من موقع اسلام اليوم
علاء البشبيشي
الاثنين 21 شوال 1432 الموافق 19 سبتمبر 2011
ميدان التحرير يثور ضد الجشع
"الشيء الوحيد الذي يجمعنا هو أننا نشكل 99% من الشعب الذي لم يعد يتغاضى عن جشع وفساد الـ1% المتبقي".. بهذه الكلمات أطلق بعض الأمريكيين الغاضبين حملة (احتلوا وول ستريت)، احتجاجًا على النظام المالي في البلاد الذي يقولون إنَّه يصب لصالح الأغنياء على حساب المواطنين العاديين
بدأت الحملة بدعوة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك"، وسرعان ما تحوَّلت إلى "يوم غضب" تجمع فيه آلاف المتظاهرين يوم السبت الماضي، ثم أعادوا الكرة بالمئات أمس الأحد، بالقرب من شارع وول ستريت في نيويورك، الذي يرمز إلى النشاط المالي العالمي.
وقرر المتظاهرون في البدء الاعتصام في الشارع الذي يضم بورصة نيويورك طالما أن غضبهم على الجشع والفساد والاقتطاعات في الميزانيات الاجتماعية الأميركية لم يلق آذانا مصغية، لكن الشرطة أغلقت جميع الطرق والمنافذ المؤدية إلى وول ستريت والشوارع المتفرعة التي توجد فيها أكبر المصارف الأميركية، لكنها في الوقت ذاته أكدت على حق المواطنين في التعبير عن آرائهم بحرية.
وأعرب المنظمون عن رغبتهم في التخييم لأسابيع أو حتى شهور، مستلهمين ذلك مما فعله "إخواننا وأخواتنا في مصر واليونان واسبانيا وآيسلندا"، آملين في تحويل وول ستريت إلى "ميدان تحرير أمريكي".
ورغم أن العدد الذي تجمع عند ظهر الأحد لم يتعدى الـ 700 شخص، وفق رواية وكالة وكالة فرانس برس، وارتفع إلى 5000 مع مرور الوقت، وفق رواية شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، أي أقل بكثير مما كان يتوقعه المنظمون الذين كانوا يُعَوِّلون على مشاركة عشرين ألف شخص، أعرب المحتجون عن أملهم في أن يتضاعف العدد مع بداية أسبوع العمل الذي يبدأ الاثنين.
ومع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، المقرر انعقادها يوم الثلاثاء 6 نوفمبر 2012، تمثل هذه التظاهرات، التي أشارت بأصابع الاتهام مباشرة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ما هو أكثر من امتعاض. أضف إلى ذلك ما تواجهه أمريكا من أزمة مالية، يكللها عجز كبير في الموازنة، ألقى بظلاله على خدمات القطاع العام، وقفز بمعدت البطالة إلى سقف 9%.
ونقلت مجلة صالون الأمريكية عن "جاك لاكسون"- 18 عاما، طالب في جامعة هامبشاير- قوله: "هذا البلد في تدهور.. حتى في ظل تعليم جيد، لا يوجد الكثير كي تتطلع إليه.. وظائف، وكثير من الديون".
ووسط قرع الطبول، وعزف الجيتار ، كان "لاكسون" يحمل لافتة مكتوب عليها "الشركات تدير هذا البلد.. دعونا نفعل شيئًا حيال ذلك"، فيما رفع آخرون لافتات كتب عليها "الفساد، هذا يكفي" و"يكفي اقتطاعات في الميزانيات" و"نيويورك تقول لا لجشع وول ستريت"، و"انشروا المحبة"، فيما أكد المتظاهرون أنهم لا ينوون الرحيل قريبًا.
وبينما أعرب المتظاهرون عن إحباطهم من طريقة إدارة الرئيس أوباما للبلاد، لم يبدوا قدرا كبيرا من الترحيب بالجمهوريين، حيث قال "مات روسن"، أحد المتظاهرين الذي كان واقفا بجوار "لاكسون": "أوباما لا يقف في صفنا- إنه الإصدار الثاني من جورج بوش".
