منتدى الناقد الإعلامي

السلام عليكم , للمشاركة اختر ( دخول | تسجيل )



ملتيميديا

مقتطفات فيديو من انتاج الشبكة

 
Reply to this topicStart new topic
> بريطانيا تحث الخطى في تنفيذ مشروعها الجديد في المنطقة وأشياء أخرى
أم سلمة
المشاركة Nov 28 2012, 02:25 PM
مشاركة #1


أسرة المنتدى
*****

المجموعة: الإداريين
المشاركات: 2,229
التسجيل: 13-May 12
رقم العضوية: 1,892



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،،

بريطانيا تحث الخطى في تنفيذ مشروعها الجديد في المنطقة وأشياء أخرى

بقلم اشرف الظاهر

لطالما حاولت أمريكا ومجموعة الدول الغربية والعربية والإسلامية التابعة لها اختراق الثورة السورية من الداخل فكانت أن صنعت المجلس الوطني السوري المعارض في تركيا وسلسلة المجالس العسكرية الثورية في الداخل السوري والذي مدته بالمال والسلاح وأشباه الرجال وذلك بغرض الالتفاف على ثورة الأحرار في بلاد الشام ومنعهم من العمل على إقامة دولة إسلامية حقيقية متجردة من التبعية والولاء لها ولمشاريعها ولما كانت جملة أتباعها بحاجة إلى بقعة جغرافية تتمركز بها في الداخل السوري كان أن اتخذت من مدينة حلب مقرا مؤقتا لها محرضة النظام السوري بذلك على زج مدينة حلب وريفها في أتون الثورة السورية بالعمل على التكثيف حجم العمليات العسكرية التي تستهدف المدينة وأهلها وذلك طمعا في إيهام أهل المدينة وريفها بإخلاص قيادة المجالس العسكرية الثورية العاملة فيها ومعاداتها لنظام الأسد وسعيها للتخلص منه

ولما كانت أمريكيا قد أمرت الأسد بتخفيف حدة الضغط العسكري على حلب وريفها مؤخرا خوفا من انكشاف عورة مخططها في ذلك كان أن أعطى ذلك فرصة كبيرة لمجموعة الكتائب وألوية الثورة السورية من المجاهدين اللذين يرفعون شعار إقامة دولة إسلامية بإعادة ترتيب أوراقهم وتنظيم أنفسهم وصفوفهم تحت قيادة عسكرية واحدة ومشتركة والتي قامت بالإعلان عن عزمها إقامة دولة إسلامية في سوريا بعد القضاء على بشار ونظامه وهو ما أزعج بدوره مجموعة أدوات أمريكا وبريطانيا الجديدة في الداخل والخارج ودفعهم إلى إعلان رفضهم إقامة دولة إسلامية في سورية بدلا من الدولة العلمانية والتي تمثلت بقيادة المجالس العسكرية الثورية برئاسة العميد " مصطفى الشيخ " والمقيم حاليا في لندن وتشكيلة ائتلاف المعارضة الجديد الذي تم تشكيله في قطر عاصمة المشاريع البريطانية برئاسة السيد " معاذ الخطيب " بالإضافة إلى الشيخ " العرعور " .


إن أمريكيا التي قامت بتشكيل المجلس الوطني السوري المعارض في تركيا ولملمة أعضاءه ورجالاته من هنا وهناك كبرهان غليون و سيدا وملحقاتهم من أتباع النظام القديم كإياد حجاب ومناف اطلاس وفاروق الشرع وغيرهم قد سعت إلى احتواء الثورة والالتفاف عليها ولما كانت أمريكا قد أدركت حقيقة تدني قاعدة هؤلاء الجماهيرية في الداخل السوري وان كلامهم ليس مسموعا كثيرا عند الأهل في سوريا التي أخذت ترفع رايات الإسلام وان مستوى قاعدتهم الجماهيرية لا يتجاوز في أحسن أحواله أصابع اليد والأرجل كانت أن عجزت أمريكيا في التعامل مع الوضع والثورة السورية بشكل صحيح الأمر الذي دفع بريطانيا الوجه الأخر للاستعمار إلى الالتفاف على المخططات الأمريكية وأدواتها فيه بالعمل على سحب خيوط إدارة الأزمة من بين أيدي أمريكا ومجموعة أدواتها وأتباعها في ذلك والعمل على تهميشهم والتخلص منهم وذلك بهدف تسخير الثورة السورية وجعلها تصب في صالح تنفيذ مشروعها الجديد في المنطقة ولعل أكثر ما أشار إلى حقيقة ذلك هو قيام المدعو " سيدا " احد موظفي الإدارة الأمريكية في المجلس الوطني السوري بتهديد تشكيلة ائتلاف المعارضة الجديد بان أي محاولة لاستبعاده هو ومجلسه من المشهد السياسي للازمة السورية من شانه أن يبقي الصراع في سوريا مشتعلا كاشفا بذلك من حيث يدري أو لا يدري حقيقة أن أمريكا هي من تقوم بدعمه ودعم نظام الأسد من خلفه عبر كل من روسيا وإيران .

