اللغة العربية لغة القرآن الكريم، عندما ضعفت، ضعفت دولة الخلافة، عندما ضعفت ضعف فهمنا لإسلامنا، ولا يمكن فهم الإسلام بشكل صحيح إلا بإتقان اللغة العربية، وانظر كيف نظر أسلافنا الى اللغة العربية لتدرك كم هي خسارتنا بعدم اتقاننا للغتنا، فهذا عمر رضى الله عنه يأمر بألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة, ويأمر أبا الأسود ليضع النحو, ويقول: "تعلموا العربية فإنها تثبت العقل, وتزيد المروءة", ويقول: "إياكم ورطانة الأعاجم", ويقول: "تعلموا النحو كما تتعلمون السنن والفرائض"، ويقول ابن تيمية, رحمه الله, موضحا الترابط بين الإسلام, واللغة العربية: "فتعلم اللغة العربية من الدين, ومعرفتها فرض واجب, فإن فهم الكتاب والسنة, فرض, ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية, وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب." ويقول الشافعي رحمه الله: "إن الله فرض على جميع الأمم تعلم اللسان العربي بالتبع لمخاطبتهم بالقرآن, والتعبد به."
حتى الأعداء شهدوا للغة العربية، من مثل المستشرق الايطالي جويدي حيث تغزل باللغة العربية قائلا: "اللغة العربية الشريفة آية في التعبير عن الأفكار, فحروفها تميزت بانفرادها بحروف لا توجد في اللغات الأخرى, كالضاد والظاء والعين والغين والحاء والطاء والقاف, وبثبات الحروف العربية الأصيلة, وبحركة البناء في الحرف الواحد بين المعنيين, وبالعلاقة بين الحرف والمعنى الذي يشير إليه. أما مفرداتها, فتميزت بالمعنى والاتساع والتكاثر والتوالد, وبمنطقيتها (منطقية في قوالبها), ودقة تعبيرها من حيث الدقة في الدلالة والإيجاز, ودقة التعبير عن المعاني."
أما في هذه الايام التي يحيا فيها المسلمون هذه الحياة الاليمة في ظل الانظمة الرأسمالية وفي ظل غياب الخلافة، نرى الكثيرين ممن يسبون العرب ويتهكمون عليهم لتخلفهم عن ركب العالم التكنولوجي والسياسي ولما يعانيه العالم الاسلامي من ويلات، وتظهر كثيرا هذه التهكمات في الكاريكاتيرات، عندما يسب العرب على ما يشاهد منهم من سعي البعض وراء شهواتهم وبطونهم وغيره.
في الحقيقة يجب الحذر من هذ الامر، فصحيح ان وضع المسلمين جميعا بما فيهم العرب في هذا الوضع المتردي، ولكن يجب ان يعلم اولا ان اللغة العربية هي:
• لغة القران الكريم، قال تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}
• لا يفهم القران الكريم بغير اللغة العربية
• لا يمكن فهم سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بغير اللغة العربية
• لا يمكن الاجتهاد بغير اللغة العربية
• لا يمكن فهم الاسلام بغير اللغة العربية
• لا يمكن إنهاض المسلمين بغير اللغة العربية
• لا يمكن أن يتغير الحال بغير اللغة العربية
ولذلك كانت طاقة اللغة العربية وطاقة الاسلام ان امتزجتا أصبحتا طاقة قوية دافعة للتغيير وبهما معا ينتشر الخير في العالم، فالطاقة العربية وحدها لا شيء، والاسلام لا يوجد بدون اللغة العربية، ولذلك كانت اللغة العربية هي احد المكونات الرئيسة لفهم الاسلام ونشره والدعوة إليه.
فنحن كمسلمين لا تعتز باللغة العربية لأننا عرب، فاللغة وحدها لا قيمة لها بدون الإسلام، ولذلك نبراسنا قول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه عندما قال: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغير الإسلام أذلنا الله"، نعم عزتنا وقوتنا هي بتمسكنا بالإسلام، ولكن كما قلنا سابقا ان فهم الاسلام وحمله ونشره لا يمكن أن يتم بدون اللغة العربية.
والملاحظ أيضا أن التخلف الذي تحدثنا عنه سابقا أصاب المسلمين بشكل عام عرب وغير عرب، وهذا إن دل على شيء فيدل على ان سبب التخلف ليس كوننا عربا، بل بسبب تخلفنا وابتعادنا عن اسلامنا الذي هو سبب قوتنا، ولن نرجع الى صدارة العالم الا ان اقمنا دولة الخلافة دولة القران لتطبق الاسلام في العالم، وخير البلاد لإقامة دولة الاسلام هي البلاد العربية، ولا يعني ذلك ان اقامة الخلافة في غير البلاد العربية غير ممكنة او غير جائزة.