وقال "روزين"، 36 عاما متعهد حمامات سباحة من نيوجيرسي، إن اقتصاد البلاد يصيب عمله في مقتل، لذلك يرى أن "الناس إذا لم يتركوا أرائكهم لن يتغير شيء". مضيفًا: "القل التي تمتلك المال اشترت القياداة المنتخبة ديمقراطيا".
ونقلت وكالة فرانس برس عن أحد المتظاهرين الملثمين، رفض الكشف عن هويته، قوله: "هناك حرب في ليبيا، وأخرى في أفغانستان، وثالثة في العراق، ولدينا هنا اقتطاع من ميزانية التعليم والبرامج الاجتماعية. نحن نعلم أين تذهب الأموال ". ملخصًا الحل -من وجهة نظره- في جملة واحدة: "ثورة في أمريكا"!
===============================
الموضوع الثاني
أمريكا.. لا أحد بإمكانه التنبؤ بلحظة الثورة!
الخميس 01 ذو القعدة 1432 الموافق 29 سبتمبر 2011
علاء البشبيشي
لماذا لم تحظَ حملة "احتلوا وول ستريت" بتغطية إعلامية مُكثّفة؟ ولماذا لم تقم أي وسيلة إعلامية بارزة في أمريكا بدورها المهنِيّ في تغطية الأحداث بأمانة؟ وهل كان الإعلام الأمريكي سيلتزم نفس الصمت لو نظَّم حزب الشاي- مثلاً- تظاهرة أمام وول ستريت احتجاجًا على أداء رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي "بن برنانكي"؟!
علامات استفهام استهجانية نثرها الإعلامي الأمريكي البارز "كيث أولبرمان" في حلقةٍ خاصةٍ من برنامجه العدّ التنازلي مع كيث (Countdown with Keith ) والذي يُعرَض على شبكة إم إس إن بي سي الإخبارية (MSNBC )، منتقدًا تجاهل كبرى وكالات الأنباء والصحف في نيويورك للتظاهرات خلال أيامها الأولى، كما نظر بتشككٍ لبعض التغطيات، كتغطية صحيفة "أوبزرفر" التي وصفها بـ "قطعة من الحماقة". وقال: رغم المسيرات والصراخ وبعض الاعتقالات، اقتصرت تغطية الصحف في الأيام الأولى من الاحتجاجات على مجرّد إشارة نقدية في أحد صحف مانهاتن، وعمود في صحيفة "تورنتو ستار" الكندية!
وبينما كانت الشرطة الأمريكية تحتشد (شرطي واحد لكل محتجَّين اثنين تقريبًا) لإلقاء القبض على عشرات المتظاهرين في شوارع نيويورك (اعتقل أكثر من 100حتى الآن)، باستخدام مستوى غير مسبوق من العنف- بحسب منظمي الاحتجاجات- كانت السلطات الأمريكية تستفرغ وسعها لإبقاء الأمور بعيدة عن الأضواء. أحد هذه الجهود أشار إليه "أولبرمان" حينما كشف عن قيام موقع ياهو بحجب أي رسالة إلكترونية قادمة من موقع حملة "احتلوا وول ستريت". وقد اعترف "ياهو" بذلك، حينما تقدّم باعتذار عبر "تويتر" زاعمًا أنّ الحجب كان خطئًا تقنيًا غير متعمد، تَمّ إصلاحه، لكنه نوَّه إلى احتمال حصول بعض التأخير في استلام الرسائل!
وفي الحلقة ذاتها وصف الكاتب "ويل بانش" من صحيفة "فيلادلفيا ديلي نيوز"، وصاحب كتاب "Backlash " التغطية الإعلامية للاحتجاجات بأنّها "انفصال عن الواقع، قائلاً: أعتقد أنّ كثيرًا من المحررين في غرف الأخبار لا يزالون منفصلين عن معاناة وآلام 25 مليون عاطل أمريكي. كما اعتبر أنّ التظاهرات مؤشر على وجود شعور عميق لدى الشعب الأمريكي بعدم الاستقرار، معربًا عن ثقته في إمكانية أن يحقق المتظاهرون أهدافهم، بل ينبغي ذلك، ناصحًا إياهم بالاستمرار في الضغط حتى تُكلل جهودهم بالنجاح. وهنا ردّ عليه "أولبرمان ساخرًا: "الآن، لن يكون بإمكان المتظاهرين فعل ذلك بعد القراءة النقدية السيئة التي قدمها نقاد التظاهرات في صحيفة نيويورك تايمز"!
