هل المسلمون أقوياء؟
جواب السؤال بالتأكيد نعم، ولكن ليس بهذه السرعة تدرك هذه الجملة، فهناك الكثير الكثير من التساؤلات عن هذه الجملة وخاصة ونحن نرى وضع المسلمين في أيامنا الحالية، تفرق وتشرذم وفقر وضنك وجهل منتشر وأمراض واحتلال للأراضي واعتداء عليهم من كل الأمم، العدو ينال منهم كالضبع يأكل غزالا وهو حي وهو لا يستطيع الدفاع عن نفسه حتى تخرج روحه.
لكن الحقيقة أن المسلمين فعلا أقوى الأمم، وهذا نستعرضه ليس بالنظر للمسلمين فقط في أيامنا الحاضرة، بل بالمقارنة مع أمة تعرضت لما تعرضوا له وبالنظر لتاريخهم وبالنظر لما يصبو المسلمون أن يصلوا إليه.
أما المقارنة مع أمة تعرضت لما تعرض له المسلمون؛ أي قياس تعرض أمة أخرى لما تعرض له المسلمون؛ عندها ماذا سيكون حالها؟؟؟
الجواب بكل تأكيد سيكون الفناء لتلك الأمة؛ فاندثار الكثير من الأمم والحضارات منذ ظهور الإسلام وبقاء الإسلام لليوم يصارع ولا يقبل الهزيمة المفضية للموت أو الاستسلام النهائي للعدو ترينا أن الإسلام والمسلمين أقوى الأمم بكل تأكيد وبكل فخر أنا ننتسب لهذا الدين.
إن تحدثنا عن المسلمين أيام كان لهم دولة وخلافة كانوا أقوى الأمم، فكانوا متقدمين على جميع الأمم حضارة ومدنية، والأمن متوفر لهم في حياتهم الدنيا، فلا مشاكل اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو روحية نشأت في المجتمع الإسلامي طيلة وجوده إلا عندما قصر المسلمون في تطبيق وفهم الإسلام عندها بدأت المشاكل تظهر، وكانوا دائما يتغلبون عليها، إلا أن السوء الشديد في تطبيق وفهم الإسلام في أواخر عهد الدولة العثمانية أدى لانهيار الدولة وزوالها وتسلط الكفار على المسلمين، ومع ذلك لم يستطع الكفار الإجهاز على الإسلام والمسلمين وان أجهزوا على دولة المسلمين، حاولوا بكل الطرق تدمير الإسلام في النفوس وحققوا نجاحا جزئيا إلا أن المسلمين رغم الطعنات الشديدة في جسدهم إلا أنهم لا يستسلمون ولم ولن يموتوا أبدا، وسيستعيدون عافيتهم وسيعيدون دولتهم دولة الخلافة ليعودوا من جديد سادة الدنيا وقادتها.
فحرب تشترك فيها كل أمم الأرض للقضاء على المسلمين ولا ينجحون بحربهم تلك يدل دلالة قطعية أن المسلمين أقوى الأمم على وجه الأرض وسيبقون كذلك وان كانوا هذه الأيام في حالة ضعف ومرض، ولكنه عارض وسيزول بإذن الله تعالى.
إن شدة المرض في جسد الأمة الإسلامية وشدة الطعنات التي تفتك في جسد الأمة الإسلامية وخلق أعداء للإسلام وأهله من نفس المسلمين وكل الحال السيئة التي فيها المسلمون، لكن كل ذلك لم يمنع أن يظهر في المسلمين عوارض تدل على عافية الأمة الإسلامية وعلى أنها تصبوا وبكل قوة للعودة من جديد قائدة العالم ولو كرهت ذلك كل أمم الأرض.
فرغم الحرب على المسلمين من الكفار بمختلف نحلهم ومللهم، ورغم الحرب على المسلمين من قبل حكام المسلمين وأتباعهم وجندهم، ورغم الحرب الإعلامية التضليلية الشيطانية على الإسلام وأهله، ورغم التشرذم والتفرق والقتل والمرض والفقر والجهل، إلا أنك ترى في الأمة الإسلامية:
• القوة القتالية لأبناء المسلمين عند اللقاء، فمن نظر لقتال أبناء المسلمين بدون دولة خلافة وبدون جيوش منظمة كما في أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين رأى قوة المسلمين القتالية الشديدة التي جعلت أقوى الجيوش تعجز عن النيل من المسلمين، رغم شدة الخيانات من كثير من الحكام ومن قادة الحركات المقاتلة، ورغم كثرة الخيانات وتكرارها إلا أن المسلمين في كل مواجهة قتالية يثبتون أنهم الأقوى وان القوة الروحية التي يمتلكونها والتي يفتقدها كل الكفار على وجه الأرض تجعلهم يواجهون أعتا الجيوش وأعتا الأسلحة بكل قوة وعزيمة، وسبب عدم انتصارهم لليوم هو خيانة القادة وقلة الوعي بينهم.
• القوة الفكرية عند المسلمين استطاعت هزيمة كل الأفكار على وجه الأرض، فالمسلمون بلا دولة خلافة تذود عنهم والحرب على دينهم وفكرهم قوية، والغرب الكافر وكل الكفار يناضلون للدفاع عن أفكارهم الضالة، مستخدمين في ذلك العملاء والإعلام والأموال ومع ذلك اثبت المسلمون قوتهم الفكرية، ففكرة الخلافة تنمو بقوة بين المسلمين، والمسلمون يصبون للعودة لقيادة العالم، والعلمانية والديمقراطية والإسلام الوسطي وكل فكرة كفر تموت أمام المواجهة مع الفكر الإسلامي، وهذا يثبت قوة الفكر الإسلامي، ففي العالم الإسلامي الناس تلتف حول من يدعون لتطبيق شرع الله وينفرون من دعاة العلمانية والديمقراطية، وفي الغرب تزاد يوميا نسبة الذين يدخلون في دين الإسلام، ويزداد الطلب لبناء المساجد في دول الكفر، بينما في عقر دار الكافرين تغلق الكثير من الكنائس لعدم وجود رواد لها، وهذا يثبت قوة المسلمين الفكرية وهزيمتهم لكل أفكار الكفر رغم عدم وجود دعم وتمويل وإعلام حقيقي يناصر فكرهم.
• قوة تماسك المجتمع عندهم، فرغم أن الكفر هو المطبق بين المسلمين ورغم الحرب الشرسة على المرأة والأسرة في العالم الإسلامي، ورغم عدم وجود قوانين تحافظ على الأحكام الشرعية، بل على العكس وجود قوانين تشجع الفساد والرذيلة إلا أنك تجد أن المجتمع الإسلامي -وإن أصابه بعض التفكك والانحلال- إلا أن السمة العامة للمجتمعات في العالم الإسلامي أنها مجتمعات متماسكة تدعو للفضيلة وتحارب الرذيلة، فلا انتشار شديد للزنا ولا للأولاد اللقطاء ولا للشذوذ الجنسي، والأسرة ما زالت تقوم بدورها في الرعاية والقوامة، بينما المجتمعات الغربية وغيرها فحدث ولا حرج عن تفككهم وتشرذمهم وانتشار الأمراض بينهم رغم وجود دول تحاول الحفاظ على تماسك تلك المجتمعات البائسة.
