بســم الله الـرحمــن الرحيــم
بيان صحفي
يا أهل العراق: آن لكم أن تختاروا لأنفسكم وتنبذوا النظام الفاسد وزعاماته العميلة أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ظهر يوم الثلاثاء الموافق 2022/8/30م في مؤتمر نقلته القنوات الفضائية إنهاء الاعتصام، والانسحاب الكامل من المنطقة الخضراء خلال ساعة واحدة، وجاء هذا الإعلان بعد يوم دامٍ، سقط خلاله عشرات القتلى والجرحى، وقال الصدر في كلمته خلال المؤتمر وقد بدا عليه الانفعال والانزعاج، "أقدم اعتذاري إلى الشعب العراقي، وأنا الآن أمشي مطأطئ الرأس، والدم العراقي حرام والقاتل والمقتول في النار بغض النظر عمن بدأ القتال، والآن أنا أنتقد ثورة التيار الصدري بعد خروجها عن السلمية"، وتابع: "هناك مليشيات وقحة، ويجب أن لا يكون التيار وقحاً، بدلوا عقولكم، وانسحبوا بشكل كامل حتى من الاعتصام خلال ساعة"، وختم كلمته بقوله: "لن أتدخل بأي سياسة من الآن فصاعداً، واعتزالي نهائي وشرعي، وأرجو عدم توجيه أي سؤال سياسي لي".
وهكذا أسدل مقتدى الصدر الستار على أحداث دامت أكثر من عشرة أشهر، عاش البلد فيها الاضطرابات والقلاقل، وخُتمت بالدم الذي كان جزاؤه النار حسب زعمه.
وعلى ما يبدو أنَّ موقف الصدر هذا جاء نتيجة ضغوط وتهديدات داخلية، وأخرى خارجية تتمثل بإيران والمحتل الأمريكي، بدءاً بتخلي مرجعه كاظم الحائري عنه، وانتهاء باصطدام ما سماه المليشيا الوقحة بأتباع تياره، ولكن اللافت هو قَلَبُ الإعلام للحقائق فجعل المهزوم بطلاً منتصراً، فعلى إثر هذا الإعلان (إعلان الخاسر المهزوم) من زعيم التيار الصدري، انهالت عليه عبارات التبجيل والمديح من الأطراف السياسية كافة؛ الداخلية والخارجية، بل تدعو الجميع إلى التحلي بشجاعته وتغليب مصلحة البلد.
إنَّ الحقيقة التي أصبحت واضحة لكل متابع أنَّ مقتدى الصدر شخصية لا تثبت على رأي؛ لأنَّ المصالح الشخصية هي التي تحكمه كما تحكم غيره، فهو في كل مرة يعلن انسحابه، أو مقاطعته للانتخابات والعملية السياسية، ثُمَّ لا يلبث أن يرجع عن قوله، بعد أن تحصل التسويات وتُقدَّم الضمانات، وتذهب شعارات القضاء على الفساد، ورفض الحوار مع الفاسدين وحتمية تغييرهم أدراج الرياح!
أيها المسلمون:
إنَّ ما جرى ويجري، هو صراع مجرمين على المناصب والمكاسب والسرقات، وهم على استعداد لحرق البلد مقابل مصالحهم وعمالتهم؛ لذا فالتماس الخلاص من خلالهم هو ركض وراء سراب، فكلهم حريص على هذا النظام الديمقراطي العفن، فهم يحتكمون إليه وينادون بالحفاظ عليه، وهذا ما أكده مقتدى الصدر نفسه في كلمته في 2022/8/3م، حيث قال: "وأنا على يقين أنَّ أغلب الشعب قد سئم الطبقة الحاكمة برمتها ولذلك استغلوا وجودي لإنهاء الفساد ولن يكون للوجوه القديمة وجود بعد الآن من خلال عملية ديمقراطية ثورية سلمية أولاً، ثُمَّ عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة"، فبهذا الخطاب يريد الفاسدون إبعادكم عن أصل المرض وسبب الداء، لتنشغلوا بتغيير الوجوه، وتنحرفوا عن سبيل خلاصكم.
فآن الأوان أن تُفيقوا من غفلتكم، وتزيحوا الغشاوة عن أبصاركم، وتدركوا يقيناً أنَّه لا خلاص لكم إلا بالرجوع إلى ربكم، وأنَّه: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، وذلك بالتمسك بدين الله وشريعته المستمدة من كتاب الله سبحانه وسنة نبيه ﷺ، فلا عزَّ لكم ولا كرامة إلا بدينكم، كما قال أمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكلمته المشهورة: "إنَّا كنَّا أذلَّ قوم، فأعزَّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العِزَّة بغير ما أعزَّنا الله به أذلَّنا الله".
فإلى عز الدنيا والآخرة ندعوكم أيها المسلمون، إلى العمل لاستئناف الحياة الإسلامية، وتحكيم شرع ربكم في ظل خلافة راشدة على منهاج النبوة.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق