بســم الله الـرحمــن الرحيــم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه و بعد ,
" انصحوا الدكتور هرتزل بألا يتخذ خطوات جدية في هذا الموضوع ، فإني لا استطيع أن أتخلى عن شبر واحد من أرض فلسطين .... فهي ليست ملك يميني ... بل ملك الامة الاسلامية ... لقد جاهد شعبي في سبيل هذه الارض ورواها بدمه .... فليحتفظ اليهود بملايينهم ... واذا مزقت دولة الخلافة يوما
فانهم يستطيعون انذاك ان يأخذوا فلسطين بلا ثمن ... اما وانا حي فان عمل المبضع في بدني لأهون علي من ان ارى فلسطين وقد بترت من دولة الخلافة
وهذا امر لا يكون . إني لا استطيع الموافقة على تشريح اجسادنا ونحن على قيد الحياة " .
بهذه الكلمات الرائعة القوية المخلصة والتي رد بها خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد على هرتزل كبير يهود في عام 1901 م حينما عرض هذا االيهودي الارعن على السلطان عبد الحميد دفع اموال الجزية مقابل السماح ليهود باقامة موطنا لهم في ارض فلسطين الاسلامية ، مستغلا الازمة المالية التي كانت تمر بها دولة الخلافة العثمانية انذاك ، فكان هذا الرد الجميل من السلطان هو بداية وقوع ارض فلسطين تحت نيران الخداع والمكر الغربي والتي تتزعمه بريطانيا الماكرة انذاك ، حيث وبعد سنوات قليله من هذا الحدث الجلل وبالتحديد بتاريخ 2/11/1917م اعطى الانجليز وعدا اسموه " وعد بلفور " وذلك باسم وزير خارجية بريطانيا انذاك " أرثر جيمس بلفور " حيث ارسل بلفور الى ولي عهد بريطانيا انذاك اللورد ليونيل وولتر دي روتشليد يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وهذا نص الرسالة :
""" وزارة الخارجية
في الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".
وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح.
المخلص
آرثر جيمس بلفور
================
وبسقوط دولة الخلافة عام 1924م على يد عدو الله مصطفى كمال اتاتورك وبمعاونة بريطانيا الغادرة الماكرة استطاع الغرب وبمقدمته بريطانيا تمكين يهود من الهجرة الى ارض فلسطين لاقامة كيانهم المسخ على ارض فلسطين حيث بدات بريطانيا اتخاذ التدابير والاجراءات لتمكين يهود من الهجرة الى ارض فلسطين من شتات الارض وتدريبهم وتسليحهم ، وفي 29/10/1947 م اصدرت هيئة الامم قرارا تحت رقم (181) يقضي بتقسيم فلسطين الى قسمين احدهما لاهل فلسطين والاخر لكيان يهود المغتصب لارض فلسطين ، وبعد ذلك مهدت بريطانيا الحاقدة الامر بتمامه بتسليم يهود معظم فلسطين واقامة دولة لهم وقد صنعت هذا الامر اخراجا بان اوجدت حربا شكلية بين الحكام العرب العملاء وبين كيان يهود بحجة منع يهود من اقامة دولتهم المزعومة لتكون النتيجة بان يظهر يهود بانهم هزموا الجيوش العربية فاعطوا يهود من القوة والشجاعة المصطنعه ما جعلهم يعيثون فسادا وافسادا في الارض وكان هذا هو السيناريو المخطط له من زعيمة المكر والغدر انذاك بريطانيا ، مما جعل كيان يهود ان يعلنوا في 15/5/1948م عن قيام دولتهم المزعومة على ارض فلسطين الاسلامية الوقف ، حيث تسارعت اعترافات الدول الكافرة بهذا الكيان والدوله المسخ وكان من بين هذه الدول الكبرى انذاك ... امريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا
في الاعتراف بدولة يهود .
اما حكام العرب العملاء الخونه فقد ظهروا بمظهر الخزي والعار امام احقاد واطماع اسيادهم من بلاد الغرب اكافر فلطالما سمعنا وقرأنا كيف كان هؤلاء العملاء الخونه يتغنون بامجاد الماضي ويبثون الخدع والنفاق على ابناء الامة الاسلامية في اقطار الدول العربية عامة وفي فلسطين خاصة حينما كانوا يثيرون فيهم روح الوطنية والثورية فمنهم من قال لاهل فلسطين والذين هجروا من ارضهم عام 1948م بانهم سيعودون لاراضهم خلال 72 ساعه وها هم يقضون مرارة البعد عن ارضهم لاكثر من 65 عاما ولم يعودوا .. ومنهم من تغنى بامجاد الماضي وقال بانه سيلقي يهود في البحر وها هم يهود قد مكنوا لانفسهم مكانه في ارض فلسطين فلم يلقوا في البحر .. ومنهم ومنهم من وعد ولم يوفي لانه كزاب اشر .
هذا هو الفرق بين الحاكم المخلص لله ولرسوله وللمؤمنين كامثال خليفة المسلمين السلطان عبد الحميد رحمه الله .. وبين هؤلاء الامعات الخونه من حكام المسلمين والذين ارتضوا ان يكونوا رقع شطرنج في ايدي الغرب الكافر الا لعنة الله عليهم لانهم باعوا ارض المسلمين بثمن بخس .
لقد مضى على اغتصاب ارض فلسطين الاسلامية الوقف ما جاوز الخمس والستين عاما من التشرد والتهجير والاغتراب ولا حياة لمن تنادي من حكام المسلمين لولا نفر من المخلصين للامة ولابنائها والذين نذروا انفسهم لله ولرسوله وللمؤمنين مخلصين لهم يعملون ليلا نهارا من اجل اعزار المسلمين واكرامهم في دولة واحدة تجمعهم وتحت قائد واحد يؤمهم وجيشا واحد يحرسهم ورايه واحدة ترفرف فوق عاصمة عزتهم .. هؤلاء هم من ينادون بتلك الدوله التي سوف تعيد لفلسطين حريتها ومجدها التي سلبت وتعيدها الى حظيرة الاسلام بحول اله ومشيئته
.
اللهم يا حنان يا منان اعزنا بدولة الخلافة على منهاج النبوة لتعيد للمسلمين مجدهم وعزتهم وكرامتهم التي سلبت .
اللهم كحل عيوننا برؤية هذه الدوله العزيزة الكريمة لترينا كيف يكون الرجال حينما يقومون باعادة فلسطين الى سابق مكانتها في الدوله .
اللهم يا رافع السموات السبع بغير عمد ان تثبت عزم المسلمين في سوريا وبورما وفلسططين والعراق وكشمير وغيرها .
اللهم امين.. امين
واخر دعوانا الحمد لله رب العالمين