ولكن هنا نريد التركيز على خطر التهكمات التي تحصل على العرب، سواء بقصد أو بدون قصد، ومن آثار هذه التهكمات:
1- جعل الناس تنفر من العرب وهذا يعني النفور من اللغة العربية، فاصبحنا ننظر لمن يتحدث لغة ثانية غير اللغة العربية بانه انسان متحضر، حتى لو كان لا يتقن اللغة العربية الفصحى.
2- تيئيس الناس من عملية التغيير في البلاد العربية، وذلك بإعطاء صورة ان العرب أناس متخلفين لا يمكن ان يحصل في بلادهم عملية تغيير.
3- محاولة حصر المشكلة في العرب وابعاد الانظار عن ان المشكلة هي الابتعاد عن تطبيق الاسلام في دولة الخلافة.
4- تقديس الدول الغربية واللغات الاجنبية والانسان الاجنبي كانسان متحضر، وان الانسان العربي انسان متخلف، وهذا يوجد عقد النقص عن الانسان المسلم العربي ويجعله يعمل على تقليد الغربيين، واول التقليد الاهتمام بلغتهم.
وغيره من الآثار المدمرة للتهكم على العرب، وليعلم الجميع انه لن يعود للغة العربية مجدها وعزها الا بعودة الخلافة، عندما تكون اللغة العربية اللغة الرسمية لدولة الخلافة، وتقوى اللغة العربية بقوة دولتها، يقول ابن خلدون: "إن قوة اللغة في أمة ما تعني استمرارية هذه الأمة بأخذ دورها بين بقية الأمم, لأن غلبة اللغة بغلبة أهلها, ومنزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم."
رابط الموضوع:
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/218763555132824/?type=3
التحضر
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=3132&hl=
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين, وبعد:
يقول ابن خلدون:"إن قوة اللغة في أمة ما تعني استمرارية هذه الأمة بأخذ دورها بين بقية الأمم, لأن غلبة اللغة بغلبة أهلها, ومنزلتها بين اللغات صورة لمنزلة دولتها بين الأمم." وهذا حق, وهو يفسر تراجع مكانة اللغة العربية, اليوم, أمام الإنجليزية والفرنسية, على سبيل المثال, والتي تقف خلفها دول تنفق على نشرها بسخاء, من أجل نشر حضارتها في العالم, مجتاحة بها العالم عن طريق كل وسائل الاتصال الحديثة, لتفرض على الناس طريقة عيشها, وأسلوب تفكيرها, وحلول المشاكل من وجهة نظرها.
إن نزول الإسلام {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}الشعراء195 جعل اللغة العربية أشرف لغة, وجعل الحفاظ عليها من الحفاظ على الدين, إذ لا يمكن فهم الدين, والعمل به إلا بفقه هذه اللغة, وتعليمها وتعلمها. وهذا ما أدركه المسلون الأوائل, فكان الاهتمام باللغة العربية, وعلومها من أسس عمل الدولة, ومن سياستها. فهذا رسول الله, صلى الله عليه وسلم, يقول حين لحن رجل بحضرته:"أرشدوا أخاكم فقد ضل" , وها هو يقضي, بوصفه رئيس دولة, بأن يعلم كل أسير, في معركة بدر, ليس له فداء, أولاد الأنصار, كتابة اللغة العربية, وها هو يراسل قادة الدول باللغة العربية. وهذا عمر, رضى الله عنه, يأمر بألا يقرئ القرآن إلا عالم باللغة, ويأمر أبا الأسود ليضع النحو, ويقول:"تعلموا العربية فإنها تثبت العقل, وتزيد المروءة", ويقول:"إياكم ورطانة الأعاجم", ويقول:"تعلموا النحو كما تتعلمون السنن والفرائض." وهذا علي, كرم الله وجهه, يطلب من أبي الأسود أن يكتب كتابا, في أصول العربية, فيرد عليه:"إن فعلت هذا أحييتنا, وبقيت فينا هذه اللغة." وهذا يدل على أن الاهتمام باللغة, ورفع شأنها, كان قرارا سياسيا اتخذه قادة المسلمين.
واستمر خلفاء المسلمين في الحفاظ على اللغة العربية, وعلومها, خدمة للإسلام, فكان التعريب للدواوين والنقود, وكان وضع أسس الإعجام (للمصحف بالنقاط والشكل), وكانت الدول المفتوحة تستخدم اللغة العربية, كلغة رسمية, وصارت العربية لغة العلوم والفنون بفضل الترجمة, وبقيت هذه اللغة في العصور اللاحقة ترتقي وتنهض وتزدهر, لغة للعلم والآداب, فنمت الحركة الثقافية, والعلمية, في حواضر العالم الإسلامي بازدهارها. وكان الخلفاء يعقدون المناظرات بين علماء اللغة في مجالسهم, وكانوا يشجعون الشعر والشعراء, وكانوا يغدقون عليهم الأعطيات, فضلا عن إنشائهم الكتاتيب والمدارس والجامعات, لخدمتها. وقد كانت اللغة العربية تنزل, من علوم الإسلام ومعارفه, منزلة القلب من الجسد, وكان المسلمون يتعلمون اللغة العربية كما يتعلمون حفظ القرآن, وكانوا ينظرون إلى النحو والصرف وغيرها كما ينظرون إلى علم التفسير والحديث, وكانوا ينظرون إلى ألفية ابن مالك كما ينظرون إلى تفسير القرطبي, وإلى الكافية كما ينظرون إلى صحيح البخاري, دون نقصان. ورحم الله الشافعي الذي اعتبر العلم بلسان العرب "كالعلم بالسنن عند أهل الفقه." وهكذا أخذت اللغة العربية دورا عظيما في بناء صرح الإسلام, وسمت بين اللغات, وعلا نجمها عند الناس, وانتشرت انتشارا مهولا, بانتشار الفتوحات في الأمصار.
ثم ضعف الاهتمام باللغة العربية في العصور المتأخرة للدولة الإسلامية, ما ساعد على انهيارها, خصوصا مع ما رافق ذلك من غزو فكري وجه, ليس فقط للإسلام, بل لأداة فهمه - اللغة العربية, إذ نجح الكافر المستعمر في إبعاد المسلمين عن الاهتمام باللغة, ودراستها, والتعمق فيها, ودرجت اللهجات العامية في بلاد المسلمين, فضعف الفهم للإسلام, وكذلك الاجتهاد, الذي يعتبر الفقه في اللغة شرطه الأساسي. وبعد أن سقطت الخلافة, وصار الكافر المستعمر صاحب القرار, في بلاد المسلمين, اتخذ إجراءات عديدة أبعدت اللغة العربية عن مركز الاهتمام لدى الأمة الإسلامية, وجعلتهم يتوجهون قبلة لغاته لدراستها, أبرزها:
1. تضليل المسلمين بأن اللغة العربية لغة جامدة وصعبة, وأن لغته هي لغة العصر, وأنها لغة العلم والثقافة, وأن اللغة العربية لا يمكنها مواكبة العصر, وليست مرنة, ولا تتسع للمصطلحات الحديثة, من أجل تنفيرهم وإبعادهم عنها.
2. توجيه وتصميم المناهج في بلاد المسلمين بشكل يصد عن اللغة العربية, وزرع حب اللغة الأجنبية, وتدريس العلوم باللغات الأجنبية. يقول المبشر تاكلي:"يجب أن نشجع إنشاء المدارس على النمط الغربي العلماني, لأن كثيرا من المسلمين قد زعزع اعتقادهم بالإسلام والقرآن, حينما درسوا الكتب المدرسية الغربية, وتعلموا اللغات الأجنبية." ويقول الحاكم الفرنسي للجزائر, في الذكرى المائة لاحتلالها:"إننا لن ننتصر على الجزائريين ما داموا يقرؤون القرآن, ويتكلمون العربية, فيجب أن نزيل القرآن العربي من وجودهم, ونقتلع اللسان العربي من ألسنتهم."
3. الصد عن استخدام العربية الفصحى, من خلال الدعوة إلى العامية, وإحياء اللهجات المحلية ودراستها, والدعوة إلى إلغاء الحرف العربي والكتابة بالحرف اللاتيني, وتشجيع الكتابة بالعامية, واستخدام الإعلام للعامية, والألفاظ الأجنبية ...
4. محاربة الأنظمة في بلاد المسلمين - وبتوجيه من الغرب - للغة العربية الفصحى, لصالح اللهجات العامية, واللغات الأجنبية, في مجالات الحياة المختلفة, كالتعليم, والإعلام, والإعلان, والتواصل السياسي والتجاري, ...
وهكذا, فإن مشكلة اللغة العربية -اليوم- هي مشكلة سياسية بحتة, وتكمن في إقصاء الإسلام عن الدولة والمجتمع, ولا علاقة لها باللغة العربية كلغة. وهو يعني أن دولة الخلافة القادمة, الدولة الأولى في العالم, ستعيد للغة العربية مكانتها الأولى بين اللغات. أما كيف ستحييها, وتنهضها كما كانت, فبأمور أهمها:
أولا: إيجاد وتركيز البيئة اللغوية, التي تدفع المسلمين لاستخدام اللغة الفصحى, كطبع وسجية في حياتهم (ما يطلق عليه السليقة), ويكون هذا من خلال:
1. نشر الاهتمام بالفصحى لدى الأمة, وربطها بفهم الإسلام, ودراسته, والعمل به.
2. جعل اللغة العربية وحدها لغة الإسلام, واللغة التي تستعملها الدولة.
3. إعلان العربية الفصحى كلغة رسمية للدولة, وفرضها في الإعلام, ودوائر الدولة, والمرافق العامة, والمراسلات التجارية, ومخاطبة الدول الأجنبية, وفي السفارات والبعثات الدبلوماسية, وفي حمل الدعوة الإسلامية إلى غير المسلمين.
4. منع استخدام العامية, أو اللغات الأجنبية في أي مكان عام في الدولة, ومنع أي مظهر لها, ويشمل هذا أسماء المحلات التجارية, وأسماء البضائع, واللوحات الإرشادية وغيرها, ويشمل الأسواق, وكل مرافق الحياة.
5. مراقبة المطبوعات من كتب ومجلات ودعايات, حتى لا يتطرق أي شيء عامي, أو أجنبي إليها.
6. إعادة دور المساجد بوصفها دور علم, وتعليم للعربية الفصحى.
ثانيا: بناء قاعدة تعليمية تثمر ناطقين بالفصحى, وتثمر علماء أفذاذ في اللغة, وتثمر مجتهدين ومفكرين ومفسرين وفقهاء ... ويكون ذلك من خلال:
1. تصميم المناهج على أساس إيجاد البيئة اللغوية, وتخريج الناطقين المبدعين بالفصحى. ويكون هذا في مناهج المدارس الحكومية والخاصة, والجامعات, وكل المؤسسات التعليمية. ويتحقق هذا, في المقام الأول, بتركيز تدريس اللغة العربية في المدارس, بحيث تجعل حصص العلوم الإسلامية والعربية أسبوعيا بمقدار حصص باقي العلوم, من حيث العدد, ومن حيث الوقت.
2. توفير المكتبات, وكافة وسائل الحصول على المعلومات, والكتب في اللغة العربية الفصحى, وإقامة المسابقات في اللغة, وتقديم المحفزات المادية والمعنوية للمبدعين والمتفوقين فيها.
3 . فرض الفصحى على جميع موظفي الدولة, نطقا وكتابة, من خلال عقد دورات مكثفة لهم لإتقانها. إضافة إلى جعلها شرطا في التوظيف.
4 . فرض اختبارات, تقيس اللغة العربية الفصحى, على موظفي الدولة, والمعلمين, وخريجي الجامعات, وكل من يدخل الدولة ... وتصميم, وإجراء دورات تشمل مهارات اللغة, وبمستويات متعددة, لمساعدة من لا يتجاوز الحد الأدنى من اللغة العربية الفصحى. كما يفرض على معلمي اللغة العربية, والخطباء, ومدرسي القرآن مستوى أعلى فيها.
5 . إعداد برامج تلفزيونية خاصة بتنمية اللغة العربية الفصحى.
6 . منع تدريس, أو التدريس, بأية لغة أخرى غير العربية, في كل التخصصات, وفي كل المدارس والجامعات. ويستثنى من هذا التخصصات اللغوية, في التعليم العالي, بقصد إيجاد العدد الكافي من متقني اللغات الأجنبية التي تحتاجها الدولة, للترجمة مثلا, وحمل الدعوة.
7. تشجيع حركة الترجمة والتعريب, من أجل أخذ العلوم, والاكتشافات, والاختراعات, من الأمم الأخرى, بدل أن يدرسها المسلمون بلغات تلك الأمم, وكتابة كل العلوم باللغة العربية فقط.
8 . فتح المساجد للتعليم, وجعلها رائدة في حلقات العلم اللغوي الشرعي.
9 . وضع خطة شاملة لتحفيظ القرآن الكريم للمسلمين, وخصوصا الصغار, حتى يشبوا في بيئة لغوية سليمة, تتكلم اللغة الفصيحة, بشكل تلقائي (بالسليقة). إضافة إلى تحفيظ الأبناء ديوان العرب, الذي هو الشعر, وخاصة الشعر الجاهلي, الذي يمثل مختلف الأنماط والأشكال اللغوية, ليصبح, مع القرآن, مقياسا آليا وطبيعيا للناطق بالفصحى. ورحم الله الفاروق حين أوصى:"عليكم بديوان العرب."
