تغيير المسميات
تطلق الأسماء والألقاب على الإنسان وعلى الأشياء ووصف للأفعال وعلى المصطلحات، وإن تغيير الأسماء والأوصاف والمفاهيم والتعريفات يحصل كثيرا بقصد وبدون قصد من أجل التحبب أو الاستهزاء أو التألُف أو التمويه أو التضليل أو تغير الواقع أو طمس الحقيقة، فالتغيير يعطي انطباعا مسبقا عن المسمى قبل التسمية، بالإيجاب أو السلب، بالحب أو الكره، أي انطباعا قبل معرفة المسمى.
أنواع التغيير:• التغيير للتحبب
وهذا دارج لمن يحب شخصا فيدعوه باسم غير اسمه ولكنه يحبه، كأن ينادي الرجل ابنه بالقول له يا "بطل"، وان ينادي الرجل زوجه بالقول لها يا "قمر" واسمها طبعا ليس قمر. وهذا النوع يدرك الجميع قصده من المناداة.
• التغيير للاستهزاء
وهذا يحصل إذا كره الإنسان شخصا فيدعوه بغير اسمه، كأن ينادي الإنسان إنسانا اسمه مثلا " جميل" يناديه بـ "قبيح".
• التغيير للتألف
إذا أردت أن تتألف قلب إنسان لسبب ما تغير اسمه وأحيانا وصفه مثل وصفك لإنسان انه إنسان عاقل مع انه عكس ذلك وذلك لتفادي مشكلة معينة.
• التغيير للتمويه
وهو مناداة شخص بغير اسمه للتمويه على شخص آخر، مثل أن تسأل إنسان من أنت، فيقول أنا تراب، يقصد انه سائر بعد حياته ترابا، فمناداته بـ "يا تراب" تمويه.
• التغيير للتضليل
وهو أن تبحث عن اسم آخر للشيء لإعطائه صفة غير صفته سواء بالإيجاب أو السلب، مثل وصفك لإنسان مجرم بأنه إنسان كريم وذلك لإبعاد صفة الإجرام عنه، وهذا التغيير أعطاه صفة ايجابية، ووصفك لإنسان أمين بأنه خائن وذلك لإبعاد صفة الأمانة عنه، وهذا التغيير أعطاه صفة سلبية.
• التغيير لتغير الواقع
وذلك عندما يتغير واقع الشيء فيستدعي هذا الأمر تغيير اسمه،مثل تغير الخل إلى خمر فيتغير اسمه تبعا لذلك.
• التغيير لطمس الحقيقة
مثل وصفك للضبع لمن لا يعرفه بأنه حيوان أليف، أو وصفك لإنسان شجاع قام بعمل بطولي بأنه إنسان جبان.
ماذا يعنينا هذا الأمر؟الذي يعنينا هنا هو تغيير المسميات التي يقصد منه طمس الحقيقة وإخفاء الوجه الحقيقي للباطل، وتشويه الحق، وهو التغيير للتضليل والتشويه وطمس الحقائق، أي إبقاء الأمة في الوضع الذي تعيشه، لتبقى عن طريق تغيير المسميات في هذا الوضع الذليل التي هي فيه، قال تعالى: ( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان) .
ومقياسنا في هذا الموضوع هو الحلال والحرام من وجهة نظر الإسلام.
وهذه بعض الأمثلة من تغيير المسميات:1- فالوصف للأشخاص الذين ينشرون الفساد والرذيلة بين الناس بالممثلين والفنانين هو تغيير من اجل التضليل، إذ أن طبيعة أعمالهم وما ينشرونه من فحش ورذيلة وما يقومون به من أعمال يصفونها بالفن والتمثيل لنشر كل ما هو هابط واختلاط الرجال بالنساء وكشف العورات علاوة على حكم التمثيل من ناحية شرعية يجعل هذا الوصف وهذا الاسم لا ينطبق على مثل هؤلاء.
فالفنان: هو من يبدع في ناحية من ناحية من النواحي أو في أمر من الأمور، والبطل: هو الشجاع الذي يقوم بأمور عظيم خدمة لأبناء شعبه.
وهؤلاء لم يفعلوا هذا أو ذاك فلا يطلق عليهم هذا اللقب، بل هم " الناشرون للفساد" أو "ناشروا الرذيلة" فهذه هي حقيقتهم يمثلون لنشر الفساد والرذيلة.
2- وصف الربا بالفائدة، فالربا محرم شرعا وهو من الأمور المعلومة عند المسلمين، لذلك وصفه بالفائدة يعني إزالة ما يثير التوجس في نفس المسلم عندما يسمع كلمة ربا، إلى كلمة يحبها الإنسان ويسعى إليها وهي الفائدة من استثمار أمواله.
3- تحرير المرأة، يوحي هذا المفهوم بان المرأة مكبلة ومقيدة ولا تملك أمرها، ويقصد به إطلاق المرأة من لباسها الشرعي لتخرج كاشفة لعورتها تنهشها الكلاب الضالة من كل مكان، فهذه الدعوة هي في الحقيقة دعوة للسفور والخروج من الحشمة ومن العفة والطهارة التي وضع الإسلام المرأة فيها.
4- وصف حكام اليوم بولاة الأمر الذين تجب طاعتهم
تطلق كلمة ولاة الأمر في الاصطلاح على الخليفة ومن يعينهم الخليفة لإعانته في تحمل أعباء الحكم فينوبوا عنه في الحكم على الأقاليم والأقطار، والخليفة يأخذ الحكم بالبيعة، وهو يحكم بالشرع لان السيادة في الإسلام للشرع، أما حكام اليوم فلم يأخذوا بيعة من الأمة ولا يحكمون بشرع الله، علاوة على أنهم وكلاء للاستعمار في بلادنا. فهم حكام جور وقهر وعمالة للغرب الكافر، هذا هو وصفهم الحقيقي.
5- السياسي اليوم هو الشخص الذي يكذب، مع أن السياسة تعني رعاية الشؤون، فتحول معناها إلى معنى الكذب واللف والدوران، فأصبح المجرمون في بلادنا يطلق عليهم سياسيين مع أنهم عملاء ومجرمون يكذبون ويلفون ويدورون، ويخدمون الغرب الكافر.
6- وصف محرفي الدين بالمجددين، فالتجديد في الدين موجود وله أصل، قال عليه الصلاة والسلام«إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا>> فالتجديد هو تصيير الشيء الذي أصابه البلى والقدم جديدا، أي إلى الحالة السابقة التي كان عليها، أما التغيير في أحكام الإسلام، وليّ أعناق النصوص لتتوافق مع هوى الأنظمة الموجودة وإرضاء الغرب الكافر فهو تحريف وتبديل للإسلام وليس تجديدا، ولذلك كثر المحرفون في هذا الزمان باسم التجديد والإسلام المعتدل لإرضاء الغرب والحكام الموجودين ولكن باسم قريب إلى العقول وهو التجديد والإسلام المعتدل.
7- وصف من يحملون الدعوة بالإرهابيين والمتطرفين، وذلك لأن كلمة الإرهاب لا يوجد لها معنى واضح حتى الآن ولكن التعريفات جميعا فيها استخدام العنف والإجرام ضد مصالح مدنية بطرق كثيرة، ومع أن التعريف غير واضح إلا هذه الكلمة تستخدم ضد الأنشطة الإسلامية في العالم الإسلامي، فكل دعوة إلى الإسلام وكل عمل مسلح ضد الكافر المستعمر هو عمل إرهابي، مع أن هذه الأعمال تحصل منهم اتجاه المسلمين فلا يصفونها إلا بالدفاع عن النفس وأخطاء تم الوقوع فيها.
وقصة طريفة تبين كيف يعاملون المسلمين، فقد ورد في القصة أن مسلما أنقذ امرأة غربية من كلب ضال فتم وصف هذا الإنسان بالبطل، وعندما عرف في اليوم الثاني انه مسلم كتبت صحفهم متطرف يقتل كلبا مسكينا.