• القوة الروحية والمعنوية عند المسلمين لم تنهار رغم حرص الغرب والحكام على قتلها وإخفائها، فرغم كثرة حوادث القتل في المسلمين وتعمد الإعلام بث صورة القتل في المسلمين لقتل أي أمل عندهم بالتحرك، ورغم أن الإعلام يعمل جاهدا على إظهار قوة الكفار، ورغم أن الإعلام يعمل جاهدا على نشر كل ما يدل على أن عودة الإسلام بعيدة جدا، إلا انك تجد المسلمين لم يفقدوا القوة الروحية والمعنوية أبدا وإن خف وهجها في كثير من المناطق، إلا أنها كامنة في نفوس كل المسلمين، وما قيام الثورات بعد فترة من الزمن ظن الكفار فيها أن لهيب القوة الروحية والمعنوية عند المسلمين قد انهارت وانطفأ نورها للأبد، إلا أن تلك القوى عاودت الظهور في الثورات الحالية وأثبتت أن الأمة الإسلامية لم تستسلم ولم تيأس وتسلم رقابها للكفار، بل ثارت على الكفار وأعوانهم، ورغم شدة النيل من المسلمين إلا أنهم لم يستسلموا ولم يسلموا رقابهم للكفار أبدا، وهذا يدل على أن القوة الروحية والقوة المعنوية عندهم لم تندثر بل إنها موجودة وكامنة فيهم وأن خفت نورها في بعض الأحيان وفي بعض الأماكن.
انظر إلى شعوب أخرى ماذا حل بها بعد هزيمة واحتلال كيف اندثرت وزالت أو تخلت عن فكرها ومبدئها، انظر للشيوعية كيف هزمت وتخلى عنها أصحابها وهم ما زلوا يملكون دولة، انظر إلى شعب الهنود الحمر كيف تم إبادتهم وإزالتهم من الوجود تقريبا، انظر إلى هزيمة اليابان وألمانيا وكيف تخلوا عن فكرهم لصالح المعسكر الغربي، إلا المسلمين فرغم شدة الحرب عليهم إلا أنهم لم يتخلوا عن فكرهم ودينهم بل ما زالوا يناضلون لعودة دينهم ومبدئهم حاكما للعالم.
إذن المسلمون كانوا ومازالوا وسيبقون أقوى الأمم على وجه الأرض رغم ما هم فيه، وان عدم عودتهم السريعة لقيادة العالم له عدة أسباب أو عوائق... وهم في طريقهم للتغلب عليها قريبا بإذن الله تعالى، ومن هذه العوائق الزائلة قريبا بإذن الله تعالى:
• ارتباط الحكام الحاليين بالغرب الكافر، وارتباط الكثير من قادة الحركات الإسلامية بالحكام أو بدول الغرب مباشرة.
• وجود الواقعيين في الأمة الإسلامية وهم من يدعون للرضا بالواقع وعدم الانقلاب عليه لتغييره.
• عدم إدراك الكثير من أبناء المسلمين أن التغيير الحقيقي أساسه فكري وليس عسكري أو خيري أو روحي مجرد عن الفكر السياسي.
• قلة الوعي السياسي بين المسلمين على ما هم فيه.
• الحرب الشرسة عليهم من الإعلام ومن مشايخ السلطان ومن كتاب ومفكرين يخدمون وجهة نظر الكفر في بلاد الإسلام.
• ارتباط الكثير من الناس بمصالحهم الدنيوية.
هذا ورغم الحال السيئة للمسلمين إلا أن التغيير في الأمة الإسلامية ما زال يتقدم وذلك بقوة انتشار فكرة الخلافة بين المسلمين وان الحكام خونة مجرمون وان العلمانية والديمقراطية هي سبب بلائنا ودمارنا وأن الكفار أعداء للمسلمين، والغرب الكافر في كثير من تصريحات قادته يحذر من عودة الخلافة، وقد أفلتت الكثير من الكلمات من أفواههم تبين خشيتهم من عودة الخلافة وتظهر حقد أعمى على المسلمين، وتظهر فشلهم الذريع في محاربة الفكر الإسلامي ووقف نموه، وهذا يدل على أن الإسلام عائد قريبا بإذن الله تعالى.
صحيح أن النصر قد لا يراه البعض في حياته، ولكن ليعلم أن التغيير في الأمم والحضارات يحتاج وقتا أطول من حياة الفرد العادي أحيانا، ولكن المتابع لعدة مراحل حدثت في الأمة الإسلامية منذ هدم الخلافة لليوم يرى أن الوضع يتجه فقط باتجاه عودة الحكم بالإسلام في نظام الخلافة وإن ذلك لكائن قريبا بإذن الله تعالى.
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater