الإعلام يصور لنا الساقطين والمجرمين من دول الغرب على أنهم أبطال
ويهمل أبطال المسلمين الحقيقيين
======================
فيلم دستة أشرار بطولة الممثل لي مارفن يحكي قصة 12 مجرم أخرجهم أحد قادة الجيوش الأوربية من السجن للقيام بعملية في صفوف الجيش الألماني مقابل العفو عنهم أو الموت بشرف ، فخلد الفيلم قصتهم حتى أن الجماهير العربية كانت تخرج تبكي من السينما لموت أبطال الفيلم مع أنهم مجرد حفنة من المجرمين الأشرار قاموا بعملية استخباراتية محدودة قياسا بأبطالنا الستة الذين قاموا بزرع لبنة دولة كبيرة امتدت السنغال جنوبا إلى الأندلس وحدود فرنسا شمالا وبدلا من تعلقنا كمسلمين بقصة دستة أشرار علينا أن نتعلق بنصف دستة أطهار ..... وإلى القصة :
نزل الشيخ عبد الله بن ياسين الفقيه المالكي عند مصب نهر السنغال وحده كانت المياه تتعرض لظاهرة الجزر فأدى ذلك إلى انحسارها عن جزء من اليابسة أشبه بالجزيرة المحاطة بالماء من كل جانب إلا أنه - كان ضحلا حتى يمكن الخوض فيه سيرا على الأقدام ، وكأنما أدركت فراسة الداعية ان تلك الجزيرة المحاطة بالماء الذي سيفيض عما قليل وفقا لظاهرة المد فيتركه وحيدا بداخلها هي خير ملاذ للاختلاء بالنفس والتزود بوقود التنسك والزهد اللازم للحركة الدعوية فأسرع باجتياز الماء الضحل دالفا إلى الجزيرة الصغيرة يحوطها ماء عذب لسقياه ولصيد البحر .
ثم عاش الشيخ وحيدا في الجزيرة وصنع لنفسه ملجأ يقيه الحر نهارا والبرد ليلا وصنع من ملجأه رباطا في سبيل الله يكون مستقرا لدعوته وجهاده .
كيف وهو وحده على جزيرة مهجورة وليس معه احد إلا الله حتى تلاميذه هجروه ورفضوا الجهاد العملي .
وفي ليلة ما والشيخ وحده فأطال القيام والذكر فلما أن حان وقت السحر جلس يستغفر ربه ثم تساءل : أمن شمال النهر أم من جنوبه ابدأ ؟
هاك يا رب الداعي فأين المجيبون ؟
ثم تمثل نبي الله إبراهيم صلى الله عليه وسلم وحيدا في واد غير ذي زرع إذ أمره ربه أن يؤذن في الناس بالحج فقال :
يارب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم ؟
فأوحى الله له ناد وعلينا البلاغ .
تردد رجيع صوت الشيخ في الجزيرة الصامتة مؤذنا لصلاة الفجر : الله أكبر .... الله أكبر ، وفي الأفق لاحت خمسة أشباح غائمة تحث السير في اتجاهه .
كان الرجال الخمسة قد خرجوا من ديار لمتونة متعقبين آثار عبد الله بن ياسين عاقدين العزم على الا يعودوا إلا بصحبته او فليذهبوا معه حيث شاء ، كانوا شبابا قويا صالحا من جماعة أهل الحق ، صمدوا مع إمامهم حتى تفرقوا عنه بعد ان بلغ الظلم مداه فلما اخرج القوم الشيخ طريدا شعروا بالندم لتخليهم عنه وهو الذي أوقف حياته ليخرجهم وقومهم من الظلمات إلى النور لذا فقد تعاهدوا فيما بينهم على اقتفاء اثره ونصرته ولو فقدوا ارواحهم في سبيل ذلك .
وإذا بهم يسمعون صوتا من بعيد صوته عذب شفيف حبيب يؤذن لصلاة الفجر .
تبادلوا النظرات غير مصدقين لكن صوت الإمام انطلق في سكون الجزيرة ينادي : حي على الفلاح .... حي على الفلاح .
فما عاد لديهم شك ان الله هداهم بغيتهم فحثوا السير نحوه وقد لاح لهم على البعد شبحا غائما قائما وحيدا في الخلاء ... لك الله يا ابن ياسين ، أترفع الاذان في الخلاء حيث لا مخلوق يسمعك ؟
لكنك يا إمامنا قد أسمعت سميعا عليما قادرا فبلغ نداءك إلينا نحن الخمسة الخارجين في سبيل الله .
وكم كانت فرحة اللقاء ندية فتعانقوا في فرح واستبشار وقد لاحت تباشير النصر بتلك المحبة وذلك الولاء الذي كان هو اللبنة الاولى لدولة المرابطين الجديدة التي جاهدت ونشرت الإسلام من المحيط الأطلسي غربا وبلاد شنقيط وحوض نهر السنغال جنوبًا،إلى بلاد موريتانيا والمغرب مرورا بالبحر المتوسط شمالا إلى الأندلس ثم المرابط يوسف بن تاشفين والزلاقة وإحياء الله دولة الأندلس الموحدة بعد ان كادت تختفي في فتنة المعتمد بن عباد والفونسوا .
كل هذا المجد والفخر والشرف أصله الشيخ وخمسة رجال في جزيرة نائية في السنغال .
نصف دستة أطهار ...... !!! .
.
المصدر : كتاب أيام الامازيج - تأليف دكتور نهى الزيني -منقول
https://www.facebook.com/145478009128046/ph...e=3&theater