8- وصف النصارى واليهود بأنهم إخوة لنا، وهم يدعون أنهم إخوة لنا في الإنسانية وليس في العقيدة، طبعا ليس هذا هو المهم. المهم هو الهدف من إطلاق لفظ الإخوة وهو محاولة طمس فكرة الصراع الحضاري وطمس أن النصارى واليهود أعداء لنا وطمس عداوة الغرب الصليبي لنا واستبداله بالحوار بين الحضارات وفكرة حوار الأديان.
9- وصف مجلس الأمن والأمم المتحدة بالشرعية الدولية بدل شرعة الطاغوت، مع أن الإسلام وصف أي شريعة غير شريعة الإسلام بشريعة الطاغوت، قال تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُون) وصرف الأنظار أن هذه المؤسسات هي أذرع للدول الكبرى المعادية للإسلام وتستخدم هذه المؤسسات لتحقيق مصالحها
10- وصف الاستشهاديين بالانتحاريين، مع أن المسلمين في السابق كانوا يقومون بالكثير من الأعمال البطولية ويقدمون في سبيل ذلك أرواحهم، مثل قصة البراء بن مالك في حرب مسيلمة الكذاب وفي غيرها.
11- وصف التعدي على الإسلام بالحرية،فالحريات عند الغرب وهي حرية العقيدة والحرية الشخصية وحرية الرأي وحرية التملك حريات يتشدق بها الغرب، وأصبح ينادي بها الكثير من أبناء المسلمين على إطلاقها، مع أن الغرب يأخذ منها ما يتوافق مع مصالحه، فيهاجم الإسلام باسم الحرية، فيهاجم شخص الرسول صلى الله عليه وسلم وبدل القول أن هذه جريمة يستحق فاعلها أقسى العقوبات يخرج علينا إعلامنا بالقول أن هذه حرية رأي، ويكتب الكتاب يهاجم الإسلام فيقال من إعلامنا حرية تعبير، ويرتد الإنسان ويصبح مرتدا ويوصف من قبل الإعلام بأنه بدل دينه من باب حرية العقيدة، تخرج المرأة كاسية عارية فيقال أن هذه حرية شخصية مع أنها امرأة متبرجة وعاصية لله، وينهب المال والثروات من قبل الغرب الكافر باسم حرية التجارة والانفتاح الاقتصادي، دمرت بلادنا ونهبت ثرواتنا وفسدت نسائنا وتم التعدي على ديننا باسم الحريات، تضليل مما بعده تضليل.
12- وصف القوات الغازية والقوات الصليبية المعادية للمسلمين بقوات التحالف، صحيح أن اسمها الذي أطلق عليها هو قوات التحالف، لكن الأصل من المسلمين إطلاق اسم يبين حقيقتهم وكُنهَ صدورهم حتى يتم تحريك المسلمين اتجاههم، مثل القوات الصليبية.
13- التفاهات أصبح لها الكثير من البرامج والمسابقات، فمن مسابقات الأرقام القياسية إلى المسابقات للغناء والرسم التي لا تفيد الأمة بشيء، بل إن بعضها يؤدي إلى نشر الفساد بين الناس، وبعضها لا فائدة منه مثل أطول ثوب واكبر طبق مسخن، إلى مسابقات من يحمل اكبر عدد من الكؤوس في نفس اللحظة ومن يستطيع أن يضع عدة كرات فوق بعضها البعض دون أن تقع، وغيرها الكثير من المسابقات التي لا فائدة منها. ويلحق بها بعض أنواع الرياضة التي لا تقوي جسما، فيطلق على من يقومون بهذه الأمور الأبطال والفنانين، مع أن الأصل أن توضع هذه البرامج ومقدميها في خانة التفاهات التي تضيع وقت المسلم الثمين إلى ما لا ينفع، بل يضر في كثير من الأوقات.