إن بريطانيا العجوز والتي طالما عرفت واشتهرت بخبثها ودهائها واصطيادها في الماء العكر تحاول اليوم الانقضاض على الثورة السورية بدلا من أمريكا بعد أن فشلت في ذلك , ولما كانت بريطانيا أكثر خبرة في التعامل مع ملفات المنطقة بما تمتلك من خبرة ودراية وتجربة تاريخية في هدم دولة الخلافة الإسلامية وبما تمتلك من أدوات فيها كالنظام الأردني والقطري عرابي المشاريع البريطانية الجديدة في المنطقة بالإضافة إلى قناة الجزيرة الذراع الإعلامي لهذه المشاريع والتي كانت قد خرجت هي وموظفيها من رحم هيئة الإذاعة البريطانية B.B.C ) كانت أن قامت بالإعلان عن تشكيلة جديدة لائتلاف المعارضة السورية والذي تم الإعداد له في الأردن بقيادة الدكتور عزمي بشارة بهدف الانقضاض على ثورة الأحرار في سوريا من الذين يعلنون عزمهم على إقامة دولة إسلامية في سوريا وبهدف إجبار الثوار في سوريا على الالتحاق بحلفها الجديد .

وإذا كان لنا الحق هنا في استكشاف طبيعة مشروع بريطانيا الجديد في المنطقة ومراحل تقدمها فيه وشكل الخطوات التي تسير بها لانجازه فيمكن تلخيصها بالشكل التالي :

1- عمل الأردن وبريطانيا بخطوات متسارعة على تقويض مشروع السلطة وذلك بالتعاون مع أبو مازن لضم الضفة الغربية إلى الأردن تسهيلا في ضم كلا الطرفين للحلف الجديد لاحقا ولعل ذلك ما كان قد صرح به بوضوح الأمير الحسن بن طلال الثاني حينما قال في تصريح له " إن الضفة الغربية كانت جزء من الأردن ولابد من أن تعود إليه " ولعل ما يشير إلى ذلك أيضا هو عمل السلطة والحكومة الأردنية في الفترة الأخيرة على تعميق شكل العلاقات بين الجانبين والتي ليس أخر مشاهدها قيام وزير الزراعة الأردني مؤخرا مع مجموعة من مرافقيه بجولة تفقدية لحال المزارعين في الضفة وعمل زيارات لهم للاطمئنان على أوضاعهم وللاطلاع على حاجاتهم ولعل من ابرز ما يشير إلى حقيقة ذلك أيضا هو ما أشيع من معلومات رشحت عن العديد من مسئولي السلطة بشقيهم السياسي والعسكري تفيد بان السلطة تتجه ألان نحو كنفدرالية مع الأردن , كل هذه الإرهاصات لتشير بشكل يقطع الشك باليقين إلى أن السلطة متجه اليوم للالتحاق بمشروع بريطانيا الجديد في المنطقة

2- إسراع الأردن ومن وراءه بريطانيا وبالتعاون مع طارق الهاشمي ومقتدى الصدر في العمل على إيجاد ثورات جديدة في العراق من شانها أن تقوض حكم المالكي وسلطته ( تابع الأمريكان الأول في العراق ) وذلك كله تمهيدا لأجواء إلحاق العراق بهذه المنظومة البريطانية السياسية الجديدة في المنطقة وهو ما كانت قد تنبهت له أمريكا بعملها على طرد طارق الهاشمي من العراق بعد أن قام المالكي بتلفيق جملة من الاتهامات له بالوقوف وراء الكثير من عمليات التفجير التي حدثت في العراق .

3- عمل النظام الأردني ومن وراءه بريطانيا على اختراق الثورة السورية وإيجاد قيادة جديدة تابعة لها بعيدا عن أمريكا والتي تمثلت بالائتلاف الوطني السوري المعارض برئاسة معاذ الخطيب وبمجموعة المجالس العسكرية الثورية في الداخل السوري وذلك كله بهدف الالتفاف على ثورة الأحرار في سوريا وإجبارها على الالتحاق بمشروع بريطانيا الجديد في المنطقة ولعل بريطانيا بذلك تحاول أن تجند ظاهرة ( أل البيت وبني هاشم ممن قد انتموا إليها ورضوا بها سيدا من دون الإسلام ونبي الإسلام) في خدمة مشاريعها الجديدة تماما كما كانت قد فعلت سابقا عندما قامت بتجنيد سلالة الحسن بن طلال في إيجاد ثورة عربية لإسقاط الخلافة ولعل ما قد بات يشير إلى حقيقة ذلك هو اختيارها لمعاذ الخطيب هذا الرجل السوري الذي قيل عنه انه ينتمي لبني هاشم لرئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض الجديد التي أوجدته بريطانيا والتي تسعى من خلاله للانقضاض على ثورة الأحرار في بلاد الشام ولعل ما يظهر حقيقة ولاء وتبعية هذا الائتلاف الجديد لبريطانيا دون أمريكا هو مسارعة كل من بريطانيا وحليفتها فرنسا ومن لحق بهم من دول الاتحاد الأوروبي بالاعتراف بهذا المجلس واعتباره الممثل الشرعي والوحيد عن الثورة السورية في الوقت التي اكتفت أمريكا بالترحيب به دون اعتراف .

4- عمل بريطانيا أيضا على إعادة هيكلية الجيش اليمني وبشكل متسارع وتلقيحه بمجموعة من رجالاتها الجدد من العسكريين التابعين لها وذلك بغرض إلحاق اليمن بمنظومتها السياسية الجديدة وهو ما عملت أمريكا على إفشاله بقيامها بمحاولة فاشلة لاغتيال وزير الدفاع اليمني الأمر الذي أثار حفيظة بريطانيا وجعلها تعمل على إثارة الفلم المسيْ للرسول ص والتي كانت قد أنتجته في أمريكا واتهام أمريكا به وذلك تحريضا منها الشعوب العربية والإسلامية على أمريكا وعلى قناعها التصالحي التي طالما حاولت الظهور به وتجميله وهو ما دفعها أيضا إلى الترتيب لاغتيال السفير الأمريكي في بنغازي التي كانت قد ألصفتها بتنظيم أنصار الشريعة وذلك كله في رسالة واضحة أرادت أن ترسلها لأمريكا بالكف عن التدخل في تعكير صفو مصالحها ومشاريعها ومخططاتها الجديدة في المنطقة وإلا سيكون حسابها في ذلك عسيرا فما كان من أمريكا على ما يبدوا ويظهر إلا إن انكفأت وارتدت على أعقابها تاركة الساحة للبريطانيين ليصولوا ويجولوا بها على راحتهم

هذا هو ملخص الخطوات التي تسير بها بريطانيا اليوم لتنفيذ مشروعها الجديد في المنطقة عاملة بذلك على اللعب ببعض أوراق المنطقة ومكوناتها لتحقيق ذلك كمحاولة استخدامها لظاهرة بني هاشم ومن تبعها منهم في الأردن والعراق وسوريا

إن بريطانيا هذا المستعمر العجوز والتي كانت قد عرفت بدهائها وخبثها في حياكة المؤامرات على الأمة العربية والإسلامية تعمل اليوم على انتهاج نفس الأسلوب الخبيث في التعامل مع قضايا المنطقة بتحالفها مع بعض القوميين العرب كالدكتور عزمي بشارة وتسخيره وتجيره في صالح تحقيق مشروعها الجديد كما فعلت من قبل مع مفجري الثورة العربية الكبرى

إن بريطانيا اليوم باتت أشبه ما تكون بالحية الرقطاء التي تغير جلدها بحسب الظروف المحيطة بها فهي تعمل اليوم على تنفيذ سياستها ومخططاتها الجديدة في المنطقة بشكل ملتوي وزئبقي وغير واضح المعالم لذلك كان من الضروري على سياسي الأمة ومفكريها ومخلصيها الانتباه لهذا المكر البريطاني ذلك أن الصراع اليوم لم يعد قائما مع أمريكا بقدر ما هو قائم مع الخبث والدهاء البريطاني لذلك وجب العمل على تسليط الضوء على مشروع بريطانيا الجديد في المنطقة وعلى شكل وطبيعة أدواتها فيه والمتمثلة اليوم بقناة الجزيرة والنظام الأردني والقطري وزعيم القومية العربية المضلل الدكتور " عزمي بشارة " ومن لحق بهم من أتباعهم المضللين ايضا من بني هاشم وذلك أن الدهاء البريطاني اليوم أصبح أكثر عداءا للإسلام والمسلمين من أمريكيا ومشروعها ألتصالحي التي تحاول الظهور به