إن الأمة لم تفصل بين لغتها والإسلام, إلا بعد أن ضعفت فكريا, وانهارت ككيان سياسي, وما أن تقوم دولة الخلافة, حتى يعود مجد اللغة العربية الذي ساد. فالعلاقة بين الإسلام, واللغة العربية, علاقة فريدة لا تشبهها أية علاقة بين المبادئ واللغات, ذلك أن الإسلام لا يفهم, ولا يفقه إلا بها, فالوحي نزل بها قرآنا عربيا:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} يوسف2 , وهي لغة السنة, ولغة الاجتهاد, ولغة الدولة الإسلامية, فهي إذن من متعلقات الهوية الإسلامية, التي لا يستغنى عنها. ولذلك إذا لم تمزج الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية, فسيظل الانحطاط يهوي بالمسلمين. يقول ابن تيمية, رحمه الله, موضحا الترابط بين الإسلام, واللغة العربية:"فتعلم اللغة العربية من الدين, ومعرفتها فرض واجب, فإن فهم الكتاب والسنة, فرض, ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية, وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب." ويقول الشافعي رحمه الله:"إن الله فرض على جميع الأمم تعلم اللسان العربي بالتبع لمخاطبتهم بالقرآن, والتعبد به."
وعليه, فليعلم المسلمون اليوم أن لغتهم العربية, المجني والمتآمر عليها, هي أشرف وأعظم لغات الأرض, حين قدر الله أن تكون لغة القرآن. وهذا الإتحاد العضوي بين العربية والإسلام قدم خدمة جليلة في فهم الإسلام, وأدائه, لما فيهما من القدرة على التأثير والتوسع والانتشار. أما قدرة اللغة العربية على التأثير, فذلك لسعة ما فيها من المفردات, التي تمكن من تصوير الواقع تصويرا دقيقا, ففي اللغة العربية, على سبيل المثال, سبعون اسما للأسد ليست مترادفة. وأما قدرة العربية على التوسع, فإن ما احتوته اللغة العربية من قواعد, في النحت والاشتقاق والتعريب والتشبيه, يجعلها تتسع لما يستجد من أشياء, ووقائع, وأحداث. فعملية التعريب, وهي أخذ الأشياء المستجدة بأسمائها, التي سميت بها, وإخضاعها فقط للميزان الصرفي, لتصبح الكلمة عربية الوزن, أكثر من كافية. وأما الانتشار, فإن اللغة العربية, لاقترانها بالإسلام, وكونها لغة القرآن, ولا يقرأ إلا بها, فمن البديهي أن تنتشر في كل قطر يصل إليه الإسلام. يقول العقاد, رحمه الله:"ولقد قيل كثيرا: إن اللغة العربية بقيت لأنها لغة القرآن, وهو قول صحيح لا ريب فيه, ولكن القرآن إنما أبقى اللغة, لأن الإسلام دين الإنسانية قاطبة, وليس بالدين المقصور على شعب أو قبيلة." ويقول إبراهيم علي:" إننا أمام إعجاز هز أركان الوجود البشري بلغته، وفصاحته، وبلاغته، وتركيبه، وأساليبه؛ فلو قُدر للحياة العربية وموروثاتها اللغوية أن تعيش بعيدة عن القرآن الكريم لما تجاوزت الفترةَ الجاهليةَ إلا بمقدار يسير، و لبقي العرب أمة مهملة في قديم الزمن, أو في جانب من جوانب التاريخ."
إن هذه القوة, وهذا الإبداع الذاتي للغة العربية, الذي لا يضاهى, جعل علماء الغرب يشهدون لها, فهذا الفرنسي أرنست رينان, يقول:"ولا نكاد نعلم من شأنها, إلا فتوحاتها وانتصاراتها, التي لا تبارى, ولا نعلم شبها لهذه اللغة, التي ظهرت للباحثين كاملة من غير تدرج, وبقيت حافظة لكيانها, خالصة من كل شائبة." ويقول:"من أغرب المدهشات أن تنبت تلك اللغة القومية, وتصل إلى درجة الكمال, وسط الصحارى, عند أمة من الرحل, تلك اللغة التي فاقت أخواتها بكثرة مفرداتها, ودقة معانيها, وحسن نظام مبانيها." ويضيف:"اللغة العربية بدأت فجأة على غاية الكمال, وهذا أغرب ما وقع في تاريخ البشر, فليس لها طفولة, ولا شيخوخة." أما الأمريكي وليم ورل, فيقول:"إن اللغة العربية من اللين, والمرونة, ما يمكنها من التكيف وفق مقتضيات هذا العصر, وهي لم تتقهقر فيما مضى أمام أية لغة أخرى, من اللغات التي احتكت بها, وستحافظ على كيانها في المستقبل, كما حافظت عليه في الماضي." أما ريتشارد كريتفل فيصف اللغة العربية بقوله:"إنه لا يعقل أن تحل اللغة الفرنسية, أو الانجليزية محل اللغة العربية. وإن شعبا له آداب غنية, منوعة, كالآداب العربية, ولغة مرنة, ذات مادة لا تكاد تفنى, لا يخون ماضيه, ولا ينبذ إرثا ورثه, بعد قرون طويلة عن آبائه وأجداده." وأخيرا, المستشرق الايطالي جويدي, يتغزل بها, فيقول:"اللغة العربية الشريفة آية في التعبير عن الأفكار, فحروفها تميزت بانفرادها بحروف لا توجد في اللغات الأخرى, كالضاد والظاء والعين والغين والحاء والطاء والقاف, وبثبات الحروف العربية الأصيلة, وبحركة البناء في الحرف الواحد بين المعنيين, وبالعلاقة بين الحرف والمعنى الذي يشير إليه. أما مفرداتها, فتميزت بالمعنى والاتساع والتكاثر والتوالد, وبمنطقيتها (منطقية في قوالبها), ودقة تعبيرها من حيث الدقة في الدلالة والإيجاز, ودقة التعبير عن المعاني."
نعم .. هذه هي اللغة العربية, وهذه حقيقتها, لمن لا يعرفها. وهي لغة كل العصور والأزمنة, وهي اللغة المعجزة, وهي أكثر اللغات الإنسانية ارتباطا بعقيدة أمتها, وهويتها, وشخصيتها. أما وأنه قد ظهر تاريخيا أن اللغة العربية أسمى وأغنى وأقوى اللغات في العالم, فإن مشكلتها اليوم ليست فيها نفسها, وإنما هي سياسية بحتة. ومع إدراكنا أن قضية اللغة العربية هي قضية فرعية نشأت عن القضية المصيرية للأمة الإسلامية, وهي غياب الخلافة والحكم بالإسلام, فإن خفة وزن اللغة العربية اليوم على مسرح اللغات العالمي, ونزول تأثيرها أمام اللغات الأخرى, سببه هجمات وتقصيرات سياسية تجاهها, فوزن اللغة من وزن دولتها. وما أن تقوم دولة الخلافة, ويعود قرارها السياسي المخلص, حتى تعود العربية إلى سالف وضعها, قلب الإسلام النابض, وتتفجر طاقاتها الكامنة, وتصبح لغة العلوم والثقافة, ولغة المعاهدات الدولية, ولغة التخاطب بين الناس, ويتهافت الناس على دراستها, كلغة عالمية أولى, ويعود لها مجدها وعزها, ومكانتها الطبيعية بين اللغات, وهي مقام الريادة والسيادة. أسأل الله تعالى أن يكون ذلك قريبا, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
https://www.facebook.com/145478009128046/photos/a.145707605771753.1073741828.145478009128046/258376871171492/?type=3
لم تعرف أمةٌ أو شعبٌ مكانة لِلُغتها كما عرف العرب مكانة لغتهم، ولم ترقَ لغة في الأرض إلى المستوى الذي رقيت إليه لغة العرب، فقد كانت عندهم البضاعة والصناعة، يقيمون لها أسواقاً يجتمع فيها الشعراء والأدباء والرواة من كل مكان، ومحكِّمون يُميّزون غثّها من سمينها، وجوائز تعطى لأعذبها وأنقاها منطقاً، وتُعلّق أجمل مقطوعاتها على أبواب الكعبة -أقدس أماكنهم شرفاً-.
وفي غمرة عزّهم وفخرهم بتلك البضاعة، جاءهم قرآن من ربهم يتحدّاهم في أعظم ما يملكون، يتلو عليهم آياتٍ أذهلهم جمالها، وهزّتهم روعتها، وخَلَبَ ألبابَهم إحكامها، فما كان منهم إلاّ أنْ أقرّوا بصدقها، وآمنوا بها حقاً من عند بارئهم إلاّ من استكبر منهم وأبى، وبذلك رفع الله مكانة لغتهم من عليٍّ إلى أعلى، وشرّفها بأن جعلها لغة القرآن الكريم، يقول ابن كثير في تفسير قوله تعالى في سورة يوسف "إنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ»: «وَذَلِكَ لِأَنَّ لُغَة الْعَرَب أَفْصَح اللُّغَات وَأَبْيَنهَا وَأَوْسَعهَا وَأَكْثَرهَا تَأْدِيَة لِلْمَعَانِي الَّتِي تَقُوم بِالنُّفُوسِ فَلِهَذَا أَنْزَلَ أَشْرَفَ الْكُتُب بِأشْرَف اللُّغَات عَلَى أَشْرَف الرُّسُل بِسِفَارَةِ أَشْرَف الْمَلَائِكَة وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَشْرَف بِقَاعِ الْأَرْض وَابْتُدِئَ إِنْزَاله فِي أَشْرَف شُهُور السَّنَة وَهُوَ رَمَضَان فَكَمُلَ مِنْ كُلّ الْوُجُوه».
