الإسلام السياسي مشروع تأصيل أم تأصيل لمشروع ؟
حين اهتزت تونس بثورتها المشروعة حتى حطت هزات أخريات لثورات لاحقات في قلب الأمة و مركز ثقلها .....
و إن دّّل هذا على شيء فهو أن إحساس الأمة إحساس مشترك إحساس طبيعي أدى إلى صحوة فكرية ثورية كانت لسنوات خلت تعاني من تصحر ....
نعم صحوة فكرية أحدثت ضجة عملية نتج عنها البحث و التمحيص عن الأسباب و المسببات القريبة و البعيدة لهذه الهزات المفاجأة و تساؤلات عميقة عن صاحب القيادة و الريادة الذي سيصاحب هذه الثورات إلى بر الأمان ؟؟
هل هو صاحب المشروع الليبرالي الذي فقد شرعيته لدى الشارع ؟
أم هو صاحب المشروع الإسلامي السياسي الذي فرض شرعيته و أجندته على الساحة السياسية بقوة تجييشه للملاييين من الثوريين من القصبة بتونس إلى ميدان التحرير بمصر فليبيا مرورا بيامنا و شامنا ..... و ما مطلبهم بتحكيم الشريعة إلا إقرار ضمني لما نقول ؟؟
و لاحتواء الأمر من قبل من يتربص بنا شرا و بعد تيقنه من أن النهج الليبرالي نهج لم يعد ينطلي توظيفه على هذه الأمة العصية بما أنه مشروع فقد مركز الثقل و الجذب حتى في عقر داره ...
تم تحصين نفسه ببديل ينطلق من ذات الأمة لاحتوائها بتأصيل لمشروع سياسي إسلامي في الواجهة لتجده جب غربي ما أن تدخل أعماقه ...هذه العملية هي تثبيت للنموذج التركي (الإسلام المعتدل) بتقاليده العلمانية الأتاتوركية المحروسة من قبلهم ...
فقد أكد المبعوث الامريكي لشؤون التحول الديمقراطي في الشرق الأوسط ويليام تايلور أن الخارجية الامريكية تقدم " تدريبات للأحزاب" لمساعدتهم علي الاشتراك في الانتخابات أو تقديم مساعدات خدمية للتحضير للانتخابات موضحا أن "أحزاب إسلامية تقدمت بالفعل للحصول على تلك التدريبات
كما أعلنت الممثلة للشئون الخارجية و الأمن في الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون استعداد الاتحاد الأوروبي للتعاون مع الأحزاب الإسلامية
و يتحفنا راشد الغنوشي من واشنطن :بأن تونس تعول على الجانب الأمريكي في الانتقال الديمقراطي
هذا المشروع الإسلامي الحداثي الجديد الذي تخبرنا حركاته (انه ذو مرجعية إسلامية بتلوينات عدة)
مما أنتج الفتاوى السياسية و تناقضاتها إسلام يتيح القراءة و نقيضها
فبعد تصريح الأمين العام للنهضة الجبالي )حول خلافة سادسة)
أفاد العجمي الوريمي على هامش محاضرة نظمها مكتب الشباب بحركة النهضة أن راشد الغنوشي اعتبر أن حمادي الجبالي أخطأ في استخدام عبارة “الخلافة السادسة”.
وأضاف أن الغنوشي يؤكد على أن حركة النهضة متمسكة بالنظام البرلماني وستدافع عنه في جلسات المجلس التأسيسي القادمة .
و أعلن الغنوشي سابقا أن الدين لا يتعارض مع الديمقراطية
هذا المشروع الذي البس الإسلام غطاءا غربي واسقط قيمة التقيد بالحكم الشرعي و أسس مكانه الحرية الشخصية ( بحيث أصبح الحجاب تعبيرا عن الحرية الشخصية و ليس تقيدا بالحكم الشرعي ....... )
مشروع تم تأصيله خصيصا لسحب البساط من تحت مشروع تأصيل
(( مشروع دولة الخلافة الراشدة)) هذا المشروع الفريد الذي أحياه هذا الحزب المبدئي حزب التحرير هذا المشروع وحده الجدير بأن تحتضنه الأمة لأن الإسلام ليس مجرد شعارات رنانة تثير أصحاب القلوب الضعيفة بل الإسلام دين و الدولة جزء منه دين و التشريع أس من أسسه دين و الحكم قاعدة من قواعده كلها مستنبطة من الأدلة الشرعية
فعلى المسلمون أن يعرفوا الخبيث من الطيب فالبون شاسع بين الإسلام المعتدل الذي شرعه الغرب و بين الإسلام الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم
﴿ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ ﴾