ولعل ذلك بدوره ما يدعونا جميعا إلى التوجه لأمريكا بهذه الكلمة فإذا كانت أمريكا وشعبها بحق راغبين في الصلح والتصالح مع شعوب المنطقة الإسلامية ومد جسور من العلاقات السياسية والاقتصادية والتصالحية معها فعليها أولا أن تساعد المسلمين في التخلص من مكائد بريطانيا وسياستها ودسائسها وخططها الجديدة التي لا هم لها إلا ضرب شعوب الأرض بعضها بعض خدمة في تحقيق مصالحها وأطماعها على حساب البشرية والإنسانية .كما عليها أن تمتنع عن دعم ظاهرة الإسلام المعتدل وحركاته ورجالاته وان تترك المسلمين ليقيموا دولتهم ودينهم كما نزل وكما جاء به نبيه محمد ص وكما فهمه أصحابه وان يتركوا المسلمين ينشروا دينهم الذي يحمل الخير والرحمة ليس لهم فقط بل للبشرية جمعاء ليخرجوهم من شر الرأسمالية التي اكتوى ويكتوي العالم اليوم بنارها وذلك أن العالم اليوم بداْ يتململ من هذه الحضارة ويتأهب للانقضاض عليها .

لاشك في أن المجتمع الأمريكي هو مجتمع أكثر إنسانية من غيره و أكثر قربا من مفاهيم الإسلام الحقيقية وأكثر شعوب الأرض المرشحة لاعتناق عقيدة الإسلام بما يمتلكه من معاني إنسانية طيبة , فالإسلام لا يحمل حقدا على احد بل إن غايته حتى فيما شرع من قتال وجهاد لم يكن القتل وسفك الدماء وارتكاب المجازر بحق الأبرياء بل هي دعوة صادقة للشعب الأمريكي باستبدال عبادة المال والشهوات والعباد التي قد نص عليها واقرها مبدأهم الرأسمالي بعبادة الله الواحد الأحد الرحمن الرحيم . قال تعالى : (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ)
إن ما أشار إليه الكاتب والمفكر الأمريكي " جون شيا " في مقاله الذي كان قد دعا فيه الرئيس اوباما بضرورة المصالحة مع الشعوب العربية والإسلامية والتي قال فيه " ...ليس من الحكمة أن نساند أنظِمة غير ديمقراطيَّة وعالية الفساد ضدَّ دولة الخلافة التي تصوغ سياستَها أصلاً وفق عقيدة تُحارب الفساد والقيادة غير الرَّاشدة، بأكثر ممَّا تحاربه المبادئ اليهوديَّة - المسيحيَّة الَّتي تتَّسم بالتسامح والتَّعاطف مع الخطيئة والمخطئين على السَّواء. " .والذي جاء فيه أيضا قوله : " يا سيادة الرئيس علينا ألاَّ نخاف من قيام حكومة أمينة أيًّا كانت صفتها، إنَّ الَّذي علينا أن نَخافه هو قيادات تخون مبادئها الأساسيَّة " ليوضح حقيقة ما يجب أن تكون عليه سياستها في التعاطي مع قضايا المسلمين ودماءهم وإلا كانت دعوتها بذلك ليست أكثر من كونها أكذوبة تذر بها الرماد في عيون المسلمين خدمة في تحقيق مصالحها وتطلعاتها وأطماعها الجديدة على حساب الشعوب والأوطان والإنسان