نعم، إن لغة القرآن العظيم أفصح اللّغات وأوسعها على الإطلاق، وهذا ما أقرّ به أعداؤها قبل علمائها:
1ـ يقول المستشرق الفرنسي «رينان»: «من أغرب المُدْهِشات أن تنبتَ تلك اللّغةُ القوميّةُ وتصل إلى درجة الكمال وسط الصحاري عند أمّةٍ من الرُحّل، تلك اللّغة التي فاقت أخواتها بكثرةِ مفرداتها ودقّةِ معانيها وحسنِ نظامِ مبانيها، ولا نعرف شبيهاً بهذه اللّغة التي ظهرت للباحثين كاملةً من غير تدرّج وبقيت حافظةً لكيانها من كلّ شائبة» (مجلة اللّسان العربي، 24/8).
2ـ قال المستشرق الألماني «يوهان فِك»: «إنّ العربية الفصحى لتَدين حتى يومنا هذا بمركزها العالمي أساسياً لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية، لقد برهن جَبَروت التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن مقامها المسيطر» (الفصحى لغة القرآن ، أنور الجندي).
3ـ قال المستشرق الألماني «نولدكه» عن العربية وفضلها وقيمتها: «إنّ اللّغة العربية لم تَصِرْ حقّاً عالميةً إلاّ بسبب القرآن والإسلام ...وهكذا كان لا بُدّ أنْ يكون لهذا الكتاب من التأثير على لغة المنطقة المتّسعة ما لم يكن لأيّ كتابٍ سواه في العالم ..» (اللّغة العربية، نذير حمدان).
4ـ قالت المستشرقة الألمانية «زيغريد هونكة»: «كيف يستطيع الإنسان أنْ يُقاوم جمالَ هذه اللّغة ومنطقَها السليم وسحرَها الفريد؟ فجيران العرب أنفسهم في البلدان التي فتحوها سقطوا صرعى سحر تلك اللّغة، فلقد اندفع الناس الذين بقوا على دينهم في هذا التيار يتكلمون اللّغة العربية بشغفٍ، حتى إنّ اللّغة القبطية مثلاً ماتت تماماً، بل إنّ اللّغة الآرامية لغة المسيح قد تخلّت إلى الأبد عن مركزها لتحتلّ مكانها لغة محمد» (عن كتاب : شمس العرب تسطع على الغرب).
5- يؤكد المؤرخ «دوزي» أنّ أهل الذوق من الإسبان بهرتهم نصاعة الأدب العربي واحتقروا البلاغة اللاتينية، وصاروا يكتبون بلغة العرب الفاتحين، فاللّغة العربية ظلت أداة الثقافة والفكر في إسبانيا إلى عام 1570م، ففي ناحية «بلنسية» استعملت بعض القرى اللّغة العربية لغة لها إلى أوائل القرن التاسع عشر» (تاريخ مسلمي اسبانيا، الجزء الأول).
6ـ وعبّر الأستاذ «ماسنيون» قائلا: «إنّ المنهاج العلمي قد انطلق، أول ما انطلق باللّغة العربية، ومن خلال العربية في الحضارة الأوروبية. إنّ العربية استطاعت بقيمتها الجدلية، والنفسية، أن تضفي طابع القوة على التفكير الغربي، إنّ اللّغة العربية أداة خالصة لنقل بدائع الفكر في الميدان الدولي، وإنّ استمرار حياة اللّغة العربية دولياً لهو العنصر الجوهري للسلام بين الأمم في المستقبل» (جوليوساني: ترجمة سعدون السويح).
أمّا أقوال أهل اللّغة أنفسهم فكثيرة نورد البعض منها:
(1) يقول أنور الجندي في كتاب (الفصحى لغة القرآن) ما أورده الحسن الزبيدي: «إنّ عدد الألفاظ العربية 6ملايين و 699ألفاً و 400 لفظ (6,699,400) لفظ أي سبعة ملايين كلمة تقريباً في حين أنّ اللّغة الإنجليزية لا تكاد تصل ألفاظها إلى النصف مليون لفظة».
(2) ويرى عبد الرحيم السائح أحد أساتذة الأزهر أنّ «اللّغة العربية أعرق اللّغات العالمية منبتاً، وأعزها نفراً: سايرها التاريخ وهي مهذبة، ناجحة مليئة بالقوة والحيوية، وبفضل القرآن صارت أبعد اللغات مدى، وأبلغها عبارة، وأغزرها مادة، وأدقها تصويراً لما يقع تحت الحس، وتعبيراً عما يجول في النفس».
وقد عمد الغرب -ضمن حملته على الإسلام- إلى ضرب اللّغة العربية التي هي وعاء الإسلام ولا يُحمل الإسلام إلا بها.
