لا يستحون لا يخجلون حتى من تصريحاتهم المذلة .. لقد الفت السلطة ورجالاتها المهانة والذل واصبح طبيعيا ان يصرح احدهم بالفشل ومراوغة يهود لهم بعد كل ما قدموه من تنازل وتفريط وبعد كل هذه المسرحيات التي يقدمونها ..
يقف احدهم بكل وقاحة وكأنه يخبرنا عن سر( أنّ حكومة تل أبيب تحاول أن تجعل السلطة وكيلا أمنيا لتوفير الأمن لإسرائيل)". هل استعذبتم حياة الذلة..
في تصريح جديد لأحد أقطاب السلطة يكشف عن حقيقة مشروع السلطة السياسي والأمني، اعترف وزير الشؤون المدنية الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ "أنّ حكومة تل أبيب تحاول أن تجعل السلطة وكيلا أمنيا لتوفير الأمن لإسرائيل".
لا شك أنّ السلطة الفلسطينية تعلب دورا قذرا في قضية فلسطين، فهي قد أصبحت ذراعا أمنيا لكيان يهود، تبطش بكل من يزعج أو يهدد أمن يهود، وقد تمكنت من تحقيق الأمن ليهود في السنوات الأخيرة إلى درجة دفعت قادة يهود إلى الاعتراف بذلك في مؤتمراتهم. والآن تلعب السلطة دورا جديدا بعد أن رسخت الدور الأول (الذراع الأمني)، فأخذت تنفّذ دور تهجير وإنهاك أهل فلسطين، من خلال سياستها الاقتصادية التي تهدف إلى تجريد الناس من مقومات عيشهم في مقابل المحافظة على السلطة وأجهزتها الأمنية.
إن هذا الاعتراف البشع، يعيد إلى الأذهان تصريح رئيس وزراء السلطة الفلسطينية عن دولته في ظل وجود الاحتلال واصفا إياها بدولة الميكي ماوس!!، وغيره من التصريحات من رئيس السلطة وأقطابها حول "دولة على ورق"، وهو ما يؤكد على أنّ قادة السلطة يعرفون حقيقة مشروعهم، فهم يعرفون أن لا سيادة لهم ولا سلطان، وأنّهم موظفون أو تجار في هذا المشروع، يتكسبون من ورائه مقابل خدمات قذرة يقدمونها لأصحاب المشروع (أمريكا والغرب ويهود)، فها هو حسين الشيخ يقول للإذاعة الفلسطينية الرسمية يوم الاثنين الماضي "منذ عام 2000 لم يعد هناك أي شكل من أشكال الصلاحية والولاية للسلطة الوطنية الفلسطينية بما فيها الصلاحية والولاية على مناطق ألف، وفق تصنيفات اتفاق أوسلو." وتابع: "والدليل على ذلك دخول قوات الاحتلال إلى مناطق ألف - المدن الرئيسية بالضفة الغربية - يوميا سواء للاستعراض أو للاعتقال أو ...الخ من هذه الإجراءات". فهو يصرح بكل وضوح أنّ سلطته لا تملك أي شكل من أشكال الصلاحية والولاية حتى على مناطق ألف، فما الذي يصبّر قادة السلطة على هذا المشروع وهم يعلمون حقيقته؟!!
وقبل هذا وبعده ما زالت السلطة تقوم بالدور السياسي الخياني الهادف إلى التفريط بفلسطين وإعطاء الشرعية لكيان يهود تحت شعار أنّ السلطة وأمها منظمة التحرير هما الممثلان الشرعيان لأهل فلسطين!!
وأما ونحن أمام هذا الواقع من معرفة السلطة وقادتها لحقيقة سلطتهم ودورها الخبيث في فلسطين دون أن يردعهم ذلك من مواصلة المسيرة التآمرية، فلم يبق أمام أهل فلسطين إلا أن يرفعوا أصواتهم عاليا في وجه السلطة وأزلامها لإفشال مشروعها الخبيث، وبغير ذلك فستبقى رجالات السلطة تواصل سيرها نحو الهاوية غير آبهة بعذاب جهنم وسوء المصير في الدنيا والآخرة.