{ حار الحليم } - قصيدة
*
حار الحليم وبالجنون تكلمَ ......... كم مسلمٌ في الأرض يقتل مسلما!!!
قد سنَّ شفرته ليُحسنَ ذبحه ........ سمَّى وكبَّر والفؤادُ تبسمَ
لله في شغف يقاتل إخوة .......... وكأنه في قتلهم يحمي الحمى
هذا أمير جماعة بعمامة ......... أفتى خزعبلة فصار معلما
جمع الشباب غواية من حوله ....... أعطاهمُ الفردوس حين تكلمَ
من جهلهم صار الحرام محللا ..... والذبح قربى والحلال محرما
والجيش يحشد في القواعد نخبة ....... حمل السلاح بجرأة وتقدمَ
ونوى بطاعة حاكم ألا يرى ........ غير الأوامر في القتال مترجما
واستنفر الطيران في طلعاته ........ أين العمامة خُبأت كي تعدمَ
فترى سلاح الجو يقصف أهلنا ...... من بطشه قلبُ الصخور تألمَ
وترى العمامة ، رأسها في عصمة ....... من قصفهم ، سبحان من قد سلمَ !!!
سُفكت دماء المسلمين سياسة ......... وترى الخيانةَ في السياسة أعظمَ
هي فتنة ظهرت لتحرق ديننا ........ والغرب أشعلها ليحصد مغنما
ويقال إن الأمر فيه غشاوة ......... واللبس كان على العقول مخيما
أولم يروا في ضرب كل قذيفة ........ بيتا على أصحابه متهدما
أولم يروا أمعاء طفل بُعثرت ......... والرأس بعد القصف صار مهشما
أولم يروا طفلا بعمر حضانة ...... من بعد دفئ الحضن صار ميتما
واللحم يُسلخ والعظام تناثرت ........ والحي يُدفن في الركام مضرما
أولم يروا أمَّا تقطع قلبها ........... والعين تشخب من مدامعها الدمَ
ما زال ينزف حزنها إذ أبصرت ........ وجهَ ابنِها وعليه لم ترَ مَعْلَما
أولم يروا كم حاكما في حكمه ............ يأبى بدين محمد أن يحكمَ
يستنفر الأجناد يقتل شعبه ........... وَلِوِدِّ إسرائيل يسعى مُحْرِما
ملأ السجون ليستريح عدونا ......... من قولةٍ للحق توقظ مسلما
طَبْعُ الطغاة بحكمهم حربُ الهدى ......... والكيدُ للإسلام حتى يُهدمَ
أولم يروا كم عالما متسلقا .......... في ودِّه الحكام يركب سلما
يعطي الرويبضةَ الفتاوى خِلفَة ........ من كل صنف كي يحوز الدرهمَ
وَيُضِلُّ بالفتوى العبادَ عن الهدى ........ بعداوة وكأنَّه ما أسلمَ
يُبدي سماحةَ من يُناجي ربَّه ......... ليلا ، ليسقيك الدواء مسمما
أولم يروا إعلامنا في بثه ............ فتن العقول وبث فكرا مُسْقَما
قلبوا الحقائق في برامجهم وقد ......... جعلوا لنا دين الإله مذمما
ولقد أحالوا البحر ماءً زمزما .......... زورا كما جعلوا البحيرة علقما
حار الحليم لأنَّه لم يجتهدْ ............ لو أمعن النظرَ الصحيحَ لأجْزَمَ
أنَّ الخلافة حلنا وخلاصنا ............ وبها يكون الخوف فينا مُعْدَما
والأمن يجعل كلَّ أرض جَنَّة ......... والعدل يجعل كلَّ فرد مُكْرَمَا
وهي التي في حكمها تمكيننا .......... ونرى بها عيش الأنام مُنَعَّما
ترعى النصارى واليهودَ بعهدهم ......... وكم استجار بها المعاهدُ واحتمى
هي قبلة للناس من إحسانها ............ والجود للإحسان كان توأما
هي رحمة للعالمين بحكمها .......... وهداية بالنور تسطع في السما
هي قرة العين التي نهنى بها ......... وبها نرى شرع الإله مُحَكَّما
قل للحليم كفاك تشكو حيرة ........ واسلك طريقا للخلاص مُسَوَّما
هذي خلافتنا سبيل خلاصنا ........ فاعمل لها وكن الحريصَ المُقْدِمَ
*
*
#ابوشاهين_غزة
قصيدة على #البحرالكامل
{ حار الحليم } - قصيدة
Sep 10 2016, 02:01 PM
