوصلوه إلى الحكم عبر أصواتهم ومساعدتهم، فبدأ بهجمة على أوباما ومطالبته بالعودة إلى كينيا حيث مسقط رأس والده والتشكيك في شهادة ميلاده، وحملاته ضد المهاجرين والمسلمين منهم خاصة... كل ذلك زاد الوضع ضيقاً بدولة تدعي أنها زعيمة المساواة والحرية في العالم!

ومن تلك الزاوية أوجه سؤالي إلى الغافلين المضبوعين بالثقافة الغربية والمنبهرين بأمريكا ولا تعرف ألسنتهم سوى مدحها والتغني لها: لماذا يحدث هذا في بلد هو مولد لمنظمات حقوق الإنسان والمساعدات الإنسانية، في بلد وضع نفسه المسؤول والحاكم الفعلي لكل إنسان في العالم، في بلد نصب نفسه إلهاً يشرع القوانين لكل العالم؟ فالإجابة واضحة وهي أن النظام الرأسمالي برابطته الوطنية التي فشلت في صهر الشعوب (فاقد الشيء لا يعطيه) لأنها رابطة فاسدة لا تصلح للربط بين بني البشر، إلا أن الإعلام المضلل يصوّر لنا بأنهم يعيشون ملائكة في جنة الفردوس، والحقيقة أن هذا الإعلام البرّاق يخفي خلفه صورة قبيحة لدولة غير جديرة برعاية قطيع من الإبل ناهيك عن بشر في كثير منهم إحساس بإخوانهم لما نراه، على الرغم من انتشار الوباء في دولة بها عدد مصابين أكثر من 1,76 مليون مصاب تنتفض مدن وولايات بآلاف الأشخاص حتى تم إغلاق البيت الأبيض على الرغم من محاولة الحكومة منعهم، ووصف ترامب المحتجين بالبلطجية وهدد بإطلاق النار عليهم.

ولكن ألا تحسون أن الشعب الأمريكي بل العالم كله بحاجة إلى نظام الإسلام؟ ألا تشعرون بأن البشرية جمعاء بحاجة إلى نظام يكرم ابن آدم، نظام لا يفرق بين أبيض وأسود، نظام ينشر المحبة بين الناس ويحث على إيثار النفس للآخر، وهذا النظام هو المخلّص الوحيد للبشرية والحاجز المادي بينه وبين الناس هم هؤلاء الجبابرة من ترامب وغيره من الطغاة، ولكن اقترب يومهم بقدوم دولة الخلافة القادمة بإذن الله التي تعمل على إزالة الحواجز المادية (نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام).

أيها المسلمون: سارعوا مع العاملين لرفع راية الحق حتى يسود العدل العالم بتطبيق الإسلام في دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة بإذن الله.

﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس بكري آدم – أم درمان

Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services