الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، وسفيره بينه وبين عباده، المبعوث بالدين القويم، والنهج المستقيم، أرسله الله رحمة للعالمين، وإماماً للمتقين، وحجة على الخلق أجمعين، فصلى الله عليه وعلى آله وصحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد
أخواتي حفيدات الصحابيات:
أقول لكن هذه الكلمات البسيطة في مظهرها، الثمينة في جوهرها وأسأل في هذا المقام كل فتاة وكل امرأة وكل ابنة مسلمة مهما كان دورها في المجتمع -أين أنت أختي من نصرة دين الله؟! أين أنت من حمل دعوة الإسلام؟ أتنسين أن في عنقك مسؤولية بيان عوار هذه الأنظمة الفاسدة وظلمها وفسادها؟
أتنسين أن عليكِ العمل لتوحيد الكلمة وإعادة تحكيم شرع الله على الأرض ومبايعة الخليفة ليقوم بهذا؟
أخواتي:
أترضين بالذل بعد الكرامة وتتركن دعوتكن ونصرة دينكن وتذهبن لانتخاب مجلس تأسيسي يقوم بتعيين بشرعاجز ناقص محتاج ليضع دستورا فاسدا ظالما لا يحفظ أعراضنا ولا يرعى شؤوننا بل يحارب ديننا ولا يحكم شرع الله فينا؟؟
أليس هذا النظام الجمهوري والمتمثل في(القانون الوضعي) هو من عاقبنا في العهد البائد علي القيام بشعائر ديننا؟ ألم يزجّ بإخواننا في السجون واضطُهدهم باسم هذا القانون الجبري لأنهم قالوا ربنا الله ثم استقاموا؟ ألم ينزع خمار أخواتنا في الجامعات والمدارس والطرقات؟ ألم يمنعهن من نيل حقوقهن باسم هذا القانون الجائر؟؟ ألم يقم بتغيير مناهج التعليم وحاول تجفيف منابع الدين وحصره في دائرة ضيقة ( كأحكام الصلاة والطهارة..؟) ألم نكتو بنارهذه القوانين البائدة التي حللت الربا ورخصت دور الزنا؟
ألم يتركوا كتاب الله وراء ظهرهم وحكَّموا غيره فوضعوا مجلة أصبحت مقدسة عندهم أكثر منه؟ قل هل يستويان مثلا!!
ألا تقوم هذه البلاد وغيرها في العالم الإسلامي على عقيدة فصل الدين عن الحياة؟ عقيدة الغرب الكافر والتي تم تطويرها على أيدي الفلاسفة والمفكرين والتي تقضي بأن الإنسان هو الذي يضع نظامه لنفسه ولا بد من إطلاق جميع الحريات حتى يتمكن الإنسان من ذلك؟!
كل هذه الأسئلة لا تخفى حقيقتها على كل مسلم ومسلمة ممن يدركون عظمة دينهم وقدرته على حل مشاكلهم ورعاية شؤونهم.
أخواتي الكريمات:
لطالما سعى الغرب الكافر لضرب المجتمع الإسلامي فكانت المرأة هي الفأس التي يحاول بها ولغاية الآن هدم الإسلام ومحاربته، فدعونا أخواتي نخيب آمالهم، وبدل أن نكون معول هدم كما يخططون فلنكن معول بناء، ولنعمل بجدّ وكدّ لإعادة العزة لديننا حتى نكون حجر أساس في بناء دولتنا الإسلامية. ولتسع كل واحدة منا في مكانها لتأخذ دورها وتقوم بواجبها لإعادة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة حتى نبايع خليفتنا باذن الله. فالإسلام والسلطان أخوان توأمان، لا يصلح واحد منهما إلا بصاحبه، فالإسلام أس والسلطان حارس، وما لا أس له منهدم، وما لا حارس له ضائع. نسأل الله تعالى أن يعيد السلطان للإسلام وحده قريبا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أم تقي - تونس