من عدونا؟ بالنسبة للغرب من الطبيعي إطلاق مثل هذه التسميات الخاطئة على الأشياء، لأنه عدو لنا ولا يحب لنا الخير، ويحاربنا بكل ما أوتي من قوة، فهو شيء طبيعي يقوم به الغرب الكافر، وهذا ما كان يحصل مع النبي صلى الله عليه وسلم من حرب شنها عليه كفار قريش، فقد سمى كفار قريش القرآن الكريم "أساطير الأولين" كما كان يفعل أحد رؤوس الكفر في قريش النضر بن الحارث، حيث كان إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا، فدعا فيه إلى الله تعالى، وتلا فيه القرآن وحذر قريشا ما أصاب الأمم الخالية خَلفه في مجلسه إذا قام فحدثهم عن رستم السديد وعن إسفنديار، وملوك فارس، ثم يقول والله ما محمد بأحسن حديثا مني، وما حديثه إلا أساطير الأولين اكتتبها كما اكتتبتها. فأنزل الله فيه ((وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا *قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض إنه كان غفورا رحيما)). ونزل فيه (( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين)) ونزل فيه (( ويل لكل أفاك أثيم *يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم)).
وتشبيههم للقران بأنه شعر كما يقول الشعراء هو من التضليل الذي يقصد منه تنفير الناس عن رسول الله، وما فعله مسيلمة الكذاب عندما سمى نفسه نبيا هي سرقة لهذا الاسم للف الناس حوله، وهذا ما كان.
الغريب الذي نشاهده هذه الأيام هو اشتراك المسلمين في هذه الجرائم من تغيير للمسميات خدمة لأعداء الدين، فتراهم يرددون الكثير من المصطلحات التي يرددها الغرب الكافر، وهذا الذي جعل عصرنا اشد من عصر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلما وفسادا، قال عليه الصلاة والسلام: (إن من ورائكم أيام الصبر ، للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم . قالوا : يا نبي الله أو منهم ؟ قال : بل منكم).
الرسول يخبر عن هذا الزمانفالرسول صلى الله عليه وسلم اخبر عن هذا الزمان الذي نحن فيه، الذي تغير فيه المسميات، حيث قال عليه الصلاة والسلام: ( سيأتي على الناس زمان سنوات خداعات: يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه ينطق في أمر العامة) .
والخداع هنا كناية على أن الشخص يرى الأمر على غير حقيقته، وهذا ليس غباء محكما في الشخص، بل لان هناك من يغير المسميات للأشياء والأشخاص والأوصاف والمفاهيم، فيحصل الخداع، حيث ذكر الرسول في الحديث أن الكاذب الذي يكذب على الناس هو إنسان صادق بفعل أناس يغشون الناس مع هذا الشخص فيبينون انه إنسان صادق، كحكام اليوم الذين يكذبون على الناس بأنهم يريدون رعايتهم مع أنهم في الحقيقة هم عملاء للغرب الكافر يخدمون مصلحته، فهؤلاء كذبة فيما يدعون جرى تصديقهم عن طريق أناس آخرين غيروا المسميات.
أما الذين يكشفون كذبهم ويبينون أنهم أعداء للأمة ويخدمون الغرب الكافر، فهؤلاء يوصفون من قبل الحكام وزبانيتهم بأنهم إرهابيين متطرفين يكذبون على الأمة، مع أنهم يريدون مصلحة الأمة، فهؤلاء صادقين فيما يدعون جرى تكذيبهم عن طريق الحكام وزبانيتهم فغيروا المسميات.
ولذلك أعطى الرسول عليه الصلاة والسلام الاسم الحقيقي لهؤلاء الذين يدعون أنهم يرعون مصالح الأمة، والاسم هو "الرويبضات".
وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء)، قال: وما إمارة السفهاء ؟ قال: ( أمراء يكونون بعدي يهدون بغير هداي ويستنون بغير سنتي فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون علي حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون علي الحوض)
فهذا هو وصف حكام اليوم الحقيقي "الرويبضات" أو "السفهاء" وليس ولاة الأمر كما يصفهم أتباعهم.