وقد بدأت أعمال الهدم في اللّغة العربية مبكراً، بل حتى قبل القضاء التام على كيان المسلمين السياسي المتمثل في الخلافة العثمانية.
فقد بدأت أعمال الهدم في اللّغة العربية مبكراً، بل حتى قبل القضاء التام على كيان المسلمين السياسي المتمثل في الخلافة العثمانية.
أما الذين حملوا معول الهدم فكانوا أصنافاً ثلاثة: إما مسلمون مضبوعون بالغرب وأفكاره، منحرفون عن دينهم، أو نصارى عرب متآمرون على ضرب الإسلام واللّغة العربية، أو مستشرقون غربيون.
فهذا من يسمى زوراً «عميد الأدب العربي» طه حسين يقول: «إنّ اللّغة العربية ليست مُلكاً لرجال الدين يُؤمَنون وحدهم عليها، ويقومون وحدهم دونها، ولكنها ملكٌ للذين يتكلمونها جميعاً، وكلُّ فردٍ من هؤلاء الناس حرٌّ في أن يتصرف في هذه اللّغة تصرف المالك ...» (المجموعة الكاملة لمؤلفات طه حسين). فهو يريد أن يُفقِد اللّغة أهميتها الدينية ويسلخها عن ارتباطها بالدين لتسير ما سارت إليه اللّغات البائدة، وما كتابه في الشعر الجاهلي إلاّ من هذا القبيل.
وأما (كارل فولرس) فكتب كتاباً اسماهُ: (اللّهجة العامية في مصر)، وقال في محاضرةٍ له عام 1893 «إنّ ما يعيق المصريين عن الاختراع هو كتابتهم بالفصحى، وما أوقفني هذا الموقف إلاّ حُبي لخدمةِ الإنسانية، ورغبتي في انتشار المعارف».
ولم يكن هذا الوباء في مصر وحدها؛ فهذا «إسكندر معلوف» اللبناني أنفق وقته في ضبط أحوال العامية، وتقييد شواردها لاستخدامها في كتابة العلوم؛ لأنَّه وجد أسباب التخلف في التَّمسك بالفصحى، ونحا ابنه عيسى نحوهُ فيقول: «إنَّ اختلاف لغة الحديث عن لغة الكتابة هو أهمُّ أسباب تخلفنا رغم أنَّهُ من الممكن اتخاذُ أيِّ لهجةٍ عاميةٍ لغةً للكتابة؛ لأنها ستكون أسهل على المتكلمين بالعربية كافة، ولي أملٌ بأن أرى الجرائد العربية وقد غيّرت لغتها، وهذا أعدُّهُ أعظم خطوةٍ نحو النجاح، وهو غاية أملي».
أما أحمد لطفي السيد «مفسد الجيل» والذي كان يُسمى أستاذ الجيل وهو مُنشئ الوطنية المصرية الحديثة، فقد أشاد باستعمال اللّغة العامية، ودعا إليها في كثير من المناسبات وأحمد لطفي السيد هذا تولى رئاسة مَجمع اللّغة العربية؛ فأيُّ مَجمع هذا؟
وكان للمغرب العربي نصيب من هذه الدعوة؛ فقد أصبحت اللّغة العربية لغة ثانية بعد الفرنسية «لغة المستعمر»، وجاء في تقرير أعدته لجنة العمل المغربية الفرنسية: «إنَّ أول واجبٍ في هذه السبيل هو التقليل من أهمية اللّغة العربية، وصرف الناس عنها بإحياء اللهجات المحلية واللّغات العامية في شمال إفريقيا» (الاتجاهات الوطنية في الشعر العربي المعاصر، لمحمد محمد حسين).
ويخرج علينا عضو في مجمع اللّغة العربية وهو «عبد العزيز فهمي» ليدعو عام 1913م لكتابة العربية بالحروف اللاتينية، وأصدر كتاباً يوضح فيه طريقته، جاء فيه بالعجب العجاب؛ فقد جمعَ نماذجَ للكتابة، يكتبها ويكتب تحتها ترجمتها بالحروف العربية، ويقول ناشر الكتاب: «ونجحت التجربة في تركيا، وهم يقرؤون اللّغة التركية بالحروف اللاتينية (الاتجاهات الوطنية).
هذا ما كان عليه الحال في أواخر القرن التاسع عشر من محاولات طمس معالم اللّغة العربية أو تهميشها أو استبدالها بلغات أجنبية.
ولكن تلك المحاولات لم تتوقف عند ذلك الزمان، بل استمرت حتى يومنا هذا.
الموضوع من منقول من المكتب الإعلامي لحزب التحرير
http://naqed.info/forums/index.php?showtopic=5167&pid=18143&mode=threaded&start=0#entry18143
Powered by Invision Power Board
© Invision Power Services