ولعلي أتسال هنا أيضا أين هي امة الإسلام من وصف الله لها بالخيرية وأين هي من رسالتها الخالدة والعظيمة والعادلة التي كلفها الله بحملها إلى الناس وأين هي مما حياها الله به من خيرات وموارد ومواد خام ومن موقع جغرافي استراتيجي ومن طاقات بشرية هائلة وكبيرة ومبدعة وفوق هذا كله أين هي من عقيدة إنسانية صافية نقية تحمل الخير به لها وللناس أجمعين ويجعلها تترصد قيادة البشرية وتقود العالم نحو العدل الحقيقي المتمثل بتطبيق دين الإسلام كما انزله الله تعالى وكما ارتضاه نبيه ورسوله محمد ص وكما فهمه اْله وصحبه الكرام لا كما ارتضته أمريكا ومن سار في فلكها من حركات الإسلام المعتدل ورجالاته التي لم يكن همها على ما يبدوا إلا الجلوس على كراسي الحكم وتحقيق بعض الامتيازات على حساب دينهم وشعوبهم والى متى ترضى هذه الأمة العريقة لنفسها أن تكون تابعة للغرب ومشاريعه وحضارته وثقافته التي قامت على عبادة المال والشهوات والعباد من دون الله والى متى يبقى مجموعة إعلامييها وسياسييها واقتصادييها ومفكريها ومثقفيها وكتابها وعلماءها ممن انضبعوا بثقافة الغرب وحضارته متنكرين لامتهم وشعوبهم ودينهم وربهم . ألم ياْن لمثل هؤلاء أن يستجيبوا لقول ربهم ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ) بلا...فلبيك يا الله .

أن أمريكا وبريطانيا ومجموعة أدواتها وأتباعها في المنطقة تبذل قصارى جهدها وطاقاتها وأموالها في المكر بهذا الدين ومنع انتشاره وذلك عملا منها على تقويض بشارة رسول الله التي جاءت في الحديث الشريف المرفوع إليه ص والذي رواه عنه تَمِيمٍ الدَّارِيِّ في قوله : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , يَقُولُ " :لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الدِّينُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزٌّ يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الإِسْلامَ وأهله أَوْ ذُلٌّ يُذِلُّ بِهِ الْكُفْرَ وأهله " . فَكَانَ تَمِيمٌ , يَقُولُ : لَقَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرَ وَالشَّرَفَ وَالْعِزَّ ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ كَافِرًا الذُّلَّ وَالصَّغَارَ وَالْجِزْيَةَ .إن المكر الذي تريده دول الكفر وعلى رأسه بريطانيا العجوز بالإسلام والمسلمين وبهذا الدين قد أحاط الله تعالى به علما كما أحاط بأصحابه وأهله وأدواته كاشفا بذلك أن مكرهم سيكون وبالا عليهم وبأنهم سينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله لتكون عليهم حسرة ثم يغلبون... قال تعالى ( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ ) وقال (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ ( 50 ) فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ ) وقال ( إن الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ )

إن بريطانيا اليوم وهي تحاول ان تكون أكثر ذكاءا في التعاطي مع طبيعة المنطقة بعملها على اللعب ببعض الجذور الدينية والعائلية المكونة والمحركة لها فإنها قد أعطت قناة الجزيرة مهمة الترويج لمشروعها الجديد في المنطقة , ولعلي هنا لا أخفيكم القول إنني عندما أكون راغب في معرفة وفهم طبيعة مشاريع بريطانيا الجديدة في المنطقة فاني أقوم بمتابعة قناة الجزيرة بينما أقوم بتصفح قناة العربية لاكتشاف حقيقة المخطط الأمريكي ومراحل تقدمه وتطوره, فهذه القنوات التي كانت قد صنعت على عجل لتغطية مشروع أمريكا الجديد في المنطقة واللعب على حباله قد مدت بخيوط وأموال غربية وأدوات وطاقات وإمكانيات عربية هائلة لتنفيذ مشاريعها على حساب الإسلام والمسلمين لذلك فاني عندما أريد أن اعلم حقيقة ما يدور أتوجه إلى بعض مواقع الانترنت التابعة لحزب التحرير الإسلامي ولاسيما موقع مكتبه الإعلامي في سوريا وأيضا إلى موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " بما تحويه صفحتي عليه من أصدقاء مقيمين في سوريا وممن ينتمون إلى الثورة والثوار ويعملون معها و بها وغيره من المواقع , فمن أراد بحق أن يعلم ويعرف ما الذي يحدث في سوريا اليوم ويطلع على شكل وحقيقة الصراع الدائر هناك اليوم فعليه أن يكون متابعا جيدا لكافة وسائل الإعلام الحديثة على الانترنت وخصوصا موقع " الفيس بوك " وان يضيف إلى جعبته في ذلك بعض الأصدقاء من المنتمين للثورة السورية وذلك أنهم أكثر مصداقية في نقل المعلومة وان لا يبقى رهبن مشاهده ما تبثه بعض الفضائيات العربية من برامج وأخبار ذلك أنها قنوات مسيسة لصالح تنفيذ هذا المشروع الغربي وذاك والتي كلفت بالترويج لها .