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يأتي على الناس زمان يأكلون فيه الربا)، قيل له: ( الناس كلهم)، قال: (من لم يأكله منهم ناله من غباره).
إن كثرة انتشار الربا في هذا الزمان لا يدل إلا على أن هناك إخفاء شديد للحقائق عن الربا وتشجيع للناس على تداوله بمسميات كثيرة مثل "الفائدة" و "الضرورة" والى آخره من التبريرات والحجج الواهية.
إذن هي سنوات خداعات كما اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، تغيرت فيها المسميات، خدمة لأعداء الله.
دور الإعلامودور الإعلام هو جهاز لتكبير الصوت لهؤلاء الحكام، فهو يكبر الصوت فيصبح الناس ضعيفي السمع لا يسمعون إلا هذا الصوت، أما الواعون فيدركون أن هذا الصوت المكبَر ليس هو الصوت الحقيقي، وإنما هو صوت فيه خداع وتضليل، وتشويه للحقائق، لذلك كان الإعلام عبارة عن بوق لهذه الأنظمة، ينطق بما تريد، يمجد ما تريد تمجيده، ويشوه كل ما تريد تشويهه.
ولذلك حتى يستطيع الإعلام هو الآخر تضليل الناس لجأ إلى تغيير المسميات ليصرف الناس عن حقيقته، فتستر بمسميات وهمية ليست حقيقية، مثل "الرأي والرأي الآخر" و "نقطة حوار" و "تحت الضوء" و "عين على الحقيقة" و "تحت المجهر"، حيث توحي هذه الأسماء بأن الإعلام لن ينقل إلا الحقيقة كاملة دون لف ولا دوران، ولكن نراه دائما بوقا للأنظمة التي ترعاه وتموله، ولذلك الشعار الحقيقي لهذا الإعلام هو" السلطة الرابعة في الدولة" أو "بوق النظام".
ما الحل؟إن الذي يكشف الحكام وأتباعهم وكذبهم ودجلهم وتضليلهم هو دولة مبدئية، دولة الخلافة القادمة قريبا بإذن الله، تضع الإسلام موضعه، القول فيها خاضع للتقوى بتحري الصدق، حيث حث الإسلام على تحري الصدق، فإذا صدق الحاكم ، ساد الأمن، وصلحت البلاد، وقطع دابر الفساد، وإلا انتشر الفساد وعمت الفوضى البلاد.
ولكن هذه الدولة القادمة قريبا بإذن الله تتعرض للكثير من التشويه والتضليل وتغيير المسميات حتى ينفر الناس منها وممن يعملون لها، علاوة على المحاربة في الأرزاق، والأمن والاستقرار، والسجن والتعذيب المفضي إلى الشهادة أحيانا.
فقد وصف العمل لها بأنه" أمنية" وليس "وعدا إلهيا"، وبدأت حملات تشويه للعاملين لها بأنهم "إرهابيين" و "متطرفين" و "يريدون إعادة العالم إلى الوراء" و "أعداء للتقدم" فهذه حرب إعلامية على هذه الدولة قبل قيامها، يستخدم فيه تغيير المسميات، للصد عنها.
وخلاصة القول إن تغيير المسميات والأوصاف والمفاهيم، هو احد أهم الأسلحة التي يحارب بها أعداء الله الإسلام وأهله بمعاونة نفر من المسلمين ممالئين للحكام ويسمون أنفسهم بمسميات لا تنطبق عليه مثل "الإسلام المعتدل"، والحقيقة أنهم أعداء لله ولكن من بني جلدتنا ويدعون أنهم حريصون على الإسلام كل الحرص، يخلطون السم بالدسم.
ولكن أنى لنور الله أن ينطفئ، وأنى لحكم الكفر أن يسود،قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ)".
===================ملاحظة: هذا موضوع قديم كتبته أعيد نشره للفائدة