وبرغم التجاهُل الإعلامي والقبضة الأمنية "لا تزال المقاومة مستمرة في ساحة الحرية.. مع بيتزا مجانية"- بحسب الموقع الرسمي للحملة- بل يكسب الغضب الأمريكي يوميًا أرضًا جديدة، في ظل دعوات مكثفة أطلقها ممثلو النقابات والطلاب والمدرسين والعائلات والعاطلين عن العمل، الذين يعتبرون أنفسهم يمثلون 99% من الأمريكيين، لاحتلال كافة عواصم الولايات الأمريكية في 29 أكتوبر القادم؛ دعمًا لحركة "احتلوا وول ستريت"، ولإخبار الحكومة الأمريكية أن الشعب سَئِم جشع الشركات والحكومات ووسائل الإعلام التي تديرها رؤوس الأموال.. رافعين شعار (دعونا نسترد أمريكا)!
يُذكَر أن الحملة، التي أطلقتها مؤسسة "أدباسترز" الإعلامية، تهدف إلى تدفق 20 ألف شخص على مانهاتن السفلى، بهدف احتلالها لعدة أشهر بنصب خيم وإقامة مطابخ وحواجز سلمية. وقد وجدت هذه الدعوة صداها في "بوسطن- ماساتشوسيتس "، "تامبا-فلوريدا"، "سياتل، سبوكين-واشنطن "، "أوكلاهوما– "، "شارلوت-فرجينيا"، " شيكاغو-إلينوي"، "فلينت، ديترويت-ميتشجان"، "فيلادلفيا-بينسلفينيا"، " ميلواوكي، أوريغون"، " لوس أنجلِس، سان فرانسيسكو-كاليفورنيا"، ولا يزال الصدى يتردد في مدن كثيرة أخرى!
http://www.islamtoday.net/albasheer/artshow-15-156797.htm===================
التعليق:موضوعان يتناولان نفس الحدث وهو احتجاج المئات بل الالاف أمام أكبر مركز مالي عالمي(وول ستريت) وفي ولاية من اكبر الولايات الأمريكية (نيويورك) إذاُ فهو حدث كبير ومهم يستوجب تغطية إعلامية متواصلة من وسائل الإعلام الغربية والعربية ، ولكن والغريب ان هذا الحدث لم يحظى بأي اهتمام إعلامي يذكر .
المقال الأول يتحدث عن انتقال - الثورة - من بلاد العربية الى امريكا هذا بحد ذاته خبر يستدعي المتابعة . فالمظاهرات والاحتجاجات خرجت ضد النظام الرأسمالي وهذا واضح تماما من اتخاذ المحتجين مركز وول ستريت العالمي . الامريكيين يعانون من الأزمة المالية التي سببها حفنة من أصحاب المليارات ، فالبطالة والفقر والديون يعاني منها ملايين الامريكان بسبب تحكم وول ستريت بأرزاقهم.
وفي المقال الثاني ينقل موقع اسلام اليوم ما دار في برنامج أمريكي يستغرب ويستنكر تجاهل الاعلام لهذا الحدث الذي لا زال مستمرا ويتصدى له رجال الامن والشرطة بكل قوة لمنعهم .
إن الاعلام الغربي لن يغطي هذه الاحداث فمعظم وسائل الاعلام الكبرى في يد هذه الحفنة القليلة التي خرج المحتجون ضدهم وثاروا عليهم ، وبالتالي لن نقول أين الاعلام العربي مثل الجزيرة والعربية فإذا كان أسيادهم قد عتموا على الحدث فهل نلوم الأذناب ؟!!!