ولا أدل على حقيقة أن الإعلام اليوم أصبح أداة في يد من يموله كغيره من المشاريع الحكومية والخاصة هو ما لحظته شخصيا من على صفحتي الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك " من حدوث تغير وتبديل وتحريف وعمليات فص ولصق لبعض الجمل التي جاءت تعليقاتي على بعض الصور ومقاطع الفيديو وخصوصا تلك التي تنال من الأسد ونظامه وتكشف حقيقة تحالفه مع أمريكا في قمع الثورة السورية , فإذا كانت أمريكا والتي طالما حملت رايات حرية الإعلام والحق في التعبير وغيرها من شعارات براقة تعمل اليوم على تزوير الحقائق والتلاعب بها تماما كما فعلت عندما قامت بالتلاعب برقم أعداد المصوتين على تسمية الجمعة الأخيرة للثورة السورية والتي عملت فيها على ترجيح كفة ( جمعة دعم الائتلاف الوطني ) بدلا من ( جمعة الثوار في الداخل هم أصحاب القرار ) وذلك كله في إشارة واضحة لحقيقة تبعية هذا أللائتلاف لها ولمشاريعها ومساعدته في التسلق على أكتاف الثورة السورية والتحدث باسمها . لذلك كان يجب الحرص عند متابعة مختلف وسائل الإعلام وغيرها من أدوات على التحقق من مدى مصداقية هذه الأداة في نقل الأخبار والمعلومات وعدم تلاعبها بها .

إن المعركة الدائرة اليوم في سوريا هي معركة بين العديد من دول الاستعمار القديم والجديد من جهة وبين حزب التحرير الإسلامي ومجموعة الثوار المخلصين من الثورة السورية من جهة أخرى وذلك كله بدون انحياز و تحيز لأحد فانا صدقا لا انتمي لأي حزب وتنظيم وجماعة مع إني أتعاطف كثيرا مع فكرة إقامة دولة إسلامية واحدة تلم شتات وشمل العرب والمسلمين تحت حكم رجل واحد مؤمن ومخلص وتقي يخاف الله ويطبق عليهم دين الإسلام الحق وذلك كله استئناسا بحديث الرسول ص والذي يستعرض فيه مراحل الحكم التي سيشهدها المسلمين على مر تاريخهم من بعثة النبي محمد ص إلى قيام الساعة والتي بين فيها بأنها ستختتم بإقامة الخلافة الثانية على منهاج النبوة فمما روي عن حذيفة بن اليمان عن الرسول ص قوله ( " تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِذَا شَاءَ ، ثُمَّ تَكُونُ الْخِلافَةُ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ، ثُمَّ يَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ ان تكون ، ثُمَّ يَرْفَعُهُ الله إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهُ ثم يكون مُلْكًا جَبْرِيَّاً ، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ، ثُمَّ سَكَتَ ")
إن المعركة الدائرة اليوم في سوريا هي معركة فد اجتمعت فيها كل قوى الكفر ممثلة بالعديد من الدول وعلى رأسهم أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وروسيا ومن لحق بهم من عرب ومسلمين لمنع قيام دولة إسلامية حقيقية في سوريا تكون متجردة من التبعية والولاء لها ولحضارتها الرأسمالية, فمن أراد بحق أن يعرف ما الذي يجري ويحدث اليوم في سوريا وشكل وطبيعة الصراع القائم هناك فعليه النظر للأمور والأحداث وأدواته من منطلق الصراع التاريخي القائم بين الحق والباطل ولكن هذه المرة في اشد لحظاته حسما وتدافع .

فهل ستستطيع بريطانيا وجملة أتباعها وأدواتها في المنطقة من تنفيذ سياساتها وخططها ومشروعها الجديد في المنطقة أم أنها ستفشل كما فشلت أمريكا من قبل ...على كل حال لننتظر ونرى مستأنسين بذلك بوعد الله الذي لا ولن يخلف وعده ...قال تعالى ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ )

تاريخ النشر : 2012-11-24

++++++++++

مقال رائع فيه الكثير من المعلومات المهمة والمفيدة نشكر الأخ أشرف الظاهر على كتابته وموقع دنيا الرأي على نشره .
Go to the top of the page
 
+Quote Post

Reply to this topicStart new topic
1 عدد القراء الحاليين لهذا الموضوع (1 الزوار 0 المتخفين)
0 الأعضاء:

 

RSS نسخة خفيفة الوقت الآن: 4th July 2024 - 10:57 AM