السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،
برنامج ثم تكون خلافة
الحلقة الثلاثون
هل حققت الثورة مطالب الأمة ؟في عام 1924 حلّت أكبر كارثة بالمسلمين عبر التاريخ، لم تكن تلك الكارثة نتيجة زلزال او اعصار أو طوفان ، وإنما كان تتويجاً لعمل دام مئات السنين لأضعاف العالم الاسلامي .
استيقظ العالم على خبر إعلان هدم دولة الخلافة ، وأحضر أخر خليفة للمسلمين عبد الحميد الثاني وتم نفيه ومنعه من الدخول الى تركيا .
وزير الخارجية البريطاني اللورد كرزون كان صرح قبل هدم الدولة قائلاً : لقد ماتت تركيا ولم تقم لها قائمة فقد دمرنا قوتها المعنوية .
قام الغرب ولعد عقود بوضع خطنه الكبرى والسيطرة على البقعة الجغرافية الكبيرة التي تحكم بالاسلام ، وقام بتقسيمها الى خمسين دولة صغيرة لا قيمة ولا وزن لها والعالم الاسلامي شاهد على سلب الغرب لثرواته كالنسر الي ينهش فريسته شيئاً فشيئاً.
كما عبر أيضاً كرزون بقوله : يجب أن نحول دون دون عودة المسلمين وبما أننا نجحنا على الخلافة يجب أن نحول دون قيام أي شيء يعيد وحدة المسلمين مرة اخرى .
العالم الاسلامي هذا الجزء من العالم الغني بالطاقا ، أقام الغرب ممالك وجمهوريات ونصب عليها زعماء ينفذون خططته واجنداته ويعملون على تحقيق رغباته والحفاظ على مصالحه .
دولة بعد دولة تتم إقامتها وينصب عليها زعيم جديد لا يعدو أن يكون خادماً لأسياده الذين نصبوه .صحيح أن هؤلاء الرؤوساء من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ، إلا أنهم وكما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم { دعاة على أبواب جهنم } . في البداية ظن الجميع إن مجيء هؤلاء سيكون بداية عصر ذهبي من جديد ولكن ومع مرور الزمن اتضح للناس أكثر وأكثر تعاون هؤلاء الحكام مع الغرب تعاوناً لا يمكن بشكل من الأشكال أن يكون خدمة للأمة وتحقيق لمصالحها . ملايين من الدولارات يتم تحويلها لحساب الحكام الجدد ، عقود النفط الضخمة يتم عقدها مع مصانع الاسلحة ، وثروات المسلمين تتدفق خارج بلادهم وتصب في أرصدة النخبة في الغرب .
ومنذ هدم الخلافة يعيش المسلمون يفتقدون فيها الأمن والامان ، حيث القتل والسجن والتعذيب بطرق وحشية لم يشهد التاريخ لها مثيل . ولم يعمل هؤلاء الحكام على إيجاد البنية التحتية من مستشفياتومدارس ذات كفاءه عالية وانظمة سير وغيرها مما يحتاجه الناس في حياتهم اليومية . الفقر أصبح العلامة الفارقة للعالم الاسلامي ، الأطفال المتسولون يعملون لإعالة أسرهم أصبحوا مظهراً ثابتاً في شوارع المدن الكبرى . أصحاب الشهادات العليا من مهندسين وغيرهم يعملون سائقي أجرة . اللحوم والخضار ارتفعت أسعارها بشكل جنوني . هذه الصورة الحقيقية لحياة المسلمين اليومية في هذه الايام ، ناهيك عن المناطق الاخرى التي تشهد الحروب وتعيش الاحتلال .
هذه الأوضاعلن تستمر بعد الان بإذن الله ، فما حصل ويحصل في العالم الاسلامي ما هو إلا نتيجةللسنوات الطويلة من البؤس والفقر. الأمة الاسلامية آخذة في استعادة سلطانها بيدها ولا تحتاج الى العون والمساعدة من الغرب ، ولن تتوقف بإذن الله حتى تحقق هدفها ألا وهو نهوض الأمة من جديد .
وقد عاشت الامة الاسلامية ثمان وثمانون عاماً دون ان يكون للأنظمة الاسلامية أي أثر في حياتها نتيجة لذلك فقد غرقت بلادنا ومجتماعاتنا في الفوضى والفقر والطغيان ، ووضح للمسلمين فشل الاشتراكية وظهر فساد الديمقراطية وعجزها عن تقديم الحلول لمشاكلها . وقد آن الاوان لأن يعود المسلمون لقيمهم وأنظمتهم الاسلامية .
حزب التحرير وهو حزب سياسي عالمي يقوم على الاسلام مبدأًً ويعمل في أكثر أربعين بلداً وعلى مدى أكثر من خمسين عاماً عبر الحزب عن تطلعات المسلمين الحقيقة لنهضة أمتهم وتطبيق شريعتهم من خلال استئناف الحياة الاسلامية عن طريق إقامة دولة الخلافة الراشدة .
ومنذ تأسيسه إختار حزب التحرير في طريقه للوصول لإقامة دولة الاسلام مقتفياً سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك .
تلك الطريق التي اوحاها الله سبحانه وتعالى الى رسوله صلى الله عليه وسلم { الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد}
لقد بين الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كيفية إخراج الناس من الظلمات الى النور { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}
بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوة الناس الى الاسلام ثم انتقل الى دعوة المجتمع عاملاً على تغيير أحكامه وأفكاره وانظمته يهدف من ذلك ان يتبنى المجتمع المكي هذه الدعوة ثم انتقل صلى الله عليه وسلم الى طلب النصرة من اهل القوة حتى يبلغ عن الله ما أرسل به ويطبق شرع الله .
{ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا } .
واقتداءاً بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وضع حزب التحرير نُصب عينيه إعادة الدولة الاسلامية الى الحياة .
رسولنا صلى الله عليه وسلم واجه تحديات جمّة لكنه صلى الله عليه وسلم ثبت على دعوته واستمر فيها متحدياً المجتمع المكي فكرياً وسياسياً .
وبنفس الطريقةقام حزب التحرير ومنذ نشاته والى يومنا هذا بتحدي الأنظمة الحاكمة فكرياً وسياسياً . رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على القبائل والذين يمثلون أهل القوة مثب بني ثقيف وبني عامر بن صعصعة وبني بكر وغيرهم طالباً نصرتهم وحمايتهم لدعوته ولتطبيق شرع الله .
واليوم الأمة الاسلامية أبت أن لا تركع إلا لله ، وجعلت إزالة هذه الأنظمة قضيتها المصيرية إتخذت إزائها قرار الحياة او الموت .
أدرك المسلمون اليوم فرضية إزالة هؤلاء الحكام ، وأنهم سبب البلاء ، وأدركوا أيضاً فرضية العمل بإعادة شرع الله الى الحياة ، هنفوا بصوت واحد لبيك لبيك لبيك يا الله ، هتفوا غير آبهين بالموت ، إذ أضحى شعارهم في الميادين الموت ولا المذلة .
يجب على الأمة الاسلامية ان لا تسمح للدول الكبرى أن تقرر مصيرها ، ويجب عليها ان لا تسمح للغرب أن يستبدل عملائه عميلاً بعد اخر مهما كانت اسمائه وشعاراته .
تلك كانت مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم للوصول الى دولته وهي اليوم مهمتنا وسنصل بإذن الله الى تحقيق بشرى رسولنا صلى الله علي وسلم والوعد بالنصر لهذا الدين .