بيان صحفي
الامتثال لوصفة صندوق النقد الدولي لزيادة أسعار الوقود انتحارٌ اقتصادي وحماية لنظام حسينة الفاسد وسط معاناة الناس بسبب ارتفاع أسعار الحاجات الأساسية ووسط عرقلة الإنتاج الصناعي بسبب أزمة الكهرباء، قررت حكومة حسينة المخادعة زيادة أسعار الكهرباء بالجملة بنسبة 19.92٪، وذلك وفقاً لتعليمات صندوق النقد الدولي. وعلى الرغم من أن حكومتها قد أكدت للناس قبل بضعة أسابيع فقط أن سعر الكهرباء، على مستوى التجزئة، لن يرتفع، وحثّت الناس على عدم القلق. وليس هذا فقط، فقد انتزعت الحكومة سلطة زيادة أسعار النفط والغاز والكهرباء دون الحاجة لأي جلسة استماع علنية، من خلال تمرير قانون في مجلس الوزراء. وهكذا، فإن حكومة حسينة تستسلم للأداة الاستعمارية الغربية، صندوق النقد الدولي، مقابل الحصول على قرض بقيمة 4.5 مليار دولار أمريكي على حساب الناس والبلد. ولن تساعد هذه القروض الضئيلة من صندوق النقد والبنك الدوليين في مكافحة الاحتياطي المستنفد، لأن الطلب الشهري لبنغلادش على تمويل الواردات يزيد عن 7 مليارات دولار أمريكي، وعلاوة على ذلك، سيتعين عليها دفع 20 مليار دولار أمريكي العام المقبل لخدمة الدين الخارجي بما في ذلك العوائد الربوية. وكانت الحكومة قد لجأت إلى صندوق النقد الدولي لمنع سقوطها المحتوم بسبب النهب الهائل وسوء الإدارة المالية من خلال الحصول على "شهادة حسن السيرة والسلوك" من صندوق النقد الدولي. حيث ستساعد هذه الشهادة في الحصول على المزيد من القروض الأجنبية والمشاريع الضخمة من المؤسسات المالية العالمية ومنها البنك الدولي، ما يضمن بقاء نظامها الفاسد. ومع الشروط الصارمة لتلك المؤسسات الدولية المعروفة بما في ذلك تفويضات الخصخصة وتحرير السوق، يريد صندوق النقد والبنك الدوليان السيطرة بشكل أكبر على اقتصادنا، والتأكد من أن الرأسماليين المحليين والمستعمرين الغربيين، أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وحلفاءهم، هم من يجنون فوائد وصفات صندوق النقد الدولي. ومن المعروف أن هذه الدول الرأسمالية الغربية استغلت العديد من البلاد الغنية بالموارد وأفقرت شعوبها بأداتها الاستعمارية الجديدة، صندوق النقد والبنك الدوليين. فقد غزا المستعمرون الكفار العراق ونهبوا موارده النفطية من خلال حرب صليبية كلّفت العراق خسارة ثروته، وهم الآن يستغلون البلاد الغنية بالموارد مثل بنغلادش من خلال حكام البلاد العملاء مثل حسينة في نطاق سياسات صندوق النقد والبنك الدوليين الرأسمالية.
لقد حذرنا رسول الله ﷺ من نهب الكفار المستعمرين لمواردنا، حيث قال: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ كَمَا تَدَاعَى الْقَوْمُ إِلَى قَصْعَتِهِمْ» سنن أبي داود.
أيها الناس: نحن بالتأكيد واقعون في أزمة ليست اقتصادية فقط، ولكنها مشكلة سياسية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنظام الرأسمالي الفاسد. وبسبب الفساد المستشري وسوء إدارة الحكام العلمانيين واتباع سياسات الرأسمالية الغربية التي فرضتها وصفات صندوق النقد والبنك الدوليين، فإن اقتصادنا وتمويلنا على وشك الانهيار، وتقف تلك المؤسستان خلف هذا الفساد عن علم لمصلحة الاستعمار الغربي الجديد. ونحن الآن بحاجة ماسة إلى رؤية سياسية بديلة، وفقط من خلال التغيير الجذري الشامل في النظام السياسي الحالي فهو الحل الوحيد لهذه الأزمة الدائمة. لذلك يجب علينا رفض هذه المؤسسة الاستعمارية الجديدة وتفويضاتها "الإصلاحية" الشريرة التي تنتزع سيادتنا الاقتصادية. والسبيل الوحيد للمضي قدماً هو بإنشاء نظام سياسي جديد في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وهذا هو مشروع النهضة الحقيقي الذي نستطيع من خلاله منع الغرب الكافر المستعمر من معاملتنا كالأيتام على موائد اللئام، وحماية الأمة ومواردها من الجشع الرأسمالي الاستعماري. قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا۟ مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية بنغلادش